الفصل التاسع عشر: أطلال كاثلوب [9]

المسار المستتر.

تقنية تعتمد على الاستتار، لا تفرض تأثيرها على المنطقة المحيطة، بل تتركز بالكامل في نقطة واحدة.

تعتمد التقنية على سكب الهالة إلى النصل، ومن ثم صب الإرادة الروحية في قلب السيف.

لم أتمكن من استيعاب آليتها تمامًا داخل اللعبة، حيث كان شرحها غامضًا ومبهمًا.

لكن تأثيرها لا جدال فيه…

"وشش-!!"

مر النصل بسرعة خاطفة، شقَّ الهواء كأنما يمزق نسيج الواقع نفسه، وانغرس في الأرض بعد أن عبر جسد كال.

"كلاك-!"

اهتز الفضاء بعنف، التوى بشكل واضح، وبدأت الشقوق تتفشى في الهواء، تمتد عبر مساحة نصف قطرها عشرة أمتار.

كانت تتسع بسرعة، كأنها علامة على الانهيار.

"كلاك-!"

"كلاك-!"

"كلاك-!"

مع آخر اهتزاز، انفتح خلف كال صدع عميق، شق أزرق ممزوج باللون الأحمر ظهر للحظات..ثم بدأ يلتوي كالدودة.

أغلقت الفجوة خلفه ببطء، كما لو أن الزمن يعيد نفسه إلى الوراء، تاركًا الفراغ يلتئم تدريجيًا، وكأن شيئًا لم يحدث.

ثانية واحدة فقط مرت، قبل أن يظهر خط قرمزي يمتد من رأسه إلى أخمص قدميه.

"كيوغغ -!" جرعة من الدماء الممزوجة باللعاب تسربت، و انزلقت على حواف قناعه، في لحظة تداخلت فيها الذهول والصدمة، مع عدم التصديق.

وفي اللحظة التالية، تجزأ جسد كال إلى نصفين قبل أن يسقط على الأرض بلا حراك.

عيناها تثبتت على الجسد المنقسم إلى نصفين، الأعضاء المتناثرة…والدماء تسيل ببطء على الأرض.

لم ينبس لسانها بكلمة واحدة، فقط نظرت ببرود إلى وليام.

ثم، وبهدوء تام، أعادت السيف إلى غمده، وكأن المشهد أمامها لم يكن سوى حدث عابر.

عادت نظرها إلى جسد كال الميت، لكن عينها اتسعت فجأة!.

بدأ جسده يذوب ويتناثر في الهواء، كأنه سراب يختفي تدريجيًا..

ومن العدم.

-فن الشبح-

-الأسلوب الثاني: شواهد القبور-

"فشش-!"

نظرت إيفاندا إلى صدرها.

خنجر يحترق بنيران أرجوانية نقية، اخترق جسدها من الخلف.

انحنى رأسها قليلاً.

ثم حاولت سحب السيف، لكن…

"وشش-!!"

قطع عميق آخر شق ظهرها، تاركًا الدماء القرمزية تتناثر، تغمر الأرض حولها بقسوة..حيث كانت الصدمة تتقاطع مع الألم.

"بام-!" ركل كال ظهرها ببرود.

جسده تحرك تحت سيطرة [سيد الاغتيال]..سريع، دقيق، بلا تردد.

ولكن عقله كأن في مكان أخر.

*

المسار المستتر…

رأيتها كثيرًا في اللعبة، لكن مشاهدتها على أرض الواقع كانت شيئًا آخر تمامًا.

أن تخترق الفضاء دون أن ترمش حتى… يا له من مشهد مرعب.

لحسن الحظ، [سيد الاغتيال] تدارك الأمر فورًا وطعن وليام.

ثم قام بستخدام خطوة الشبح—التي هي عبارة عن قفزة فضائية، تاركًا وراءه وهمًا مطابقًا باستخدام [الجوكر].

كانت خطوة محفوفة بالمخاطر.

[الجوكر] تعتمد بالكامل على القوة العقلية، وهي إحصائية لا يمكن تعزيزها بالمانا، مما يجعلها محدودة وخطيرة في مواجهة خصم مثل إيفاندا ، التي تقف عند ذروة المستوى السادس.

