الفصل الرابع: أفلين [2]
[تقدم للأمام]
"حسنًا…"
أعتقد أني أبتعد.
أحاطت بي الغابات الكثيفة، كنت قد استخدمت الوهم الصافي الخاص بـ {الجوكر} للعبور بين الحراس دون أن يلحظني أحد.
لم يكن مستواهم عاليًا—ربما مجرد بشر عاديين—لكنني تمكنت من التسلل بسلاسة دون أي مشاكل.
كلما اقتربت، أصبح التموج حولي أقوى.
<حسنًا، أدن، يمكنك التوقف الآن.>
[بيب… تم استلام الأمر.]
يمكنني تحديد الاتجاه الآن، لقد أصبح التموج واضحًا.
بدأ جسدي يختفي ببطء، كما لو أنني لم أكن موجودًا من الأساس—مجرد وهم يتلاشى في العدم.
"أريد أن أفاجئهم… والظهور فجأة."
الشخصية الغامضة—الذي يظهر من العدم.
بعد عدة دقائق…
"بووووم!!"
سمعت صوت انفجار مدوٍّ يهز المكان.
"جيد، أنا قريب جدًا."
بدأت بالمشي على مهل، قبل أن أتحول إلى الركض بسرعة.
وبعد ثوانٍ، رأيت مشهدًا مثيرًا للاهتمام.
رجل بالغ كان يدهس فتاة شابة، جروحها وكدماتها بارزة، ونظرة اليأس الممزوجة بالخيبة تعتري وجهها.
إنها تكافح…
واو… ما الذي يحدث هنا؟
أنه عنف واضح تجاه الاطفال.
قررت الإعلان عن وجودي، وألغيت الوهم.
"أرجو المعذرة، هل هذه مسرحية؟"
"أرجوكم توقفوا، قلبي لا يتحمل الدراما الزائدة."
بمجرد أن وقعت عيناه علي، تراجع الرجل فورًا.
"م-من أنت؟"
لاحظت ارتباكه.
"هاها، هل أخفتك؟"
"…"
صمت.
يبدو أن دخولي الجذاب جعله ينسى كيف يتحدث.
"ماذا؟ لا يوجد رد؟"
"تسك…"
"حسنًا."
"يمكنك مناداتي كما تشاء."
فكرت بسرعة في لقب يناسب ذوقي.
هيه.
"ولكني أفضّل…"
"الجوكر."
**
"الجوكر… جوكر؟"
"حسنًا، جيد جدًا أيها الجوكر، يمكنك مناداتي بـ ريك"
"هاها، تشرفنا سيد ريك."
حسنًا إذًا..لماذا جئت إلى هنا؟
السبب الأول: تجربة قوتي ومعرفة حدودي الأساسية.
إما عن السبب الثاني: العثور على شخص يمكنني استخدامه للدخول إلى الفصل S دون الكشف عن قوتي.
بسيط، صحيح؟
لا… لم يكن كذلك.
لأن العثور على الشخص المناسب كان معضلة.
كنت بحاجة إلى شخص يعاني من جنون العظمة .
وجعل هذا الشخص مدينًا لي سيكون أفضل من محاولة كسب ثقته، لأن كسب ثقته سيكون صعبًا.
على الأقل، لن يكشف عن أسراري بسهولة.
وبما أن لديه أسراره الخاصة، فيمكن اعتبار الأمر تجارة عادلة .
ولكن كيف أعثر على شخص بهذه المواصفات؟
بين الشخصيات الرئيسية، لم يكن هناك شخص كهذا.
لذلك، تعمقت في معرفتي كلاعب، وبحثت في ذاكرتي جيدًا.
والنتيجة…؟
"إيفلين ريبالت."
شخصية مثيرة للشفقة، بلا وزن يُذكر في القصة الرئيسية، تحاول جاهدًة الانتقام لعائلتها المتهمة زورًا بالخيانة.
عائلة ريبالت —إحدى الركائز الثمانية للإمبراطورية المقدسة.
حسنًا، كانوا كذلك قبل خمس سنوات.
حتى تم اتهامهم بالخيانة بأدلة ملفقة.
بعد نجاتها بأعجوبة، بقيت مختبئة لخمس سنوات، تتدرب على فنون عائلتها مستندة إلى الكتاب الوحيد الذي أعطته لها والدتها قبل هروبها.
وفي القصة الأصلية…؟
زارت الأكاديمية، ولم يُذكر عن مأساتها سوى بضع جمل عابرة، منها الحادثة التي بالكاد نجت منها قبل دخولها الأكاديمية.
ثم ماتت بشكل مثير للشفقة عندما تم استدعاء شيطان في الأكاديمية.
كانت مجرد ضحية أخرى لمجزرة عابرة.
