" لقد قلت أن الأسحلة تتوافق مع مستخدمها ، فهل لديكم شيء، بخصوص اهتزاز الروح...؟" سألت فتاة بخجل و كأنها خائفة من سماع الإجابة
اهتزاز الروح، أخطر الحالات المرضية التي قد تصيب المتدربين، إذا ظهرت في سن مبكرة تكون خطيرة فقد ينتهي الأمر بالموت، العلاج الوحيد المعروف حاليا هو حبة النور، و هي حبة غالية الثمن لندرة مكوناتها و صعوبة صنعها
لكنها ليس علاجا فعالا ، فالمريض يبقى يعاني من صعوبة السيطرة على طاقته في المستقبل
(غريب) كان سيذكر هذا الأمر ، و بما أنهم سألوا أولا فجانب التاجر منه تحمس ليشير لـ(أسينا) بالإقتراب، فقد تعلم من قصص (شادو) عن عالمه ، كيف يتم الترويج على السلع باستخدام السيدات الجميلات و لا أجمل من فتاة جان سمراء تستخدم نفس العلاج الذي ستروج له
من الأساور الفضائية التي بيديها أخرجت (أسينا) مسدسيها ، شكل السلاح في يديها أثار دهشتهم ، أما الشبان فلم يقدروا على أن يبعدوا عينيهم عن الحسناء صاحبة المسدسات ، لسبب مجهول كانت تبدوا أكثر إشراقا و السلاح في يديها و قد شع جسدها بالطاقة التي حررتها
" قد لا استطيع شرح الأمر كـ(غريب )، لكن أنا أيضا عانيت من مشكلة اهتزاز الروح و هجومي كان ينفجر قبل أن يصل لهدفه، و بفضل هذه الكريستالات تحسنت حالتي و صرت أسيطر على طاقتي بشكل تام " ثم أطلقت كرة ضوئية و جعلتها تلتف حولها لتتلاشى بعد ثواني.
الجمع من العامة قفزوا على (غريب) حرفيا كالمجانين يطالبون بالأسلحة الجديدة، حتى أن بعضهم كان يتوسل للحصول عليها ، وسط هذه الفوضى نسو تماما أن هذا الشاب منذ لحظات قد قام بضرب و إذلال بعض شبان النبلاء، و حتى فتيات النبيلات قد حسموا أمرهم، إنه ليس شخصا عاديا بلا قوة ، إنه تاجر محنك قادر على تغيير الممالك السبع، سعيدة الحظ التي ستتزوجه ستقف على قمة الممالك بجانبه
" (ميرنا )، يجدر بك التفكير ثانية في الأمر لدي إحساس أن هذا العرض الذي قام به كان فقط ليلفت انتباهك"
همست أحدى الفتيات ، لكن (ميرنا) تذكرت كلام (أسينا) ( مهما فعل فهو مجرد تمثيل ، من الجيد أنها أعلمتني) .........
بعض النبيلات وبعد رؤية قوته و ذكاءه توجهنا نحوه في محاولة التقرب منه خاصة بعد تصريح (ميرنا) برفضه ، لكن طاقة متمرسة القتال الممزوجة بنية القتل الخانقةو الصادرة عن (أسينا) في تصريح علني يقول هذا الرجل محجوز جعلتهم يتراجعون لتتساءل إحداهن
" تلك الفتاة المخيفة.......... من تكون بالضبط، ظننتها مجرد مرافقة؟"
" تدعى (أسينا) ، ظهرت من العدم ولم تنتسب لآي معهد فنون قتالية قبلا ، لكنها معروفة في مملكة ريشة الأرض بأنها أوقفت اجتياح القوارض ذات الناب بمفردها و في غضون دقائق"
أجابت (ميرنا) فهي و منذ خسارتها تنبش حول ماضيها، قصة القوارض لا تكاد تصدق فهذه الوحوش الصغيرة قد لا تكون خطيرة لكن سرعتها و خفتها يجعل قتل واحدا منها فقط يعتبر عملا شاقا فكيف بتدمير جيش منها.
في أعلى القاعة النبلاء كانوا في صدمة في حين صر عم الملك (هازار ) على أسنانه و راح يتمتم
" لقد أحضرت قطا لأنني ظننته جميلا، لكنني اكتشفت بأنه نمر يراني طعاما لذيذا"
تنهد و قد أدرك بأنه ليس شخصا سهلا ،و لن يكون قادرا على التحكم به ، أما النبيل البدين فقد رأى في تجارة الأسلحة الجديدة فرصة لتحسين تجارته الشخصية، حتى و إن كان سيتحجج باقتصاد المملكة مستقبلا .