محاولة خداعها بقوة عقلية شبه من المستوى الثاني؟ ضرب من المستحيل.

لكن في القتال، لا يهم مدى استحالة الفكرة—المهم هو استغلال اللحظة المناسبة.

والطعنة التي تلقاها وليام؟ كانت تلك هي اللحظة.

في جزء من الثانية، اهتز تركيز إيفاندا، وفي تلك الفجوة الضئيلة، صنع وهمًا مطابقًا له… وهرب.

هذا مذهل!.

لا، هذا بغاية الروعة!.

غرق كال ببحيرة افكاره، ولكن فجأة!…قفز خطوة إلى الخلف بشكل تلقائي.

“وشش-!"

سيف فضي لامع شقّ الهواء بجواره، بالكاد يفصله شعره عن جسده.

نظر كال إلى وليام، الذي رمقه بنظرة باردة لا تعكس أي ألم.

لم يكن هناك أثر للطعن أو الجرح الذي أصابه قبل لحظات.

ذلك اللعين… لقد شفى نفسه!

قبل أن يتمكن حتى من استيعاب الأمر، ومضة من الفولاذ ملأت مجال رؤيته—شفرة نصل كانت أمامه مباشرة!

رفع كال خنجره بسرعة.

"تششكك-!!"

احتكاك المعادن مزق السكون، قبل أن ينفجر الصراع.

في جزء من الثانية—

"بوم—!"

"بوم—!!"

"بوم—!!!"

"بوم—!!!!"

عشرات الضربات تلاحقت بينهما، كل تصادم أطلق طفرة صوتية مزقت الهواء، مشكلة دوامات من الرياح العاتية حولهما.

رفرف شعرهما بفعل الرياح الناتجة عن تزايد التصادمات بينهما، كل ضربة تُطلق طوفانًا من القوة.

في لمح البصر، اختفى كال من مكانه.

ظهر خلف وليام،بضبابية، محاذيًا ظلمة المكان.

أدار وليام جسده بسرعة..بالكاد استطاع اللحاق.

"تششك-!!"

تلاطمت شفراتهم معًا، محدثة شرارات نارية، وأصداء معدنية ملأت المكان.

"بوم-!"

أرجع كال خنجره في حركة سريعة، ثم سدد ركلة مفاجئة إلى معدة خصمه.

"اغغ! " تراجع وليام عدة خطوات، يلهث من الألم.

لم يتوقف كال، كان عازمًا على استكمال الهجوم.

ولكن فجأة!..

أزاح رأسه بسرعة للخلف.

"وشش-!"

شفرة طائرة عبرت أمام عينه، مستهدفة المنطقة التي كان فيها رأسه قبل لحظات.

نظر كال، إلى المكان الذي جاءت منه الشفرة.

وجد نفسه أمام امرأة ذات شعر أسود طويل، تتداخل فيها خصلات زرقاء داكنة.

إفاندا..

كانت قد اشمرت أكمام قميصها، كاشفة عن عضلات ذراعيها، وعينها تبرق بالإثارة.

"هل نسيتني؟" قالت، ونبرة صوتها تحمل استياء غير مخفي.

لم يكن هناك أي أثر لإصابة على جسدها، وكأنني لم أُصبها على الإطلاق.

"تسك!." نقر على لسانه بانزعاج.

انا احقًا احسدهم..القتال دون القلق على الإصابات الجسدية.

كنت اعرف جيدًا كيف ذالك.

"الاسترداد العكسي" تقنية شفائية متقدمة تتمتع بقدرة مذهلة على شفاء الإصابات الخطيرة، وفي بعض الحالات يمكنها حتى إعادة الأجزاء المبتورة من الجسم.

ولكن فعالية هذه التقنية تعتمد على مستوى الممارس وكفاءته في استخدامها.

للحصول عليها لا يقتصر الأمر على الموهبة فقط؛ إنما تتطلب إلماماً عميقاً وتنويراً فكرياً لاستيعابها.

الموهبة قد تساعدك في الجانب النظري، لكنها ليست كافية لتطبيقها.

