62 - الخبراء الأربعة

مر يومان بسرعة ،(غريب) بعث رسالة لمقابلة (هازار) و حفيده (تارو) ، ليسمع جانبهم من القصة، في تصريح أنه لن يترك أمر اختطافه يمر بهدوء، و اللقاء سيكون في فرع نقابة الراوي الجديد، و هو مبنى من طابقين ، في قاعة الطابق الثاني جلس (غريب) و خلفه كل من (شادو) و (أسينا)، و حضر اللقاء( ساجاي) فابنته تورطت في الحادثة هي الأخرى

بعد وقت قصير دخل (هازار) رفقة (تارو) و معه غريبان لم يتعرف أحد عليهم، ليفتتح (غريب) النقاش

" أشعر بالكرم اليوم، إذ اعترف (تارو) بذنبه و تحمل المسئولية ، ستنجون من غضبي"

"ها ها ها..... ننجوا من غضبك، المعوق هنا سيغضب احذروا. ...... " علق (تارو) و هو يلوح بيديه ساخرا ، ليرمقه جده بنظرة جعلته يخرص

" اعذروا حفيدي ، هو فقط غاضب لأنه متهم بجريمة لا تليق بمنصبه كولي للعهد"

" إذا كان ولي العهد بريئا فليشرح لنا لماذا وجدنا هذا مع المختطفين" أخرج ( ساجاي) خاتم عليه شعار المملكة

عيون (تارو) توسعت ، و راح يلمس يده غير مصدق كيف طار الخاتم من إصبعه و وصل إلى أيديهم، في حين ابتسم (غريب )

" لا داعي للاستغراب، فصائدوا العبيد ، هم لصوص في الأصل كان عليك أن تكون أكثر حذرا عندما تتآمر معهم على اختطافي"

الفتى اللص الذي جنده (غريب) ،كان قد سبق و اصطدم بـ(تارو) قبل دخوله ليسرق خاتمه و من ثم أرسله مع الطائر سفاري، وهكذا وصل الخاتم ليد (ساجاي) قبل أن تطىء قدم( تارو) القاعة، مع الخاتم و إعتراف المختطف لا مجال للإنكار

تنهد (هازار) غير مبالي بالأدلة التي جمعوها، و اكتفى برفع رأسه و كأنه في عالم آخر

" حفيدي عديم الفائدة ،لا يستطيع حتى تنفيذ أمر بسيط كاختطاف معوق دون أن يخلف أثرا"

بسماع اعترافه بكل بساطة، أدرك (ساجاي) أن( هازار) يضم شرا، فوقف من فوره و أمسك بسلاحه

" (ساجاي) أيها المزعج، لطالما كنت كشوكة في حلقي ، على كل حال المملكة في طريقها للدمار و ذلك حتى قبل إختفاء أشباه البشر ،لكن من كان سيتوقع ظهور أغنى رجل ليدق باب بيتي و هو يحمل تجارة وصناعة جديدتين، أنت أيها المعوق طوق نجاتي "

التفت (هازار) لمرافقيه المجهولين و بحزم صاح بهم

" اقتلوا الجميع، و أتوني بالمعوق؟ "

" عن أي معوق تتحدث ؟" تجمد (هازار) في مكانه و راح يحدق بـ(غريب )، فالوجه وجه (غريب) لكن الصوت كان صوت. .. شخص آخر

فجأة تغير الهواء و ملامح كل من (غريب) و (ساجاي) اختفت، ليظهر الراوي مكان (غريب) و رجل الذئب مكان( ساجاي)، أما الراوي و (أسينا) فأصبحا (باني) و (مازن)

و سط حيرة (هازار )و حفيده ، ابتسم الراوي و علق

" في لحظات كهذه أتمنى لو أنني لا زلت أمتلك هاتفي لالتقط صورة لوجوهكم الآن،..... اوه أنا بالفعل أملكه" و أخرج هاتفه ليلتقط صورة لهما.

عند انتقال شادو، إلى هذا العالم ملابسه و ما كان يحمله انتقل معه، في البداية كان الهاتف بلا فائدة لا تغطية و لا توحد طريقة لشحنه، لكن لاحقا اكتشف أن البطارية يمكن شحنها بتشكيل البرق، و من يومها أصبح الهاتف بمثابة كاميرة تصوير لا تفارق جيبه.