و هكذا و من أول جلسة انقسم النبلاء بين متخوف و متحمس، هم لم يعودوا في صف واحد كما كانوا ، فببساطة لقد اختلفت مصالحهم .
(هازار ) استدعى حفيده ليفاجئه بقول
" أتذكر الخطة لكسب ثقة (غريب )، علينا التعجيل بها ، فالعرض الذي قام به ذلك الوغد سيجعل النبلاء يزحفون على أيديهم و يقبلون قدمه ليشاركهم في تجارته الجديدة"
« لا أنكر أن العرض كان مبهرجا لكن ما الفائدة، العامة في مملكتنا لا يملكون ما يقتاتون به ، فما بالك بشراء الأسلحة"
" اللعنة لماذا رزقت بحفيد غبي، إنها تجارة على مستوى كامل الممالك السبع ، فقط ببيع الكتب أخاه شكل ثروة لا تحصى ، فكم باعتقادك سيجني من بيع السلحة، فقط فكر في طريقة لتنفيذ ما طلبته منك و بسرعة".
-----------
" موعد............أنت لم تقل للتو أن (غريب) ذهب في موعد مع (الفتاة الغبية المتعجرفة الحمراء)" صرخت (أسينا) بـ( يزن)و أمسكت برقبته تخنقه، تفاجأ الراوي بتصرفها ليتدخل في حديثهم
" واو.......... أنت فعلا تتحدثين مثل سفاري........ حسنا لقد قال أن لديه موعد مع (ميرنا )........" قامت (آريا ) بمقاطعته بعد أن أسكتته بوضع يدها على فمه.
" موعد عمل ، موعد عمل مع (ميرنا) و والدها، لذلك أختي العزيزة إهدئي و لا داعي للاستمرار في خنق رقبة (يزن)، و تذكري ما أخبرك به (غريب )، كل ما يحدث معه و مع (ميرنا) هو مجرد تمثيل"
بسماع (أسينا) لذلك هدأت قليلا لتترك رقبة (يزن) الذي فر لينجوا بحياته و هو يتمتم ( إنها تكرهني بشدة، ما الذي فعلته لأستحق هذه المعاملة )
سحبت (آريا ) (شادو) على جنب و همست له
" أنت فعلا لا تستطيع التمييز، (أسينا) تشعر بالغيرة..........لذلك كن حذرا في ما تقول"
" هل يعقل أنها تحب (غريب )، لكن ألا تعلم الحقيقة ........ لا مستقبل لهذه العلاقة، لا يجد ربها أن تقع في حبه"
كلام (شادو) جعل (آريا ) تتوتر، لتسأله و هي تمسك بياقة قميصه
" ما معنى هذا ، لماذا لا يجدر بها الوقوع في حبه ما الذي تخفيه عني؟"
عندما رأى (يزن) (آريا ) تمسك بـ(شادو) من ياقته تدخل للمساعدة ظنا منه أن للأمر علاقة بما طلبه منه في السابق
" سيدتي (آريا ) ، لا داعي للغضب فسيدي الراوي تراجع عن توظيف المساعدة الشقراء لفرع النقابة الذي سينشأه في هذه المملكة
عيون (شادو) توسعت عن آخرها ليحدق ب(يزن) الذي استمر في الثرثرة
" حتى انه ألغى الشرط في أن تكون شقراء و اكتفى بأن تكون صغيرة في السن"
"أوه.........عزيزي لا داعي لإلغاء الشرط.........أنا سأرشح لك فتاة شقراء و صغيرة ؟"
حدق (يزن) بـ(آريا ) متعجبا كونها استقبلت الأمر برحابة صدر
" واو .........السيدة (آريا ) سيدة حكيمة و لم تعطي للمسألة اهتماما" ليجيبه (شادو) ، بعد أن ضربه على رأسه
" أيها الثرثار المغفل، لو قامت بتأنيبي أو حتى ضربي لكان أفضل، لا بدأنها تخطط لأمر ما...... أمر فضيع"
بخطوات هادئة اتجهت إلى (أسينا) و تضع يدها على كتفها
" (أسينا) ستكون مساعدتك، أختي العزيزة إذا رأيته ينظر لإمرأة أخرى يمكننك أن تطلقي عليه " ، و قبل أن تكمل جملتها (أسينا) أخرجت مسدسها لتطلق على (شادو )، ليصرخ مرتعبا
" ما معنى هذا ما الذي فعلته؟"
" لقد كنت تنظر إلي، و أنا أعتبر إمرأة أخرى"...........