حتى في حالة [سيد المانا]، الذي يمتلك السلطة على التلاعب في المانا بحرية، فإن مجرد إصدار أمر بالشفاء دون فهم آليتها لن يؤدي إلى اي نتيجة.

حاولت ذالك سابقًا.

ذلك بسبب ان "الاسترداد العكسي" يتجاوز كونه مجرد تقنية تلاعب بالمانا، فهو يعتمد على فهم دقيق لتراكيب الطاقة الحيوية على مستوى الخلايا والأنسجة.

لذالك، السبيل الوحيد للحصول عليه هو التنوير.

أدار رأسه إلى اليمين—وشاهد وليام واقف، ممسكًا سيفه بيده اليمنى، بينما يده الأخرى مستريحة خلف ظهره.

فجأة، أمال كال رأسه في لحظة خاطفة.

"وشش-!"

مر سيف طائر بمحاذاة رأسه من الخلف، كاد أن يخترق جمجمته، لكنه تفاداه بفارق ضئيل.

استمر السيف في مساره المستقيم، حتى توقف فجأة في يد إيفاندا التي أمسكته بثبات.

عاد السيف إليها.

التحكم بالسيف عن بُعد…مثير للإعجاب، كاد يثقب رأسي.

نظر إلى إيفاندا، وهي ممسكة بسيفها، بينما كان بريق خفي يتلألأ في عينيها.

أصبح القتال معركة اثنين ضد واحد.

[تم إلغاء تفعيل {سيد الاغتيال} [الرتبة: SS+]]

تداخل الخنجران السوداوان في يديه، كأنهما كرة طينية التصقت ببعضها.

ببطء، أخذ السيف ككاتانا سوداء يتجسد…وكأنه قد صُقل من كل ما هو دنس.

نظروا لبعضهم البعض لعدة ثوانٍ، والجو مشحون بالتوتر.

"وشش-!!"

في ومضة، اختفت أجساد الثلاثة، وكأنهم تبخروا في الهواء.

وفي اللحظة التالية، تقابلت شفراتهم مع صوت انفجار مدوي، جعل الأرض ترتج تحت وطأة الصدمة.

"بوممممم-!!!"

***

ألستر أوديسيا - دار نشر.

داخل أحد المباني الفاخرة، حيث تزين الجدران لوحات قديمة تصور أبطالًا من عصور غابرة.

جلس مجموعة من المحررين حول طاولة مستديرة، وأمامهم قطعة أثرية متلألئة بلون أرجواني داكن.

كانت تُعرف "عين الأرشفة" أداة سحرية قادرة على تسجيل الأحداث بكل تفصيل، وإعادة عرضها كأنها تحدث في نفس اللحظة.

في زاوية الغرفة، وقف رجل في منتصف العمر، يرتدي معطفًا أزرق يحيط به خيوط ذهبية.

لديه شعر بني تخللته خيوط الشيب، وعينان عسليتان تحملان بريق حاد.

راقب القطعة امامه بعينين مشبعتين بالفضول، لكنه كان أكثر اهتمامًا بما يمكن أن تحققه له من فوائد.

ابتسامته كانت خفيفة، لكنها حملت شيئًا من التلاعب والرهان.

"إذن، المعركة التي نريد تصويرها جرت في منطقة ذات كثافة مانا مرتفعة بالفعل؟" سأل، صوته لا يخلو من لهجة استفسارية.

كانت هناك نبرة طمع واضحة في التوقع الذي ينتظره مع هذه الحدث.

أومأ كاليون فيندرايث المرسول ل إيجيس أوبتيكس بحركة سريعة وهو يقلب صفحات الملف، ثم قال بحذر: "نعم، سيد ليروند…حصلنا على إذن لاستخدام عين الأرشفة."

لم يبدُ ليروند متأثرًا بالخبر، لكن أصابع يده انتقلت بسرعة لتلامس القطعة الأثرية، وكان شعوره بالتحكم واضحًا.

بينما كانت الأضواء تتراقص على سطح، كان ذهنه مشغولًا بفكرة واحدة: "هذه فرصة لا تعوض."

