الفصل الثالث عشر: أطلال كاثلوب [3]

السحر الأسود.

تم تأسيس الفكرة كركيزة محورية في عالم الخيال، ولبنة أساسية لوجود الأشرار المتواطئين مع الشياطين.

لكن في عالم [بطل الأكاديمية]، السحر الأسود لا يُمارس سوى من قبل الشياطين أنفسهم.

إنه طاقتهم التي يستمدون منها قوتهم، وهي قوة أعمق وأكثر فتكًا من أي سحر آخر.

انتشر هذا السحر بين البشر، وكان في البداية مجرد هوية زائفة استخدمها الشياطين لتمويه جوهره الحقيقي.

كانوا يتلاعبون به، ويحولونه إلى سحر قائم على التضحية، يكشفون من خلاله عن عجز البشر وعن قدرتهم على استغلالهم.

"إذا كنت تسعى للسلطة، قدم ثمناً."

كانت تلك هي المعادلة الأساسية.

لاستدعاء شيطان في عالم البشر، عليك أن تقدم العديد من الأرواح، وستحصل في المقابل على كل ما تمنيته.

الأمنيات، القوة، السيطرة. وكل ذلك مقابل ثمن باهظ.

كان قلة من البشر قد اكتشفوا السحر الأسود الأصلي، الذي يُستخدم للتعامل مع الهاوية.

لكن أولئك الذين اكتشفوه كان مصيرهم إما الموت أو التحول إلى قوة لا يمكن للبشر القضاء عليها بسهولة.

كان من بين هؤلاء "ليلث"، الساحرة السوداء التي كانت واحدة من أقوى الممارسين في هذا المجال حتى النصف الأخير من القصة.

لكنها، وبسبب طموحها في صنع السلاح الأكثر دمارًا، قتلت على يد إبداعها نفسه، الذي كان جزءًا من مشروعها المعقد.

كان هذا جزءًا من المستقبل الذي سيأتي لا محالة.

قد ألتقي بـ "ليلث" في المستقبل، لكن الآن، هناك أمور أكثر أهمية يجب أن أركز عليها.

اختفت دائرتي السحرية في السماء. بدأت السحب الداكنة تتجمع، وتحولت السماء إلى سواد قاتم يغطي الزنزانة بأكملها.

لقد شعرت بهالة مشؤومة تتناثر من تلك السحب.

تنقيط—!

تنقيط—!

هبطت قطرات سوداء من السحب.

"وششش-!!"

تابعت بتركيز الشعاع الأسود المدمر، أو ما يُعرف بالشمس السوداء، وهو يتدفق نحوي.

فجأة، تساقطت إحدى القطرات السوداء على الشعاع.

ثم، وبلا سابق إنذار، انفجر الصوت المدوي "بام-!!!"، ليختفي الشعاع في لمح البصر، دون أن يترك وراءه أي أثر.

تركتني التعويذة المرعبة في حالة من الصدمة التامة.

فور نطق اسمها، بدأت التأثيرات تتغلغل في عقلي، كأنها نقوش لا يمكن محوها.

ثم…

تنقيط.

تنقيط…!!

تنقيط…!!

تنقيط…!!

تحولت قطرات السحر الأسود إلى مطر كثيف، ملأ المكان في لحظات، كما لو أن الزمن توقف للحظة تحت وطأة هذا الحدث الغامض.

"دام-!"

"دوم-! دوم-! دوم-! دوم-! دوم-!"

"مياه مشبعة بعنصر الفراغ؟!!"

تحولت السماء إلى جحيم عاصف، وانفجرت الأمطار بغزارة، كما لو أن الكون نفسه قرر أن يعيد تشكيل كل شيء في طريقه.

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

كل قطرة كانت كالطلقة المدمرة، تلامس الأرض فتتلاشى، تمتصها الفراغات المظلمة التي لا تترك سوى العدم وراءها.

المطر لم يكن سوى وسيلة لدمار.

في غضون ثوان معدودة، تحولت الزنزانة من مكان مألوف إلى مشهد من الفوضى التي لا يمكن إدراكها.

اختلطت جدرانها وصرخت في وجه كل من حاول النظر إليها.

حولت نظري إلى تنين الزومبي، الذي كان مستقرًا في مكانه.

يداه وقدماه اختفت تمامًا، نصف قفصه الصدري تم تفجيره، وثلاثة أرباع رأسه محاها العدم.

رغم أنني لم أستطع أن أبعد عيني عنه سوى لحظات قليلة، لكنه لا زال ينبض بالحياة.

