" و أين هو هذا الملك؟............"
هذا السؤال صعق (هازار )،
فلطالما كان محرما السؤال عن الملك، في بادئ الأمر قيل أنه في خلوة تدريبية، لكن لاحقا قيل أنه تضرر أثناء تدريبه و هو في فترة نقاهة، مرت أكثر من سنة لم يرى فيها أحد الملك و طوال هذه المدة لم يجرؤ أحد على السؤال مباشرة عن الأمر
لكن ما صعق (هازار ) ليس السؤال بل من طرحه، إنه حليفه الأول، أكبر تجار المملكة، النبيل البدين ( لاكشين) الذي طالما سانده
" الملك غائب منذ سنة، و ولي العهد يصول و يجول بلا حسيب و لا رقيب، و سيتسبب في دمار المملكة"
" ( لاكشين) ما الذي تقوله؟"
" أقول الحقيقة، أتعتقد أن (غريب) سيسكت على الحادثة، الرجل يمتلك ترسانة من الأسلحة الروحية الصناعية و من خلفه نقابة الراوي هل سيتغاضى عن الأمر ببساطة؟
و فوق كل هذا الصيادين من جهة و شيطان التعاويذ من جهة أخرى.
شيطان التعاويذ، أتعرفون القصص المرعبة التي تروى عنه، كلها .......أقول و أعيد كلها حقيقية
فأين هو جلالته الآن، أليس هو خبير القتال الوحيد في المملكة من بعد المرحوم إبنك، إن لم يكن قادرا على مساعدتنا فيجب إسترضاء السيد (غريب) بمعاقبة (تارو) "
(( توضيح: الملك الحالي هو إبن أخ هازار ، و ليس لديه أطفال، أما تارو ولي العهد فهو حفيد هازار، والده كان خبيرا و توفي منذ 9 سنوات))
برؤية ( لاكشين) ينقلب على عم الملك و ينحاز لـ(ساجاي)، انقسم المجلس بين مساند و معارض، ليتدخل (هازار ) و يحسم الأمر
" سيتم إعتقال حفيدي و التحقيق معه ، لكن لو رفض (غريب) مساعدتنا فستتحملون المسؤولية "
بهذه الجملة ختم (هازار ) الاجتماع و دمه يغلي غضبا من خيانة ( لاكشين) له، بالطبع ( لاكشين) لم يساند (ساجاي) إيمانا بصحة قضيته و لا حبا في مصلحة المملكة إنه ببساطة أحس بالخيانة عندما حاول (هازار) إستمالة (غريب) بخدعة اختطافه.
-----------------
على حدود الحاجز في جبل الألف ميل
" انسحبوا............. تراجعوا....." صرخ رجل مغطى بالدماء برفاقه
من العدم ظهر جدار صخري بطول ثلاث أمتار مانعا الرجال من الهرب
* ياهوووو*
الصوت من خلفهم كان جميلا و ساحرا، لكن لسبب مجهول جعل قلوب الرجال تقع من مكانها، إنها فتاة شقراء بأذان ثعلب تحمل سوطا بيدها و ترتدي ثوبا فضيا طويلا يظهر مفاتنها
" أين أنتم ذاهبون من دوني ، ألست جميلة كفاية لمرافقتكم .......... أنتم أشخاص سيئون لذلك علي معاقبتكم"
*سوويش* صوت السوط المنطلق بسرعة قطع الهواء ليسقط على أجسادهم و يمزق ظهورهم
" أسميعوني صراخكم..........هاهاهاها...........هاهاهاها"
التفت (غريب) لـ(أسينا) و أشار إليها بالقدوم إليه
" ما رأيك، ألا تبدو أذان الثعلب جميلة علي؟" تساءلت (أسينا) التي كانت قد تنكرت على شكل أشباه البشر و هي تمسك بأذنيها
" (أسينا)، من أين أحضرت هذا السوط، و ما قصة معاقبة الآخرين؟"
"أنت طلبت مني ، أن لا أستخدم مسدساتي و أمثل دور الشريرة........... و ها أنا ذا أمثل"
" هذا صحيح، لكن لماذا من تقومين بضربهم ينحنون لك و يطلبون المزيد من العقاب، أعني أنظري لهم"
وجوه الرجال كانت تبدوا غريبة، و قد جلسوا على ركبهم في صمت ينتظرون أن تتم معاقبتهم، هم بالفعل يستمتعون بتعذيبها لهم، تنهد (غريب) و أخذ السوط من يدها و أمرها أن تفكر في شكل آخر للباس، لمع ضوء قوي حول (أسينا) لتتغير ملابسها إلى ملابس قتالية زرقاء.