ليس من المعتاد أن تشهد معركة بين مقاتلين من الرتبة السادسة، وستكون هذه فرصة مثالية لتسويق ل"عين الأرشفة" في ظهورها الأول.

أبتسم كاليون برتابة "إنها أحدث الإصدارات…يمكنها تسجيل بوضوح، من الحركات الدقيقة للمقاتلين إلى تعابير وجوههم."

ثبت عينيه على القطعة أمامه، متفحصًا إياها. "أنا متأكد أن عرض معركة بين مقاتلين من الرتبة السادسة سيزيد من شعبيتنا بشكل كبير."

السبب في أن هذا النوع من الاحداث، لا يمكن رؤيته دائمًا…هو أن كثافة المانا العالية تتسبب في تذبذب جسيمات المانا.

مما يؤدي إلى تأثيرات على الحقول الكهرومغناطيسية المحيطة.

هذه الحقول هي التي تعتمد عليها كاميرات التصوير لالتقاط الإشارات الضوئية وتحويلها إلى بيانات رقمية.

تذبذب جسيمات المانا سيتداخل مع هذه الحقول، مما يؤدي إلى تشويش الإشارات الكهرومغناطيسية التي تعالجها الكاميرا.

وبالتالي يتسبب في تشويش الصورة أو تعطيل الجهاز بشكل كامل.

بدأ يشرح مميزاتها،"لديها القدرة على التقاط كل التفاصيل الدقيقة، حتى في أكثر المعارك تعقيدًا، بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تعمل بها."

"نظام يعتمد على تقنيات حديثة لمعالجة الصور والتقنيات الحسية، حيث يتم تكييف العدسات الذكية تلقائيًا لتناسب ظروف المعركة بشكل لحظي."

توقف للحظة لزيادة التشويق، ثم أكمل: "حتى مع كثافة المانا العالية، لا شيء يمكن أن يوقفها، وذلك بفضل آلية مبتكرة لامتصاص التذبذب الحاصل في الجسيمات المانا."

"هذه الآلية تقوم بمعالجة الطاقة المتقلبة بطريقة فريدة، مما يسمح لها بتوفير صور واضحة ونقية حتى في أقسى الظروف."

"إنها ليست مجرد كاميرا، بل هي نظام متكامل قادر على متابعة حركة الأجسام بسرعات عالية، وضبط التركيز بشكل تلقائي، لتقدم أفضل صورة في أي وضع."

ابتسم وهو يتخيل المستقبل وقال، "تخيلوا كيف ستحدث "عين الأرشفة" ثورة في توثيق الأحداث."

"القدرة على المعالجة الفورية للمعلومات، وضبط الجودة في أي ظروف، يجعلها تبرز بشكل لا مثيل له."

أضاف بلهجة أكثر حماسًا، "ستصبح محور الاهتمام في كل الأوساط الأعلانية!."

"من المراجعات إلى التطبيقات الحقيقية في المعارك داخل البوابات."

وأضاف اخيرًا كخاتمة: "إنها كاميرا مثالية ستغير المعادلة، ما لم تُجر بالمعركة يمكنها التقاط المشهد."

تبادل المحررون الهمسات، بعضهم متحمس لرؤية التطبيق الأول لها، وآخرون قلقون من تكاليف العمل ونتائجه.

لكن لم يكن أحدهم يجرؤ على قول ما كان سيعارض افكار ليروند..إن هذه هي اللحظة التي ستجعله يتفوق.

"إذا كنا سنعرض هذا، فيجب أن نضمن أن يصل بأعلى جودة ممكنة..هذه فرصة فريدة لن تتكرر." قال أحدهم وهو يرقب ليروند، يعرف جيدًا أن هذه الفرصة ستكون إما له، أو لا أحد.

رفع ليروند رأسه، عينيه مليئتان بالشجع.

كانت ابتسامته أوسع، وهو يفكر في مكسبه الشخصي..

"إذاً، لنبدأ التجربة الأولى."

***

"بوم-!" تصادم حاد بين شفرتي كال وإفاندا، الصوت ملأ الفضاء حولهما.

