في الوقت الحاضر

في قصر ريشة القمر ، اجتمع كبار النبلاء لنقاش تطورات الأوضاع في المملكة خاصة بعد ظهور حبوب إطالة العمر ، و قانون تحرير العبيد.

" هذه أسوء فترة تمر بها مملكتنا، نحن نعاني من أزمة مالية و الآن سنفقد مصدر دخلنا الأول "

تحدث العجوز (هازار ) سيد نصل الرياح وعم الملك الحالي.

" و فوق هذا لا يظهر أن حالة الملك ستتحسن قريبا، أعدائنا من ريشة الشمس سيستغلون الوضع للمطالبة بديونهم" تنهد رجل كسى الشيب رأسه مهموما

" هذا ليس الوقت المناسب لمناقشة حالة الملك الصحية، فقط فكروا في حل للمشاكل التي تنتظرنا"

" ربما علينا رفع الضرائب، و التوقف عن دعم معهد فنون القتال" اقترح نبيل الأمر

" هذا لا ينفع حالة الشعب سيئة، و إذا صار المعهد ضعيفا فماذا سنفعل مع صائدي العبيد إذا انقلبوا علينا" أجاب عم الملك

" ربما عليكم النزول من قصوركم العاجية لترو حقيقة الوضع، بعض الفقراء من مملكتنا قاموا ببيع أنفسهم كعبيد لتسديد ديونهم، و الآخرون صاروا لصوصا و بعضهم انضم لصائدي العبيد، لقد كنت معترضا منذ البداية على استعباد أشباه البشر و الآن المملكة امتلأت بالأوباش الذين سينهشون لحمنا ما أن تصلهم الأخبار"

الرجل الشائب( ساجاي) تحدث مغتاظا، و هو معروف عنه بمعارضته لأسلوب الملك الحالي في تسيير الأمور، و قد كان دائما يشدد على ضرورة إيجاد بدائل لدخل المملكة، و فرض المزيد من القوانين على النبلاء و رأى في هذه الأزمة فرصة لعرض الأمر ثانية

" النبلاء ، جمعوا ثرواتهم على حساب العامة إن أرادوا الحفاظ على مكانتهم فيجدر بهم التضحية قليلا و تقديم المساعدات للقصر الملكي"

وجه النبيل البدين المحتقن من الغضب راح يحدق بـ( ساجاي) و كأنه ذكر أمرا محرما، و كذلك كانت ردة فعل الآخرين مشابهة فمسألة أموال النبلاء هي خط أحمر بالنسبة لهم، عم الملك الذي لاحظ الأمر و كان في صف النبلاء ليضمن دعمهم لحفيده في المستقبل وقف إلى جانبهم مصرحا

" لطالما قام النبلاء بمساندتنا و دعمنا وقت الشدائد، و بالتأكيد سيستمرون في ذلك ، فلا داعي للتلميحات "

النبيل الشائب (ساجاي) شد على قبضته، و صمت مرغما، في هذه اللحظة اقتحم أحد أتباع (عم الملك) مجلسهم ليوشوش له ببضع كلمات، جعلت أساريره تنبسط ليهلل بالبشرى

" أيها الجمع الكريم، يبدوا أن الحظ بجانبنا، أسبق و سمعتم عن أكثر الرجال ثراءا في الممالك السبع المجهولين"

استغرب البدين السؤال و لكن كونه تاجر فهو أعرف بالآخرين عن ماذا يتحدث العجوز، برؤيته لعلامات التعجبب بادية على الآخرين أخذ في الشرح قائلا

" بالطبع، أعلم بشأنهم ، مملكة ريشة الأرض كانت تفكر بافتعال حرب خارجية مع جارتها ريشة السماء ، لتفادي الصراعات الداخلية، لكن و من العدم ظهر سيد نقش ليصنع لنفسه ثروة، و كذلك هناك تاجر قماش شرنقة حشرة الجليد ، و مالك مجموعة المطبعات و الذي يقال أنه صديق شخصي للراوي و ناشر أعماله. هؤلاء الثلاثة هم أغنى الرجال ، ظهروا تقريبا في نفس الوقت لكن لسبب مجهول لا أحد تمكن من معرفة هويتهم أو لماذا يديرون أعمالهم في الخفاء"

