الأفكار كانت تأخذ بشادو بعيدا، هو كان يعاني منذ شهور طويلة من أجل لقمة العيش و هذا الصبي يعيش عيشة الملوك على حساب الآخرين

(هل من الممكن أنني وقع تحت رحمة محتال، لكن ماذا سيستفيد من خداعي لو كنا في الأرض كنت سأقول أنه سيحاول بيع أعضائي ..... لا لا ...لا يمكن لقد أنقذ حياتي ، و عقد معي صفقة الكتب، و سيد النقش ذاك قسمت أو أيا كان اسمه يبدوا محنكا ليتم خداعه بسهولة .... هذا الفتى فقط تاجر بارع..)

" هل انتهيت من حساباتك ، ...... ماذا قررت هل ستسمح لي بإجراء الوخز عليك و تحرير طاقتك أم لا"

" هل تسطيع قراءة الأفكار أيضا..........حسنا لنقم بهذا.....حتى و إن كانت لي شكوك فلا مجال للتراجع الآن"

شادو الذي كان غارقا في تفكيره ،لم يلاحظ أن غريب قد حضر لبدأ العملية لكن شكل الإبرة الطويلة التي يحملها جعله يقفز غاضبا

" ما هذا الذي في يدك.....كيف يعقل أن يكون ذلك المسمار في يدك إبرة طبية "

" آه ، لقد كذبت عليك ، المشكلة ليست في نقاطك الزوالية ، المشكلة في عقلك.... دماغك هو الذي يمنع جسدك من استعمال كامل إمكانياته.... إنها إحدى طرق الجسم لتفادي الألم"

" تفادي الألم ( بلع شادو ريقه، و هو يحدق بالإبرة العملاقة ، الألم الحقيقي هو عندما سيخترقني هذا الخازوق) أعتقد أنني سأغير رأيي، فلا داعي لغرز مسمارك في رأسي."

لكن جسد شادو وقع على سرير الغرفة و لم يستطع التحرك، لقد وجد نفسه مشلولا تماما

"للأسف فات الأوان على التراجع، العملية مؤلمة لذلك سبق و أن قمت بتخديرك، لا داعي للقلق لقد قمت بهذه العملية عشرات المرات"

" حقا..." فرح شادو بهذا فبعد أن تم شل جسده فكون غريب خبير بهذه العملية أعطاه بعض الطمأنينة، إنه كالغريق الذي يتعلق بقشة

" أجل قمت بهذه العملية عشرات المرات ..............على عشرات الحيوانات"

" إنها ليست القشة الذي تعلق بها الغريق ، إنها التي قسمت ظهر البعير"......صرخ شادو قبل أن يغمى عليه و الدموع في عينيه

--------------

مر يومان، أخيرا فتح شادو عينيه على سقف الغرفة

" أين أنا........رأسي يؤلمني بشدة...... ....ذلك الحقير غرز مسمارا في رأسي... "

" ذلك الحقير، قد غير حياتك، أنت الآن تمتلك جسدا من رتبة الأسياد" أجابه غريب

"حقا .... لقد نجح الأمر، أريد حقا ....أريد حقا....أن أجرب قوتي الجديدة............. على وغد مثلك، لقد جعلتني أمشي نصف عاري في المدينة، و غيرت وجهي....أتعتقد أن وجهي قبيح أم ماذا.......... و جعلتني مشلولا ..... وغرست مسمارا في رأسي مسمار. .... أيها السادي الملعون،

كل هذا بكفة و تعجرفك بكفة أنا سيد نقش و أملك قماشا سحريا، و لا أدفع شيئا من جيبي......حتى الأعشاب الطبية حصلت عليها من الفتيات..."

" الأعشاب الطبية من أجلك، فجسدك لن يتحمل هذا التحول إن لم تستحم يوميا في حمام الأعشاب.....أو ربما يجدر بي الاحتفاظ بها لنفسي....... فأنا في النهاية مجرد وغد سادي يستمتع برؤيتك تتألم "

" ما مقدار الألم الذي تتحدث عنه.............أيها....أيها....... الس .............. السيد النبيل، أنت تعرف أنني لم أقصد ما قلته"

" بلى فعلت"

" بالطبع لا، أنت منحتني حياة جديدة ،...."

