الفصل السابع: أختبار القبول~
على مدار أكثر من ألف عام، ظلت أكاديمية الأمل الجديد صرحًا شامخًا.
تأسست على يد الأبطال الذين وقفوا في وجه الشياطين قبل ثلاثة عشر قرنًا.
لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت حجر الأساس لمستقبل القارة، تُصقل فيها العقول، ويُصنع أقوى المحاربين الذين سيتولون حماية الحدود من تهديد الشياطين.
في تلك الحقبة، قدَّمت جميع الأعراق دعمها الكامل للأكاديمية.
لم يكن ذلك فقط من أجل مستقبل أكثر أمنًا، بل أيضًا لتعزيز نفوذها السياسي وقوة أبنائها القتالية.
وهكذا، أصبحت الأكاديمية رمزًا للقوة، وطريقًا لا بد من عبوره لمن يسعى إلى العظمة.
في ساحة دائرية هائلة، تفوق في مساحتها ضعفي حجم ملعب كرة قدم، احتشد مئات الرجال والنساء من مختلف الأعراق.
قدموا من جميع أنحاء القارة المقدسة للمشاركة في هذا الحدث المصيري.
وقف البروفيسور سامويل
لم يكن العدد مهولًا بالنسبة له.
فهو يعلم أن الاختبار الأول وحده سيُقصي 60% من المتقدمين.
يليه الاختبار الثاني، الذي سيتكفل بـ 20% آخرين.
ثم يأتي الاختبار الكتابي، ولن ينجح فيه سوى 9% فقط.
في النهاية، لن يتبقى سوى 11% من هذا الحشد الهائل، أي ما يقارب 500 إلى 600 طالب فقط.
نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار.
أشارت عقاربها إلى تمام الثانية ظهرًا.
وقف من مقعده، ارتدى رداءه الأكاديمي ونظارته، ثم غادر مكتبه بهدوء.
وسط هذا الحشد الهائل، بدأ شعور مألوف بالانقباض في معدتي.
أشبه بإحساس اليوم الأول في المدرسة، لكنه هذه المرة يتضاعف بعشرات المرات.
نظرت حولي إلى مئات الشباب المتجمعين في الساحة العملاقة.
لم يكن ذلك بلا سبب.
كنت أبحث عن وجوه مألوفة، شخصيات رئيسية من اللعبة التي أعرفها جيدًا.
أغلبهم من عائلات نبيلة ذات نفوذ واسع في القارة.
أو ربما يجدر بي القول في
رؤيتهم وسط العامة سيكون أمرًا نادرًا…
باستثناء رام...
رام، بطلة القصة المنتقلة، تمامًا مثلي.
لكنها ليست لاعبًا، بل قارئة رواية.
على عكس الآخرين، لم تولد في عائلة نبيلة، مما يعني أن احتمال رؤيتها هنا ممكن.
لكن مع هذا العدد الضخم، يظل الأمر صعبًا.
على أي حال، لن يطول الأمر كثيرًا قبل أن يظهر الجميع في خطاب المدير.
الأصوات حولي كانت صاخبة.
"أنا متوترة حقًا."
"لا تقلق، سننجح بالتأكيد."
"لقد تأخروا في البدء."
"سمعتِ عن الأميرة إيديث؟ ستشارك هذا العام!"
الأحاديث تتطاير في كل مكان، والأصوات المرتفعة تصنع ضوضاء خانقة.
"هذا مزعج حقًا."
تمتمت في نفسي، قبل أن يأتي المنقذ.
صوت هادئ، لكنه حمل قوة كافية لاجتياح الساحة بأكملها.
"صمتًا—!!!"
شعرت بذبذبة ثقيلة تجتاح الهواء، وتغلغلت في كل زاوية من الساحة، مجبرة الجميع على التزام الصمت.
مذهل…!
"هل هذا ما يسمى ترددات المانا الصوتية؟."
تمتمت، بينما التفت الجميع نحو مصدر الصوت بنفس الدهشة.
صمتٌ تام.
"أحم."
وقف الرجل الذي أطلق الموجة الصوتية في مقدمة المنصة.
"مرحبًا بكم، أيها القادمون الجدد، في أكاديمية الأمل الجديد."
