عاجزا عن الكلام أو التفكير سار (تارو) رفقة جده ، برؤية ما حوله تأكد من أقوال جده هما لا يزالان في عاصمة المملكة لكن شكل المدينة و حتى سكانها مختلف عما كان منذ ساعات مضت ، عقله كان مضطربا فهو لا يستطيع تفسير ما حدث ،

هم الآن في زمن مغاير، أي تصرف خاطئ سيودي بحياتهما، لا خيار أمامهما سوى محاولة معرفة ما حدث في الماضي ، ليتجه الاثنان صوب منزل حليفه، ليقتحماه

"(راكشين) ، مالذي حدث في مملكتي ؟ ، و أين هم أتباعي؟ "

برؤية (تارو) لـ(راكشين) و قد طغى بعض الشيب على رأسه و فقد بضعا من وزنه ، زالت كل شكوكه كونه الآن في المستقبل

(راكشين) الذي كان جالسا على كرسيه مع علامات الدهشة التي ارتسمت على قسمات وجهه، لم يصدق عيناه ، و لم يستيقظ من المفاجأة حتى صرخ به (تارو)

" سيد (راكشين). ..." على عجلة أسرع (راكشين) إلى الباب و أغلقه ،أول وهلة فكر أنهما هنا سعيا للانتقام منه لكن بما أنهما بمفردهما فهذا يعني أنهما لا يعرفان شيئا

" أين اختفيتما طيلة هذه الشهور؟ ، و كيف اخترقتما القبة . ......... لا يهم ذلك الآن، لماذا عدتما لو علم الملك (غريب) بوجودكما فسيقتلكما من فوره"

" الملك (غريب )، ما الذي تهذي به؟، و أين هم أتباعي؟...."

" أتباع، عن أي أتباع تحكي ما أن عرفوا حقيقة وفاة الملك و خبر وفاتك و هرب (تارو) ، استسلموا دون مقاومة لآخر فرد من العائلة املكية ابن بطل الحرب و الأميرة الثالثة الأمير (تاكيرو) أو كما تعرفونه بإسم (غريب )"

المفاجأة جعلت العجوز يقع على قدميه ، في حين (تارو)الذي يكاد يفقد عقله صار يلتف حول نفسه و هو يكتم رغبته في الصراخ

" كيف لمعوق أن يصبح ملكا؟"

" قانون البلاد ينص على اختيار أقوى شخص من العائلة الملكية الأساسية ، إن لم يبقى غيره فلا يهم مستوى تدريبه "

ضرب (هازار) الأرض بقبضته غير مصدقا ما يسمعه

" لا..... لا..... لن أرضى العيش في عالم يحضى فيه إبن قاتل ولدي الوحيد بكل شيء، ذلك المعوق الحقير سأرسله لمقابلة والده اللعين و لو كان هذا آخر شيء أفعله في حياتي"

وقف العجوز و عيونه امتلأت بحقد عميق ، و كأن فقدانه لملكه لا يعني شيئا أمام حقيقة نسب (غريب ).

" (تارو) سنغادر، اتبعني..... "

-------------

ليس بعيدا عن القصر في الجهة الشرقية حيث توجد حجارة عملاقة متراصفة ، عالج (هازار) أحد الحجارة للتحرك صخرة كبيرة كاشفة مدخلا إلى المغارة، بعد السير في الممر الضيق وصلا إلى داخل كهف واسع، قام (تارو)بإشعال المشاعل المعلقة منيرا الكهف، كان الكهف مملوءا بالصناديق و الأسلحة و الدروع و في الوسط وجد صندوق صغير من الخشب الأسود، داخل الصندوق كانت هناك حبتين و احدة بلون أصفر و أخرى حمراء، و مكعب أسود

" هنا أخفيت كنوز المملكة ، . ...... ليس مخبأ سيئا" ، قفز الاثنان مرعوبين فهما كانا متأكدين أن لا أحد تبعهما إلى هنا، لكن (غريب) و (أسينا) ظهرا من العدم خلفهما