حدق غريب بشادو قبل أن ينفجر ضاحكا

" شادو طوال هذين اليومين و أنا أسمعك تهذي بهذا الكلام ، تذمني و تنعتني بأسوء الصفات و بعدها مباشرة تبدأ في مدحي و شكري....، ما الذي يحدث معك يا رجل "

" ربما أشعر ببعض الغيرة منك، عندما وصلت لهذا العالم كنت وحيدا ضعيفا، تماما كما كنت في عالمي ،بلا هدف واضح حتى أنني كنت سأموت ككلب على الطريق، لكني حصلت على فرصة ثانية لذلك قررت أن أجد هدفا و معنى لانبعاثي في هذا العالم لكن وجدت أنني مجرد فاشل.............. علقت فشلي كوني شخص عادي و بلا قوى روحية و تقبلت الأمر، لكن أمامي فتى في الخامسة عشر ، بدون قوى روحية لكنه قوي و ذكي أنت البطل الذي اعتقدت أنني سأصبحه"

" أنا في الرابعة عشر ..........."

صر شادو على أسنانه غاضبا

" أنت مصر على إغاضتي، أنا من جاء من عالم مواز، أنا من يفترض أن يكون بطلا في هذه القصة، هكذا جرت العادة في أي رواية قرأتها فأي كاتب مجنون يحضر شابا من الأرض ليكون شخصية ثانوية....."

هز غريب كتيفيه و أعقب على كلامه

" هذا عالمي أنا فلماذا نحتاج لاستدعاء شخص من عالم مواز مثلك ليصبح بطلا .....( اقترب غريب منه و الابتسامة على وجهه ليهمس في أذنه ببضع كلمات).... و الآن هل تريدان تكون بطلا مكاني "

عيون شادو توسعت وارتسمت ملامح الدهشة على وجهه، التي تطرح سؤالا واحدا .... كيف يعقل أن يبتسم ببساطة و مصير كهذا في انتظاره

ابتسم غريب وقال

" أثناء نومك، قمت بشراء مطبعة و جمعت بعض الخطاطين و الرسامين، ليصنعوا هذه النسخة " و أعطاه كتابا عليه رسومات جميلة،اخذ شادو يتصفح الكتاب في حين استمر غريب بالكلام

" العمال كانوا متحمسين لكتابته، جميعهم كانو يرددون قصصا وصلتهم من ريشة الأرض، لم تكن قصص قتال و لا عن المعارك الطاحنة بل كانت قصصا عن الأمل ،عن الابتسامة التي ارتسمت على وجوه الأطفال وهم يجتمعون حول شاب يروي لهم قصصا جميلة، عن فتاة لم تنطق بكلمة منذ وفاة والدها ، لكنها تحدثت بلا توقف وهي تعيد سرد القصص على مسامع أمها، في حين والدتها كانت تبكي فرحا.

عن شاب بلا قوة و لا طاقة لكنه كان الأكثر تأثيرا على حياة البسطاء من العامة، شادو هل لازلت تعتقد أن قدومك لهذا العالم بلا فائدة، هل لازلت تبحث عن هدف لحياتك ، وعن لقب يليق بالبطل ........... فيبدوا أنك حصلت بالفعل على كل ما تمنيت .... الناس يلقبونك الآن بالراوي "

شادو لم يستطع تصديق ما يسمع، أولا الكلمات الغامضة التي همس بها غريب، و التي جعلته يشعر بضعف عزيمته، و الآن قصة عن بطل من نوع آخر عن بطل يزرع الأمل بقلوب الأطفال

" أيها الوغد تخبرني عن مصيرك ثم تواسيني بإنجازاتي،أتعتقد أن عزيمتي أقل من عزيمتك،أنا سأصبح مقاتلا سأساندك في هدفك،كما سأحتفظ بلقب الراوي وأنت ستساعدني في الحصول على اللقب الثاني، أقوى الرجال كما لقبتني أول ما التقينا "

جواب شادو جعل غريب سعيدا،لقد حصل على أول سند له في مهمته

" عليك أن تعرف أنني مدرب صارم "

" مدرب ومن قال انك ستصبح مدربي،لنقل مستشارا،ناصح لي في أساسيات القتال "

2017/11/22 · 879 مشاهدة · 968 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025