42 - الأسلحة الجديدة

في القصر الملكي أقام النبلاء حفلا ترحيبيا على شرف (غريب )، و تم دعوة كل النبلاء و كبار الشخصيات، و بالطبع (ميرنا) الزوجة المستقبلية كانت مدعوة هي الأخرى

" أسمعتي، زوجها المستقبلي هو شخص عاجز غير قادر على حماية نفسه؟" همست إحدى الحاضرات لصديقتها

" أجل ، كونه ثري هذا لن يغير شيئا"

(أسينا) كانت لتنزعح من الأمر، لكن بعد الرسالة التي وصلتها من (أسينا) تقدمت إلى الفتاتين مصطنعة الابتسامة

" فتيات هو عرض علي الزواج، و أنا رفضت فلا داعي لصنع المزيد من الإشاعات"

" أنا لم أقصد السوء فقط كان الأمر مفاجئا بعض الشيء" ، حاولت الفتاتان التبرير لكن (ميرنا) قاطعتهم

"عموما النبلاء لا يريدون عريسا ثريا مثله أن يضيع من يدهم، في النهاية قد يرجع الأمر لإحداكن لتكون الزوجة المستقبلية"

كلماتها أخرصتهما، فإن فكرا في الأمر فقد سمعا أن الهدف من الزواج هو الحصول على النبالة، و رغم جمال (ميرنا) إلا أن طبعها الحاد لن يجعل منها الخيار الأمثل، للتضارب الأفكار في رؤوسهم ، من جهة الزواج بشخص ضعيف سيجعلهم أضحوكة و من جهة أخرى مع الثروة الطائلة التي يملكها تستحق المخاطرة.

في هذه اللحظة دخل (غريب) القاعة و قد تأبطت يده (أسينا) و هي ترتدي ثوبا أزرق جعلها أكثر إشراقا، الشبان نظروا إليه بحقد و غيرة خصوصا الأمير ) تارو ( ، رفضها له جعله فقط أكثر إصرارا ، لكن و تطبيقا لأوامر جده اكتفى بالتحديق بها من بعيد.

التفت (غريب) من حوله و قد لاحظ بأن عم الملك و كبار النبلاء لم يصلوا بعد، و لم يكونوا في استقباله

( يريدون القول أنهم ليسوا في حاجة لي) ، توجه (غريب) مباشرة صوب (ميرنا) ليلقي التحية عليها

" مرحبا آنستي، أنت أجمل بكثير مما وصفوك أنا (غريب) سعيد بلقائك" ، لم ترد (ميرنا) على تحيته و اكتفت بأن أومأت برأسها متجهمة، كل اهتمامها كان منصوبا على (أسينا) التي هزمتها من قبل

اتجه شاب طويل القامة نحوه و هو يضع يديه خلف ظهره عندما وصل إليه انحنى حتى صار وجهه قريبا من وجهه

" لا شك أنك (غريب) ضيف الشرف أنا (بريستي ) ، لم أتشرف بمعرفتك "

و كان (بريستي ) واحدا من أبناء النبلاء و أشد المعجبين بـ(ميرنا) و يلاحقها أينما ذهبت و فكرة أن تطير من بين يديه لم يكن ليتقبلها.

رفع (غريب) بيده إلى ياقة قميصه ليمسكها و بكل قوة سحبه للأسفل، و قبل أن يدرك (بريستي ) ما حدث وجد كفه يلامس الأرض ، رفع رأسه غاضبا ليجد وجه (غريب) ملتصقا بوجهه

" أنا أيضا لا يشرفني معرفتك ؟" برؤية ذلك التف بعض الشبان حول (غريب) و عيونهم مليئة بالسخط، لينفجر (غريب) ضاحكا

" ها ها ها ....... يا له من استقبال رائع و أنا الذي اعتقدت أن الحفلة ستكون مملة"

" أيها الوغد كونك غني لن يغير حقيقة كونك عديم الفائدة؟" صرخ (بريستي ) ثائرا

" لحظة...... إن ضربتك و رفاقك الآن فهذا لن يعود لي بالنفع، (أسينا) هلا طلبت من ضيوفي الدخول إلى القاعة" صفقت (أسينا) ليدخل عشرات الرجال و النساء من العامة إلى قاعة الحفلات الملكية.

في تاريخ تأسيس هذه المملكة لم يسبق لشخص من العامة الدخول إليها، لذلك تفاجئ الحضور من النبلاء برؤية هذا العدد يقتحم الصالة.

وقف (غريب) وسط الصالة ليقفز فوق أحد الموائد ، و الابتسامة على وجهه

" أنا (غريب) ، مالك مطبعات اللوتس الذهبية، المعروفة بنشرها لكتب حكايا الراوي، و بترجمة الكتب الأثرية إضافة إلى كتب الطب و دليل الأعشاب الطبية و غيرها الكثير....... أعمالنا موجهة بشكل خاص إلى العامة في كامل الممالك السبع ، لذلك لا يعقل أن أحضر حفلا كهذا دون دعوتكم، فأنتم الناس العاديون هم سبب نجاحي .

