الفصل الخامس: أفلين [3]

لقد فهمت آلية عملها.

[{ سيد الاغتيال } الرتبة: SS+ <قابل للنمو>]

[-الوصف: أنت الخبير الأعلى في فنون الاغتيال، عاشق خفي لليل، ومتعطش لدماء]

على عكس {سيف الظلال}، الذي يعتمد على فن قتالي محدد، فإن {سيد الاغتيال} يجمع بين جميع فنون وأساليب القتل. عند تفعيل المهارة، يمكنني أن أدعو نفسي بـ"ملك الاغتيال" دون أدنى مبالغة.

من الخناجر إلى القتال اليدوي، ومن التلاعب بالخيوط إلى أكثر طرق القتل كفاءةً… هذه المهارة تحتوي على كل شيء.

لكنني لا زلت أجهل حدودها بالكامل.

يبدو أن وضع القتال التلقائي يتناغم مع أفكاري. إن رغبتُ في استخدام الخنجر، يتحول أسلوبي تلقائيًا إلى فنون الخناجر. وإن أردتُ الخيوط، يتكيف أسلوبي للتركيز على التلاعب بخيوط المانا والتخفي.

لا زالت مجرد نظرية، لم اتأكد منها.

أمامي ظهرت شاشتان أخريان.

[{ سيف الظلال } الرتبة: SS <قابل للنمو>]

[-الوصف: فن سيف يتألف من اثنتي عشرة حركة قاتلة، يقال إنه تجسيد لظلال العالم]

ليس الآن… لازلت أرغب في اللعب كقاتل.

لكن ما لفت انتباهي حقًا كان المهارة التي لم أخترها بنفسي:

[{ غريميرو الهاوية } الرتبة: غير محددة]

[-الوصف: المهارة الرئيسية لسمة <أسطورة السحر الأسود> تمنح القدرة على استدعاء كتاب يحتوي تعاويذ السحر الأسود، يمكن تفعيلها بمجرد نطق اسمها]

إن لم أكن أرغب في الانتحار، فسيكون من الغباء استخدام السحر الأسود الآن.

هذه الفوضى ستجلب فريق التحقيق قريبًا، والأفضل أن تنتهي القضية على أنها مجرد معركة بين قتلة مأجورين.

إن تم اكتشاف أثر للسحر الأسود، ستتحول المسألة إلى قضية رأي عام لن تُغلق بسهولة. في أسوأ الأحوال، قد تتدخل كنيسة الضوء بنفسها.

إحدى القوى العظمى الثلاث في هذا العالم، كنيسة الضوء تتبع حاكمة الضوء ريثا .

لطالما كانت القوة الأبرز في الحرب ضد الشياطين، وإن تورط شخص ما مع السحر الأسود، فسيصبح عدوًا لها تلقائيًا.

لهذا، حتى يتم قبولي في الأكاديمية، لن ألمس السحر الأسود.

وجهت نظري إلى خياري الأخير…

{أدن}[سلبي]

[نظام ذكاء اصطناعي متقدم، مصمم لتحليل البيانات المتاحة بدقة عالية، واستخلاص الأنماط والاستنتاجات بناءً على المعلومات المخزنة والمعطيات المكتسبة]

<أدن>

[أجل سيدي]

<هل قمت بتحليل نمط العدو طوال القتال؟>

[بيب…أجل]

<أشرح>

ما زلت متمركزًا داخل الدخان، ولم أغادر بعد.

[بيب تم أستلام الأمر]

[بيب… طوال مجريات القتال، لم يستخدم ريك يده اليسرى في حمل السيف، مما يشير بوضوح إلى أن أسلوبه القتالي يعتمد بشكل أساسي على الذراع اليمنى كركيزة رئيسية]

[بالإضافة إلى ذلك، يوزع وزنه بشكل متوازن على باقي أجزاء جسده، مما يسمح له بالحفاظ على استقرار حركة القتال وتوزيع القوة بكفاءة أثناء الهجمات والدفاع.]