ماتت مثلما عاشت—بلا أهمية.
لذلك… سأمنحها فرصة.
فرصة للانتقام.
وأيضًا..أسهل طريقة لكسب كلب وفي يهز ذيله عند رمي القليل من الطعم.
وهذا الطعم…؟
ملعبي كـلاعب..المعلومات.
أعرف المتورطين في إسقاط عائلة ريبالت .
كشخص يسعى للانتقام، ستكون هذه هي الطريقة الوحيدة لكسب ثقتها.
"ولكن يؤسفني أن أكون الوحيد الذي سيذكر شخصية عظيمة مثلك، السيد ريك."
المانا اهتاجت.
بدأت المانا حولي تتحرك كإعصار، وفي لحظة توقف كل شيء.
من العدم ، ظهر في يدي خنجر متلألئ من المانا.
صاح ريك بصوت مرتفع:
"هجوم!!"
وفي تلك اللحظة، انبثق من الظلال عدد من المغتالين، كالشياطين خرجوا من أحشاء الليل.
"أتعلم..هذا مثير للسخرية."
**
المانا.
المانا… جوهر العالم، شيء موجود في كل مكان، لكنه ليس متاحًا للجميع .
وفقًا لأفكاري، بدأت كميات ضخمة من المانا حولي تتدفق نحوي، تتغلغل في جسدي كتيار ناري متلألئ، رؤيتها كانت امتيازًا يخصني وحدي.
تعزيز الجسد—!
كنت أعزز جسدًا في المستوى الأول ، لكن التعزيز الذي اقوم به حاليًا…؟
لم يكن شيئًا يمكن لأي شخص من المستوى الأول أن يقوم به.
ثم—
غزت قوة غير معروفة جسدي.
شعرت بخفة غير طبيعية، وقوة متزايدة تتغلغل في أعمق أنسجتي، وكأنني… أتحول.
[تم تفعيل {سيد الاغتيال} [الرتبة: SS+]]
—فقدت السيطرة على جسدي.
"وشش-!!"
ركل جسدي الأرض بقوة، و-
في نفس اللحظة، انطلق خنجر المانا من يدي كنيزك قاتل نحو أحد المغتالين.
الفعل غير المتوقع باغت الجميع.
بسرعة صاروخية ودقة لا مثيل لها ، اخترق الخنجر جبهة القاتل، كأن رأسه مجرد ورقة هشّة.
ثم، وكأن شيئًا لم يكن-
تفكك الخنجر إلى جزيئات مضيئة، ليعود إلى كونه مانا.
من العدم—ظهر خنجر جديد في يدي اليمنى.
ركل!!
بركل الأرض، اهتزت المنطقة بأكملها، كما لو أن زلزالًا خفيفًا قد ضرب المكان.
قفزت بسرعة خارقة نحو أقرب قاتل، وفي اللحظة ذاتها، انقض بسلاحه محاولًا إصابتي في عيني—
حركة غير محسوبة.
بإمالة بسيطة لرأسي، انحرف هجومه جانبًا، وقبل أن يتمكن حتى من التراجع، كان خنجري قد شقّ طريقه إلى رقبته بسرعة لا تُرى بالعين المجردة.
"كيييوغغغغ—!!"
خنجري اخترق رقبته كأنه يقطع الزبدة.
بضربة واحدة نُحرت رقبته نظيفة.
ثم، من العدم—
مغتال آخر ظهر خلفي.
حاول طعني.
ولكن…
"تقطيع—!!"
—جسده تمزّق إلى عشر قطع متساوية.
حتى أنا نفسي لم أكن متأكدًا مما حدث.
استدرت ببطء، وألقيت نظرة حولي—
عندها رأيتها.
خيوط المانا.
على بعد مترين مني، كانت المساحة بأكملها ممتلئة بعشرات من خيوط المانا الحادة، متشابكة كشبكة قاتلة، بالكاد مرئية.
"هذا… مثير للاهتمام."
بما أنها مصنوعة من المانا ، لم يكن هناك حاجة لتحريك أصابعي للتحكم بها.
إنها تتحرك بإرادتي وحدها… كأنني أتحكم بها عن بعد.
وقف جسدي هناك، مُلطّخًا بدماء القاتل الذي حاول مباغتتي.
في الخلف، ارتعش أحد المغتالين وهو يهمس بفزع:
"و-وحش…!"
لم ألتفت إليه.
تحركت يدي بلا وعي، تناولت الخنجر من يدي اليسرى إلى اليمنى، ثم وضعت يدي اليمنى خلف ظهري ورفعت اليسرى إلى الأمام.
-خنجر الشبح-
خطوة واحدة.
لكنها كانت كافية.
~الحركة الأولى: خطوة وهمية~
"وشش—!!"
