شاب وسيم بشعر أسود طويل و عيون حادة ، لفت إنتباه الجميع لكن ليس بسبب مظهره بل كونه كان يتجول عاري الصدر، ليدخل رفقة غريب إلى محل ملابس نسائية
هذا المظهر جعل الكثير من الفتيات الفضوليات تلحق بهما إلى المتجر، ليسمعوا صوت الشاب القصير و يصرخ على صاحب المحل
" كيف يعقل أنكم لا تملكون قماش شرنقة حشرة الجليد المعدل، ألا ترى حالة سيدي النبيل بسبب الطفح على جسده فهو غير قادر على ارتداء لباس التدريب الخشن الذي تبيعونه، ( و أشار إلى بقعة حمراء على صدره) لذلك جئنا نطلب أن تصنعوا قميصا لسيدي من قماش شرنقة حشرة الجليد"
اللباس التدريبي، تدريبات المقاتلين شاقة كما أنهم يتعرضون للإصابات لذلك هم يرتدون لباسا خاصا، لكن عيب هذا اللباس أنه رغم متانته فهو خشن و غير مريح.
"سيدي ، أولا هذا محل لثياب النساء، و ثانيا أنا لم اسمع في حياتي بقماش شرنقة حشرة الجليد"
" و هل تريد لسيدي أن يبقى عاريا هكذا أما السيدات"
أصوات الهمس و الضحك ملئت المتجر، فالفتيات اجتمعن في زاوية و رحن يتهامسن في حين تكلمت إحداهن بصوت مسموع
" من قال أننا سنمانع"
( اللعنة ،هذا الوغد ، ما الذي سيفعله بي...... لا فائدة شادو عليك التحمل ... كل هذا من اجل أن تصبح مقاتلا) تمتم شادو
الشاب الوسيم لم يكن سوى شادو، فعندما دخلا الإثنان إلى المدينة هذا اليوم رأو شابا وسيما يتجول رفقة شابة شقراء
ليبدأ شادو بالتذمر
" اللعنة على الشبان الوسيمين، حتى في هذا العالم يحصلون على كل المزايا....في عالمي يستطيع المرء أن يعيش حياة سهلة فقط بامتلاكه وجها كوجهه..." و راح يحكي و يثرثر عن عارضي الأزياء و الممثلين في بلده و الذين في نظره حياتهم سهلة فقط بسبب مظهرهم.
ليتفاجئ بغريب ينفذ كل ما ذكره حرفيا جاعلا منه واحدا من الأشخاص الذين يكرههم ...... عارض أزياء، مع تغيير طفيف في شكله حيث أجبره على لبس سوار بنقوش غريبة غيرت مظهر وجهه، كما اختفت الإصابة على كتفه و ظهرت علامة حمراء تشبه الطفح الجلدي.
تقدم غريب من الفتيات و بصوت هادئ قال
" آنساتي الجميلات، أريد فقط الاستفسار عن أمر ما.........كما ترون أنا و سيدي النبيل من مملكة ريشة الثلج، و بسبب أحداث يطول شرحها النبيل أصيب بطفح جلدي و لباس التدريب زاد الأمر سوءا،و للأسف فالقافلة التي أحضرها النبيل بكل البضائع ستبقى يومين آخرين على الحدود، لذلك هل تملك إحداكن قطعة من قماش شرنقة حشرة الجليد..... النبيل سيكون شاكرا جدا و لن ينسى مساعدتكن له"
التفتت الفتيات لبعضهن و علامة الاستغراب بادية عليهن، لتتولى إحداهن الكلام
" نحن آسفات لكننا لا نعلم عما تتحدث.."
