بعد شهور. ..... عند قمة أحد الجبال، المعروف باسم جبل القمة البيضاء ،عمال يستخرجون حجارة بيضاء اللون، ويكدسونها في مكان واحد .شاب بدين برفقة أربعة من الحراس حاصرو العمال و بدؤوا في دفعهم إلى داخل الكهوف

" لا تتدخلوا، و التزموا أماكنكم و ستحتفظون بحياتكم بعد أن ننتهي من بعض المسائل هنا " تحدث البدين بتعالي

" ماذا تفعلون هنا هذه ملكية خاصة " تقدم شاب ببشرة حمراء من وسط العمال و واضح من هيئته أنه ليس عاملا

" إنه ابن المالك السابق للأرض،سيدي " أجابه احد العمال وقد تعرف على البدين

" وماذا يريد ابن المالك السابق منا،ألم ندفع لوالدك كل مستحقاته "

نظر البدين للشاب أحمر البشرة بازدراء، و أشار لحراسه بأن يبعدوه

" أنا هنا للتحدث مع المالك، وليس أحد خدمه فيبدو أن الوغد خدع والدي و أخفى حقيقة تلك الحجارة البيضاء، أنا اعرف أنها في الحقيقة هي شرنقات حشرة الجليد "

* بووووم * صوت انفجار لكمة قذفت الحارس الذي حاول دفع الشاب عدة أمتار

" خادم،كيف تجرؤ على مناداتي أنا أقوى الرجال بالخادم و لمن لذلك الوغد المجنون "

بشرة شادو أصبحت أكثر حمرة وهالة مخيفة أحاطت به،جعلت السمين يرتعش خوفا ليصيح بباقي الحراس

" ماذا تنتظرون اقضوا عليه "

أخرج الحراس سيوفهم وانقضوا عليه، وفي لحظة وقعت سيوفهم على جسد شادو، ولكن النتيجة كانت عكس ما توقعوه ،سيوفهم لم تقم حتى بخدشه في حين كانت أياديهم الممسكة بمقابض السيوف تدمي بسبب قوة ضرباتهم وصلابة جسده

" اللعنة، هل جسده نحت من فولاذ ..." صرخ أحد الحراس

"ذلك الوغد، يختفي و يتركنا ننظف من بعده"

رفع شادو قبضته ليوقعها على أضخم واحد فيهم، ليسقط أرضا مغميا عليه... في حين قفز الحارسان بعيدا و رمقا السيد البدين بنظرة مغزاها أنهما غير قادران على مواجهة هذا المعدني.

منذ حوالي السنة كانت هذه الأراضي ملكا لواحد من النبلاء، حيث يقوم سكانها بدفع الضريبة لهذا الأخير، و لكن و تخفيفا على المواطنين أصدرت مملكة ريشة السماء مرسوما بتخفيض الضرائب عليهم، كما يتم إعفائهم من الضريبة في المواسم الزراعية السيئة.

و عندما أرسل غريب شخصا من قبله لشراء الأرض ، ما صدقوا أن يتخلصوا من الأرض، بالرغم من ذك تعمدوا رفع السعر إلى الضعف، لكن ما لم يحسبوا حسابه ، هو أن الجبل يحتوي كنوزا لم يعرفوا قيمتها ذلك الوقت.

فحشرة الجليد ، أخذت من كهوف الجبال مأوى لها لتكاثر و بعد هجرتها خلفت شرنقاتها، و الآن بعد ظهور قماش حشرة الجليد و تزايد الطلب عليه ، هذه الحجارةأصبحت تساوي ثروة.

" أليس هذا نفسه الخنزير الذي قابلته منذ مدة ، أتصدق لدي رغبة ملحة في تناول لحم الخنزير" التفت البدين خلفه ليجد وجه غريب قريبا من وجهه و قد ارتسمت عليه ابتسامة خبيثة و هو يلعق شفتيه و قد كان يحمل خنجرا و راح يلهو به و يقذفه من يد لأخرى، و أطلق هالة قتل مرعبة في اتجاهه ليقع البدين على مؤخرته في حين استمر غريب بالتحديق كما تفعل الجوارح بالفريسة.

الفتى البدين لا يزال يتذكر وجه غريب جيدا، فالكوابيس طاردته لأيام بعد آخر مرة قابله فيها، و هو لم يتوقع أن يكون هو نفسه مالك الأرض الجديد

غريب لم يحضر بمفرده و لذلك حراس البدين لم يستطيعوا التدخل، فهناك 3 أسياد قتال و من لباسهم هم من نقابة النقاشين أما الرابع فكان يبدو من العامة و هو نحيل و شاحب.

*بووم*

إنفجرت لكمة في الأض محدثتا دويا قويا، أنزل البدين عيناه، ليجد قبضة شادو و قد صنعت حفرة بين ساقيه، لتنقلب عيناه إلى بياض و يغمى عليه.