"أنا شخص لا يحب الحديث كثيرًا، لذا سأترك شرح الأمور للمدير."
"لكن قبل ذلك، سأوضح لكم شيئًا بسيطًا عن الاختبار."
أومأت برأسي.
لكل عام اختبار قبول مختلف، لا يمكن لأحد التنبؤ به.
لكن هذا لم يمنع النبلاء من محاولة شراء المعلومات المسربة من السوق السوداء، بحثًا عن ميزة إضافية.
البعض يدفع مبالغ طائلة للحصول على تفاصيل دقيقة.
فيما يقع آخرون ضحية المخادعين، الذين يبيعون معلومات مزيفة مقابل المال.
كل هذا فقط للاستعداد مسبقًا، ربما عبر اقتناء القطع الأثرية المناسبة.
"يتم تقسيم الاختبار إلى جزأين: الأول عملي، والثاني كتابي. ببساطة، الاختبار الكتابي مخصص للطلاب المؤهلين الذين اجتازوا الاختبار العملي، ليكون بمثابة التصفية النهائية."
"الهدف من هذه العملية هو تقييم القوة البدنية، التكيفية، وأيضًا القدرات المعرفية لكل فرد."
توقف للحظة، ثم أكمل بنبرة رتيبة:
"هذا هو النظام المعتاد كل عام، لذا لنُباشر مباشرةً بالاختبار العملي."
"الاختبار العملي يتكون من مرحلتين— الأولى تختبر القوى العقلية، والثانية عبارة عن معركة نقاط."
رفع كتفيه بلا مبالاة.
"سهل جدًا، أليس كذلك؟"
**
تبًا…شرحه سيء جدًا.
لولا أنني لاعب سابق في اللعبة، لما فهمت أي شيء مما قاله.
ببساطة، المرحلة الأولى سيدخل جميع المشاركين في وهم يجسد مخاوفهم الداخلية.
قد يكون شيئًا مختلقًا، أو إحساسًا دفينًا، أو ذكرى من الماضي.
الهدف الوحيد: تحمل هذا الوهم حتى النهاية.
أما المرحلة الثانية، فهي السبب الرئيسي لضمي أفلين إلى فريقي.
إنها معركة نقاط— يتم إلقاؤنا في بيئة غير مألوفة وإجبارنا على القتال، حيث يجب علينا جمع النقاط من خلال هزيمة الآخرين.
"يمكن للطلاب القتال بشكل فردي، أو تشكيل مجموعات لزيادة فرص البقاء."
وأخيرًا…أنا البروفيسور سامويل فيليب، الشخص المسؤل عن تنفيذ الاختبار العملي لهذا العام."
صمت للحظة، ثم…
"أوه!!"
"ماذا؟ هل سمعتُ خطأ؟"
"اللعنة، الأسطورة الحية أمامي!!!"
لم تكن ردة فعلهم غريبة على الإطلاق.
سامويل فيليب ليس مجرد أستاذ أكاديمي عادي— إنه شخصية محورية في القصة، وساحر من المستوى السابع كرس حياته لدراسة السحر.
ليس ذالك فحسب، بل هو أيضًا المعلم المسؤل عن الصف S.
أعلى فصل سحري لكل عام في الاكاديمية.
"صمتًا!!"
بمجرد أن بدأ الحشد بالصخب، أسكتهم مجددًا بصوته الجاف.
ثم رفع عصاه وضرب الأرض.
"الاختبار الأول…"
"وشش!!."
غطت دائرة سحرية ضخمة الساحة بأكملها.
"يبدأ الأن.."
***
"همم."
فتحت عيني ببطء.
كان الظلام هائل، كثيف إلى درجة شعرت معها أنه يمتلك وزنًا، كأنني أغرق في بحر من العدم.
لم أكن متأكدًا مما إذا كنت في غرفة، أو في فضاء فارغ، أو حتى في حلم متعفن بين الواقع والوهم.
عقلي بدأ يتكيف ببطء مع الظلام… قبل أن يتردد صوت خافت من العدم.
"أنا هنا."
صوت رجل. جاف، خشن، متهالك، بدأ وكأنه لم يُستخدم منذ قرون.