[لا يمكن إغفال الإصابة؛ فعند إصابتك لكتفه الأيسر، وبعد ثوانٍ من رد فعله الغاضب، لاحظنا تغيرًا في تعبير وجهه إلى حالة من الارتياح…]

[تم تحليل هذا التغير على أنه تعويض جسدي واعٍ، حيث عمد إلى استخدام كتفه الأيسر المصاب للتخفيف من الضغط على ذراعه اليمنى، التي تعد نقطة القوة الرئيسية في أسلوبه القتالي.

<إذن، بناءً على تحليلك، ما هي الطريقة الأكثر فعالية لهزيمته؟>

[بيب… ببساطة، استمر في القتال بنفس الأسلوب الحالي، مع التركيز على استهداف الجرح في كتفه الأيسر بشكل متكرر. هذه الاستراتيجية ستجعل العدو يعتقد أن أسلوبك يركز على استنفاد قدراته التحملية]

[نتيجة لذلك، سيقوم بزيادة تركيزه بشكل مفرط على حماية تلك المنطقة الضعيفة. في اللحظة المناسبة، غير استراتيجيتك فجأة ووجه ضربة حاسمة نحو ذراعه اليمنى، مما سيؤدي إلى إضعاف قدرته على القتال بشكل كبير أو حتى تعطيلها تمامًا.]

[أو على الأقل، اعمل على تعطيل قدرته على استخدام يده اليمنى بشكل كامل.]

[يمكنك أيضًا اختيار الخيار الثاني، وهو تكديس الضرر بشكل مستمر. من حيث المهارة وقدرة التحمل، لديك أفضلية واضحة، مما يسهل عليك هزيمته. ومع ذلك، نظرًا لاقتراب بصمات المانا، من الأفضل إنهاء المعركة بسرعة قبل تفاقم الوضع]

"حسنًا… هذا مقبول."

ببطء، بدأت أخرج من العاصفة الرملية الكثيفة التي كانت تكاد تخنقني.

"لنواصل الآن، من فضلك."

تجهم وجه ريك لحظة رؤيتي غير مصاب. كان رد فعله متوقعًا، ففي اللحظة الأخيرة، كان القتال التلقائي قد شكل درعًا من المانا حولي بسرعة لا تصدق.

تجسد خنجران طويلان بين يدي، اليمنى واليسرى.

"بشش-!"

وفي حركة خاطفة، وجدت نفسي أمام ريك.

"وششش-!"

تصدع صوت الأسلحة المتلاقية في الهواء.

"كيوك-!!"

نظرت إلى وجه ريك، ورغم محاولته إخفاء الألم، كان من الواضح أنه يعاني.

"كييك-!!"

"وششش-!"

في ثوانٍ معدودة، اصطدمت أسلحتنا عشرات المرات. في كل مرة، كنت أقترب أكثر من كتفه المصاب، بينما كان ريك يحاول بكل قوته دفعني بعيدًا.

"تشييك-!!"

صد سيفه خنجري الأيمن، وبسرعة خاطفة لوحت إلى جهة إصابته.

دفاعًا عن نفسه، ركل سيفه لصد خنجري، ثم بسرعة أخرى، لوح بسيفه نحو خنجر آخر ليصده.

لكن فجأة، تركت خنجري الأيسر.

"ها!!"

باندفاع غير متوقع، حرفت مسار ذراعي في الهواء، مشددًا قبضتي بكل قوة، وجهت ضربة خاطفة بسرعة البرق.

"كيوغغ!."

أنا رجل أسدد الديون جيدًا.

بيدي الأخرى، وجهت لكمة صاروخية إلى خده الأيسر.

"اغغ-!"

في لحظة من الذهول من الموقف المفاجئ، أمسكت بمعصمه، ولويته بكل قوتي.

"كيغغ-!"

سقط السيف على الأرض.

فور سقوط سيفه، اندفعت نحو رقبته بحركة بهلوانية سريعة، محكمًا قبضتي على معصمه بينما كنت ألتف بجسدي حوله، معلّقًا قدميّ حول عنقه.