" أيها الشيطان الوغد، لماذا أخذت السوط من يدها" صرخ أحد الرجال ليتبعه آخر
" لا تستمعي لهذا العفريت، عودي لثوبك القديم ، نحن ننتظر العقاب...... نحن نستحق أن نعاقب"
تجاهل (غريب) انتقاداتهم لينادي على (كاتو)
"(كاتو)، فقط قم بإخراص هؤلاء المنحرفين " و في ثانية أطلق (كاتو)موجة باردة حولتهم إلى تماثيل من جليد، ثم قال
" معلمي ، لقد هرب البقية هل نقوم بإتباعهم؟"
" لا داعي لذلك ،.......( رفع من صوته صارخا) عودوا جميعكم"
تقدم أشباه البشر الذين طردوا الصيادين مهمتهم كانت سهلة كونهم لم يقابلوا أي من أسياد القتال في مستويات مرتفعة
" تحرير" نطقوا جميعاً في نفس الوقت، ليختفي الوهم و يعودوا بأشكالهم الأصلية، ابتسمت (آريا ) و قالت
" قتالنا الجماعي لم يكن سيئا ، كأول مرة "
" من الصعب القتال و التمثيل في الوقت ذاته، كما أنه من الصعب السيطرة على السوط، لكن لسبب ما هم لم يقاوموني، بدو و كأنهم مستمتعين بالأمر، (يزن) أنت من اقترحت علي ذلك.... هلا شرحت لي ما حدث؟ "
*طاخ* صفعة وقعت على رأس (يزن) من طرف أخيه، في حين (غريب) لمحه بطرف عينه و ابتسم ابتسامته المخيفة
" أداء (يزن) لم يكن جيدا، أسلوبك فيه الكثير من العيوب، سأقوم بتدريبك ثانية فاستعد"
همس (يزن) لــ(كاتو) يسأله بما أنه تتلمذ على يد (غريب)
" لن يكون الأمر صعبا، فـ(غريب) الحالي لا يبدوا مخيفا كـ(غريب 2 ) "
" بالطبع، فـ(غريب 2 ) سيقتلك دون أن يرف له جفن، لكن (غريب) الأصلي سيحرص على أن معالجتك بالتأكيد"
" أوه. ..... طمأنتني. ... ( صمت برهة ليبدأ في الصراخ) إن كان سيتقتلني هو الآخر....ما الفرق إذا بينهما"
" الحقيقة أنا لا أرى أي فروقات، (آريا ) هي الوحيدة التي تقوم بترقيمهم. .... (غريب1) و (غريب 2)، في رأيي أثناء التدريب هما نفس الشخص".
بينما كان (يزن) يندب حظه، (غريب) توجه إلى (ميرنا) طالبا أمرا آخر
" (ميرنا) خدعة عرض الزواج ، كان الهدف منها الدخول إلى المملكة، لكن اختياري لك بالذات، كان من أجل الحصول على دعم والدك و أيضا لمهمة لا يستطيع أحد القيام بها سواك"
" أنا.......... مهمة خاصة بي أنا؟ "
" أجل فكما ترين كل ما قمت به لحد الآن سبق لي و أن خططت له منذ سنوات، لذلك كل شيء سار بسلاسة، المشكلة الوحيدة التي لم أجد لها حلا هي إثبات نسبي "
" نسبك، (آريا) أخبرتني أنك من نسب عريق ، لكن ما علاقة ذلك بي؟"
"حسنا، أنا في حاجة إلى لفافة شجرة العائلة الملكية، و هي مخبأة عند شخص معجب بك......( بريستي)، عليك العودة إلى المملكة و الحصول عليها، إذا حاولنا إجباره سينسى كل شيء متعلق بالوثائق الملكية ، بسبب ختم الحماية، الحل الوحيد هو جعله ينظم لنا طواعية"
المؤرخ الملكي، هو شخص يتعهد بكتابة تاريخ العائلة الملكية و انجازاتها كما أنه يحتفظ بلفافة الشجرة العائلية و مطلع على كل نسل العائلة الملكية الأحياء منهم و الأموات، لحفظ هذه المعلومات السرية ، يتم ختم المؤرخ بتعويذة تتسبب في فقدان ذاكرته.
المورخ الملكي لمملكة ريشة القمر هو (بريستي)، الشاب الذي هاجم (غريب) في قاعة الحفلات بالقصر مع رفاقه، و قد حاول في مناسبات عدة التقرب من (ميرنا) ، و رغم رفضها الدائم له، هو لم يستسلم بعد
( لفافة شجرة العائلة الملكية، هو يريد أن يثبت نسبه، أهذا يعني أنه من العائلة الفرعية) فكرت (ميرنا) قبل أن تقول
" (بريستي)، لطالما عاملته بشكل سيء، هو لن يقدم لي اللفافة على طبق من فضة"
بدى على ملامح ميرنا أنها لا ترغب بهذه المهمة، خصوصا بسبب تاريخها مع (بريستي)،ابتسمت (باني) و همست لها
" إن سمحت لي الآنسة، فخداع رجل معجب بها، هو أسهل شيء بالنسبة للمرأة أنا سأعلمك بعض الخدع ، أنظري لــ(أسينا) حتى رجل كالسيد (غريب) لا يفوز بمجادلتها و يفعل ما تطلبه منه، تأكدي بأن ما سأعلمك إياه سيفيدك في المستقبل "
حدقت (ميرنا) بأسينا و قد تحمست للأمر لتوافق على المهمة، بينما رفعة (باني) إبهامها لغريب في إشارة أنها تمكنت من إقناعها.
==========================
بوصولنا للفصل 60 لم يتبقى سوى 20 فصل على الخاتمة، أعتقد أنها ستكون أول رواية مؤلفة منتهية
لا تبخلوا علينا بتشجيعاتكم.................