"من أنت…؟"
تردد صدى كلماتي في الفراغ، لكن الرجل رد مباشرة، دون تردد، بصوت أجوف يقطر عبثية.
"لا أعرف حقًا… لقد نسيت من أكون. على أي حال، اقترب."
عبستُ. لم يكن هناك اتجاه واضح لأقترب إليه، فقط الفراغ، والظلام، وصوت هذا الغريب.
"اقترب؟… أين أنت؟"
"هاها… أنا أمامك مباشرة."
ثم، وكأن الظلام نفسه تململ من سباته، اشتعل ضوء خافت، متذبذب، كأن العالم بأسره يتنفس للمرة الأولى.
"هذا…"
كان هناك.
رجل مكبّل، جسده معكوس رأسًا على عقب، ملتصق بصليب مقلوب يطفو في الفراغ.
شعره الأسود امتد حتى الأرض، لحيته نمت بإهمال، ووجهه، على الرغم من تجاعيده—حافظ على وسامة غريبة، مريبة.
عيناه… سوداوَان، خاويتان، مليئتان بالتعب.
السلاسل السوداء التي غطت جسده بالكامل بدت وكأنها تنبض، تتلوى ببطء كمخلوقات حية، ومع ذلك، لم يكن هناك صوت سوى الصمت الخانق.
"أود حقًا سؤالك عن قصتك، لكن يبدو أنك لا تتذكرها."
تأملني الرجل بعينيه المتجمدتين قبل أن يتحدث، بصوت يشبه الرياح التي تعوي في أنفاق مهجورة.
"لا أعلم. شعرت بطاقة غريبة… وبطريقة ما، استطعت سحبك إلى هنا."
"سحبي؟… هل تقول إن هذا المكان ليس مجرد وهم؟"
"لا أعلم. أنا أيضًا."
ضغطت على أسناني بانزعاج…الوضع برمته غير منطقي؟.
إذًا كان هذا امتدادًا لذكريات كال مورت التي لم أرثها، ألم يكن من المفترض أن يكون وهمًا؟ مكانًا مرعبًا يسحق العقل؟
لكن كل ما أراه هو رجل مثير للشفقة، معكوس رأسًا على عقب، محبوس في مشهد سريالي أشبه بلوحة عتيقة رسمها مريض نفسي.
تحركت ببطء، مددت يدي نحو السلاسل، قبضت عليها بقوة، وحاولت تحريكها.
لم تتحرك، لم تهتز حتى.
"عقيم."
تنهدت، ثم جلست القرفصاء أمامه، متأملًا وضعه، مفكرًا.
ثم، خطرت لي فكرة.
"ما رأيك بصفقة؟"
أدار رأسه قليلًا، نظراته باردة، فارغة، قبل أن يتحدث بنبرة متشككة.
"صفقة؟"
"أجل، صفقة. أنت لا تبدو… عاديًا أبدًا. هذا، طبعًا، إن لم يكن كل هذا مجرد وهم."
بدا أنني أثرت اهتمامه. عينه السوداء حدّقت في وجهي طويلاً قبل أن يسأل ببطء:
"وما هي الصفقة؟"
ابتسمت. رفعت إصبعي للأعلى.
"سأحررك من هذا المكان… وستصبح تابع لي."
صمت…
نظر إليّ بثبات. نظرة جامدة، لا مشاعر فيها، لا تعبير.
ثم…
"كيكي…"
بدأ يهتز.
هل هو يضحك؟
"كيكيكي… كياهاهاهاهاهاهاها!!!"
ضحك بصوت عالٍ، مجنون، هائج، كأن كلماتي كانت أكبر نكتة سمعها في حياته.
صوت ضحكه تحول إلى صدى ثقيل، تردد في الفراغ، انحرف، تشوه، أصبح كأنه ضحكات متعددة تنبعث من أفواه لا تُرى، ضحكات تتزايد، تتصاعد، تتوسع في الفراغ ككابوس حي.
الهواء ذاته أصبح كثيفًا، وكأن الفراغ نفسه يضحك معه..
توقف ضحكه أخيرًا بعد فترة.
لم يكن ذلك توقفًا طبيعيًا، بل وكأن حلقه تمزق من شدة الضحك.
