نزلت (سلينا ) من العربة ليدخل الثلاثة ساحة المدينة ، التفت الشابان إليها محاولين أن يقرؤوا ما تحس به لتسبقهم بالقول

" إنهم ليسوا أحياءا..............

إنهم مفعمين بالحياة، حتى أطفال أشباه البشر هناك، لم يسبق لي أن رأيت أشباه البشر بهالة مشعة كهذه، سعداء جميع من حولي في قمة البهجة"

بقيت (سلينا ) تحدق في المارين متعجبتا من هذا التغيير الجذري الذي حل بالمكان ، و لم تسترجع رباطة جأشها إلا بسماع صوت أخيها

" بخصوص ذلك ألا يفترض أن هذا المكان هو سوق تجارة العبيد، أنى لأشباه البشر أن يتجولوا بهذه الحرية، حتى أن بعضهم يدير متاجرا هنا"

أشار (راكان ) إلى نزل صغير و إقترح البقاء به و ما إن دخلا حتى وجدا فتاة من أشباه البشر بأذان قطة و ملابس الخادمات البيضاء و السوداء في استقبالهم

"مرحبا بكم في نزلنا المتواضع، إن كنتم تشعرون بالجوع أو العطش يمكنكم أن تتناولوا ما شئتم في الكافيتيريا" و أشارت الى القاعة التي على يمينها ،و إن رغبت في حجز غرفة ، فعليكم الانتظار لساعة أخرى"

حاول (راكان ) تهجئة ما سمعه

" كا فا تا يا، ( ليصيح غاضبا) إن كان مطعما فقط نادوه بذلك، سنبقى في المطعم ريثما حضرتم لنا الغرفة"

أومأت الفتاة بالموافقة، و انحت لتحييهم قبل أن تغادر

في الكافتيريا جلس الشباب إلى المائدة يراقبون بحذر ما حولهم، رجل ضخم بدين بعض الشيء كان غاضبا لسبب ما و راح يسب أشباه البشر الذين حوله

" أنت يا صاحب الفرو النتن كيف تجرؤ على الجلوس معي في نفس المكان"

" لقد نعتك بالنتن للتو......ها ها ها ......و هو محق في ذلك" علق شبيه بشر بأذنان طويلتان على الرجل الذئب يكسوا الفرو جزءا من ذراعيه و جسده و له سوالف عريضة على وجهه

" أنت هو النتن أنا أستخدم أفضل أنواع الغسول للإعتناء بفرو جسدي و إبقائه ناعما، يا صاحب أذنا الحمار"

" أذنا حمار، إنهما أذنا أرنب.... أرنب و ليسا حمار ألا تعرف الفرق يا هذا"

و راحا يحدقان في بعضهما بغضب قبل أن ينفجرا مقهقهين، الرجل الضخم لم يعجبه الأمر فألقى بكأسه أرضا متعمدا،و راح يصرخ

" هل تحاولان تجاهلي ، قبل سنة لم يكن أحدكم يستطيع النظر إلينا نحن صائدو العبيد دون أن يبلل نفسه و الآن تتصرفون بتكبر، أيها العبيد، أيها القذرون...."

و استمر في نعتهم بأسوء الصفات في حين كانوا يضحكون بكل ما لديهم غير مبالين بشتائمه، الوضع حير الشباب من مملكة ريشة الشمس و خاصة (سلينا ) التي لم تشعر بأي مشاعر غضب تصدر من أشباه البشر لتستنتج أنهم لا يدعون ذلك، إنهم فعلا ليسوا غاضبين، و باستمرار تجاهلهم للسكير انفجر في النهاية محررا طاقة ببرتبة الأسياد

" كل هذا بسبب ملككم الجديد، أتعتقدون أن معوقا مثله يجعلكم................."

الجو في المكان تغير ، جو المرح و اللامبالاة اختفى لتمتلئ القاعة بنية قتل رهيبة جاءت من كل الجهات ، الشابان شدوا قبضاتهم استعدادا لأي طارئ و راحا يلتفتان عن مصدر هذه الهالات في حين قفزت (سلينا ) صارختا

" أسياد ..... كل هؤلاء أشباه البشر برتبة الأسياد"

في هذه اللحظة ركز الشابان قوتهم نحو أشباه البشر ليدركا صحة قولها، لكن كيف يعقل هذا، أشباه البشر لا يمتلكون طاقة روحية، و ذلك هو سبب استعبادهم

( هل يعقل أن جميعهم أنصاف أشباه بشر،مستحيل فأنصاف أشباه البشر ذوي الطاقة الروحية هم واحد من كل مئة فكيف يعقل أن يجتمع أربعة هنا)

