بعد هذه المراجعة، يتوقع إيفان شهرة صغيرة لـ<مذكرة الموت>. على الرغم من أن هذه المراجعة التي اعتبرها إيجابية الى حد ما ستصل الى ألف أو ألفي شخص فقط، إلا أن هذا الوضع بالفعل جيد جدًا بالنسبة لوافد جديد برسم بمستوى أقل من المتوسط على مجلة صغيرة بدون إعلان.

يأمل إيفان أن تكون هذه الشهرة الصغيرة بداية للشهرة الكبيرة الحقيقية، لكنه يعرف أنه قد لا يحدث هذا الشيء قبل نشر عدة فصول إضافية.

نظر إيفان الى الساعة أمامه على الحائط، وكانت تشير الى 8:05 مساءً، فتذكر شيئًا ما، 'آه، أتذكر أن باب التصويت للمانجا في المجلة يُفتح على الساعة 8:00.'

سرعان ما دخل الى الموقع الالكتروني لمجلة الـ<الصحراء>.

كانت واجهة الموقع بسيطة بعض الشيء.

يحتوي الموقع على عدة أقسام، منها قسم المانجات التي يجري تسلسلها في المجلة، حيث يتم نشر المعلومات الأساسية لكل مانجا، أي الإسم والغلاف والمؤلف والرسام ورقم الفصل، وأيضًا مقدمة صغيرة للقصة. كانت معلومات <مذكرة الموت> موجودة في هذا القسم أيضًا.

هناك أيضًا قسم لطلب المجلة عبر الانترنت وإيصالها الى الباب. لكن أغلب الناس يفضلون شراءها من متجر المانجا، لأنه مع خدمة التوصيل، يرتفع سعرها قليلًا. يحتوي هذا القسم ايضًا على إمكانية الإشتراك الشهري أو السنوي في المجلة، والاشتراك أوفر بالتأكيد من سعر شرائها أسبوعيًا.

وأخيرًا، القسم الأهم لكل الرسامين في المجلة، هو قسم التصويت! في هذا القسم، يتم تحديث قائمة التصويت أسبوعيا، تضم كل المانجات.

كل عضو في الموقع بإمكانه التصويت بأحد الخيارين لكل مانجا: [أعجبني الفصل] ، [لم يعجبني الفصل] . وفي حال ترك فارغ، يتم الإعتبار أن الفصل لم يتم قراءته.

على الرغم من أن هذا التصويت يجري على شريحة فقط من القراء وليس جميعهم، وعلى الرغم أنه يمكن الكذب في التصويت، الا أنه يظل يحمل قيمة كبيرة لدى المجلة، ويظل يشكل دلالة على ما اذا كانت المانجا ناجحة أم لا، وبالتالي يحدد ما اذا كان عليهم إيقاف نشرها أم لا.

صوّت إيفان لـ<مذكرة الموت> فقط، وكان تصويته صادقًا، حيث أنه لم يقرأ أي مانجا أخرى في المجلة.

'من المؤسف أني لا أستطيع رؤية النتائج'، فكر إيفان بأسف.

كانت نتائج التصويت تقتصر فقط على الموظفين في المجلة، ولا يمكنه رؤيتها، لكن بإمكانه طلبها من محرره في حال أراد ذلك.

'سأطلب النتائج غدًا من المحررة'، تنهد إيفان ووضع هاتفه جانبًا، وذهب لرسم بضع لوحات من المانجا قبل النوم.

...

بعد ساعات قليلة، كان إيفان يقف أمام مكتبة عظيمة تشبه حائط كبير يحيطه من جميع الجهات. كانت المكتبة تحتوي على الكثير من المجلدات.

تبدو المكتبة موجودة في مكان طلق لأن السماء المرصعة بالنجوم ظاهرة، وأحيانًا يُلاحَظ بعض الطيور على إرتفاع قليل.

تساءل إيفان في البداية عن مكان وجود هذه المكتبة، لكنه عندما لم يقدر على مغادرة نطاق المكتبة، إستسلم واعتبره مجرد حلم.

'أخيرًا يمكنني إكمال قراءة <ون بيس>!'، قال إيفان بعاطفة.

قد يتساءل البعض، لماذا لم ينهي قراءة <ون بيس> حتى الآن؟ الإجابة بسيطة، المكتبة كانت تظهر بعد النوم، ساعتين في اليوم فقط، ولا يمكنه البقاء أكثر من ذلك.

خلال العام الماضي، قرأ إيفان الكثير من المانجات، لكن في المقابل، أمضى وقت كبير على تدقيق وحفظ وتحليل مانجا <مذكرة الموت> التي كان ينوي نسخها.

قرأ إيفان عدة فصول، وبعد ساعة ونصف، توقف عن اللهو وذهب ليراجع الصفحات التي ينوي رسمها غدًا من <مذكرة الموت>.

...

في اليوم التالي، في مكاتب مجلة <الصحراء>، كان هناك وضع إستثنائي.

"أيها المدير، مكتبة <مانجا وقلم> طلبت إرسال 300 نسخة إضافية."

هذا ثالث موظف مبيعات يأتي الى مدير المبيعات هذا الصباح ويخبره عن تهافت الطلبات الإضافية، ومن المتوقع أنه لن يكون الأخير.

كان مدير المبيعات في حيرة من أمره، فقد مر وقت طويل منذ آخر مرة حدث فيها هذا.