اختفى جسدي قبل أن يدرك أحد ما حدث.
أسرع من الومضة.
في الثانية التالية—
كنت هناك.
أمام ريك مباشرة.
"أعغاا—!!"
"كيوغغغ—!!"
"آآآآآآآآآآآغغغ—!!"
تجمدت أجساد المغتالين الستة خلفي.
ثانية أخرى—
سقطت رؤوسهم جميعًا.
في نفس اللحظة.
القطع كان نظيفًا للغاية، أسرع من قدرة أجسادهم على استيعاب أنهم قد تم تقطيعهم بالفعل.
ريك… لم يتحرك.
وقف هناك، يحدّق إليّ ببرود، وكأنه يرى شيئًا لم يكن يجب أن يوجد.
ثم، ببطء، أخرج سيفه من غمده وقال بصوت خالٍ من أي مشاعر:
"أنت حقًا مقاتل قوي… كيف لم أسمع بك من قبل، سيد جوكر؟"
تلاعب بإمساك السيف، قبل أن يضيف بنبرة أكثر جدية:
"لو أنك تجاهلت هذا المكان ومشيت في طريقك، كنت ستعيش حياة رغيدة… على الأقل، كنت ستصبح شخصًا معروفًا."
كنت لا أزال غير قادر على التحكم بجسدي، بسبب التحكم التلقائي للمهارة.
لكن… كان بإمكاني التحدث.
"هيه… الكلاب التي تنبح كثيرًا نادرًا ما تعض."
لم يكن هناك داعٍ لمزيد من الكلام. في لحظة، تلاشت أجسادنا من مكانها.
"وششش-!"
في ومضة، اصطدم سيفه بخنجري. لم يكن جسدي تحت سيطرتي بالكامل، لكنني شعرت بثقل سيفه الهائل، وكأن الهواء من حولنا أصبح كثيفًا بفعل قوته.
كان التصادم وحده كافيًا ليتطاير الغبار حولنا، مشكلًا سحابة رملية تحجب الرؤية.
من العدم، تشكل خنجر آخر من المانا في يدي اليمنى.
تراجع خطوة وأعاد سيفه، ثم لوّح به بسرعة مذهلة باتجاه رقبتي.
دفعْتُ الأرض بقدمي لتعزيز حركتي وتراجعت، وفي الوقت ذاته، لوّحت بخنجري الأيمن نحو عنقه.
كما توقعت، تصدى له بسيفه، لكن يدي اليسرى كانت قد تحركت بالفعل، موجهةً الخنجر الثاني نحو معدته.
لكن…
"تسك..!"
ركل معصمي بقوة قبل أن يتمكن خنجري من الوصول إليه.
سقط الخنجر من يدي، لكنني لم أتوقف. بدلًا من التراجع، اندفعت للأمام وأطبقت قبضتي على معصمه، مشدّدًا قبضتي كأني أصفده بسلاسل حديدية.
في تلك اللحظة، شعر بالخطر.
تخلى عن سيفه في جزء من الثانية، وفي حركة مضادة، رفع قبضته الأخرى—التي كانت أشبه بصخرة ضخمة—وسدد لكمة مباشرة إلى خدي.
"دووم!"
شعرت بحرارة حارقة تغمر خدي.
اللعنة… كانت لكمة ثقيلة. الألم تخلل وجهي للحظة قبل أن يتلاشى بسرعة غير طبيعية. ربما كانت {الهدوء} هي السبب.
لكن لم يكن هناك وقت للتفكير.
في اللحظة التي حاول فيها سحب يده، لوّحت بخنجري الأيمن نحوه.
حاول التملص، لكنني كنت لا أزال ممسكًا بمعصمه كحشرة لا تنفكّ عنه. سحبته للخلف بقوة، وأجبرته على البقاء في مساري.
"وشش-!"
مرّ الخنجر بسرعة جنونية عبر كتفه.
"أغغ-!"
اخترق الخنجر جلده الصلب، مُمزقًا اللحم، لينفجر سيلٌ من الدماء الحارّة، كبركان ثائر لا يرحم.
"يا ابن العاهرة!!!"
قبضته هذه المرة كانت أشرس.
"دووم!"
لكمة صاعقة ارتطمت بوجهي، تردد الصدى في جمجمتي، ولكنني لم أُصدر أي صوت. الألم كان قاسيًا… لكنه لم يدم.
ركلت الأرض بقوة، متراجعًا بسرعة، تاركًا مسافة بيننا.
نظر إليّ بعينين مشتعلة بالغضب، قبض على سيفه مجددًا، وانطلق نحوي كوحش كاسر، متجاهلًا الجرح العميق في كتفه، كأن الألم لم يكن سوى وهم عابر.