"جررراا..!"شدّت إفاندا قبضتها، ثم دفعت كال بكل قوتها، وكأنها كانت تضربه بمضرب بيسبول.

"بوم-!" قُذف كال في الهواء، جسده يتناثر كالفتات، وصدى الانفجار يتردد في الأفق.

"وشش-!!" ظهر الشكل الضبابي فجأة أمام كال، تفكيره تلاشى لحظة الظهور.

بلا تحذير، انقض الخصم بسرعة خارقة، شعره الفضي يرفرف خلفه، وعيناه الرماديتان تتوهجان بنية قاتلة نحو كال.

من دون أن يرف له جفن، التف وليام في الهواء، وجسده يندفع كهلواني، سيفه ضرب في اتجاه رأس كال المقنع.

كان الهجوم مفاجئًا، لكن كال كان أسرع.

رفع سيفه الأسود في اللحظة الأخيرة، صوته يصطدم مع صوت السيف الآخر.

"تششش-!"صوت الاحتكاك كان مروعًا، واهتزاز الهواء كان كالصاعقة.

"بوم-!!"وقع انفجار مع طفرة صوتية، وتبعته ارتجاجات قوية في الفضاء.

قُذف بكال إلى الأسفل، وجسده يهبط بلا وزن.

هوى بعنف على السطح الصلب، وشعر لوهلة وكأن الأرض تحتضنه بين ذراعيها.

اه.. هذا رومانسي

كان الألم يغمره، لكنه سرعان ما اختفى، وكأن الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالألم قد شُلت تمامًا بفعل تأثير {هادئ}.

لهذا، أصبح الألم شيئًا يمكن تحمله.

عاد تركيزه سريعًا إلى الواقع، فوقه كان وليام يهبط من السماء، وسيفه مشهرًا في اتجاهه.

إلى جانب ذلك، كانت إيفاندا رافعة يدها إلى الأعلى، وكرة رعدية تتشكل في قبضتها، بحجم يفوق عدة أضعاف حجم شاحنة.

"كلاك-كلاك-كلاك-!!" طقطقة الرعد لم تكن ممتعة سماعها…خاصةً عندما تكون أنت المستهدف.

*

هذا سيكون مؤذي جدًا.

رفعت يدي، متخيلًا الشكل الذي أريده بوضوح.

"وشش-!!" من العدم، ظهرت يد عملاقة من المانا، تتشكل في الهواء بسرعة مذهلة.

في اللحظة ذاتها، وجهت إفاندا يدها نحو كال، وعيناها تلمعان بتألق.

"فشش-!" بسرعة خاطفة، اندفعت الكرة الرعدية نحوه، تشق الهواء بصوت هادر، وكأنها عاصفة هوجاء.

في الوقت نفسه، اتسعت اليد المصنوعة من المانا، حجمها تضخم في لمح البصر، لتصبح هائلة بما يكفي لحجب السماء.

في لحظة احتكاك، التقت الكرة الرعدية براحة اليد العملاقة، والهواء اهتز بقوة، بدأ التصادم قادر على تمزيق الفضاء.

"بومم-!!"

اندلعت هزة في الفضاء المحيط، وكأن السماء نفسها تمزقت.

ارتجت الأرض تحت قدميه، شعر كال وكأن قلبه توقف عن الخفقان للحظة، بينما اهتز كل شيء من حوله.

استمر الاصطدام بين اليد التي تحمي والكرة الرعدية التي تهجم، مع تصاعد التوتر في الأجواء.

فجأة، ومن العدم، ظهر وليام خلف كال، كالشبح في صورة ضبابية.

شد ساعديه، ثبت قدميه على الأرض، ولوح بسيفه، عازمًا على الهجوم.

"وشش-!"

ولكن، ولصدمته، استدار كال في لحظة خاطفة، وأضرب بسيفه نحو وليام، ليتصادما في الهواء.

"تشيشش-!!"

تطايرت الشرارات النارية في المكان، مضيئة الظلام حولهما.

قال كال بثقة، محدثًا وليام:

"هل اعتقدت أنني لن أستطيع الدفاع أثناء تعاملي معها؟"

ولكن فجأة!.