تراجع غريب بضع خطوات مندهشا ليبدأ في الصراخ على صاحب المحل
" هذا عيب ،هذا مشين، أتريد القول أن الفتيات المقاتلات في مملكة ريشة السماء يستعملن ذلك القماش الخشن ، أليس هذا تعذيبا ، ألا تهتمون بجمال الآنسات هنا.....و ما سيترتب عن لبس ذلك الزي إنه ليس قبيحا و حسب إنه.....إنه مضر لبشرتهن "
تقدمت فتاة من غريب و سألته بلطف و الفضول يغمرها
" عفوا ، يبدوا أنكم تستخدمون لباسا مختلفا في مملكة ريشة الثلج ، هل تستطيع أن تشرح لي فائدته"
في هذه اللحظة لمعت عيون غريب فهذه اللحظة التي كان ينتظرها، كل ما سبق وأن فعله هو رمي الطعم و الآن وقت الصيد
" بالطبع آنساتي، من دواعي سروري....لنرى ...اممم....تذكرت وشاحي مصنوع من نفس القماش (و اخرج وشاحا أزرق قدمه لها) تفضلي إلمسيه"
القماش كان حريري الملبس و متينا من الواضح أنه ذو جودة عالية
" كما ترونه إنه عالي الجودة لكن ميزاته الأخرى أهم بكثير، ...آنساتي هل من بينكم من تستطيع استخدام تشكيل النار؟"
"أنا...." و تقدمت فتاة صغيرة الحجم لطيفة المظهر، قام غريب بإعطائها الوشاح في يدها
" حاولي أن تحرقيه باستخدام تشكيل النار......لا تقلقي حاولي ذلك فقط"
استغربت الفتاة الطلب لكن تحت إصراره قامت بتركيز الطاقة في يدها لتظهر شعلة نارية ،لكن المفاجئة كانت أن الوشاح لم يحترق حتى بعد مرور بعض الوقت
" مذهل......هذا فقط مذهل، إنه أكثر مقاومة من ملابس التدريب"
" كدت أنسى....آنستي فكري في لون في عقلك ثم اذكري كلمة 'تفعيل'" و بمجرد نطقها للكلمة اصبح الوشاح بلون أحمر جميل
عيون الفتيات المحدقة بقطعة الوشاح ، و الحماسة على وجوههم جعلت غريب متأكدا من نجاح خطته، لكن لا بأس من رش بعض البهارات
" في مملكة ريشة الثلج حتى الملابس اليومية تكون من هذه النوعية( اقترب من الفتيات و خفض صوته قليلا) لقد سمعت بوجود منحرف يستخدم تشكيل النار، ماذا لو التقيتم به صدفة.....و أنتم ترتدون ثيابا كهذه...."
الفتيات فكرن لثانية، و تخيلنا الموقف المحرج الذين سيقعون فيه لتصرخ إحداهن بصاحب المتجر
"أنت لماذا لا تصنعون الملابس من .....من ......( همس غريب من خلفها ...قماش شرنقة حشرة الجليد..) أجل من حشرة الجليد"
" أجل "
" معها كل الحق" قامت صديقاتها بدعمها، في حين كان غريب فرحا بنجاح خطته، التفت إلى شادو و قال
" سيدي، إنها فرصة رائعة أنت تتذكر والدك طلب منا أن نبحث عن فرص التجارة مع مملكة ريشة السماء، و كما أرى فإننا نستطيع أن نبيعهم قماش شرنقة حشرة الجليد...."
شادو الذي كان محرجا من تجوله نصف عاري ، و الذي التزم الصمت طوال هذه المدة لم يعرف بماذا يجيب و اكتفى بهز كتفيه، لكن غريب حتى هزة الكتفين تلك لم تكن لتمر بلا فائدة
" مع حق سيدي ، أولوياتنا الآن هي الأعشاب الطبية.....لكن لا نستطيع أن ندع جميلات المملكة يرتدين تلك الملابس خشنة؟"
" نستطيع مساعدتكم بشأن الأعشاب.....أنا مستعدة لتقديم أي أعشاب يحتاجها السيد النبيل" تحدثت الفتاة اللطيفة صاحبة تشكيل النار، و أومأت باقي الفتيات بالموافقة على دعمه
"اووو.....يالا لطفكن، أنتم حقا تحرجوننا......حسنا سأعطيكم قائمة بالأعشاب و الأدوية التي نحتاجها، و في المقابل ستحصلون على ملابس من قماش حشرة الجليد"
و هكذا أعطى غريب موعدا للفتيات بعد يومين ، و بالطبع صاحب المتجر التصق بغريب كظله و لم يفارقه حتى وافق غريب على تزويده بكميات مهولة من هذا القماش السحري.
( ذلك الوغد....حتى أنه لم يخرج قطعة نقدية واحدة من جيبه....في السابق تناولنا الطعام مجانا، و الآن الأعشاب ستقدمها لنا الفتيات....بل حتى أنه جعل صاحب المتجر يدفع ثمن الغرفة التي نحن فيها الآن....)