"أخفضوا طاقتكم................" صرخ صاحب الفرو بصوت هز المكان، لينفذ الآخرين أمره دون نقاش ، و قف على قدميه لتظهر تحت لباسه الجلدي بلا أكمام أذرع مفتولة تشابكت فوق عضلات صدره الضخمة، و في لحظة حرر موجة طاقة هزت الغرفة و حطمت حتى زجاج النوافذ

( مستحيل، إنه خبير.....خبير في المستوى الثاني) الشباب ثلاثتهم فكروا في نفس الشيء لكنهم لم يقدروا على الكلام من شدة رهبة الموقف

بخطوات تهز الجبال و بنظرة ترعب أعتى الرجال موجهة نحو السكير الذي تنشط عقله و زال سكره و كأنه جلس تحت شلال بارد تحدث بصوت عميق

"فكر جيدا في عذرك لإهانة جلالته، لأنه على أساسه سأقرر إن كنت سأقتلك فورا أم أني سأستمر في تمزيقك حتى الغد"

" سيد (وولفي)، هل قمت بتحطيم زجاجي ثانية،أيها الذئب المجنون ماذا تعتقد انك فاعل بمحلي" صرخ رجل نحيل بالرجل الذئب، الذي انكمش خافضا أذنيه معتذرا، و كطفل صغير أشار إلى السكير الذي لم يعد كذلك بسبب خوفه

" هو من بدأ أولا حتى أنه تجرأ على ذم جلالته"

ألقى الرجل الذي كان على وشك الموت بنفسه تحت أقدام مالك النزل، متوسلا النجاة

" سيدي أرجوك أنقذني، أنا أعترف بأخطائي"

" هاي أيها الذئب المجنون، تتبجح دائما بحبك للملك و لكنك لا تفعل شيئا حتى أنك تركت من قام بشتمه حيا"

بسماع الرجل ذلك ، ارتعدت فصائله و لم تعد رجلاه تحملانه ليفر على أربع و هو بيكي من الخوف

" على كل حال ، جئت أنبئك أن جلالة الملك وافق على طلبك و سيضمك لحرسه الخاص"

عيون الذئب لمعت بشدة حتى أن بدأ في البكاء و العويل يمكن أن تتخيل صورة وحش بضخامته يبكي كالأطفال و يعانق كل من يقابله من شدة سعادته

-------

في غرفة النزل مشط (راكان ) المكان ذهابا و إيابا، و هو يحادث نفسه في حين بقي (فيكي ) يحدق به

" ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم، أشباه البشر بلا طاقة روحية في مستوى الأسياد، بل أحدهم خبير، خبيــــــــر ( صرخ راكان) و هذا الخبير خائف من رجل عادي ضعيف ، لو أن شبيه بشر بطريقة سحرية تحول إلى مقاتل و راح يقتل البشر شمالا و يمينا كنت تقبلت الأمر ، لكن أن يتصرف خبير فنون قتالية كالطفل و يبكي فهذا الجنون بعينه"

" حتى و لو كان خبيرا، تعيين شبيه البشر في الحرس الخاص أمر مستحيل، حتى خبير من العامة لن يحضى بمنصب كهذا في مملكتنا، إنها أماكن حجزت فقط للنبلاء" تحدث (فيكي ) و الغيرة في عينيه

في هذه اللحظة دخلت (سلينا ) لغرفتهم، و حتى قبل أن تلتقط أنفاسها بادرها أخوها بالسؤال

" ماذا استطعت آن تعرفي؟"

" القوانين هنا مختلفة، لا النسب و لا الفصيلة و لا الجنس تعني شيئا، الموهبة و فقط الموهبة من تحدد مكانتك، و الأمر لا يتعلق بالقوة و حسب، أي موهبة في أي مجال كان حتى الحرف اليدوية، لها مكانتها في هذه الأرض

ما رأيناه اليوم تكرر أمام عيناي أ كثر من مرة ، مهما حاولت استفزازهم أو السخرية منهم فلن يفعلوا شيئا عدى الضحك، لكن لو نبس احدهم ببنت شفة على الملك، فلن يعيش ليفعل ذلك ثانية"

" أين هي العائلة المالكة السابقة ،و هل لديك فكرة كيف تحول أشباه البشر الى مقاتلين " هزت (سلينا ) رأسها بالنفي

" لكن أغلب الظن أن الملك تعاون مع شيطان التعاويذ للاستيلاء على الملك، و سن قوانين جديدة، أستطيع القول و بكل ثقة هو لم يغير القوانين هو غير قلوب الناس هنا"

===============

ما رأيكم ألم تكن مقدمة جيدة

أرجوا أن يكون الموسم الثاني في المستوى........... انتظروني الاسبوع القادم

2017/11/30 · 838 مشاهدة · 1080 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025