" ماذا ألستما سعيدان برؤيتي؟ ، أنا آخر فرد من العائلة الملكية الرئيسية ، مما يجعلني ولي العهد الشرعي...... اظهرا بعض الاحترام"

(هازار) فتح العلبة السوداء ليرمي الحبة الصفراء لحفيده و يبدأ في الابتسام

" خدعة جيدة، لا شك أن لذلك الوغد شيطان التعاويذ دخل في إرسالنا للمستقبل، ذلك اللعين سبق و أقفل حقل التجارب الذي كنت أموله و أغلق علي مناجم حجارة الدم ، و الآن يساعدك أنت إبن ذلك الوغد قاتل ولدي،( صر(هازار) على أسنانه) أنتم فعلا كالصراصير تستمرون في الظهور أمامي "

" إذا أنت السبب في منع نشر ملصقات المئتين مليون ( 200 مليون) الموضوعة على رأس الشيطان منذ سنوات، فعلت المستحيل كي لا يكتشف أمر تورطك مع الطبيب المجنون الذي أجرى تجاربه على الأطفال، كل هذا مقابل الحبوب السحرية التي حصلت عليها "

ابتسم (هازار )

" إن كنت تعرف ماهية الحبوب ، فأنت و ذلك اللعين أكثر من شريكين إذا"

"بالطبع أعرف كل شيء عن هذه الحبوب و عن الحبة التي تناولها إبن أخيك الملك و جعلت منه خبيرا، على حساب عقله الذي فقده"

" ذلك الشيطان اللعين يستحق لقبه ، لا شيء يخفى عليه ،هو من قتل ذلك الطبيب المحتال قبل أن نكمل التجربة و بسببه اضطررت للاعتناء بابن أخي المجنون، كان بالفعل صعبا إقناع الآخرين أنه في خلوة للتدريب و هم يسمعون صراخه طوال الليل، لم أحضى بنوم هنيء حتى يوم وفاته"

" يا رجل أنت حقا فريد من نوعك، حكمت باسم ابن أخيك مجنونا و ميتا ،بالطبع هذا لا شيء بالنسبة للخائن ، الذي أخفى وصية الملك بتوريث إبنته و منح أشباه البشر كامل الحقوق ، كما أخفى كنوز المملكة تاركا شعبه يبيع نفسه للعبودية هربا من الجوع "

" ها.... خائن ،ماذا يمكن أن تعرف والدتك المنفية، التي عاشت مع أشباه الحيوانات عن الملك و تسيير شؤون الحكم ، أحسن مني أنا الذي ضحيت بسنوات شبابي ، و ضحيت بحياة إبني، كل ذلك من أجل من ..... من أجل شعب المملكة ....... العامة عديمو الفائدة إنه وقتي للحكم و إن لم تسر الأمور جيدا فعليهم أن يكونوا مطيعين و يرضو بقسمتهم

لو أن صديقك الشيطان ترك لي الجبل ، لكنت ربما رميت بعض الفضلات للعامة، لكنه ضيق علي الخناق فلم يبقى حل أمامي سوى صيد أشباه البشر و بيعهم كعبيد...... و لو انقرضوا أو حتى اختفوا من الوجود فكنت سأنتقل لبيع العامة، ( رفع يديه مزهوا بنفسه و بدأ في الصراخ ) إنه عالم البقاء فيه الأقوى ، فلماذا علي تكريس حياتي لخدمتهم.

أتعرف ما قاله الملك السابق لي ، جدك أيها الغر و هو على فراش الموت، رفض أن ينتقل الحكم لنا، لأننا من العائلة الفرع و عندما لم يبقى ورثة غير ولدي الوحيد تذكر أن له إبنة غبية منفية و قرر مسامحتها"

2017/12/24 · 823 مشاهدة · 901 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024