برؤية غضب العمال من شادو الرجل الشاحب النحيل وقف بينه و بين العمال و وعدهم بوليمة تنسيهم لحم الظبي فكفوا أذاهم عنه، ليتوجه إلا غريب بالسؤال
" هاي غريب، من يكون ذلك النحيل "
"انه أب " على الرغم انه لم يقل كلمة أخرى ، لكنه طريقة لفظه للكلمة جعلت شادو يحس أن للسيد النحيل الشاحب قصة مؤثرة.
*****قبل يوم واحد من حادثة الجبل********
غريب و أسياد القتال من نقابة النقاشين يسرعون الخطى باتجاه الجبل
" توقفوا......" صاح غريب
" هل هناك خطب ما .. "
" رائحة أشم رائحة ......طعام شهي لعابي لا يتوقف من لذتها"
و قفز في اتجاه الرائحة، المرافقين تبعوا غريب دون كلام فالأوامر كانت مشددة بإتباع هذا الشاب و تنفيذ أوامره ، إنه أهم من أي نبيل قد عملوا معه سابقا إنه الرجل الذي غيرت معرفته أساسيات النقش في مملكة ريشة السماء
" هووو... رائحة الطعام زكية هل أستطيع تذوق ما طبخت......" صاح غريب بالرجل النحيل الذي كان واقفا أمام النار يحضر طعامه
" لا بأس ،أنا لن أرفض طلب جائع ،أنا ذاهب لقرية الجبل القمة البيضاء فأرجو أن تدلني، (لاحظ وصول المقاتلين فصحح كلامه) تدلونني إلى القرية"
" هذا اللحم إنه لحم الأرنب المتوحش، لا أصدق أن لحم الأرنب القاسي صار بهذه الطراوة، أنت طباخ أليس كذلك" تحدث غريب و اللحم في فمه
" أجل أنا كذلك، في الحقيقة، جئت أبحث عن كيميائي نزل بهذه القرية منذ شهور من أجل المشورة"
بلع غريب طعامه و ارتسمت ملامح الجدية على و جهه ليقول
" أيها الطباخ، لا شك أن الأطباء أجمعوا أنه لم يبقى لك الكثير لتعيشه، ألا يجدر بك إكمال ما بقي لك من أيام مع عائلتك، فلماذا تمضي في رحلة بجسدك العليل"
عيون الرجل توسعت من الدهشة و قد أدرك انه يقف أمام من جاء لأجله هو لم يتوقع أن الكيميائي العظيم هو مجرد فتى
" بني أتجد أن هذا الطعام لذيذ، إنه بلا طعم بالنسبة لي......بدون مشاركة صغيرتي...... الطعام هو ذكريات اللحظات الجميلة مع من نحب........ "
أحنى الطباخ رأسه، و الدموع تملأ عيونه
" إبنتي في السادسة ، هي تعاني من الحمى بسبب اهتزاز الروح،و صفوا لها حبة النور ، هل تستطيع مساعدتي.............. هل تستطيع صنعها، من أجل صغيرتي أنا مستعد لأي ثمــــ...."
"المقابل لن يكون بسيطا...............هذه الوصفة، في المقابل أنا أريد وصفة هذه الأكلة، و باقي وصفاتك السرية أيضا "
صمت الرجل لثواني قبل أن يستوعب ما قاله الشاب ، أومأ الرجل بالموافقة، و هو يمسح الدموع من عنيه، برؤية غريب ذلك ، ابتسم و أخرج كتابا ممزق الغلاف و رماه إليه
" قلت أنها في السادسة، من المؤكد أنها ستحب هذا الكتاب......."
------------------------------
في قرية جبل القمة البيضاء ، عادت الأمور لسابق عهدها و الهدوء يعم الأرجاء
سفاري بهيئة الطائر و الشريط الذهبي على رأسه بدأ يضيئ بشدة ليتشكل تصدع في الفضاء ، و يظهر فراغ أسود
" ما الذي يحدث معكما..........و ماهذا الشيء الأسود خلفك ...." صرخ شادو
" جيد ، لقد جئت في الوقت المناسب، لقد حان الوقت ، سنلتقي بعد سنوات من الآن..... ... اهتم بنفسك وداعا"
قفز غريب و سفاري في الفراغ، ليختفيا فيه
" بف بف بف بف ......أشعر بالدوار.... هناك أمر خاطئ نحن في الزمن الخاطئ، ذلك (الأرضي العضلي المهووس بالشقر) "
*بواااا* صوت أحدهم يتقيأ
نظر غريب خلفه ليجد شادو، ليبدأ بالصراخ
" لماذا تبعتنا أيها المعتوه................."
" و ما الذي تنتظره مني و أنا أراك تقفز في وسط اللاشيء دون أي شرح"
" دون شرح، في الأمس أخبرتك أنني سأعود لزمني و طلبت منك الإهتمام بالأعمال هناك .... "
" أووو....... هل حدث هذا فعلا ، يبدو أنني لم استمع لشرحك، فقد كنت.......كنت"
" كنت تراقب تلك الشقراء ثانية، و لم تنتبه لكلامي.......( تنهد غريب بمرارة و بالرغم أن الصراخ لا يفيد، إلا أنه استمر فيه) اللعنة لقد أفسدت كل الشيء، سفاري يحتاج لطاقة كبيرة لينتقل عشرة سنوات إلى المستقبل، و في وجود شخصين، فعلى الأغلب نحن قفزنا خمس سنوات، وقد استهلك كل طاقته "
سفاري تكور حول نفسه و دخل في سبات، غريب حمله برفق و بنظرة غاضبة التفت إلى شادو و قال
"لعلمك فقط، عليك البقاء و العيش في هذا الزمن، لا نستطيع إرجاعك ثانية"
" أنا بالفعل آسف لقد تحركت قدماي دون تفكير، و لكن ماذا يتوجب علي أن أفعل في هذا الزمن، كنت أفكر أن أعود للمشاركة في الحرب لكن ...... الآن"
"الحرب انتهت منذ سنوات، و الانقلاب قد نجح، على كل أنت غريب عن هذه الأرض ليس و كأن هذه الحرب كانت تعني لك شيئا من الأساس، الآن سنرتاح لبعض الوقت حتى يستعيد سفاري عافيته، و من كل الأماكن علقنا في هذا المكان....... جبل الألف ميل ".
=======================
وصلنا إلى نهاية الموسم الاول، نشكر كل من شجعنا و تابعنا و أرجوا الاستمرار في تشجيعنا
كلمة شكر، تعني الكثير لنا فلا تبخلوا بها علينا
سأوتقف حوالي أسبوع ، لاستجماع افكاري .......... انتظرونا