توقفت السهام في السماء لبرهة قبل ان تنزل عليهم كالصاعقة ، قفز الثلاثة لتجنبها و بمجرد اقتراب السهام من الأرض غيرت مسارها لتقوم بإتباعهم أينما اتجهوا....
راوغ غريب السهم ببراعة و من ثم حذرهم
"لا تدعها تصبكم، استمروا في المناورة.."
سرعة السهام في تزايد، تفاديها اصبح صعبا، لمعت أرجل الأخوين ليظهر برق عليهما، تقنية اقدام البرق، سرعتهما تضاعفت مما سمح لهما بتفادي السهمان بكل سهولة،لكن غريب على غرارهما وضعه كان سيء االسهم وصل اليه بالفع لو لم يبقى بينه وبين السهم الا سنتميترات....
صد غريب السهم بخنجره ليرتفع في السماء، توقف السهم في السماء للحظة قبل أن ينزل ثانية و يعود لمطارده السهام أصبحت مضيئة و أسرع بكثير
" مازن....الآن"
وفورا أطلق مازن صاعقة في إتجاه الجان الذي قفز مبتعدا و قبل أن تطأ رجله الأرض صاعقة ثانية كانت في إنتظاره لتصيب ووجهه ، وهذه المرة الهجوم جاء من يزن.
تراجع الجان للخلف وقد أثر الهجوم المباشر لوجهه على عينيه، ليعميهما لعدة ثوان و في اللحظة التي استرجع فيها بصره
اخترقت السهام الثلاثة درعه .
وقع الجان على الأرض غير مصدقا، ما حدث
"مستحيل ، كيف يمكن أن أصاب بسهامي " لاحظ أن يده اليمنى صارت أخف ليكتشف ن قوسه قد اختفى، صرخ وراح يلتفت يمينا و يسارا
"قوسي......أين قوسي؟"
"أتبحث عن هذا ؟" رفع غريب القوس ولوح به
"ما فائدته إن كنت لا تستخدمه في رمي السهام، يجدر بك إستعماله، إن أردت أن لا يلاحظ الآخرين أن حامل القوس لا تهاجمه السهام"
(فكر مازن المعركة تسير في مصلحتنا، كل شيء و وفقا للخطة ، تخلصنا من تقنية السهام المضيئة البعيدة المدى المزعجة،لكن لا يزال الوقت مبكرا للفرح)
أخرج الجان سيفا قصيرا ، وجه طاقته فيه ليشع بضوء أبيض، استعدادا لمعركة قريبة المدى، فقدانه لقوسه لم يؤثر فيه
دخل الأخوان المعركة ،هجومهما كان متناسقا بشكل مذهل نفذ مازن ضربة علوية، ليتبعها يزن بهجوم منخفض و رغم ضخامة جسده إلا أنه تفادى االضربة بكل سهولة بالقفز إلى الخلف ، وبالطبع توقع الأخوان ذلك نظرا للمعلومات التي حصلها عليها فأضاق عليه الخناق بهجوم مزدوج آخر لكن هذه المرة قام بتفادى ضربة مازن و تلقى الضربة الثانية بجسده، اهتزت يد يزن بسبب الارتداد و قد أدهشته صلابة الدرع، و بالرغم أنه لاحظ أن الدرع لم يصب بخدش عندما أصابته السهام، لكن لم يتوقع أن لا يتأثر بضربة معززة بطاقة البرق خاصته.
"لا تسرح بأفكارك......" صراخ أخيه ،نبهه لكن بعد فوات الأوان ، ضربة من السيف المضيء رمته بعيدا، تدحرج يزن على الأرض
وراح يصرخ
"أه هذا مؤلم....هذا.....ليس مؤلما إطلاقا (نهض و راح يتفحص جسده و درعه ) هذه النقوش رائعة لقد أوقفت السيف قبل أن يصيبني....."
