لا عبيد لا تجارة ، لا صيد ، الأوضاع في سوق العاصمة بدأت تخرج عن السيطرة و الأعصاب على أشدها،

*طاخ* وقع أحد العمال على الأرض

" أيها الوغد لماذا تهرب مني، أين بقية أموالي"

" لقد هرب جميع العبيد كما تعلم، لقد أفلست، أفلست"

" و ما همني أنا، أنا أريد أموالي "

و أمسك بياقة التاجر و راح يعنفه، ليتدخل بعض التجار، و من شجار بسيط تحول الأمر لقتال بين التجار و الصيادين ، لينتهي بموت أحد التجار من عائلة لاكشين قبل أن ينسحب الصيادين

و ما وصل الخبر ) لاكشين ( النبيل البدين و أكبر تجار المملكة ، حتى بدأ في الصراخ

" و أين كان الجنود حينها …. ؟ "

" سيدي ، القصر الملكي سحب معظهم للدفاع عنه و لم يترك سوى بضع جنود".

بسماع ذلك صار يرغي و يزبد قبل أن ينطلق كالمجنون دون أن يعلمهم شيئا بعد وقت قصير ، دخل منزل (ساجاي)

" قد نكون على خلاف، لكن وصل السيل الزبى، (هازار) لا يهتم إلا بسلامته ...... نحن و المملكة في خطر، أنا في صفك و مستعد لدعمك"

" أخبرني إذا ما الحقيقة خلف إختفاء الملك؟......."

(ساجاي) الذي بدى و كأنه في انتظار هذه اللحظة، بادر بسؤال صريح، ليتأكد من مدى عزيمته ، و فرصة لمعرفة الحقيقة التي على أساسها سيتحركون في المستقبل

" الحقيقة ، الملك بعد أن أصبح خبيرا قرر رفع قواه للمستوى الثاني، بصيد نمر الصاعقة المرقط، و الحصول على جوهره لذلك أخذ سلاحه الروحي و بضع من المرافقين، لكن لم يحسبوا حساب وجود نمرين إثنين لينتهي الأمر بموت رفقاءه و تعرضه لإصابة بالغة........ قبل أن يموت لاحقا متأثرا بجروحه"

(ساجاي) كان يشك بالأمر، لكن اليقين يختلف عن الشك، المملكة بلا ملك و بلا خبير قتال و هذا يفسر انقلاب ) لاكشين (

" لدينا فرصة، ساعدني و سننجو و ننقذ مملكتنا، فما قولك؟"

------

( لاكشين) رجل من النبلاء أصوله تعود إلى فرع العائلة المالكة، و هو أثرى تاجر بمملكة ريشة القمر و لكن أمام كبار التجار من الممالك السبع فهو بلا قيمة، يعاملونه تماما مثل اللصوص.

يقال الجميع يحب تناول اللحم لكن لا أحد يحب أن تتلطخ يداه بدماء الحيوانات،و ( لاكشين) هو من عليه أن يلطخ يداه بداية من مساومة اللصوص و الأوباش من صائدي العبيد، إلا بيعها للمنحرفين و أصحاب الملاهي و بيوت الدعارة، و تحمل الإهانات و الشكاوي من مناصري حقوق أشباه البشر.

التاجر القذر هكذا يلقبونه خلف ظهره، و رغم أن تجارة العبيد في الممالك الخمس ( مملكة ريشة القمر و الجان لا عبيد فيها) ترتكز على شخصين اثنين ( لاكشين) المورد ، و (سمران ،أكبر تجار ريشة الأرض) الموزع فالجميع يحترم و يقدر (سمران) فهذا الأخير لم يدخل مجال تجارة العبيد طمعا في الربح، بل لتحسين أوضاعهم ، من وجهة نظره إن لم يكن قادرا على إيقاف تجارة العبيد فعلى الأقل سيحرص ألا يعانوا،و لذلك كان يتأكد دائما أن العبيد الذين سوف يباعون عن طريقه سيستخدمون كعمال و خدم، لا للمراهنات و الدعارة.

بعد مدة تمكن (سمران) من التأثير على الملوك و جعلهم يمنعون المراهنات و تعذيب العبيد، و بذلك علت قيمته بين كبار التجار، و الشخصيات المهمة ، في حين ( لاكشين) حصل على لقب ثاني التاجر الغبي ، مع اكتشاف سر اختفاء العبيد و قدرتهم على اختراق الحاجز الذي يغطي جبل الألف ميل صار التجار يتهامسون عن مدى غباء حكام ريشة الأرض و الذي هو بالطبع واحد منهم، فلماذا لا يتصالحون مع أشباه البشر و يحرروهم في مقابل الحصول على كنوز الجبل من الأعشاب و حجارة الدم النادرة.

بالطبع هو ناقش الأمر مع (هازار)، لكن الأخير عارض الأمر خشية إنقلاب صائدي العبيد عليهم، و بعد كل ما فعلوه لأشباه البشر فلا مجال للصلح.

