رجل طويل القامة بلحية بيضاء و أذنين طويلتين ، واقف أمام أركنيا و يحمل كريستالة رفيعة مثل الورقة عليها نقش غريب،تغير المشهد ثانية لتظهر أركنيا تكلم زوجها و الواضح أنه قد مرت سنوات عن أخر ذكرى

"هذه أقوى تعويذات الختم المعروفة "

"أركي، أنا لست موافقا التعاويذ قوة غير قابلة للقياس لا يروقني استخدام شيء كهذا ، و الأكثر من ذلك الجان المدعو إيفان، أنا لا أثق به ،

"عزيزي أنت باحث، و من الطبيعي أن لا تروقك الأمور التي لا تعرف إجابتها........"

"أحتاج القليل بعد، أنا أجرب شيئا جديدا بتقنية فراغ الأبعاد لامتصاص الطاقة......"

"لكني لا أملك حتى ذلك القليل هذه فرصتي الوحيدة"، تحت إصرارها وافق على مضض

أمسكت أركنيا الكرستالة و وضعت كفها على النقش، اختفى النقش لتلمع جبهتها و من ثم ظهر الختم الذي كان في الكريستالة عليها، لتختفي طاقتها كليا.

لمع الضوء ثانية لتظهر صورة لجنود ملكيين، يحاصرون منزل الباحث روشان، تقدم قائد الفرقة و صاح بصوت عالي

"من الأفضل أن تستسلموا، لا فرصة لكم للمقاومة"

خرج روشان و الغضب بادي عليه

"ما هذا الجنون، أنا أشهر باحث في الممالك السبع ،و صديق شخصي للأمير راجان، كيف تتجرؤون على إتهامي بإغتياله؟"

"التهمة موجهة ضد زوجتك، وليس ضدك فمعلوماتنا تفيد بأنها طاقتها من تشكيل الضوء ، و لديها القدرة على جعل أي شيء تلمسه يتحطم إلى فتات"

انزعاج روشان كان واضحا، فكلامهم لم يكن منطقيا

"زوجتي و أنا لم نغادر المكان منذ شهور، إضافة أنه ليس من مصلحتنا إيذاء أكبر داعم لأبحاثي"

" في الحقيقة لقد غادرت لبعض الوقت و موته يصب في مصلحتي و ليس مصلحتهم" صوت عميق جاء من بعيد

التفت الجنود بمجرد استماع الإعتراف و رفعوا من طاقتهم، وقف الجان إيفان بكل هدوء و الإبتسامة تعلو وجهه

"أنتم أذكى مما توقعت فبالرغم أنني لم أدرك أي دليل إلا أنكم وصلتم إلا هنا ،(صرخ بصوت مرتفع)أركنيا " ظهرت أركنيا من العدم، وأطلقت ضوءا أبيضا من راحة يديها لتصيب بعض الجنود، في ثانية كانوا رمادا

أخرج القائد من خاتمه درعا ، ليتصدى لهجوم الضوء ، برؤية ذلك قفز ما تبقى من الجنود خلفه للاحتماء

" تشجعوا يا رجال ....، و حدوا قوتكم و انتظروا إشارتي....."

بدأ الجنود في تحرير طاقتهم بسيوفهم ، لتبدأ تلك السيوف بالتحليق مشكلة سيفا واحدا ضخما ،بعد ثواني توقف الهجوم الضوئي، مما أعطى الفرصة للجنود

"أطلقوا....."صاح القائد

توجه السف الضخم في اتجاه أركنيا و الجان العجوز ، في هذه اللحظة إختفت أركنيا لتظهر وسط الجنود

" انتقال آني...." تمتم قائد الجنود

*وووووش*

سيفان من الضوء قطعت أعناق الجنود ليتطاير الدم في كل مكان، حركاتها كانت سريعة لدرجة أن الجنود لم يدركوا ما أصابهم حاول القائد الفرار بالقفز إلى الوراء لكنه كان أبطأ من سيفها لينتهي الأمر به مصابا بشدة.

