بعد خروج غريب و أسينا من غابة الدبابير التي اتجهوا إلى مملكة ريشة الأرض، أسينا التزمت الصمت على غير عادتها بعد رؤيتها لغريب بشكل شيطان التعاويذ
" شيطان التعاويذ........ أمري سينتهي على يد شيطان التعاويذ ؟" التفت غريب إليها و سأل
"ماذا تعنين بهذا ؟" أخرجت لفافة لمصلق قديم، ممزق الحواف
" هذا هو الملصق الحقيقي الخاص بك 200 مليون رياشي "
" ها... .......................... 200 مليون ....................أنا لم أرى هذا الشيء من قبل؟ "
"إنها المكافئة الأصلية يعود تاريخها لخمس سنوات مضت لكنها لسبب ما لم يتم نشرها، و في ثاني مرة ظهر فيها شيطان التعاويذ على الساحة تم عرض ملصق جديد بقيمة أقل، و في المقابل تم عرض العفو الشامل لمن يساعد على القبض علي"
ملامح الدهشة اعتلت غريب
" إنه فخ................... علي الإعتراف هذه كانت خطوة ذكية منهم، عندما لم توضع أي مكافئة على رأسي بعد حادثة جبل الألف ميل إعتقدت أنهم لم يعرفوا من وراءها، لكنهم لسبب ما أخفو الأمر ، و في ذات الوقت كانوا يعدون لي فخا ، لو قضيت عليك و توجهت إليهم لكنت سأذهب بقدماي إلى حتفي"
" الشخص الذي كان معه هذا الملصق، كان يضحك في وجهي و يقول أن أمري سينتهي على يد شيطان التعاويذ عاجلا أم آجلا، يبدوا أنه كان محقا في النهاية........................... الحياة كأسينا أكثر متعة" و ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها
" و من تكون أسينا هذه، أنا لا أرى سوى فتاة متنكرة كالنبلاء ؟"
" لا تفسد بهجتي، هذه الهيئة تجعلني أبدوا أنحف و أجمل.............تماما كفتيات الجان"
" النحافة لا تعني بالضرورة الجمال ............. أنت الوحيدة التي تعتقدين أنك أقل جمالا من فتيات الجان، فكما أنت تحسدينهم على رشاقتهم، فعلى الأغلب هم يحسدونك على ما تملكين "
" ما أملك.............( بعد ثوان، احمر وجهها و ضربت الأرض بقدمها و صاحت).............أيها المنحرف"
تجاهل غريب تعليقها قائلا
" هناك فتى عاش بين أشباه البشر، الصغار منهم كانوا يرونه قبيحا ويفرون عند رؤيته كونه لا يمتلك أذان حيوان..... أتعتقدين أنني بهذا القبح" ابتسم غريب، في حين أسينا اعترتها الدهشة، (هل ترعرع مع أشباه البشر )
" لكن كونهم أصحاب قلوب نقية، فقد تعودوا على الفتى بسرعة و لم يعودوا يرونه ذلك القبيح المخيف، لكن في المقابل نحن البشر لم نتقبل اختلافهم و نراه سببا لإستعبادهم، أتعتقدين أن شخصا يستعبد الآخرين يمكن أن يكون جميلا؟"
بسماع أسينا لقصة غريب، عادت لمظهرها الحقيقي، بإستثناء أذنيها ، فقد أكد غريب عليها أن لا تظهرهم تحت أي ظرف
في هذا الوقت كانا قد وصلا إلى وجهتهما ، كانت هضبة واسعة و حولها العديد من الكرستالات الشفافة
" عليك التدرب، باستخدام الأسلحة هنا لبعض الوقت ، هذه الكرستالات لديه قدرة عالية على معالجة اهتزاز الطاقة، بعدها سنتوجه ل مملكة ريشة الأرض"
" م ملكة ريشة الأرض ؟"
" هناك مزاد سيقام بها، سنقابل صديقي الراوي و نشارك بالمزاد "
"الراوي..... أتعني الراوي صاحب كتب الحكايا، أقوى الرجال و صاحب نقابة الراوي للمرتزقة... الراوي بعينه"
" ليس و كأننا سنقابل قديسا، فلا داعي لكل هذا الحماس....إنه أحد تلاميذي"
"تل......تل....تلميذك، كيف يعقل أنه تلميذك ............."