اليوم قررت مؤسستي توسيع نشاطاتها إلى صناعة الأسلحة، لكن ليست أي أسلحة إنها أسلحة موجة للأشخاص ذوي الطاقة الروحية الضعيفة مثلي، و قد وافق الشبان النبلاء ، الكرام بالمشاركة في هذا العرض التقديمي

( و راح يعد الشباب الذين التفوا حول (بريستي) .) واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة شبان متمرسين ضد شخص واحد يستعمل هذا السلاح"

رفع (غريب) قفازين و احد باللون الأحمر و آخر بالأزرق رسمت عليه أنماط و نقوش ليرتديهما، قفز من على المائدة و توجه إلى الشبان، الذين وجدوا نفسهم في العرض التقديمي على حد قوله

" لقد جنى ذلك على نفسه ، لم نكن لنجرؤ على ضربه و هو ضيف الشرف" همس أحد الشباب لـ(بريستي )، فأومأ موافقا و أشار على أتباعه بالهجوم.

* بام*

لكمة انفجرت على بطن أول شاب هاجمه جعلت أقدامه ترتفع عن الأرض ، ليتكأ لا إراديا على جسد (غريب) ، بحركة من يده دفعه ليزيحه عن كتفه و يتركه ليقع على الأرض متهجا نحو الشخص الثاني، الذي اكتفى بأن وضع يده على صدره، ليضيء النقش الموجود على القفاز الأزرق مطلقا هجوما برقيا، جعل شعر النبيل يقف قبل أن يغمى عليه.

عندما سمع عم الملك بدخول العشرات من العامة إلى قاعة الاحتفال جاء راكضا رفقة النبلاء ليقتحم القاعة ، و يصعق بالمنظر الذي أمامه ثلاث شبان من النبلاء على الأرض مغمى عليهم. في حين (بريستي ) يصيح و قد جمع طاقة البرق في يده

" أيها الوغد سأقضي عليك الآن" و أطلق لكمة إلى جسد (غريب) ليرد عليها بلكمة مثلها و قد اشتعل قفازه الأحمر بالنيران

تلاقت القبضتان ليتفجر عنهما موجة هزت القاعة، ليتراجع (بريستي ) إلى الخلف بضع خطوات و قد أحس بأن ذراعه قد خلع من مكانه، عندما رأى (غريب) أنه غير قادر على المتابعة رفع يديه مستعرضا و قفز ثانية على المائدة ليكمل شرحه

" كما رأيتم القفاز الجديد هو أول سلاح روحي من صنعنا، مزيج بين معدن خاص ( و أشار إلى القطعة المعدنية على ظهر القفاز)

و نقش من المستوى المتوسط، ، بالطبع هو ليس في قوة الأسلحة الروحية الأصلية و لديه عدد محدد عند الإستعمال، لكنه بالمقابل لديه ميزات أخرى فمثلا هو أرخص بكثير من الأسلحة الروحية و كونها تصنع وفقا لقدرات طالبها فهي تتوافق بشكل تام مع مستخدمها و أيضا ........

أشار (غريب) إلى احد الحضور أن يتقدم، إنه (مازن) مستخدم البرق الذي انظم مؤخرا إلى نقابة الراوي ليخرج سلاحا روحيا على شكل رمح من المستوى العالي، و هو جزء من مطرقة البرق التي حصل عليها في المزاد

ليرميه إلى (غريب) الذي أمسكه باليد ذات القفاز أزرق و من ثم فعل السلاح ليشع بالبرق و عاد إلى شرحه

" و أيضا أسلحتنا ترفع من طاقة مستخدمها ليكون قادرا على استعمال سلاح روحي من الدرجة العليا"

ما يسموهم المقاتلين بالعامة و بعديمي الطاقة هم ليسوا عديمي الطاقة تماما فـ(غريب) مثلا طاقته توازي طاقة متدرب في المستوى الابتدائي ، فهو و أمثاله قادرين على استخدام سلاح روحي منخفض كأقصى حد، لكن الآن و باستخدام الأسلحة الجديدة فإن قوتهم سترتفع إلى مستوى المتمرس ، مانحة للرجل العادي فرصة الدفاع عن نفسه و حتى استعمال أسلحة من المستوى العالي

وجود هذه الأنواع من الأسلحة الروحية الصناعية موجهة لذوي الطاقة المنخفضة، سيغير مفهوم القوى و موازينها

النبلاء لم يفرضوا أنفسهم بأموالهم و حسب بل بسبب قوتهم، ففي الممالك السبع تحتاج للمال و القوة معا لتعتبر نبيلا.

2017/12/07 · 792 مشاهدة · 1092 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025