كيف؟ كيف لا يزال واقفًا؟

شعرت بتلك الطاقة المقززة تحاصره بشراسة، بينما كانت الدائرة السحرية تكاد تغلفه بالكامل، محاولًة حمايته من الانهيار.

[الدائرة السادسة: حماية ريغيس] كانت محاطة به، محاولة بكل قوتها الحفاظ على تماسكه، لكن التعويذة كانت بالكاد قادرة على الصمود.

كان كما لو أن كل قطرة من تلك الأمطار كانت تزيد من الضغط على تلك الحماية، كأنها تحاول ابتلاعه.

وما زادت العاصفة اشتدادًا، حتى أصبحت دورة من الدمار الحي.

تقدمت نحو التنين بخطوات هادئة، غير مكترث بفاعلية التعويذة التي لن تؤثر علي.

"جرررررررراار-!!!" صرخ التنين بصوت مدوي، مملوء باليأس، وكأن صرخته تعكس معاناته.

"تصدع-!"

"تصدع-!"

بدأ درعه الذهبي في التصدع ببطء، كما لو أن الزمن نفسه كان ينهار حوله.

حاول التنين تحريك جسده الضخم، لكن تعويذة الدفاع الخاصة به بدأت تقيد حركته، وكأنها سجنت وحشًا في قفص من طاقة سامة.

"تصدع-!"

"تصدع-!!"

تصاعد التصدع بشكل غير طبيعي، كل ضربة في الدرع تعني المزيد من التحطم.

فجأة، تسربت إحدى قطرات المطر عبر درعه المتصدع.

هبطت ببطء، وتلامست مع بشرة التنين المتضررة.

"بوم-!" اختفت المنطقة المتلامسة، محطمة كل شيء في طريقها وكأنها قد ابتلعت الأرض نفسها.

بعد بضع ثوان، بدأ الصوت المروع يتردد في الأجواء.

"انكسار-!!" تحطم درع التنين الذي كان قد صمد طويلاً، وكأن الصدأ يلتهمه ببطء.

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

"دوم-!"

مع كل قطرة تتساقط، كان جزء آخر من جسد التنين يتلاشى في العدم.

اختفى جلد جسده تحت تلك الأمطار المدمرة، ليكشف عن لحم مكشوف مليء بالحفر والدمار.

سقطت إحدى القطرات في رقبته، وما لبث رأسه أن تدحرج إلى الأرض، وقد امتلأ بجروح هائلة ودماء تتساقط منه.

"توقف." قال كال بهدوء وهو يتدارك الموقف، ويوقف التعويذة عن طريق قطع إمدادات المانا.

اختفت التعويذة تدريجيًا، مما سمح للسماء بالعودة إلى حالتها الطبيعية، كما لو أن الدمار لم يكن سوى حلم مفزع.

نظر كال إلى التنين، عينيه مليئتين بالشفقة: "لقد خسر حتى دون قتال حقيقي." ثم تمتم: "كتاب الهاوية مرعب حقًا."

"كيوغغغ-!!" انفجر كال في سعال حاد، حيث ترافقت جرعة من الدماء مع لعابه اللزج، وتلطخ وجهه خلف القناع بأثر الألم المفاجئ.

"كحكح.. كح كح!!" استمر في السعال بعنف لثوانٍ، بينما كان جسده يرتجف من تأثير الألم الذي اجتاحه.

"هوف..هوف، هوف هاف."

استمر لثوان قبل أن يتوقف فجأة ويحاول مسح شفتيه بيده مرتعشة.

كل ما استقبله هو القناع البارد.

ابتسم كال، رغم الدماء التي كانت تنساب من زوايا فمه وحواف القناع ، متجاهلًا الوجع الذي بدأ يتلاشى كما لو أنه لم يكن هناك.

"ثمن استخدام سحر سود بجسد بشري، ودون استعدادات مناسبة." همس بكلمات هادئة، مع ابتسامة باردة على شفتيه.

"سيكون من الصعب استخدام اكثر من تعويذتين في حالتي."

ابتسم ابتسامة خفيفة، وهو يعلم أن هذه ستكون ورقته الرابحة الأخيرة.

كثرة استخدامه لن تسمح لي باستكشاف كامل إمكانيات {الجسد القتالي}، بغض النظر عن الجهود المبذولة.

ولا يمكنني تجاهل سمة {التكيف}، التي لا أزال لا أفهم شروطها تمامًا، لكنني متلهف لاكتشاف إمكانياتها القتالية.