في لحظة قاسية، ضغطت فخذي بشدة حول رقبته، عازلاً عنه أي تدفق للأوكسجين، مما جعل الهواء يهرب من رئتيه في كل محاولة يائسة للتنفس

سقط جسد ريك على الأرض بينما سقطت معه، لكنني بقيت متمسكًا بنفس الوضعية.

أبعدت يدي اليسرى بينما يدي اليمنى ما زالت تشد ذراعه للأعلى. وفجأة، من العدم، ظهر خنجر في يدي اليسرى.

نظر ريك إلى الخنجر بعينيه المملوءتين بالرهبة.

بدأ يكافح بعنف.

"اغغغ!"

"اغااااااااااآآآآ!!!!!!"

حاول الإفلات، لكنني عززت قدماي ويداي بالمانا، فشددت قبضتي.

"اغغغ."

بسرعة خاطفة، طعنت ذراع ريك بكل قوتي.

"اكغغغ!!"

طعنة أخرى.

"كاااااغغغ-!!!"

طعنة ثالثة.

"كيوغغغ-!!"

استمرت الطعنات، وكلما طعنت، كان نظري يغمره الدم.

لنجعل النص مشحونًا بالإثارة والاحترافية:

"ا…غغغ-!!"

في مقاومة يائسة، جمع ريك ما تبقى من مانا في جسده، محاولًا تعزيز قوته بشكلٍ متسارع.

لكن…

"اعغااااااا-!!!"

طعنت رأسه بقوة هائلة، ملقية بكل ما فيّ من عزم.

"……."

أخذت نفسًا عميقًا، "هوف… هاف… أخيرًا… قتلته."

[تم إلغاء تفعيل مهارة {سيد الاغتيال}[الرتبة:SS+]]

استعدت سيطرتي على جسدي، وقفت بثبات. نظرت إلى جثة ريك.

وجهه أصبح أزرق اللون، نتيجة نقص الأوكسجين الذي تسببت به طوال المعركة، وكتفه مصاب بشدة.

يده اليمنى غارقة في الطعنات، بينما رأسه مثقوب بنيران قتالنا العنيف.

في حياتي السابقة، إذا رأيت منظرًا كهذا، لما ترددت لحظة في أن أتقيأ من هول المشهد المقزز.

لكنني، الآن، ألتفت حولي بكل برود.

الجثث التي تملأ الأرض حولي، والغابة التي لم يتبقى منها سوى أنقاض، جراء معركتنا التي دمرت جزء كبير منه.

أعتقد أنه كان يجب علي أن أشعر بالاضطراب… بالخوف، بالرعب حتى.

كان من المفترض أن يطاردني الهلع، أن يغمرني شعور بالذنب أو حتى الاشمئزاز من الدماء التي أغرقت بها يدي.

لكن لم يحدث شيء من ذلك، بعد أن استعدت هدوئي، أدركت أن السبب ليس أكثر من مجرد سمة {هادئ}.

{هادئ}

[لقد حصلت على هدوء غريب وغير طبيعي، يصبح من المستحيل كسر هدوئك. عقلك يبقى صافياً تمامًا في كل الأوقات.]

"أعتقد أنني فهمت الآن معنى غريب وغير طبيعي."

تجولت بين الجثث، عبر التضاريس المتضررة، حتى توقفت أمام جسد ساكن.

كان شعرها الأسود القصير يلتصق برقة على جبهتها، بينما كانت عضلاتها واضحة تحت جلدها الناصع، الذي رغم الغبار والدماء والكدمات التي تغطي جسدها، ظل يلمع بصفاء نادر.

كانت فاقدة للوعي، في حالة من السكون التام، كما لو كانت في عالم آخر، بعيدًا عن واقعنا الذي يغلي بالدماء.

حملتها بحذر، واضعًا إياها في وضعية "حمل الأميرة"، ذراعَي يلتفان حول جسدها برفق.

"إنهم يقتربون."