"حسنا ، لقد كنت مستشاره و ناصحه لمدة من الزمن، بعدها حصل على لقبه أقوى الرجال أفلا يجعله هذا أحد تلاميذي؟"
"فسر لي ، الراوي حصل على لقب أقوى الرجال منذ لا يقل عن خمس سنوات ....... و بذكر ذلك لقد قلت أنك بدلت كتاب الحكايا بوصفة طبخ مع والدي، و هذا أيضا منذ عشرة سنوات تقريبا، إذا كم عمرك بالضبط؟"
أسينا شبكت ذراعيها و معالم الانزعاج بادية عليها، و بدأت تحدق في غريب بغضب
"لما يبدوا عليك الغضب، كل ما في الأمر أن سفاري نقلني عشر سنوات إلى الماضي، و عشت حوالي العام هناك قبل أن أعود لزمني الحاضر"
"هل تحاولي خداعي أتريد القول أنك ......(من الطبيعي ألا تصدق قصة عودتي في الزمن، فكر غريب)
في الخامسة و العشرين، مستحيل من كل النواحي أنت تبدوا في الخامسة عشر"
بسماع هذا غريب اعتلته الدهشة، لتصديقها للأمر بكل بساطة و لأسئلتها غير المنطقية المعتادة، لكنه دهشته انقلبت إلى ضحكة
في حين أسينا حدقت به مستغربة سبب ضحكته.
مرت الأسابيع بسرعة و أسينا تتدرب بلا هوادة، طائر أسود يحلق في السماء لينزل على حجرة كريستالية ضخمة
"بف بف بف ....سيدي ( ملك البشر و سيد الطب و الكيمياء و النقش و التعاويذ ، المؤرخ العظيم) سعيد برؤيتك، لدي أخبار هامة"
(تنهد غريب، و هو يتمتم الآن صار لقبي أطول مما كان عليه)
"سفاري لم أرك منذ مدة كيف حالك" تحدثت أسينا
" بخير أيتها (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء البد...............)" حدق سفاري بأسينا من الأعلى إلى الأسفل، في حين كانت هي رافعتا رأسها بفخر، و قد وضعت يديها على خصرها متباهيتا
" هل أكل القط لسانك، ما رأيك في أن أكمل جملتك (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء النحيلة ، أم الجميلة)"
خلال هذا الشهر أسينا تدربت بجد كبير لتسيطر على طاقتها، كما أن الطعام الصحي الذي يعده غريب ساعدها في استرجاع طاقتها، و بالرغم من قصر المدة إلا النتائج كانت ملحوظة
" هل وصفت نفسك بالحمقاء للتو" ضحك غريب
" لا أنا لم أقل ذلك… ….. ......أنا كنت فقط أصحح كلامه… ……… ...أنا… ……….. ." تلعثمت أسينا و هي تحاول التبرير
" بف بف بفف (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء) لم تعد بدينة، لكن للأسف لا يوجد دواء ....بف بف بف... للغباء"
فرحة أسينا بفقدانها الوزن تحولت لغضب لتشهر مسدسها نحو سفاري و تصيح
" أيها (الباري الطائر الأسود المتعجرف الوقح) كيف تجرؤ على إهانتي، سأصطادك و أنتف ريشك ……. .."
" (الباري الطائر الأسود المتعجرف الوقح) بف بف بف ...كيف تجرؤ (البشرية الجانية الضوئية الظلامية الحمقاء) بتلقيب كائن مقدس مثلي، سيد الوقت و الزمن بهذه الألقاب البشعة… …… ...بف بف بف "
" أنا لا أقول إلا الحقيقة إن أردت أن يتغير لقبك فعليك أن تكون أكثر لطفا مع سيدة جميلة مثلي" قالت ذلك تعليقا على كلامه بكونه لا يقوا إلا الحقيقية في اول لقاء لهما
أسينا تعمدت أن تعيد على مسامعه نفس الجملة التي قالها عندما طلبت منه أن لا يناديها بالبدينة
التفت سفاري يمينا و يسارا
" جميلة....أين السيدة الجميلة......بف بف بف............لا يوجد غير الفتاة البشرية الجانية الضوئية الظلامية....... ............و نظر إليها بنصف عين ليكمل جملته ...................الحمقاء القبيحة"
" ها..........................هل أضفت قبيحة إلى إسمي أيها (الباري الطائر الأسود المتعجرف الوقح البشع)"
ليبدأ الإثنان في سب بعضهما بلا توقف و بأعلى ما تستطيع حناجرهم أن تصرخ
" متعجرف بشع"......................." قبيحة حمقاء"......................" متعجرف بشع"......................." قبيحة حمقاء"
و في النهاية توقفا بعد مدة و هما يلهثان، غريب نظر للإثنان و قد حيره أمرهما
" سفاري توقف عن منادتها بالحمقاء، و أنت أسينا توقف عن تلقيب الأخرين، يكفيني سفاري واحد و ألقابه الطويلة "
شعر سفاري بالخجل لتصرفه بهذه الطريقة، أمام غريب ليبدأ في خفض رأسه معتذرا
"آسف سيدي على وقاحتي هذه الحمقـ.............بف بف.... الفتاة أفقدتني تركيزي، و جهتك التالية مملكة ريشة الأرض ،مدينة الصخرة الشامخة تتعرض لاجتياح الوحوش..... عليك أن تسرع إلى هناك سيدي"