" ماذا تنتظران أقتلوا الجميع" صرخ (هازار) بتابعيه، و انسحب للخلف

ابتسم الحارسان ابتسامة شريرة ، و حررا طاقتهما اهتزت القاعة من هالتهما و تحطم زجاج النوافذ، الهالة الخانقة جعلت (مازن) و (باني) عاجزان عن التنفس إنها هالة خبيرا فنون قتالية، مما جعل (شادو) يلعن حظه

" اللعنة من أين جاء هذا الخبيران الآن، (مازن) (باني) إنسحبا و بلغا البقية بالأمر"

قفز الاثنان من النافذة المحطمة ، في حين راح (شادو) يفكر أنه لم يحسب حساب مواجهة خبيران في آن واحد

" يا لا حظي، كنت أفكر أنه علي كبت قوتي، لكن لم أعتقد أنني لن أحتاج لذلك" عيون (وولفي) كانت تلمع فرحا ، و هو يطلق العنان لكامل قوته، ليتفاجأ (شادو )

" أو.......... و أنا الذي كنت قلقا عليك، في هذه الحالة ما رأيك أن نجري رهانا، الخاسر منا سيدفع ثمن الساكي، و عندما أقول الخاسر أعني من سيهزم خصمه أخيرا"

" أمتأكد من هذا، أنت تتحدث مع رجل لم يذق طعم شراب جيد منذ سنوات، قد أتسبب في إفلاسك"

" اوه ............ أنت تجعلني أتحمس أكثر، لنرى من سيفوز" بابتسامة عريضة على وجه (شادو) ، حرر الأخير طاقته مصدرا موجة أحس بها كل من في المدينة، خبير رابع ظهر على الساحة

--------------------------------

أسرع (هازار) و حفيده في خطواتهم ليصلا إلى بوابة القصر ، ليجداها على غير العادة مغلقة

" من قام بغلق البوابة في وضح النهار، افتحوا......." صرخ (هازار) بأعلى صوته

ليرد عليه أحد الحراس

" أيها العجوز ، لقد ظهر أربع خبراء من العدم و هم يتقاتلون وسط العاصمة ، إضافة إلى اللصوص الذين هاجموا الجهة الغربية من القصر، عليكم الانضمام إلى فرق الإخلاء ، فورا "

الجندي خاطب (هازار) و كأنه يحدث واحدا من العامة، أول ما خطر في باله أن الجندي لم يتعرف عليه

" أيها التابع الأحمق ألا يمكنك التعرف حتى على ولي نعمتك، أنا عم الملك و الوصي على ولي العهد النبيل (هازار) "

فما كان من الجندي إلا استدعى رفاقه و أخبرهم بالأمر لينفجر الجميع ضحكا

" أيها الصغير ، كنا سنسمح لعم الملك و الوصي على ولي العهد الدخول للقصر و الجلوس على العرش حتى، لكن كما ترى المدينة في حالة طوارئ لذلك يجب عليك أن تأخذ جدك الخرف و الالتحاق بفرق الإخلاء"

ارتسم الغضب على وجه (تارو) ليصيح بهم

" أيها المجانين، كيف تجرؤون على إهانتنا ، أين هو قائد الحرس"

"هنا........" صوت أجش جاء من خلفه ، التفت ليرى رجلا في الثلاثين لم يسبق أن رآه من قبل

" و من تكون حضرتك، يا هذا ؟..........."

" يا للوقاحة يا صغير ، ألا يجدر بك التعريف عن نفسك أولا ، و أنت أيها العجوز ..( توقف الرجل للحظة و هو يحدق به )....... ( هازار) أنت حقا تشبه ذلك الوغد الميت، اللعنة رؤية هذا الوجه تشعرني بالغثيان"

التفت الرجل إلى أحد الحراس و أمره

" إن رفضوا الرحيل أبعدوهم بالقوة، ليس لدي وقت لشبيه ذلك النذل"

غير مبالي بالعجوز أكمل الرجل طريقة، بينما كان (تارو) يغلي من الغضب و هم بالصراخ عليهم مجددا قبل أن يضع العجوز يده على كتفه و يهمس في أذنه

" توقف، نحن في زمن آخر نحن في المستقبل. ......... اتبعني"

2017/12/24 · 889 مشاهدة · 982 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024