اقترب كال من جثة التنين بحذر، خطواته بطيئة ومتأنية.

مع اقترابه، بدأت رائحة كريهة تزحف نحو أنفه، محملة بعبق اللحم المتحلل واللزج، رائحة لا يمكن أن يخطئها أحد.

كانت رائحة الموت عميقة، تشق الأجواء وتلتصق بكل ما في المكان، حتى أن أنفه ارتجف من التقزز.

مد يده بحذر إلى جانب قلب التنين المفتوح، حيث كان الدم قد تجمد منذ وقت طويل، وجسده البارد يرسل ارتجافات عبر أصابعه.

كان التنين ميتًا منذ فترة طويلة، وعظامه تكاد تكون قد بدأت في التفكك.

ولكن، وسط هذه الفوضى، شعر بشيء غريب، شيئًا صلبًا وسط الجثة المتحللة.

سحب يده بسرعة، مستخرجًا جوهرة ضخمة بحجم كرة السلة، تتوهج بلون غامق، وكأنها تحتوي على جزء من الكاملة لكل ما مر به التنين في حياته.

"أتساءل كم سيجلب جوهر التنين في المزاد؟" همس كال لنفسه.

في [بطل الأكاديمية]، كانت التنانين كائنات نادرة تظهر فقط في أوقات لا يُتوقع فيها حدوث ذلك، وتعيش منفردة.

حتى أضعف التنانين، من المستوى السادس بالطبع — أي البالغة، فإن الأطفال منهم لا يحسبون — كانت التنانين قوة لا يستهان بها.

نظرت عيناه حوله. كانت الغابة التي كان فيها من قبل قد تحولت إلى خراب، أثار دمارها واضحة، وكأنها ساحة معركة.

الزنزانات لم تكن أكثر من مجرد انعكاس ضئيل لعالم كامل، مجرد بُعد مكسور منطقة محدودة في فضاء ضيق.

كنت قد دمرت جزءًا كبيرًا من هذه المنطقة الجغرافية بحركتي السابقة.

لكن، على الرغم من الدمار، ترك جثة التنين خلفه، واتجه نحو الكهف.

"من الجيد أنه لم ينهار من تعويذتي السابقة." همس وهو يواصل تقدمه.

مع كل خطوة كان يخطوها، كانت المنطقة تتسع حوله، كأن الأرض نفسها تتنفس تحت قدميه.

بعد خمس دقائق من المشي في هذه الأرض الملوثة، وجد ما كان يبحث عنه.

كانت هناك كرة طينية سوداء، تطفو في الهواء وكأنها شيء حي، محاطة بهالة ياما المشؤومة.

كانت المنطقة بأسرها مشبعة بتلك الهالة السوداء، مصدرها واضح؛ تلك الكرة الطينية.

أبتسم ثم مد يده ببطء نحو الكرة، وأصابعه لامست سطحها البارد.

بدأ بغرس المانا الخاصة به في جوهره، ثم بدأت الكرة تتوهج بضوء مشؤوم، وكان شعور غريب يتسلل إلى أعماقه.

أحس بشيء غريب، كالبرودة التي بدأت تدغدغ جبهته، مع إحساس غامض يخترق عقله.

بدأت الكرة تلتوي بشكل غير طبيعي، وكأنها كانت تنبض بحياة مريبة، لكن كال لم يتراجع.

استمر في وضع يده عليها، عازمًا على دفع ما كل المانا الموجودة في جوهره إلى هذا الشيء.

ومع كل لحظة، كانت الكرة تتوهج أكثر، ثم، كما لو أن المجهول قد اقترب منه، ظهرت أمامه شاشة مربعه.

قوة مجهولة تحاول غزو عقلك]

[سمة {هادئ} تتفاعل]

[تنجح سمة {هادئ} في تحييد القوة المجهولة وإخضاعها]

[تم طرد القوة المجهولة]

أومأت برأسي، "تم الإخضاع."

سمة {هادئ} تمنح عقلية ثابتة لا تتزعزع، مما يبعث على الاطمئنان.

عادة ما كنت أتمكن من الحصول على هذا السلاح في مراحل متقدمة من القصة، وذلك بسبب التداخل العقلي الناتج عن طبيعته.

هذا السلاح من النوع الطفيلي؛ إن لم تخضعه، سيظل يتحكم بك.

قلت بصوت هادئ، "حالة السلاح." ثم تغيرت محتوايات الشاشة أمامي.

