عاصمة مملكة ريشة السماء. ، مباني عالية جميلة، و شوارع واسعة، أسواق مزدحمة و متاجر فاخرة...
دخل شاب قصير القامة و فتاة شقراء ترتدي ملابس رجالية إلى واحد من أرقى متاجر الألبسة، أوقفتهم أحد العاملات و الإبتسامة على وجهها و الكلام المسيء على لسانها
" هذا المكان لا يستقبل المتسولين ……… ...غادرا رجاءا" ، تجنبها غريب في حين أسينا قفزت على ثوب أزرق جميل و راحت تقيسه، تجاهل الإثنان لها جعل إبتسامتها تختفي.
خرج رجل طويل القامة في الثلاثينات أنيق و بمجرد رؤيته لغريب و ركض إليه
" سيدي الصغير لقد أطلت الغياب هذه المرة " ذعرت العاملة من طريقة استقباله لهذا الشاب الذي كانت تحاول طرده منذ قليل
"أعيدي البسمة لوجهك القبيح، و قدمي للشقراء هناك ثوبين من الخمس تحولات، أسرعي فليس لدي اليوم بطوله"
" أنا آسفة سيدي على وقاحتي .......... أتقصد الثلاث تحولات،سيدي " تحدثت العاملة بتلعثم من توترها و هي تنحني
" الثلاث تحولات ، أيها الجشع أي خردة تبيعها للناس هذه الأيام" اهتزت العاملة من طريقة كلام الشاب لصاحب المتجر ، و من وصفه لثوب الثلاث تحولات بالخردة، هذا الثوب غير مفهوم الأزياء في الممالك ، فسيدات القتال لا يشترون غيره.
كما اسمه فهو قماش يتغير إلى ثلاث تصاميم مختلفة و بستة ألوان مختلفة ناهيك عن متانته الشديدة.
"سيدي الصغير ، تصميمك الأصلي بخمسة أشكال و عشرة ألوان ،يكلف الكثير لذلك اضطررنا لتعديله قليلا من أجل رفع الأرباح، قبل إطلاق النسخة الأصلية العام المقبل"
فم العاملة كاد يلمس الأرض من الدهشة، و هي تحدث نفسها إنه ليس مجرد طفل ،إنه المصمم الذي غير مفهوم الأزياء ، و أنا قمت بإهانته ، و راحت تنحني إعتذارا مجددا.
"أيها الجشع أنت فقط قمت بذلك لترفع سعره لاحقا، على كل حال إلى متى ستبقين منتظرا، ثوبان أصليان للشقراء التي قامت بقياس نصف ما في المحل لحد الآن، و نسبة أرباحي للشهر الأخير تحرك بسرعة"
ذهب المالك بسرعة لمكتبه ليعود بعلبتين و ظرف به بطاقات مالية.
"أعتذر فالمبلغ غير كامل، تنقصنا السيولة، لكن أرجوا أن تقبل الأثواب كهدية من المحل "
أومأ غريب بالموافقة، و ذهب لإيقاف أسينا التي كانت قد قلبت كامل المتجر رأسا على عقب
"أسينا، إلبسي هذا و قبل أن تقولي شيئا، فقط إلبسيه و فكري في رقم أقل من خمسة و اللون ثم بصوت مسموع قولي( تحول )"
لبست أسينا الثوب ونفذت ما قاله لتبدأ في الصراخ من شدة الحماس
"إنه بديع، لنجرب ثانية أخضر ، أصفر لماذا لا يتغير.....واحد ... ثلاثة ....أزرق..( بعيون دامعة) ثوبي تعطل، إنه لا يعمل"
"سأشرح لك لاحقا طريقة عمله، حصلنا على المال من أجل سلاحك فلنذهب"
خرج الثنائي من المتجر و الابتسامة على وجههما، من يراهما لن يصدق أنهما صاحب أعلى مكافئة في الممالك السبع
لكن بمجرد خروجهما لفت انتباه بعض الشباب ليقطعا طريقهم
" أيتها الجميلة، لماذا ترافقين هذا القزم... أنت لا تملكين طاقة روحية ، يجدر بك مرافقة من يستطيع حمايتك" تحدث
أحد الشابين بلهجة ساخرة، همست أسينا في أذن غريب
"لقد نادوني بالجميلة، لكن لماذا يريدونني أن أرافقهم؟"
" بالطبع أنت جميلة، وهل تحتاجين لأحمق مثله ليخبرك بذلك" رفع غريب صوته عمدا، في حين أسينا أسعدها إطراؤه