ثم، بصوت هادئ، عادي أجش… غريب مقارنة بما كان عليه قبل لحظات، قال:
"جيد. لا بأس، سأفعل ما تريد… ولكن، هذا إن استطعت تحريري."
"تسسس-!"
ارتجف جسدي ثم بدأ يتلاشى.
شعرت بوجودي يصبح غير مستقر، أطرافي تتحول إلى ضباب خافت يتلاشى في الظلام.
"يبدو أن وقتك هنا قد انتهى، أيها الفتى. كانت محادثة ممتعة."
راقبت بصمت كيف صار جسدي شفافًا شيئًا فشيئًا، أطرافي بدأت تختفي قبل أن تصل الضبابية إلى صدري.
لم أشعر بالخوف، فقط بواقعية غريبة… كأنني كنت أحلم منذ البداية.
"وداعًا."
لكن قبل أن أختفي بالكامل، انحنى الرجل قليلًا للأمام، وحدّق فيّ بتلك العيون السوداء الفارغة.
ثم قال آخر كلماته، بصوت كان أشبه بتحذير، أو تهديد.
"نصيحة أخيرة، أيها الشاب… إن كنت تريد إخراجي من هذا المكان حقًا…"
"فكن حذرًا في تعاملك مع الهاوية."
ثم، اختفى كل شيء.
**
"ها…؟"
اعتقدت أنني عدت إلى الواقع.
نظرت حولي، الجميع كان متصلبًا في حالة سكون، وكأن الزمن تجمد. لم يخرجوا من الوهم بعد؟
أمعنت النظر، محاولًا استيعاب الموقف. "كن حذرًا في تعاملك مع الهاوية."
هل كان ذلك مجرد تحذير، أم أنه دليل؟ بدا الأمر وكأنه جزء من لعبة ألغاز معقدة.
ذلك الحدث قبل قليل… هل كان مجرد وهم مستخلص من ذكريات كال
أم أنه كان موجودًا بالفعل، بطريقة ما، مسجونًا في مكان مجهول؟
قال إنه شعر ببعض الطاقة وسحبني… لا أعتقد أن هذا شيء قد يقوله مجرد وهم.
"آه، اللعنة…" أصبح الوضع معقدًا ومزعجًا. سأتركه جانبًا الآن.
قطع حبل افكاري صوت بكاء خافت.
"لا… أ-بي… أرجوك…"
التفت، لأجد إيفلين غارقة في دموعها.
"تنهد…"
تقدمت نحوها. أنني رجل نبيل، ولكن في بعض الأحيان… عليك التخلي عن نبلك.
"بوم-!"
الطريقة الأسرع لكسر الوهم هي الصدمة المباشرة. لن يلقي سامويل سحر وهم عالي المستوى على مجموعة من الأطفال.
لذا، صفعة واحدة كانت كافية.
"هافف… هوف… هوف… هاف…" أخذت تلهث بعد أن استعادت وعيها، وهي تنظر إلي بصدمة.
"هل أنتي بخير؟"
"هوف… نعم…" أجابت بصوت متقطع، ثم وقفت بصعوبة.
تمددت، مطلق زفرة ارتياح. "آه…"
البقاء جالسًا في عربة صلبة لفترة طويلة لم يكن تجربة ممتعة. مؤخرتي تصلبت تمامًا.
"وششش-!."
شعور بارد تسلل إلى ظهري. لم يدم طويلًا قبل أن أدرك السبب.
"أنت."
ألتفت لأجد البروفيسور سامويل فيلي يقف أمامي مباشرة.
نظر إليَّ بحدة. "كيف خرجت من الوهم فور إلقائه عليك؟"
رفعت حاجبي، ماذا؟...لقد بقيت هناك، تحدثت مع ذلك الرجل المعلق لفترة.
سامويل ضيّق عينيه، ثم عدّل وضعية وقوفه، محاولًا إخفاء انفعاله. "لم تدم داخل وهمي أكثر من ثانية واحدة قبل أن تتحرر."
لحظة…
إذن، بينما كنت أعتقد أنني أمضيت وقتًا في ذلك الوهم، كنت في الواقع، خرجت منه فورًا؟
حسنًا… يبدو أنه وقت استخدام الاعدادات المنتظرة:
[إعداد الشخصية الغامضة: لا ينصاع لأحد.]