—————~~~—————

[[غالتوني]

[الملحق: سلاح]

[خاصية: نمو]

[السمات:

{التهام}

{هيئة غير محددة} ]

[الرتبة: C]

—————~~~—————

ركزت نظري على السمة، ثم تغيّرت الكلمات تدريجيًا لتكشف السمات الكامنة.

{التهام}

[القدرة على امتصاص الأسلحة الأخرى للتطور، مع احتمالية اكتساب سمات الأسلحة الملتهمة]

ثم انتقلت بنظري إلى السمة التالية.

{هيئة غير محددة}

[يمكن تعديل هيكل السلاح وتشكيله بما يتناسب مع تفضيلات المالك]

القدرة على الحصول على السلاح في وقت مبكر من القصة تعطيه طابع نمو أكبر.

قد يصبح سلاح أوميغا في المستقبل، أو ربما يستطيع التهام أسلحة أوميغا الأخرى لتحقيق تطور أكبر.

"أشعر بالفضول بشأن ما سيؤول إليه إذا التهم جميع أسلحة الأوميغا."

الأوميغا هي أسلحة قد أُرسلت من الحكام القدامى في التاريخ.

مثل سيف ريثا المقدس، الذي استخدمه البطل في العصور القديمة للقضاء على بعلزبوب، شيطان الرتبة الخامسة في عالم الشياطين.

في اللعبة، عندما قتل أحد الشياطين في مراتب العشرة في عالم الشيطان، تتحول روحه إلى سلاح بعد موته.

تم شرح ذلك في اللعبة: رغبة الشيطان العارمة في الحياة تجعله يتجسد كسلاح بعد وفاته.

وتظل روحه عالقة في السلاح دون أن تخرج، مما يعطى فرصة لعودة الظهور مجددًا.

كما توقعت، {غالتوني} هو السيف الذي سقط بعد قتل بعلزبوب، هرب واختبأ في هذه الزنزانة.

ولكن جروحه كانت أكثر من أن يتحملها، فمات تاركًا وراءه أثرًا من إرادة الحياة المستمرة كسلاح.

تغيرت الكرة السوداء تدريجيًا، لتتحول إلى خاتم يزين إصبعي الأوسط من يدي اليمنى.

"هذا أفضل، الآن أنا متحمس لتجربته." بإمكاني تغيير هيئته بمجرد أن أغرس القليل من المانا وأتخيل الشكل الذي أرغب فيه.

تركت الغابة خلفي، تاركًا وراءها جثة التنين.

على عكس ما كان عليه الحال عند دخولي، كان طريقي الآن محطّمًا بالكامل.

زنزانة من الرتبة B لم يكن من المفترض أن تُمسح بهذا الشكل بسهولة.

بالنسبة إلى مستوى الزنزانة وقوة القتال المطلوبة لمسحها، كان الوضع كما يلي.

تم تصنيف الزنازين وفقًا لرتب مختلفة تبعًا لقوة الرئيس وقوة الكائنات التي تحرسها.

رتبة كل بوابة تعكس خطورة المنطقة والوحوش المتواجدة داخلها:

—بوابة الرتبة E : تمثل المستوى الأول، حيث تكون الزنازين في هذه الرتبة أقل خطورة، لكن لا تزال تضم تهديدات محدودة.

—بوابة الرتبة D : للمستوى الثاني، حيث تزداد القوة التي تتطلبها مواجهة الوحوش، وتزداد الصعوبة.

—بوابة الرتبة C : تخص المستوى الثالث، حيث تحتوي الزنازين على وحوش قوية تتطلب تخطيطًا ودقة لمواجهتها.

—بوابة الرتبة B : للمستوى الخامس، حيث تتجاوز الزنازين في هذه الرتبة حدود القوة البشرية العادية، وتصبح المواجهات أكثر صعوبة.

—بوابة الرتبة A : للمستوى السادس، حيث تقع الزنازين التي تشكل تهديدًا حقيقيًا يتطلب مستوى مماثل.

—بوابة الرتبة S : للمستوى السابع، وهي تمثل المستوى الاصعب الذي قد يواجهه الصيادين، وتقترب من المستحيل في بعض الأحيان.

أما الزنازين التي تتجاوز الرتبة S، فإنها تمثل كارثة قارية ، وتعد بمثابة تهديد شامل.

ويعتمد تصنيف الزنزانة على مستوى الرئيس الذي يقودها.

إذا كان الرئيس في المستوى السادس، فإن الزنزانة تُصنف على أنها من الرتبة A.

