حاول (هازار) التأثير في غريب بذكر والدته لكن هذا الأخير لم يرف له جفن ليجيب بكل هدوء

"(هازار) لا تحاول إقحام والداي في الأمر،

أولا من كان سيرضى بالسادي المجنون ، الذي يستمتع بالتنمر على الضعفاء ملكا ،

ثانيا إبنك هو من أصر على تحدي والدي و الجميع يتذكر القصة جيدا فقد سعى لحتفه برجليه

ثالثا ، يومها لا أنتم و لا جدي كنتم تعرفون حقيقة أنه متزوج من الأميرة، و عندما مات جدي و وتولى ابن أخيك العرش ، أخفيت الوصية و بقيت أمي في المنفى طي النسيان، فلا تتحجج بهما"

قبل سنوات طويلة حدث شجار بين الأميرة الثالثة (ليندا) و والدها بسبب أشباه البشر ،كانت الأميرة سيدة عنيدة لا تتراجع عن رأيها مهما كان الأمر و بسبب ذلك تم نفيها، أمر النفي ترك جرحا غائرا في قلبها و لذلك أقسمت أن لا تعود للملكة، حزنها كان كبيرا فعائلتها تخلت عنها فقط لأنها عارضتهم ، عزاءها الوحيد أن وسط كل هذا بإمكانها على الأقل الزواج من الرجل الذي تحب ، فكأميرة فمن غير الممكن أن تتزوج من جندي أصوله من العامة.

لكن شاءت الأقدار أن يتوفى ولاة العهد ، و عندما لم يبقى ورثة من العائلة الملكية غيرها، عاد الندم يعتصر قلب الملك ، و قرر إعادتها، عندما سمع إبن (هازار )الذي كان خبير فنون قتالية وقتها بقرار الملك ، جن جنونه و زاد سخطه على الناس حتى اصطدم بوالد (غريب)، حاول هذا الأخير المستحيل لتجنب القتال ، حتى أنه حاول الفرار فقد كان حريصا أن لا يتسبب في مشكلة قد تكشف سر زواجه من الأميرة، لكن والد (تارو) كان مصرا على السير لحتفه، لينتهي الأمر بموته في النزال.

بعد وفاة الملك و وفقا لقانون أن يتولى أقوى شخص من العائلة الملكية الأساسية الحكم و إن لم يوجد فالأقوى من العائلة الفرع، ورث إبن أخ (هازار)العرش، لكن هذا الأخير لم يهنأ به طويلا فقد أقنعه عمه بتجريب حبة طاقة نقلته لرتبة خبير ....... و لكن.....

--------

(أسينا) التي كانت هادئة سحبت (غريب) من كم قميصه و بعينيها أشارت للجوهرة التي في يدها

" أو. .... يبدو أن جوهرة الاتصال قد انتهى مفعولها في الوقت المناسب، انظروا لونها صار رماديا ، آسف أنتما لا تعرفان ماهية هذه الجوهرة ، إنها جوهرة اتصال نادرة تعمل بطاقة الضوء ، مكونة من جزئين ، واحد في يد مستخدم تشكيل الضوء و الثاني في أعلى مكان في العاصمة انها تعمل كمكبر صوت ...... عزيزي( هازار) الجميع سمع محاضرتك الآسرة و تاريخك المشرف ، و أحاسيسك المرفهة نحو شعبك "

عيون ( هازار) اتسعت و راح يسأل نفسه لماذا يقوم بخدعة كهذه و يستدرجني في الكلام ، في هذا الزمن هو الملك ليسمع في النهاية الجواب

" هل اعتقدت أنني سأرسلك إلى المستقبل، لأدعك تنشر خبثك و حقدك ثانية، لقد عدت لزمنك الأصلي في اللحظة التي وطأت فيها قدمك هذا المكان....... أخبرني كيف صارت الأحوال بعد أن أصبحت أنا الملك"

هنا (أسينا) تدخلت و قد ارتسمت على ملامحها جدية لم يسبق حتى (غريب) أن رآها من قبل

" الأهم من كل هذا.............يجدر بكم إجابتي و فورا.......... في المستقبل الذي ذهبتم إليه. ........ من كانت زوجة (غريب ) ؟"

فقد (غريب) توازنه و كاد يقع أرضا من صدمة سؤاله ليصرخ بها كعادته

" ما الذي تسألين عنه في وقت كهذا يا مجنونة،ألا ترين كيف صارت وجوههم و هم يحاولون إستيعاب الأمر لقد كنت على وشك البدأ في شرح خطتي الجهنمية"

" لماذا تصرخ بي دائما ، سفاري دائما يرفض إخباري عن مستقبلنا، أما بشأن خطتك فلم تكن بذلك التميز، خداع الخصم ليعترف بجرائمه، على حد قول (شادو) إنها أكثر خدعة يستعملها المؤلفين في قصصهم، حتى أنه هو نفسه استعملها أكثر من مرة"

" ها...... أتردين القول أن خطتي بسيطة، فلماذا لم يقم أحدكم بالتفكير في حل لضمان أن لا يتورط الأبرياء في القتال، أرسلته للمستقبل كي أغريه بكشف مخبأه ، و كي أحصل على إعتراف يسمعه كل من في المدينة ، وهكذا أتباعه سيتخلون عنه دون أن يسببوا لنا المشاكل في المستقبل...."