"كلاك!" فرقعت إيفاندا أصابعها، فانفجرت الكرة الرعدية على الفور.

"بام-!!!"

أضاء الانفجار المكان بضوء ساطع، وانبعثت منه موجة صدمة هائلة جعلت الأرض ترتجف تحت أقدام الجميع.

تطايرت الشظايا والحطام في كل الاتجاهات، بينما ملأت رائحة الأوزون الهواء.

انتشرت سحابة كثيفة من الغبار والدخان في الأرجاء.

تبعثرت الحجارة، وتناثر الرمل في كل مكان، مخلفًا وراءه مشهدًا ضبابيًا يصعب فيه التمييز بين الأشكال.

سعل كال بشدة، وهو يحاول استعادة أنفاسه وسط الدمار. "هذا مؤلم بحق!" تمتم، ممسكًا بجنبه المتألم.

حاول النهوض، لكن الأرض كانت مغطاة بالأنقاض، مما جعل الحركة صعبة، في النهاية وقف بسرعة.

رفع سيفه ببطء، واتخذ وضعية قتالية، مستعدًا لملاقاة أي تهديد قد يظهر من بين الغبار.

"هوفف.." اخذ نفس عميق.

[تم تفعيل {سيف الظلال} [الرتبة: SS]]

في تلك اللحظة، تسللت إلى ذهنه أربعة أسماء متداخلة.

ومن العدم!، ظهر وليام وإفاندا على جانبيه، محيطين به بكل الجهتين.

—سيف الظلال—

في نفس اللحظة، انبعث من حولهم ضوء خافت ذو لون أرجواني، ترافق مع همسات غير مفهومة تملأ الأجواء.

تراقصت الظلال على الأرض والجدران، مشكلةً جوًا مشحونًا بالتوتر.

تسارعت انفاسهم، وأصبح كل شيء من حولهم يبدو غير واقعي وبطيء.

تحرك كال بشكل تلقائي.

~الأسلوب الأول: أضراب الظل~

في هذه اللحظة شعر كلٌ من وليام وإفاندا بالخطر يحيط بهما، امتلأت حواسهما بالتحفيز الغير مبرر.

فجأة، انطلقت عشرات الخطوط السوداء العريضة، تغطي المساحة من حولهما.

تدارك وليام الموقف بسرعة، متفاديًا الخطوط المتتابعة بمهارة، إلا أن أحدها مر من جانبه، مما دفعه لرفع سيفه وضربها بكل قوته.

في الوقت نفسه، انحنت إفاندا بجسدها، وقامت بقفزة ماهرة تفادت بها العديد من الخطوط السوداء.

لكن للجزء من الثانية، لمُح بؤسًا في عينيها عندما رأت خطًا أسود يمر على كتفها الأيسر.

مر الخط وعبر يدها…

"تشش-!!" سقطت يدها على الأرض، وتبعها نافورة من الدماء أغرقت الأرض أسفلها.

"اغغغ-!" انطلقت صيحة مكتومة من فمها.

بسرعة خاطفة، عززت إفاندا قدميها، ثم قفزت إلى الوراء، مبتعدة عن الخطوط السوداء التي كانت تحيط بها.

أشاحت بعينها نحو ذراعها المقطوعة، ورأت الدماء لا تزال تنهمر منها بغزارة.

بيدً مرتعشة، رفعت يدها نحو البتر، وضغطت عليه بقوة، محاولةً إيقاف النزيف.

في هذه اللحظات الحرجة، كان الألم يعتصر جسدها، والدماء تغطي ثيابها، لكنها تماسكت بنظرة حادة ثابتة نحو كال.

استمرت في الضغط على الجرح، حتى بدأ النزيف يتوقف تدريجيًا.

توقف كال فجأة، وعيناه تركزان عليها، مشهدها أذهله.

"إنها… أكثر جنونًا مني!" تمتم في نفسه، غير قادر على منع نفسه من الذهول.

بدأ هذا مشهد، كأنه خارج من فلم.

رؤيته في الواقع شيء رائع حقًا.

ولكن {سيف الظلال} اكثر روعة.