"يا رجل، أفسدت الأمر ألم ترني و أنا اعبث بعقله، لقد تراهنت مع السادة هناك أني قادر على جعله يبلل سرواله في دقيقة دون حتى أن ألمسه، و الآن كونك كنت ستخرجه من عالم الرجال...... اوه... أيها السادة لقد فزت بالرهان "

" تلك اللكمة كانت موجهة لك أيها الوغد، و ليس .........."

شادو الذي كانت يده لا تزال في الحفرة التي صنعها أحس بشيء دافئ فيها ، نظر إلى قبضته ليرى المياه التي تسربت من البدين قد لامستها، ليقفز مبتعدا و يصرخ

" مناديل معقمة........ إلي بمناديل معقمة..... ديتول أريد ديتول ، اللعنة فقط أعطوني ماءا "

بينما كان شادو يصرخ التفت غريب إلى الحارسان و قال

" خذا هذا الخنزير و أعلما والده أنه إذا اقترب ثانية من هذا المكان ، فلن تكون هناك ثالثة" ما صدقوا أن سمعوا هذه الكلمات لينسحبوا فارين .

" شادو ما مشكلتك الآن و لما أنت أحمر بالكامل "

"لقد فعلت كل ما قلته، و أكثر و كما ترى فجأة تحولت إلى بندورة عملاقة، حتى أنني لم أستطع الذهاب في موعد مع الفتاة التي تبيع في متجر البقالة"

" سعيد بسماع ذلك فتلك الشقراء متعجرفة للغاية"

" سعيد .... بالطبع من غيرك سيسعد بتعاستي و عذابي، أنا لا أستطيع أن أتقرب إلى أي فتاة و وجهي يزداد حمرة و أنت سعيد بذلك...... غريب أيها الوغد أنت غريمي السرمدي"

" دراما....( صاح غريب فجأة) اوه....... هذا ما كنت تقصده بالدراما، لقد فهمتها أخيرا، لطالما شرحت لي الأمر لكن هذه هي المرة الأولى التي أفهم هذا المصطلح.............. أن تصنع قصة ضخمة و تهول الأمور من لا شيء هذه هي الدراما" تجاهل غريب لشادو جعله يغضب أكثر و وجهه صار أكثر حمرة، تنهد غريب و قال

" زيادة ضربات القلب و ضخ الدم إلى جسدك بقوة هو السبب في لون بشرتك الأحمر، لكن يفترض أن يحدث ذلك عندما تبدأ القتال و ليس طوال الوقت، بصراحة لا فكرة لدي عما يحدث معك، ربما أنت ما زلت غاضبا لأن كتاب حكاياك الأخيرة كانت فاشلة ،لكن ذلك ليس بمشكلة الأحمر يليق بك"

بدأ شادو يصر على أسنانه، في حين تقدم الرجل النحيل الذي جاء مع غريب

" عفوا ، هل يمكن أنك تناولت لحم الظبي المرقط في المدة الأخيرة، فهو معروف بتسريع الدورة الدموية في العادة لا يتسبب في تأثير كهذا، لكن حسب ما قاله السيد الصغير فهذا يفسر الأمر.........."

سكت الرجل و هو يشاهد شادو يضع إصبعه على فمه و يطلب منه السكوت، ليسمع صوت أحد العمال في الخلف

"ألم تقل أن الوحوش هي من سرقت لحم الظبي المرقط...... "

" و نحن شعرنا بالأسى كوننا غضبنا عليك لفقدانك اللحم" تحدث عامل آخر

" الحقيقة هو ...... أنا لم..................." ليبدأ الجميع بمطاردته و الصراخ عليه

" الحبكة..... هذا ما عنيته بترابط الأحداث بعضها ببعض في نمط معين... شادو إذا أردت أن تشرح لي شيئا فيجب إتباع هذه الطريقة.... كل ما بقي الآن هو السداسيات التي تطلق النار أنا لم أستطع فهم هذه النقطة بعد"

خلال هذه المدة شادو تحدث كثيرا عن عالمه عن مسلسله المفضلة تكساس غيرل ، حتى أنه اقترح عل غريب أن يقوم بكتابة قصتها، و راح يشرح بعض أفكاره و تعمد إدخال مرادفات صعبة لإقناعه كالحبكة و الدراما و الأكشن و غيرها، و تحت إصراره أنتجت بعض النسخ ،و كما توقع القصة لم تعجب أحدا ،أو بالأحرى لم يستطع أحد فهمها، و مما زاد الطين بلة، هو محاولة إدخال الأكشن و القتال للقصة، و السبب هو كيف ستؤلف قصة قتالية في عالم يعج بقصص المقاتلين و المغامرين، التي تعتبر هنا جزءا من كتب التاريخ.

2017/11/25 · 874 مشاهدة · 1109 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025