لكن فجأة… توقف.
لم يكن ذلك بإرادته، بل لأن خيط مانا رفيع كان ينتظره، يبعد عنه خطوة واحدة فقط.
مجرد خطوة إضافية… ورقبته ستُقطع كأنها قطعة ورق.
تراجع خطوة للخلف، أنفاسه مضطربة، لكن سرعان ما هدأ.
رفع سيفه مجددًا، وتدفقت مانا زرقاء متوهجة منه، تشكّلت هالة مهيبة، تلتهم الهواء من حوله.
في غمضة عين، لوّح بسيفه نحوي بسرعة تفوق الريح.
لكنني كنت أسرع.
تحركت أصابعي العشر، كأنني أعزف سيمفونية قاتلة.
جميع خيوط المانا تحرّكت كأنها ديدان حية.
قبل أن يصل سيفه للخيط الأول، اندفعت الخيوط نحوه، انقضّت على معصمه.
كانت نظريتي السابقة خاطئة.
في بعض الحالات المعقدة، يجب عليّ تحريك الخيوط يدوياً لضمان دقة السيطرة.
"ماذا؟!!"
عشرات الخيوط المضيئة تغلغلت حول جسده، التفّت حول معصميه، قيّدت قدميه، وانزلقت إلى رقبته، تكبّله كما لو كان دمية لا حول لها ولا قوة.
لكن لم يكن لديه وقت للدهشة—في لحظة واحدة، أحكمت الخيوط قبضتها عليه، أوقفته تمامًا.
حاول المقاومة، حاول أن يتحرر، لكن بلا جدوى.
شعرت وكأنني قد امتلكت السيطرة الكاملة، كمثل سيد للدمى، أتحكم بحركاتهم وأوجههم كيفما شئت.
تحريك الخيوط بأصابعي العشر… كان أسهل مما توقعت.
"تشك-تشك-تشك!!"
بدأت المانا حوله تضطرب، الهواء نفسه اهتز تحت تأثيرها.
لاحظت هذا مسبقًا.
هالة زرقاء اجتاحت جسده، اشتعلت من رأسه حتى قدميه، تتراقص مثل لهب متوحش يبحث عن الانفجار.
رفعت يدي اليمنى بثبات، أغلقت أصابعي الثلاث—الخنصر، البنصر، والوسطى—وتركت السبابة والإبهام ممدودتين، وكأنني أوجه مسدسًا نحوه.
في اللحظة ذاتها، تجمعت المانا أمام سبابتي، تحولت إلى كرة رمادية صغيرة، تقلصت أكثر فأكثر حتى أصبحت نقطة متوهجة، ينبعث منها ضغط هائل.
في الجهة الأخرى، هالة ريك ازدادت جنونًا.
"اااااااااااااااااغغغ!!"
صرخة أشبه بزئير وحش ممزق، عروقه برزت بجنون، وعضلاته انتفخت كأنها على وشك التمزق تحت الضغط.
"تشتشش-!"
خيوط المانا التي قيدته بدأت تتقطع، واحدة تلو الأخرى، حتى تحطم القيد بالكامل.
بمجرد أن تحرر، لم يضيع لحظة—انحنى ليلتقط سيفه الساقط، وبومضة اختفى الفاصل بينه وبين كال، المسافة بينهما تقلصت إلى عدة أمتار في طرفة عين.
لكن في تلك اللحظة، أطلقت.
"بووووم—!!!"
شعاع رمادي عملاق اندفع من سبابتي، دمر كل شيء في طريقه، الهواء نفسه تمزق تحت قوته، والأرض تحولت إلى أنقاض.
-فن روفيان-
~الحركة الأولى: الكلب المجنون!~
سيف ريك النحيف اشتعل بهالة زرقاء شبيهة بالنيران، ولوح به بجنون.
"اغراااااااااااااآاااا!!!"
"بوووف!!!"
انفجار!
الصدمة الناتجة دمرت كل شيء حولهما، جسد ريك القوي قذف للخلف بعنف، اصطدم بالأرض وترك وراءه أثرًا عميقًا.
"وششش—!"
الدخان والغبار انتشر في كل مكان، غطى الرؤية بالكامل.
وسط الدمار، لهاث ريك كان مسموعًا.
"هوف… هاف… هف… هوف."
صدره تصاعد وانخفض بجنون، وكأنه يحترق من الداخل.
"هوف… هاف… هل… انتهى؟"
لكن حيرته لم تدم طويلًا.
من بين الدخان المتصاعد، خرج كال بخطوات ثابتة.
بشكل أنيق.
لم يُصب حتى بخدش واحد.
حدق في ريك للحظة، ثم ابتسم قليلًا.
"الجولة الثانية، تبدأ."