وفي حالات نادرة، قد يظهر رئيس خفي لزنزانة يتفوق في قوته عن الزنزانة نفسها، مما يرفع تصنيف الزنزانة بمقدار رتبة واحدة.

على سبيل المثال، التنين الذي تمت مواجهته قبل قليل كان من المستوى السادس.

مما جعله يشكل تهديدًا يفوق تصنيف الزنزانة B وتصبح من الرتبة A.

وصلت إلى المدينة المدمرة، ولم أعد أستطيع تمييزها كما كانت.

سابقًا بدت مدينة متهالكة.

اما لآن مجرد أنقاض غارقة في والدمار.

تم تدمير المدينة بالكامل، وكل ركن فيها كان شاهداً على الخراب المروع الذي حل بها.

مطر أسود، ثقيل كالحبر، كان يتساقط بلا هوادة، يحمل معه عنصر الفراغ الذي امتص الحياة من كل شيء.

المباني التي كانت بالكاد واقفة، أصبحت الآن أطلالاً لا أثر لها سوى الحطام المبعثر في كل مكان.

"تسك تسك… كتاب الهاوية حقًا خطير." تمتمت، بينما كنت أراقب الخراب، لكن في داخلي كان يزداد شعور الغرابة.

على الرغم من الدمار المحيط بي، لم يكن لدي وقت لأغضب.

على العكس، كنت أشعر بسعادة خفية.

لقد كان هذا المشهد هو أحد نتائج قوتي.

توجهت إلى المكان الذي كان من المفترض أن يكون فيه الرئيس، لكن ما وجدته كان غير متوقع.

كان أمامي مجرد رأس هيكل عظمي، يحمل بقايا يتيش، مستحضر الأرواح الذي كان يتحكم في المنطقة.

لم يتبقَ من جسده سوى الرأس، حتى نواته قد تم محوها بشكل كامل.

كان شيئًا مهولًا، رغم المأساة، لم أستطع إلا أن أشعر بخيبة أمل.

"خسارة للمال…" تمتمت بصوت خافت، متأملًا في الدمار الذي أصبح يُغطي المكان.

غادرت غرفة الرئيس، التي كانت قلعة صغيرة في الماضي، وتحولت الآن إلى أنقاض كالعظم المهدم.

المكان الذي كان يوحي بالقوة، أصبح مجرد أطلال مهجورة بعد الدمار الذي حل به.

في تلك اللحظة، كنت أدرك تمامًا أن حتى أعتى القلاع لا يمكنها النجاة من هذا الكتاب.

توجهت نحو البوابة، التي عادت إلى لونها الأزرق، بعد أن كانت قد تحولت إلى اللون الأحمر عندما كانت مغلقة.

هذا هو النمط الكلاسيكي للبوابات.

مثلما يحدث في كل القصص، عند تتم عملية مسح البوابة تتحول لونها إلى الأحمر.

وعندما يتم المسح، يعود لونها الأزرق.

دخلت البوابة، وغلفني الضوء الأثيري مرة أخرى، ليعيدني إلى ثكنة الجنود مرة أخرى .

***

"وشش-!!"

خرجت من البوابة الأثيرية، ليغمرني ضوء خافت بينما تناثر شعري في الأرجاء كخيوط من ضباب رقيق.

نظرت حولي إلى الثكنة التي كانت تبدو هادئة وصامتة، لا أثر لأي حراس أو حركة غير متوقعة.

لكن كانت هناك شخصية واحدة تقف أمامي.

"مرحبًا، يبدو أننا نلتقي من جديد." جاء صوته المرح، يتناغم مع هواء المكان، كأن لا شيء في العالم يمكنه أن يثقل قلبه.

"هل كانت الرحلة داخل الزنزانة ممتعة؟" سأل ببرود.

وقف هناك، ملامحه هادئة، شعره الفضي يلمع بخفة في ضوء المساء.

عيناه الرماديتان تتأملانني بثبات، كما لو كان يعلم كل شيء قبل أن أنطق بكلمة.

ارتدى قميصًا أسود وسروالًا رماديًا واسعًا، تفاصيل ملابسه غير الرسمية تُظهره كشخص خالي من الهموم،

وكأن العالم بأسره لا يستطيع أن يزعج سلامه الداخلي.

إنه وليام روتشليد.

***

لا تنسوا حسابي في التيك.

الأسم: p3p3304

2025/03/01 · 207 مشاهدة · 2307 كلمة
Drbo3
نادي الروايات - 2025