ليجد ( لاكشين) نفسه تاجر بلا اسم و لا قيمة، و لا حتى إرث يخلفه فبظهور حبوب و إكسير إطالة العمر ، فتجارته ستؤول للزوال، إلا أن جاء اليوم الذي رأى فيه قفازات (غريب )، راح يفكر لو أقنعه بمشاركة هذا السلاح الجديد، تجارة جديدة زبائنها من العامة ، الذين هم سبعون بالمئة من كامل سكان الممالك السبع، حلمه الذي تخلى عنه وجد طريقه إليه، سيستعيد سمعته كتاجر

لكن عندما وصل إليه أن( تارو) حفيد(هازار) قام باختطاف (غريب )، أدرك فورا أن العجوز يحاول الاستيلاء على الدجاجة الذهبية لنفسه، و الآن قام بسحب الجنود لأجل حمايته الشخصية.

الآن هو واقف مع (ساجاي) الذي يحدق به منتظرا جوابه، (هازار) سيدخلهم في معركة خاسرة ضد (غريب) و الصيادين، عليه أن يقفز من المركب قبل أن تغرق و يغرق معها

" أجل، أنا و أتباعي في صفكم .......... و مستعد لتنفيذ كل ما يطلب مني"

-----------------------------

في جبل الألف ميل، كان (يزن) يلعن نفسه فبسبب محاولته للانتقام من (أسينا) ورط نفسه مع تدريبات (غريب )، بخطى مثقلة تقدم نحو (غريب) الذي كان واقفا مع الطبيب والد (كاتو)

" اليوم ستتدرب مع خبير فنون قتالية، من فئة الريح، ستكون تجربة مفيدة لك"

التفت (يزن) إلى الطبيب غير مصدق

" أنت خبير ، لا أكاد أصدق عيني لم أتوقع للحظة أن تكون بهذه القوة ، هذا يفسر سر قوة (كاتو)" ابتسم الطبيب و أجاب

" لا بني أنا لست مقاتلا، أنا هنا بصفة طبيب الذي سيقوم بعلاجك بعد نهاية التدريب"

في هذه اللحظة تذكر كلام (كاتو) عندما أخبره أن الفرق بين (غريب2) و (غريب1) الحالي هو أنه سيعالجه، ليبلع ريقه و العرق ينزل على جبهته

" و من الخبير الذي سيتولى قتلي......أعني تدريبي"

"أنـــــــا....." دوى الصوت من خلفه، إنه و الرجل الذئب (وولفي)، مع جسده العضلي و أكتافه العريضة و الفرو الذي يكسو جسده كان يبدو مهيبا ، لكن (يزن) بقي يحدق فيه مستغربا، ليتولى الطبيب الكلام

" (وولفي)، هو نتاج أبحاثي بمساعدة السيد (غريب )، سبق و أخبرتك أن أشباه البشر ليسوا ضعفاء بل على النقيض، هم أقوياءو أقوياء جدا ،تعود أصولهم إلى بعد آخر، و عندما إنتقلوا إلى مملكتنا فقدوا تلك القوة، و مع الوقت و من جيل لآخر نسو أنهم في يوم ما كانوا أسيادا في عالمهم.

بعد سنوات طويلة من البحث، تمكنت أخيرا من تحرير تلك القوى باستخدام الإبر الطبية و حبوب الطاقة، لكن المشكلة كانت في اهتزاز الروح، فكما تعرف حتى عند البشر فهذا المرض لم يكن له علاج"

هنا لمح (يزن) على صدر(وولفي)، قلادة بها كريستالة تبدوا معهودة إليه ليتذكر مسدس (أسينا)، فقد سبق و أن صرح (غريب) بأنه عثر على علاج لاهتزاز الروح

" و لذلك أنت هنا ، (وولفي) متحمس لتحرير طاقته و استخدامها دون خوف ، لذلك يحتاج لنزال شخص سريع مثلك...... سفاري إصنع الحاجز"

داخل الحاجز انحنى (وولفي) لـ(يزن) و قال متحمسا

" لا أستطيع أن أخبرك مدى إمتناني لتطوعك أن تكون شريكي في التدريب، معروفك لن أنساه ما حييت"

ثم حرر طاقته، طاقة خانقة جعلت (يزن) يشعر بثقل أنفاسه، ليبدأ في لعن نفسه ثانية و هو يتمم

( تطوع........ لا أذكر أنني تطوعت لأموت........ سيدة (أسينا) أنا آسف، أعد أنني لن أعبث معك مجددا........ سامحيني سيدتي.)

غير بعيد عن المكان (أسينا) أوقفت (آريا ) متسائلتا

" (آريا )...... أسمع شخصا يبكي بحرقة و يطلب المسامحة...... كأنه سيفارق الحياة أو ما شابه"

التفتت (آريا ) حولها و أنصتت

" لا أسمع شيئا، قد تكون مجرد تهيئات"

2017/12/24 · 884 مشاهدة · 1124 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024