كانت الطاقات تتجمع حولنا بسرعة مرعبة، شعرت بها تزداد كثافة كلما اقتربوا.

في تلك اللحظة، تدفقت كمية ضخمة من المانا إلى جسدي، غزتني كما لو أنها أمواج محيط هائج.

ركّزت تعزيز المانا في قدمي وخصري، بينما وزعتها بالتساوي عبر باقي جسدي، موجهًا إياها حيث كنت في أمس الحاجة إليها.

اتخذت قدماي وضعية مستعدة كالعداء في ماراثون، ثم أخذت نفسًا عميقًا، شهيقًا طويلًا…

وبكل القوة التي أملكها، انطلقت بأقصى سرعتي نحو المدينة.

بالنسبة لي كان مجرد ركض، لكن لو رأني أي شخص آخر في تلك اللحظة، لكان شهد اختفائي فجأة عن الأنظار، تاركًا خلفي ريحًا قوية تنبثق من العدم.

"وشش-!"

تباطئ الزمن في عيني، راوغت الشجيرات بمهارة فائقة، أقفز بين الأشجار بسرعة مذهلة، وكأن الزمن قد توقف حولي.

قفزة واحدة كانت كافية لتخطي عشرات الأمتار، لم أكن بحاجة إلى أكثر من ذلك.

استمريت بالجري بلا توقف، مدفوعًا بوهمي الصافي الذي أخفى حضوري تمامًا عن الأنظار.

تخطيت الحراس في لحظة واحدة، قافزًا إلى الأعلى بمقدار هائل، وسقطت وسط الحشد الكبير.

كنت مغطى بالوهم الصافي، لذلك لم ينتبه لي أحد.

"هوف… هوف… هاف… هاف…" تنفست بسرعة، جسدي مثقل من الجهد.

توجهت بسرعة إلى أحد الأزقة القريبة، وأسقطت أفلين برفق على الأرض.

[تم إلغاء تفعيل مهارة {التحول}[الرتبة:؟؟؟]]

في لحظة خاطفة، اختفى جسدي، ثم عدت إلى هيئتي الأصلية.

كان الشعور المفاجئ بالضعف مريرًا.

شعري مشوش قليلاً، وقميصي الأبيض الحريري ينسدل بخفة فوق جسدي، وسروالي الأسود الواسع يتماشى مع راحتي.

لم يكن هناك أي أثر لدم على جسدي.

إذاً… إلى أقرب طبيب.

حملت أفلين على ظهري، وأطلقت زفرة من دهشة.

"أوب!"

على عكس هيئتي بعد التحول، بدت أخف من الريشة، كان من الصعب تصديق أنها كانت بهذا الوزن الهائل في السابق.

"إنها ثقيلة للغاية!."

***

وضع كارلوس الكتاب على طاولته بحركة متمهلة.

كان العنوان على الغلاف يلمع بوضوح: [تكوين الوحوش: ركائز المانا].

استعد للاستمتاع بفنجان من الشاي ليرتشف منه بين الفصول، لكن…

"همهم.. هم…" همهم لحنًا مألوفًا، لحنًا تذكره بشخص معين.

أضاف ملعقتين من السكر إلى الكوب، ثم وضع أوراق الشاي برقة في الماء المغلي، وبدأ في تحريكه بلطف ليذوب السكر تمامًا.

"بومم-!" قاطع راحته صوت مدوي.

فُتح باب عيادته بقوة مفاجئة، ورفع نظره نحو الداخل.

استفاق من مفاجأته عندما رأى الشاب يدخل، ممسكًا بفتاة نائمة على ظهره.

كان الشاب وسيمًا، شعره الأسود مشوش وعيونه الزرقاء تلمع تحت العرق الذي يغطي وجهه.

تدارك كارلوس الموقف بسرعة، لم تكن هناك كلمات لتوضيح الحالة، فدون أن ينتظر أي تفسير، قال ببساطة:

"ضعها على السرير."

2025/02/25 · 318 مشاهدة · 1541 كلمة
Drbo3
نادي الروايات - 2025