مهارة تختلف تمامًا عن {سيد الاغتيال}… لا تقتصر على التحكم الكامل بالجسد حتى نهاية القتال.

إنها مختلفة قليلًا.

بمجرد تفعيلها، غزت عقله أربعة أساليب لسيف الظلال، كان يمكنه استخدامها في تلك اللحظة.

فقط أسماءها وتأثيراتها، لا شيء أكثر.

دون أن يفكر لثانية، اختار الأسلوب الأول.

وفجأة، تحرك جسده بشكل تلقائي، وقام بتنفيد الحركة بأقصى سرعة.

عندما انتهى، استعاد جسده السيطرة مجددًا.

ذراعه ارتجفت للحظة.

"هذا… غش حقيقي." همس، وهو يشعر بالدهشة

عاد نظره لخصومه، وعيناه تركزان على كل حركة.

بلمح البصر، رفع سيفه بثبات، مستعدًا.

جسده تماسك في وضعية قتالية رديئة.

لكن هذه المرة، لم يكن وحيدًا في الميدان..فعل وليام وإفاندا نفس الشيء، وكأنهما قررا معًا أن النهاية قد حانت.

على وجه كال، ارتسمت ابتسامة باردة، مزيفة.

جميعهم في هذه اللحظة يرغبون في إنهاء هذا القتال.

كان الصمت هو الوحيد الذي ملأ الفضاء، يثقل الأجواء قبل لحظة الانفجار.

ثم، كما لو أن الزمن عاد لتحرك، انطلقت أصوات الرياح، واختفى كل من وليام وإفاندا عن الأنظار في لحظة خاطفة.

— فن عائلة ألستر —

— فن عائلة روتشليد —

تبدلت ملامح كال، شد ساقيه بقوة، واندفع للأمام، مركزًا بصره نحو الفراغ.

أحكم كال يده على مقبض سيفه، مظهرًا تركيزًا وتصميمًا واضحين.

—سيف الظلال—

لوح وليام بسيفه، مستهدفًا كال بحركة سريعة مباغتة.

~ الأسلوب الخامس: إرادة إيكويتاس ~

بينما كانت ضربة ويليام تقترب، امتدت يد إفاندا بثبات، وفي لحظة خاطفة، انطلقت بضربة قاطعة.

تراجع شعرها إلى الخلف مع حركة الهواء.

~ الأسلوب الخامس: “عهد فيرونيس ~

لكن كال كان أسرع.

رفع سيفه عاليًا في الهواء، ملامسًا الضوء الخافت للقمر، ثم اندفع للأمام بحركة لا تقاوم.

~الأسلوب الرابع: سيمفونية الظل ~

***

في السماء على ارتفاع عدة كيلومترات، كانت قطعة متلألئة بلون أرجواني داكن تطفو بثبات حتى توقفت.

"دينغ-دينغ-دينغ-!" رن بصوت انذار فجأة عندما كان على وشك التراجع.

"بوممم-!!!" فجأة، انبعث شعاع أبيض مشوب بلون أرجواني من الهاوية أدناه، بدأ مظهره كانفجار قنبلة ذرية.

توسعت الدائرة البيضاء المتوهجة بسرعة، وملأت السماء بضوء ساطع، قبل أن تنفجر في وهج مكثف، كأنها شمس ثانية.

"بااااام-!!"

ارتجت الأرض تحت وطأة الانفجار، وامتلأ الهواء بالذبذبات المدمرة التي انتشرت عبر الأفق، مظهرة الفوضى بأبهى حللها.

أدى التفجير إلى انتشار ألوان متعددة في السماء، بدءًا من الأحمر والأصفر والأزرق، قبل أن يغمرها اللون الأرجواني الداكن، مما أعطى السماء مظهرًا غريبًا.

في تلك اللحظة، بدا وكأن الزمن توقف؛ اهتزت الأرض، وتوقف الهواء.

ببطء، تلاشى الإشعاع المتوهج، تاركًا وراءه سماءً بألوان باهتة، تشبه لوحة فنية مشوهة.

2025/03/12 · 226 مشاهدة · 2767 كلمة
Drbo3
نادي الروايات - 2025