لكن ما لم يعرفوه و لا خطر في بالهم أن الثلاثة هم نفس الشخص

" بالضبط ، لقد ظهر أحد هؤلاء الثلاثة أو بالأحرى أحد أقاربهم، فعبى ما يبدوا أن كل أعمال المطبعة انتقلت لوريث جديد،الأخ الأصغر لمالك مطبعات اللوتس، سبق لي أن قابلته، إنه زير نساء مسرف، لا يملك أي قوى روحية، و يبدوا أنه يرغب في مصاهرة النبلاء ليرفع من شأنه و يحمي نفسه، التاجر سمران إقترح عليه إبنة السيد (ساجاي) فما قولك."

(ساجاي) اغتم لسماعه الطلب، فقد سرح للتو أنه زير نساء ، بلا طاقة روحية و الآن يريد تزويجه لابنته الوحيدة ، على الرغم من كبر سنه فهو لم يرزق بأطفال ، لكن السماء عوضت صبره بأن رزق إبنة آية في الجمال و الذكاء إضافة إلى موهبتها ، فما كان ليقبل أمرا كهذا

" إنها إبنتي الوحيدة ، و لن أزوجها لزير نساء عديم الفائدة حتى و لو كان أثرى رجل في هذا العالم"

" إبنتك ستصبح سببا في إنقاذ المملكة ، كما أننا سنرى في مقترحاتك بشأن تخفيف الضرائب عن العامة، إنها فرصة لا تعوض" تحدث العجوز

" و أيضا ألا يجب عليك اقتراح الأمر على إبنتك أولا" قال البدين ذلك و ابتسامة خبيثة على وجهه

أدرك (ساجاي) أنهم يخططون لتوريطه ، صر على أسنانه و وافق على مناقشة الأمر مع ابنته كوسيلة لتضييع الوقت حتى يرى ما سيفعل.

---------------

" لقد وصلت الضحية التالية" ابتسم طفل في العاشرة، و هو يراقب الشاب الداخل إلى سوق المدينة واضح من هيئته أن أحد الأثرياء. مشى نحوه ليصطدم به

"آسف، يا سيدي أنا آسف" أخفض رأسه معتذرا و هم بالرحيل لكن قبل أن يخطو خطوته، يد قوية أمسكت بياقة قميصه لتسحبه إلى الخلف.

" أيها الصغير تمتلك أيادي خفيفة، بالكاد أحسست بها " فتح الشاب راحة يده ليظهر الخاتم الفضائي الذي سرقه للتو منه و كيس النقود ، وما أن رأى الطفل ذلك حتى اضطرب و راح يفتش ملابسه و قد صعقته المفاجأة.

(جئت لأسرق فتمت سرقتي، من يكون هذا الرجل)

رمى (غريب) الكيس للفتى و قال بابتسامة على وجهه

" ما رأيك أن تعمل معي، هذا سيكون أفضل من السرقة، و إن كنت وفيا لي فستحصل على ما كل ما تتمناه"

نظرات الفتى المستغربة بقيت تحدق به لثوان قبل أن يجيب

" بالطبع و ما المانع فقط أفلتني أولا"، الصبي لم يثق في الشاب لذلك كان يتصيد الفرصة للفرار

" محاولة جيدة لكن عليك أن تحسن مهاراتك في الكذب ، لا تخف فقط أخبرني ما إسمك؟ " وأفلت قميصه

" تاراك، اسمي تاراك وماذا يمكن لصبي مثلي أن يعمل"

" الأخبار، كل صغيرة وكبيرة تحدث في المدينة أعلمني بها و لك مني جزيل العطاء"

هز الصبي رأسه بالإيجاب فرحا بمهمته الجديدة.

2017/12/04 · 845 مشاهدة · 893 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025