غضب الباري و حدق بها و تحدث بلغة الجان هذه المرة
" كفي عن الصراخ،أيتها البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء البدينة " فتحت فمها على آخره و توسعت عيناها دهشة
"إنه الوجه الذي كان تحت المنديل،(علق غريب ثم التفت إلى الباري) سفاري كن مؤدبا إنها رفيقتنا من الآن وصاعدا"
رمق وحش الباري سفاري الفتاة بنظرة على أنه غير راض
" كيف يعقل أن تحصل هذه (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء البدينة ) على مكافئة أعلى من سيدي (ملك البشر و سيد الطب و الكيمياء و النقش و التعاويذ)، الأذكى و الأقوى بين الجميع............بف بف بف بف
على البشريين الذين يضعون المكافئات الانتحار بطعن ظهورهم خمس مرات ثم دفن أنفسهم تحت الأرض"
"هذا إغتيال و ليس إنتحارا، وكيف لشخص ميت أن يدفن نفسه "
أخيرا أغلقت أسينا فمها وهدأت قليلا وهمست
"غريب ، هل أنت........حقا.............. ملك؟ "
"آه ، سفاري وحش فريد من نوعـــ................، انتظري لحظة هل سألتني إ ن كنت ملكا ؟ ألا يجدر بك السؤال عن نوع هذا المخلوق و كيف أنه يستطيع الكلام"
غريب لطالما تمكن من قراءة الأشخاص من حوله و تمكن من توقع تصرفاتهم و أقوالهم لكن الفتاة التي أمامه حتى في أكثر المواقف الواضحة تسأل و تتصرف عكس المتوقع
( كيف يعمل عقل هذه الفتاة يا ترى فكر غريب)
" سأسل سفاري لاحقا عن أصله و كل شيء، لكنه ناداك أيضا بملك الطب و الكيمياء و النقش ، هل تمتلك فعلا كل هذه المواهب، رغم صغر سنك "
" بالطبع فهو عبقري على عكس البعض.........بف بف بف بف"
التفتت أسينا لسفاري و قالت
" سفاري أنت نسيت شيئا مهما أنت لم تذكر مهارة سيدك في التاريخ"
"التاريخ...........بف بف"
"أجل، فسيدك يعرف حقيقة جان الظلام و أركنيا و الكثير عن الماضي ، أشياء لم تذكر في الكتب حتى، إنه مؤرخ عظيم أيضا "
تحدثت أسينا بحماسة، أسقط سفاري قطعة اللحم من فمه ليصرخ و هو يحني رأسه تكرارا و مرارا
"سيدي أعذر خادمك على سهوته، حضرتك لتعدد مواهبك أنا نسيت واحدة، فأرجو الغفران" و استمر في الإنحناء
"سفاري، توقف عن هذا ، أخبرتك مليون مرة أن تناديني بإسمي و لا داعي للمزيد من الألقاب فنحن أصدقاء"
عيون سفاري بدأت تلمع بسبب دموعه، و كون غريب يعتبره صديقا
"سيدي أنت الأفضل، بف بف بف (صوت البيرل) أنت أيها الفتاة نبهتني لخطئي و كشكر سأحذف الحمقاء من إسمك و أسمح لك بالتربيت علي ، هذا شرف عظيم أيتها (البشرية الجانية الضوئية الظلامية البدينة) فاقبليه"
قفزت أسينا فرحة و وضعت يدها على رقبته و راحت تداعبه.
" هل يمكن أن تحذف كلمة بدينة أيضا..." طلبت ذلك بلطف و يبدوا أن كونه يتحدث لم يعد يرعبها بعد الآن
"بف بف بف أنا فقط أقول الحقيقة ...عليك خسارة بعض الوزن أولا " رفع رأسه متفاخرا
" سيحدث ذلك قريبا، فغريب قال أن هذا حدث بسبب تناولي للحم المشوي بطاقتي الضوئية"
أبعد سفاري رأسه عن يدها و تراجع بضع خطوات
" بف بف بف تناولت طاقتك ..........سأعيد كلمة حمقاء إلى إسمك بف بف" تجمدت أسينا من شدة الإحباط في مكانها و بلهجة كئيبة قالت
"حتى البيرال يعرف أنه لا يجب شوي اللحم بطاقتك...."
في حين أشار غريب لسفاري بأن يتبعه خارجا ليتحدثا
في اليوم الموالي ، كان سفاري قد اختفى فجأة مثلما ظهر
"أين إختفى سفاري؟" تساءلت أسينا
"كلفته بمهمة تزييف موتك ....."
"مــ.......موتي، هل تخططاني لقتلي، لقد كنت أمزح بشأن المال الأمس صدقني " صرخت أسينا مرتعبة ، تنهد غريب و قال
" على جان الظلام مبعوث أركنيا الموت، إذا أردنا لأسينا البشرية من مملكة ريشة البحر العيش، سفاري سيقوم بتزييف موتك لا داعي للقلق هو بارع في هذه الأمور"
"لماذا من مملكة ريشة البحر بالذات،و كيف أكون بشرية مع هذه الأذان " و أمسكت بأذنيها
أخرج غريب زوج من دبوس الشعر و قدمه لها
"هذا الدبوس يحوي نقش الوهم سيخفي شكل أذنيك، و سكان ريشة البحر يمتلكون بشرة سمراء ، لذلك لن يشك أحد بك، تذكري لا داعي لخلق أي قصص بخصوص ماضيك، أروي قصتك الحقيقية و انك ترعرعتي في مملكة ريشة السماء ،فقط لا تذكري أي شيء عن الجان "
" لا أملك ذكريات جيدة عن الجان لأرويها، لكن لما كل هذه التفاصيل لإخفائي هويتي"
"الجان الأكبر سنا يعرفون حق المعرفة حقيقة جان الظلام، و على الرغم من ذلك لم يتحركوا لتصحيح الوضع، كما أنهم يعرفون حقيقة أنك فتاة، للقصة أبعاد أخرى لا نعرفها لذلك يجدر بنا إخفاء هويتك في الوقت الحالي"
غريب يحسب كل الاحتمالات و يدرك أن الجان تعمدوا أن يجعلوا من أسينا جني الظلام لذلك فظهور فتاة جان في المدينة لن يكون في مصلحتهم، ارتدت أسينا الدبوس ليتغير شكل أذنيها و تصبح عادية حاولت لمسهم لتتفاجئ
" أوه... لقد تحولوا بالفعل.... لا أستطيع لمسهم.... و لا الشعور بهم.... هل سيعودون لشكلهم إن نزعت الدبوس؟"
" لا تفزعي، إنه نقش من طاقة الشبح الظلامي، قوة وهمه تأثر على الحواس الخمس "
"أنت بالفعل ملك النقوش مثلما قال سفاري، ما رأيك ألا يبدوا الدبوس جميلا علي"
تجاهل غريب كلامها و انطلق متجها صوب المدينة، شابكت أسينا ذراعيها غاضبة و تبعتهو هي تمتم ( ألا تعرف المجاملة)
و بعد مسيرة نصف يوم وصلوا إلى عاصمة ريشة السماء.
-----------------------------
توضيح:
الباري: هو وحش يقف على أرجله الخلفية القوية يمتلك ذراعين قصيرتين و رأسا يشبه السحلية معروف بسرعته سبق و ذكر في الفصل السابع ' عملاق البرق'
أرجو أن تعجبكم شخصية سفاري ، و طريقة كلامه