عيون (تارو) صارت حمراء من الغضب ، و هو يستمع لجدالهما.

ولي العهد لقب له وزنه، الجميع يحترمه الجميع يسعى لنيل رضاه ، ولد ليكون ملكا هكذا تم تربيته ، عندما مات الملك المجنون و الذي لم ينجب أولادا، أقنعوه بالانتظار حتى يرتفع مستواه ، و يجمع أكبر عدد من الحلفاء ، لكن و عندما لم يبقى لتحقيق حلمه سوى خطوة، وجد نفسه قد رمي إلى المستقبل و أحلامه كلها ذهبت أدراج الرياح

" أيها المأفون ، تريد أخذ كل شيء بسهولة، في أحلامك أيها المعوق سأرسلك لتقابل والدك "

تناول (تارو )حبته الصفراء ، العروق ظهرت على جسده ليبدأ في الصراخ وقد تغيرت ملامحه حيث ضاقت عيناه و تضخم جسده ليحرر طاقة سيد في المستوى الرابع

حبة الطاقة التي تناولها ، تعرف بالشعلة الصفراء، و هي نتاج التجارب على أشباه البشر و تسمح لمستخدميها أن يرفع مستواه رتبة كاملة و أكثر لمدة وجيزة، و على غرار حبة الشعلة الحمراء فهو لن يخسر سنوات من تدريبه لاحقا، حبة الشعلة الصفراء كانت أفضل ما توصل إليه الطبيب المجنون في تجاربه ،( هازار) قام بدعم الطبيب المجنون طمعا في المزيد من هذه الحبوب .

بخطوة واحدة قلص المسافة و رمى قبضته باتجاه (غريب )، لكن (أسينا) حالت بينهما لتصد اللكمة براحة يدها و قد حررت هي الأخرى طاقتها كاشفة للمرة الأولى عن قوتها الحقيقية ، القوة الساحقة التي مكنتها من التغلب على أقوى الأسياد من مختلف النقابات عندما كانت مطاردة بتهمة مبعوث ملكة الدمار، سيدة قتال في المستوى الخامس

ركزت طاقة الضوء في يدها لتفجر قبضته ، مجبرة (تارو) أن يتراجع للخلف

" أنا لم استخدم المسدس، (غريب) أرأيت هذا استخدمت هجوما قويا و تحكمت بطاقتي بلا مسدس ... أنظر"

رفعت يدها في اتجاه (تارو) و جمعت طاقتها ثانية

*بام* انفجرت من يدها كرة صغير حتى قبل أن تطلقها، لترتسم على وجهها ملامح الكآبة و الحزن في عينيها

( لماذا لم ينجح الأمر، هذا محرج ) ، (أسينا) لم تجد الوقت للتفكير في الأمر فالهواء حولها صار ثقيلا فجأة طاقة قوية مملوءة بالحقد و نية القتل استمرت في التزايد ، ظهرت في يد العجوز كرة الزجاجية بها حمض ليقذفها على غريب

ما إن لامس الحمض الهواء حتى بدأ في التفاعل الدخان غطى نصف جسد غريب العلوي و رائحة الكبريت عمت المكان

"حارستك الشقراء لن تكون قادرة على حمايتك من هذا، الحمض سيذيب حتى عظامك، حان الوقت لآخذ بثأر ولدي"

من خلف سحابة الدخان و بدل سماع صوت الصراخ ، هز الكهف ضحكات (غريب) العالية كان يقهقه حتى بدت نواجذه،

" أنا لست بحاجة للحراسة، ( نزع غريب قميصه المحترق و رماه أرضا، كاشفا عن جسد عضلي منحوت ، وُسم على ظهره و جزء من صدره أنماط مختلفة، ثم أخرج عصاه الشهيرة ) جدي (هازار) شيطان التعاويذ لا يحتاج إلى حراسا "

وسط ذهولهم ، تراجع (غريب) بضع خطوات و هو يشير لهازار أن يتبعه خارجا

ابتسمت (أسينا) و هي تتبع بعيناه الإثنان ينسحبان خارجا

" المكان هنا غير مناسب ، الإنارة سيئة و رائحة الكبريت خانقة، علينا الذهاب خارجا نحن أيضا........ فأنا لم أستطع رؤية عضلاته بشكل جيد"

2017/12/24 · 840 مشاهدة · 1112 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024