" و لما لا تخبره ببقية أسرارنا أيها الثرثارالأبله" علق غريب، و نظرة الغضب في وجهه أخيه جعلته ينكمش في مكانه
لكن الأزيز الحاد الذي سمعوه جعلهم ينسون أمره و التفتوا إلى مصدر الصوت ليرو سيف الجان القصير يضيء و يهتز بشدة في يده التي رفعها عاليا
"هذا شيء لم أره من قبل........هجوم جديد على ما يبدوا"
"و ما العمل الآن ؟" تساءل مازن
" بالطبع حضرت لمفاجئة كهذه فقط علينا أن...................نهرب"
استمر السيف في اللمعان ليشكل عمود ضوء حول جان الظلام و يبدأ في الإتساع ليغطي كامل المكان، محطما كل ما يلمسه بعد لحظات اختفى الضوء الساطع ليظهر الجان وسطه و قد صار كل ما يحيط به مدمرا
* طاخ *
طعنتان في الظهر ، قبل أن يتأكد الجان ما إذا نجح هجومه ، كان الأخوان قد التفا من حوله و طعناه ،دروعهم المنقوشة صدت الهجوم و بدل أن يتضرروا قامت فقط بقذفهم إلى الخلف و على الرغم أن جسده لم يتضرر بسبب متانة الدرع، لكن غضبه من فقدان طاقته، جعله يفقد أعصابه ليبدأ في الصراخ
"اتركوني و شأني .....لماذا تستمرون في إزعاجي ....لماذا تطاردونني....دعوني....."
ضباب أسود بدأ يتشكل حول درعه، بشرته أصبحت أكثر سوادا و عيونه أصبحت تشع بلون أحمر.
تراجع الأخوان للخلف و و قد أرعبتهما الهالة الخانقة ، التي أحاطت به
" غريب..... إنه يدخل مرحلة الهيجان، ،لم تقل أننا علينا أن نصيبه بخمس خناجر قبل ذلك و إلا سينتهي أمرنا"
" لا تخبروني أن البالون سيينفجر علينا......" صنع يزن ابتسامة مصطنعة ليخفي اضطرابه
تقدم غريب بكل هدوء الى جان الظلام و بصوت مهيب هز المكان أعطي أمره الشهير
"اركعوا........."
وقع كل من سمع الصوت راكعا على ركبتيه، و قد تلاشى الضباب الأسود و هدأ غضب جان الظلام، ليحل بدلا عنه غضب الأخوان صرخ يزن
" ما معنى هذا .....؟
ألم تحتج لخمس خناجر لإكمال الختم؟ و متى قمت بوضع التعويذة علينا؟ "
ابتسم غريب ،و أخرج خنجرا من حزامه
"اتتذكر السهم الذي طاردني، لقد نقلت النقش من هنا( واشار للخنجر) إليه ، ومن ثم أنت تعرف الباقي، أما بخصوصكم فقد كان هناك نقش خفي في الخناجــ...."
"هذا ليس وقت الشرح (قاطعه مازن)أتجرؤ على الإخلاف بقسم المرتزقة، لا أحد ينجوا بعد الإخلاف بالقسم"
"ومن قال أنني سأخلف بوعدي، أنا لن اؤذيكما و انتما ستحصلان على ستون مليون رياشي"و قام برمي ستة بطاقات مالية على الأرض
تذكر مازن قسم الذي قاموا ليجد أن غريب نفذه حرفيا ، رميه لستون مليون على الأرض يعني أنه لا يهدف للمكافئة
"هذا لم يكن الهدف من القسم،لا تنسى أنه مبعوث الملكةأركنيا،أتعرف معنى ذلك إنها ليست مزحة أيا كان الذي تخطط له فتذكر بقاءه على قيد الحياة يعني دمار الممالك السبع و موت الآلاف بل الملايين من الأبرياء"
مازن يمتلك حسا عاليا بالمسؤولية ، لذا يحاول جاهدا إقناع غريب بضرورة القضاء على جان الظلام والتخلص من خطره، إصراره كان مثيرا للإعجاب
" أنتما بالفعل تروقانني، لا داعي للقلق بشأن الظلامي سأتولى أمره، إن التقينا ثانية فسأحرص على مكافئتكما ، فحتى لو نسيتماني فستأذكركما"
" كيف يمكن أن ننسى وغدا مثلك.."
أخرج غريب قنينة، وأشار للجان بالتحرك صر الأخير على أسنانه منزعجا لكنه نفذ الأمر رغما عنه، ضرب القنينة أرضا ليتصاعد منها دخان أبيض كثيف، في حين ابتعد مع الجان و اختفى في الغابة.