أمر (غريب) الحارس الذي جعله عبدا له ، بغرس إبرة في بطنه ،أن يقوم بالقبض على بقية الحراس ، و مجبرا تسلل خلفهم وقام بأسرهم و كمكافأة للإمساك بهم ، نزع غريب الإبرة عنه، لبصبح الحارس المسكين معوقا

" حياتي انتهت ، أصبحت معوقا و الزعيم سيقتلني، لقد خنت أصدقائي، لماذا أمسكنا بهذا المجنون؟"

بينما جلس (غريب) و الابتسامة تغطي وجهه و هو يهز رأسه طربا لصوت (باني) العذب، لمح ( ميرنا) واقفة عند الباب فلوح لها بالإقتراب

" ما الذي يحدث هنا؟ لماذا هي تغني و من الذي كان يصرخ؟" ، نظر (غريب) إليها بنصف عين وقال

" هذا ممل ، أسئلتك منطقية و صحيحة........... لو كانت (أسينا) هنا لسألتني شيئا غير متوقع.......... أنت مملة"

" مملة" تجمدت في مكانها ، و قد فاجأها تغيره المفاجئ

" أنت ، حرر أشباه البشر " الحارس بقي مرتعبا متكورا على نفسه لتهمس (باني) لــ(غريب )

" سيدي لقد أفقدته بصره و سمعه "

" اوه .........لقد نسيت ذلك لأنه بقي يئن و ينوح على رأسي ، (ميرنا) امنحيه بعضا من طاقتك فلا زلت بحاجة إليه"

(ميرنا) لم تفهم الوضع ، لكنها وضعت كفها على ظهر الحارس، لتمنحه جزاءا من طاقتها ليستعيد على أثرها سمعه و بصره

" أنت لم تشفى بعد، إن كنت مطيعا سأمنحك الدواء الذي يشفيك، الآن أطلق سراح السجناء "

الحارس أدرك أن لا مجال للعبث مع هذا المجنون القادر على جعله معوقا، فركض منفذا الأمر

" سيدي (غريب) هل ستشرفنا بزيارتك لجبل الألف ميل" سألت السيدة الأرنبة بأدب، لتقاطعها (ميرنا )

" جبل الألف ميل، لا أحد قادر على الدخول إليه بسبب الحاجز الذي يغطيه"

" إنها تستمر في طرح الأسئلة المنطقية، الأمر ممل اشتقت لـ(أسينا) و أسئلتها الغريبة............ آه كيف نسيت سأتصل بها

( صديقي الطائر الباري المقدس)، أبلغ (أسينا) تحياتي و أنني متجه لقتال سيد القتال الذي سرق خاتمي، عند جبل الألف ميل"

ليجيبه سفاري تخاطريا

" سيدي (الجانية البشرية الحمقاء، التي لم تعد بدينة) ، تقول عليك ترك فتاة البندورة الحمراء و استرجاع خاتم الزواج الخاص بها "

" ها ها ها ، ( نظر إلى ميرنا ) فتاة البندورة، يا له من تشبيه.........و من أين جاء خاتم الزواج....... هاها ها.. إنها فعلا مسلية"

حدقت (ميرنا) به غاضبتا ، و هي تكاد تجن فـ(غريب) الذي كان يتصرف كالسيد المحترم، و يحاول كسب ودها ،تحول فجأة إلى شخص وقح مزاجي، يستمر بنعتها بمختلف الألقاب و تجاهلها و كأنها غير موجودة، في حين السيدة (باني) لاحظت انزعاجها فأجابت عن سؤالها

" الحاجز يعمل على البشر فقط و لا يؤثر على الحيوانات و لا علينا نحن أشباه البشر، إنه الملجأ الذي صنعه المنقذ من أجلنا"

" من تقصدين بالمنقذ؟"، ابتسمت (باني) و لم تجب بشيء

كون أن الحاجز يسمح لأشباه البشر فقط بالمرور من خلاله، فالمكان صار قبلة للفارين من العبودية و قبضة الصيادين.

---------------

اقتربت المجموعة من حدود الجبل لكنهم توقفوا ، فكما توقعوا حدود الجبل امتلأت بصائدي العبيد، لكن (غريب) استمر في التقدم و من خلفه (باني)

" من النظر إلى وجهك أنت من يملك خاتمي، أعده لي من فضلك" توجه (غريب) بكلامه إلى رجل ضخم يرتدي درعا أسود

" اللعنة كيف وصلت إلى هنا؟، و تلك الأرنبة خلفك لقد سجنتها بنفسي ، هل أنت من حررتها؟"

*بوم*

إنفجار ضوئي وقع على درعه الأسود جعله يقع على ركبته، استشاط غضبا ليخرج سيفه و يلتفت لمصدر الهجوم ليرى شقراء تحمل مسدسا و على كتفها طائر أسود تنظر إليه بغضب، و من خلفها بضع أشخاص

" أنت هو من قام بخطف (غريب )؟"

" آه ....الفتاة صاحبة المسدسات، لقد سمعت عن سلاحك هل تعتقدين أن ذلك الشيء الصغير ، قادر على هزيمتي"

" الشيء الوحيد الصغير هنا هو الشيء الموجود بين قدميك؟"

صاد الصمت الأجواء، ليلتفت الجميع إلى (أسينا) مستغربين تعليقها الجريء، في حين وجهها صار أحمرا لتصرخ

" لست أنا ...........أنا لم أقل شي"

"ها ها ها " صوت الضحك جاء من خلفها، إنه (غريب) ،(متى وصل هناك) فكرت (ميرنا)

" كان ذاك مضحكا ، أنت أكثر إحمرارا من فتاة البندورة"

(أسينا) كانت ترتعش من الغضب و الخجل، في حين (غريب) خفض رأسه محدق لصدرها

" واو.......... انهما يهتزان"

(شادو) و (آريا ) ابتسما على مضض و هو يتراجعان خطوة للخلف ليختبئوا خلف الأخوين ،بينما ضربت (أسينا) قدمها على الأرض غاضبة

" توقف عن هذا.............. "

" تبدين أجمل و أنت غاضبة، اهزميه في دقيقة ،و سنذهب نحن الإثنين في موعد........ما رأيك؟"

" إن هزمته في نصف دقيقة هل سنذهب في موعدين"

كعادتها (أسينا) نسيت غضبها بسرعة ، لكن زعيم صائدي العبيد كان يرغي و يزبد غضبا لتجاهله فحرر طاقته ليلمع السيف و الدرع الأسود بنقوش حمراء و ركض باتجاه (أسينا)

*وووووووووش*

في لمح البصر مرت (أسينا) من أمامه الزعيم بكل هدوء

ليسمع الجميع صوت وقوع السيف من يده و بعدها وقع الدرع الذي إنقسم إلى نصفين، و أخيرا جسد الرجل الضخم الذي صار محترقا.

2017/12/12 · 824 مشاهدة · 769 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025