أمسك الشاب بياقة غريب و راح يصيح
" من تقصد بالأحمق سأجعلك تدفع الثمن" تجاهله غريب ليلتفت لأسينا
"هذه فرصة جيدة، قبل صنع السلاح يجب أن أقيس قوتك، أركلي هذين الإثنان "
استغرب الإثنان من كلامه ليلتفتا للفتاة التي ضمت كفيها و راحت تعتذر
"أنا آسفة، لكني في حاجة ماسة للسلاح" رفعت كفها في اتجاه صدره لتنطلق شرارات مضيئة انفجرت قبل أن تلمسه لتحرق حواجبه، ثم جمعت طاقتها ثانية في اتجاه الشاب الأخر هذه المرة انطلق شعاع من يده لكنه انحرف ليترك ثقبا في الحائط ، صرخ الشاب و قد تخلى عن صديقه و فر هاربا
"أحيانا تكون ضعيفة، وإن كانت قوية فإنها تنحرف عن مسارها،حسنا إتبعيني"
زار غريب عدة ورشات مختلفة ، و قد منحك كلا منهم جزءا من التصميم لضمان عدم سرقته، كما انه طب قطعتين من كل جزء
و بعد يوم طويل ، قام بجمع الأجزاء مضيفا لها كريستالة شفافة في الوسط و اختار مكانا منعزلا لتجريبه
" تفضلي هذا هو سلاحك الجديد؟"
" هل هذا الشيء هو السلاح الذي سيتتحدث عنه الممالك للمئة السنة القادمة " حملته متشككة
" أترين الصخرة البعيدة هناك، فقط قومي بالتصويب عليها بعد أن تركزي طاقتك في الكريستالة"
على رغم شكوك أنيسا لكنها نفذت الأمر حرفيا
* بوووم* إنفجرت الصخرة و لم يبقى منها سوى الفتات
" أرأيت، لم تنحرف كما أنني لم أستخدم طاقة كبير إنه أقوى من هجوم السهام المضيئة و أسرع" تحدثت أسينا بغبطة
" هذا يكفي في الوقت الحالي، بعد أن تتعودي عليه ستكون النتائج أفضل بكثير كما أن الكريستالات ستعدل مشكل اهتزاز الطاقة الذي تعانين منه"
أسينا لم تكن مصغية فهي كانت ممسكة بسلاحها الجديدة تقلبه و تتفحصه ، و كأنها طفل حصل على هدية العيد .
" بف بف بف ......سيدي لقد أتممت المهمة على أكمل وجه، كما أتيتك بأخبار مهمة"
رفعت أسينا رأسها لمصدر الصوت لترى طائرا أسود عليه خط ذهبي يمتد من رأسه حتى ذيله جالس على كتف غريب
" آآآه ............طائر يتحدث... بلسان البشر......" صرخت أسينا وقد فتحت فمها على آخره و توسعت عيناها
( نفس التعابير ثانية، فكر غريب)
تحدث الطائر بلغة الجان هذه المرة
" بف بف بف ،كفي عن الصراخ،أيتها (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء البدينة) "
نظرت إلى غريب وقالت
" غريب أيعقل أنه .............. تستطيع تعليم الحيوانات الكلام؟" تحدثت أسينا بحماس
" كما ترين سفاري يستطيع التحول...........، ( ليبدأ في الصراخ) كيف خطر لك بأنني أستطيع تعليم الطيور الكلام، أليس واضحا من خطه الذهبي و طريقة كلامه أنه سفاري، حتى أنه ناداك بنفس الإسم "
" و لما تصرخ بوجهي .....لقد كان خطأ سفاري فهو من ظهر من العدم قبل أن.....(أشكرك)" همست بآخر كلمة بصوت لا يكاد يسمع.
تنهد غريب و نظر إلى سفاري
" هات ما عندك؟"
" لحسن الحظ عثرت على جثة فارس ، تم قتله على يد وحش شيطاني، لذلك وضعت نقش الوهم على جسده، ليظهر بمظهر جان الظلام، كما أنني تركت في المكان بعض الأسهم و جزءا من الخوذة المحطمة، و تأكدت من وصول بعض المارة إلى مكان الجثة"
" عمل رائع سفاري أنت بالفعل الأفضل"
رفع سفاري منقاره عاليا و رفرف بجانحيه متحمسا و فرحا، لكنه اخفض جناحيه ليتمتم في أذنه
" سيدي لقد عثرت على الوحش الصغير"