'ما الذي يحصل؟ هل حصلت المجلة على مانجا جديدة ناجحة؟ قد ينتهي المخزون قريبًا، ماذا سأفعل؟'، مشى مدير المبيعات في المكتب ذهابًا وإيابًا.

فجأة طرق الباب مرة أخرى.

'هل هو متجر مانجا آخر يريد المزيد؟'، عاد مدير المبيعات الى مقعده وقال: "أدخل".

دخلت موظفة صغيرة، وقالت: "مدير، هناك العديد من المتاجر الصغيرة تطلب نسخ إضافية، المخزون لدينا لم يعد يكفي."

"آه، حسنًا، لا ترفضوا أحد، سأطلب الأذن لطباعة المزيد".

بعد رحيل الموظفة، نادى مدير المبيعات لسكرتيره، "جيسي، إذهب وأخبر رئيس التحرير بالوضع، وأطلب منه الأذن لطباعة 4000 نسخة إضافية."

كان رئيس التحرير أعلى سلطة في المجلة، يليه المدراء مثل مدير المبيعات ومدير التحرير، وعلى مدير المبيعات طلب الأذن منه دائمًا قبل إتخاذ قرار فيه مخاطرة.

بعد دقائق، عاد السكرتير.

"أيها المدير، لقد وافق على طباعة 2000 نسخة فقط."

"حسنًا، لا بأس، كان هذا هدفي"، إبتسم المدير ثم خرج ليخبر الموظفين بما عليهم فعله.

...

في نفس المبنى لكن في مكتب مختلف، كانت محررة جميلة شابة لم يمضِ الكثير من الوقت على انضمامها الى المجلة، تقف أمام مدير التحرير بتوتر.

لقد استدعاها المدير فور وصولها الى الدوام! بصفتها محررة جديدة في المجلة، كان من غير المتوقع أن يتم استدعاءها.

"إيفلين، لقد مرّ شهرين منذ توظيفك، لكن يبدو أن وضعك في المجلة سيرتفع بسرعة"، إبتسم المدير قليلًا.

"نعم؟"

"كان رهانك على <مذكرة الموت> صحيح! أنظري الى هذه البيانات."

"آه، هل عرفت أنه صحيح من الفصل الأول فقط؟" تفاجأت إيفلين، فرغم أنها كانت متفائلة بهذه المانجا، إلا أنها لم تتوقع أن يأتي إليها الثناء بعد نشر فصل واحد فقط.

إستلمت إيفلين ورقة البيانات وتفاجأت قليلًا، لكن سرعان ما عبست، "لكن أيها المدير، هل هذا كافي؟ أراى البيانات متميزة قليلًا، لكنها تبقى ضمن نطاق الطبيعي."

كان المدير رجل في منتصف العمر نصف أصلع، حك رأسه وقال، "نعم صحيح، لكنك تعرفين وضع مجلتنا في الفترة الحالية. نحن نريد التمسك بأي أمل... ظهر الآن أمل أمامنا، لا يمكننا التفريط بهذا الأمل، علينا ايلاء هذه المانجا الإهتمام المطلوب."

سرعان ما فهمت إيفلين ما يقصده مديرها. بعد القليل من التعليمات، غادرت المكتب.

رن هاتفها بعد خروجها مباشرة، عندما رأت صاحب المكالمة، إبتسمت فجأة ثم أجابت.

"إيفان، صباح الخير، هل أنت بهذا التوتر لمعرفة البيانات؟" قالت بنبرة مازحة.

كان لديها إنطباع جيد عن هذا الرسام المبتدئ. بحسب ما رأته، كان شاب مهذب وخجول قليلًا، لذلك تحب المزاح معه.

"هاهاها، آنسة إيفلين، صباح النور. نعم أريد معرفة البيانات، كما تعلمين، هذه إنطلاقة مسيرتي، لذا توقفي عن إغاظتي هاهاها."، جاء صوت إيفان من الجانب الآخر من الهاتف.

"حسنًا، حسنًا، أعرف مدى توترك، فأنا مثلك أيضًا. بخصوص النتائج، فهي رائعة، الفصل الأول أعجب أكثر من 1000 شخص على الموقع الإلكتروني. يجب أن تعرف أن هذا رقم كبير، فأفضل مانجا في الشهور الماضية كانت تحصل على 600 صوت فقط."

قد يبدو رقم 1000 قليل، لكن كما قلنا سابقًا، من يصوتون على الموقع هم فقط شريحة صغيرة من القراء.

أكملت إيفلين بسعادة، "بالمناسبة، سمعت أن مخزوننا من المجلة سينفذ، وأنهم سيطبعون 2000 نسخة إضافية، أعتقد أن الناس تشتري المجلة من أجل المانجا الخاصة بك."

"أوه حقًا؟ هذا مريح... هوووه"، على الجانب الآخر من الهاتف، تنفس إيفان الصعداء.

بعد إنتهاء المكالمة، هزت إيفلين رأسها بخفة وابتسمت قليلًا، ثم عادت الى مكتبها بمعنويات مرتفعة.

...

على الجهة المقابلة، كان إيفان سعيد جدًا. لقد أراحته هذه المكالمة كثيرًا.

"نعم!"، شد قبضته وهتف بفرح.

رغم توقعه النجاح، إلا أنه كان يعاني من ضغط نفسي كبير، فلا يمكنه الراحة تمامًا إلا بعد صدور التأكيدات.

لحسن الحظ، جاءته التأكيدات الإيجابية.

2022/04/20 · 219 مشاهدة · 1117 كلمة
MohLeo
نادي الروايات - 2025