و ما أن وطأت أقدامه الأرض حتى أصابه سهم في ظهره ،أطلقه إيفان بعيون تملؤها الغضب حدق بقاتله ،لكن سرعان ما لفظ آخر أنفاسه

الزوج المذعور تجمد في مكانه و هو ينظر إلى ثوب زوجته الأبيض الذي صار أحمرا من الدماء و إلى عيونها الفارغتين،الخاليتين من الحياة..... وقد عرف أنها مغيبة ( لا تعي ما حولها)

"أركي، عزيزتي..... أركي هل تسمعينني حاولي أن تركزي على صوتي، عليك أن تستعيدي وعيك"

"أمي ماذا يحدث؟" في هذه اللحظة خرجت الفتاة من المنزل

"ابتعدي من هنا، بسرعة اهربـ.........." لم تسمع آخر كلمة فقد وقع روشان أرضا و في ظهره حفرة بحجم القبضة، كما لم يسمع أحد صراخ الفتاة فالشعاع الذي اخترق ظهر روشان قد أصاب صدر الصغيرة. لتقع ميتة هي الأخرى

تقدم إيفان ليهمس في أذن أركنيا

"عمل جيد، قدراتك حقا مذهلة، الانتقال الآني و القتل من أول ضربة أنت حقا ولدتي لتصبحي قاتلة....." ثم فكر بصوت مسموع

"ربما علي تفتيش ورشة عمله، في النهاية هذا هو بيت الباحث روشان، الذي غيرت اكتشافاته الممالك السبع، لنرى ما كانت أخر مشاريعه"

خطى الجان فوق الجثث و كأنها لا شيء متجها إلى المنزل الصغير ، قام بتفتيش كل ركن و كل زاوية باحثا عن مخططات أو مذكرات تركها روشان، وعندما لم يجد شيئا أثار إنتباهه مدخل القبو فتحه و نزل الدرجات و أركنيا من خلفه .

بعد الممر الضيق، دخلوا الغرفة الواسعة كل شيء كان مثل أول مرة باستثناء السرير وسطها فقد كان رماديا،

"لا شيء هنا دعنا نذهب " التفت خارجا، لكن أركنيا بقيت واقفة دون حراك، و النور بدأ يعود لعينيها و صوت يتردد في أذنها

"أركي، أركي.......ما فائدة الثروة إن لم ترسم الابتسامة على وجه حبيبتي........أمي ألم تعجبك هديتي"

ضربات قلبها بدأت في التسارع، و الدموع تنهمر من عينيها، صورة أخرى ظهرت في عقلها لوجه روشان الشاحب و شفاه تتحرك لكنها غير قادرة على سماع الكلمات ،تكررت الصورة في ذهنا و تمكنت من قراءة شفاهه أخيرا

"نحن نسامحك......" ،

لتظهر صورة روشان وابنتها على أرضا مصابا ن وينزفان

" آآآآخ......"

صرخة حزينة صدت في المكان ارتعب إيفان و حاول الفرار لكن شعاعا اخترق ذرعه ليقطعها،

"اخ" صرخ من الألم ، لكن لم يكن هناك وقت للألم فهجوم ثاني قادم إليه قفز هاربا و بيده المتبقية نفذ ختما ليلمع الوشم على جبين أركنيا

"آآآه......آآآآه" صراخها ارتفع ثانية ، صراخها كان مرعبا كشخص فقد عقله وقد أمسكت رأسها بكلتا يديها

"اللعنة إنها تقاوم التعويذة، ستقتلني إن لم أهرب" ضغط بقوة على ذراعه المقطوع و ركض فارا .

الوشم على جبينها بدأ يخبو و يخبو حتى اختفى تماما ، وراحت تمتم

"روشان.......... صغيرتي .......زوجي............ابنتي..........من فعل هذا بكم ......من قتلكم من كان الفاعل"

صورة لجان طويل القامة بلحية بيضاء ظهرت في مخيلتها لتبدأ في الصراخ مجددا

" الجان.....ستدفعون الثمن .........سيدفعونه غاليا"

2017/10/16 · 1,034 مشاهدة · 862 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025