قبل ساعات في أطراف الغابة
(غريب) و (ميرنا) في إحدى الزنزانات و قد تم تقييدهم بالسلاسل، استيقظ (غريب) ليفتح عينيه ببطئ، التفت إلى (ميرنا) بعينين نصف مفتوحتين و بدون أي مقدمات
" أرغب في التبول، أين الحمامات؟" وجه (ميرنا) صار أحمرا ، لتصرخ به
" أيها المغفل ما الذي تتفوه به ألا ترى حالنا و نحن مغللان بالسلاســـــ..."
* صوت وقوع السلاسل على الأرض*
نهض (غريب) بعد أن فك نفسه من السلاسل، ليتجه إلى الباب عالجه لينفتح هو الآخر ،و هم خارجا قبل أن تقاطعه (ميرنا)
" و ماذا عني..........."
" لا بأس سأتبول و أعود........" غير مبالي بغضبها و صراخها اتجه إلى الغرفة المجاورة ليجد شابا جالس على الكرسي يحتسي الخمر
" أين الحمامات؟"
" أمامك مباشرة..........."دخل (غريب) إلى الحمامات، في حين قفز الشاب من كرسيه صارخا
" أنت كيف هربت من زنزانتك؟"
" هشششششش ....... ( وضع أصبعه على فمه) أسكت لا أستطيع فعلها و أنت تتحدث"
بعد أن انتهى من قضاء حاجته عاد ببطئ إلى زنزانته و أشار للحارس بأن يغلق الباب خلفه ليجلس أمام (ميرنا) بهدوء ، حاولت (ميرنا) أن تكلمه لكنه وضع أصبعه على فمها و أشار لها بالسكوت و توسد ذراعه لينام.
بعد نصف ساعة
" هاي استيقظ ،أنا عطشان ........قلت استيقظ"
فتح الحارس عيناه ببطئ و أثار الثمالة بادية عليه و أشار إلى الركن حيث الماء، قبل أن ينتبه للأمر ليبدأ في الصراخ من جديد
"أنت كيف خرجت ثانية؟ " ، ليعيده إلى زنزانته و هو يتوعد بكسر ساقيه إن فعلها ثانية
بعد نصف ساعة أخرى
" هاي استيقظ ،أنا جائع ........قلت استيقظ" استشاط الحارس غضبا ليبدأ في الصراخ حتى أنه أيقظ الأسرى من أشباه البشر
" اللعنة عليك، اسمع لو لا أوامر الزعيم لكسرت ساقيك، فلتأخذ الطعام من على المائدة و عد لزنزاتك و دعني أنم .....أرجوك توقف عن إزعاجي كل مرة"
منظر الحارس يتوسل الفتى جعل أشباه البشر يصارعون أنفسهم ليخفوا ضحكاتهم
بعد نصف ساعة
" هاي استيقظ ،أنا جائع ، ......قلت استيقظ" استيقظ الحارس على ركلات (غريب) و صراخه، مرة أخرى
"أنت كيف يعقل هذا؟ ، لقد ربطتك و أغلقت الباب بيدي ، هل هناك نفق سحري في الزنزانة، موصول بغرفتي؟ "
" هشششششش ....... ( وضع أصبعه على فمه) ستوقظ السجناء، لقد عادوا للنوم بعد أن أطعمتهم ، لكني لا زلت جائعا"
" أطعمتهم، و من أين لك بالطعام؟"
الحارس ركض نحو المخزن ليجده فارغا، (غريب) أخذ مؤونة الشهر كاملة و وزعها على المساجين
" أيها المجنون ، تساهلت معك لأن الزعيم طلب ذلك لكن هيهات سأذيقك الأمرين"، هز غريب رأسه نافيا و قال
" أنا لا أحب الأشياء المرة ............ اطلاقا "
الدم بدأ يغلي في عروق الحارس من كلامه و تصرفاته، انقض عليه ليلكمه ، لكنه لكمته كانت بلا وزن لتسقط على جبهة (غريب)
فما كان إلا أن حك جبهته و من ثم رد بصفعة على خده، أحس فيها الحارس أن مقلة عينه قد خرجت من محجرها، الحارس فوجئ بقوته فشكل رمحا من طاقة البرق ليرميه عليه، لكن البرق تلاشى ، حاول تشكيله ثانية و لكن بلا فائدة
"ماذا يحدث لجسدي أنا خائر القوى ؟ " و راح يتفحص نفسه ليعثر على إبرة في معدته، بمجرد أن لمسها حتى أحس و كأن صاعقة أصابته ليقع على الأرض مرتعشا و الزبد في فمه
" إن نزعتها بشكل خاطئ ستفقد سمعك و بصرك، أطعني و إلا سينتهي أمرك" ، حلل الحارس الوضع و هو يمسح فمه، فلم يجد سبيلا آخر للنجاة فأومأ برأسه موافقا
"غني....... غني لي تهويدة القمر ،إن كان صوتك جميلا فسأنسى أمر الطعام " بقي الحارس صامتا ، و لكن ما إن مد (غريب) يده للإبرة ، حتى راح ينشد
" نامي ....نامي ....يا صغيرة.....نامي....نامي.... يا جميلة"
" صوتك مزعج و هذه ليست الأغنية"
" أنا أعرفها.......( من داخل الزنزانة ظل راح يقترب حتى وصل إلى القضبان، سيدة جميلة بأذان أرنب ، تحدثت بصوت عذب
" سيدي الصغير ............. سعيدة بلقائك ثانية"
" (باني) ......... هذه أنت ، اوه......حتى أنك أجمل من أخر مرة رأيتك فيها، تذكرت أنت لديك صوت جميل"
"سيكون شرفا لي إن سمحت لي بالغناء" تحمس (غريب) للفكرة
" بالطبع سيكون ذلك رائعا، لكن أولا، أين خاتمي؟" و توجه بسؤاله للحارس
" عند الزعيم، إنه على حدود جبل الألف ميل"
" ألا تعرف ما يوجد في الخاتم، إنه.........إنه..........إنه مليء بالحلويات ، أنا أرغب في تناول الحلوى الآن، خذني إلى زعيمك"
على صوت غناء جميل فتحت (ميرنا) عيناها، لتجد قيودها قد فكت و الباب مفتوح
" من يغني في هذا المكان؟ و أين هو (غريب )؟"
خرجت متتبعة مصدر الغناء قبل أن تصل إلى مكان السيدة الأرنب، فاجأها صوت صراخ أحدهم ،بعدها هدأ الوضع لثواني ليبدأ الغناء ثانية، دخلت (ميرنا) الغرفة لتجد ثلاث أشخاص مقيدين، و شاب متكور على نفسه في الركن، إنه الحارس الذي راح يتمتم
" حياتي انتهت ، أصبحت معوقا لقد فقدت بصري و سمعي ، لقد خنت أصدقائي و الزعيم سيقتلني ، لماذا أمسكنا بهذا المجنون؟"