"ولماذا عليَّ إخبارك؟" ابتسمت بسخرية، متعمدًا تقليد نبرة الرجل المعلق.
اتسعت عينا فيليب، لم يتوقع هذا الرد إطلاقًا. مد يده للأمام، وفجأة—
"بوم..!"
ضغط هائل اخترق كياني بعنف، يجتاح كل خلية في جسدي.
"اغغ!."
وكأن جبلًا سقط على كتفي، محاولًا دفعي للأسفل.
"هل أنت متأكد من أنك لن تخبرني؟."
مالألم كان حقيقيًا، وكأنني أحمل وزن صخرة عملاقة، لكنني لم أسمح لنفسي بالسقوط.
حدّقت فيه، ابتسامة لا تزال على وجهي. "يبدو أنك تحب التدخل في شؤون الآخرين كثيرًا، رغم كونك مجرد بروفيسور."
توقف فيليب لحظة، ثم لوّح بيده.
ثم اختفى الضغط تمامًا.
نظر إليَّ باهتمام، ثم قال، "جيد جدًا. ما اسمك، أيها الطالب؟"
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي. كنت أعرف شخصيته جيدًا.
"كال مورت.."
ردّد اسمي ببطء، كما لو كان يحاول تثبيته في ذاكرته. "كال مورت… كال مورت… حسنًا، سأحفظه."
ثم، دون سابق إنذار، اختفى من مكانه.
رفعت نظري، فوجدته قد عاد إلى المنصة المرتفعة حيث كان يقف.
"فيوه…"
تنهدت بخفّة. كان من الجيد أنه لم يواصل الضغط عليّ، لكان الأمر محرجًا للغاية لو فقدتُ الوعي أمام الجميع.
على أي حال…
نظرتُ إلى إيفلين، التي لا تزال تمسح دموعها بصمت. هل رأى فيليب كيف صفعتها لكي أوقظها، لذا لم يكلّف نفسه عناء استجوابها؟.
و هكذا مرّت نصف ساعة.
بدأ الجميع يستفيق تدريجيًا.
وقف فيليب أمامنا مجددًا، ونظر إلينا ببرود.
"كل من لم يفقد الوعي..مبارك لك، لقد تأهلت إلى المرحلة التالية."
فور انتهاء كلماته، دخل رجال الإسعاف إلى الساحة، وبدأوا في حمل الطلاب الذين فقدوا وعيهم إلى الخارج.
سقط ما لا يقل عن نصف العدد الكلي ، ولم يكن ذلك مفاجئًا.
واصل فيليب حديثه، هذه المرة بنبرة أكثر جدية:
"الاختبار التالي سيكون معركة نقاط."
صمت لبرهة، ثم تابع:
"أقضي على زملائك الطلاب، وأحصل على نقاطهم."
ارتفعت همهمات بين الحاضرين، لكنه تجاهلها وأكمل:
"كل طالب سيبدأ بنقطتين أساسيتين، كلما زادت نقاطك، ارتفع ترتيبك في القائمة."
رفع فيليب يده، وفجأة . ظهرت أساور زرقاء على معاصمنا من العدم.
نظرت إلى السوار الملفوف حول يدي. لم يكن مجرد قطعة زينة، كان ينبض بهالة غريبة.
"هذه الأسوار ستُظهر عدد نقاطك الحالية."
نظر إلينا بعينين حادتين، "وأيضًا عند هزيمتك لأحد الطلاب، سيتحول سوار المهزوم إلى اللون الأحمر، ضع سوارك فوق سواره، وستنتقل نقاطه إليك مباشرة."
أخذ نفسًا عميقًا، ثم أنهى شرحه بجملة واضحة:
"أن وصلت نقاطك إلى صفر، سيتم نقلك تلقائي إلى الخارج."
لم ينتظر أي أسئلة.
رفع عصاه مرة أخرى، وضرب بها الأرض بقوة.
"وشش-!!!"
دائرة سحرية ضخمة اجتاحت الساحة، تشعّ بطاقة مألوفة… مألوفة جدًا
"اللعنة..هذا الشعور…"
كان آخر ما قلته قبل أن أشعر بسحب هائل.
ثم اختفى جميع الطلاب الذين اجتازوا الاختبار الأول.