66 - الشبح الضبابي

قيل قديما الملك مكانه القصر أو القبر.

حبوب الشعلة الحمراء حبوب يستخدمها المقاتلين لرفع طاقتهم بضع ساعات ، لكنها تعود بالضرر على الجسد و تتسبب في خسارة سنوات من التدريب، إضافة إلى أن زيادة الطاقة لا تعني زيادة القوة الجسدية.

و إنطلاقا من تجاربه على أشباه البشر، تمكن الطبيب المجنون من صنع الشعلة الصفراء، لكنها تبقى حبوبا ذات تأثير مؤقت الهدف الأساسي هي حبة تكسر عنق الزجاجة و ترفع صاحبها ليصبح خبيرا،

الشعلة الأخيرة حبوب ترفع الطاقة و تعزز الجسم على حد سواء، لكن الآثار الجانبية كارثية، الجنون و حتى الموت .

برؤية (هازار) لحفيده يرمي بنفسه للتهلكة باستخدام طاقة الخنجر الملعون لأقصى حد، تناول هو الآخر حبة الموت.

القصر أو القبر، (هازار) و حفيده( تارو) كان خيارهما واضحا

غير مبالي بمصيره راح (تارو) يسحب كل القوة المخزنة في الخنجر ، ليتضخم جسده و تلتف طاقة الرياح حوله مرتفعا عن الأرض، (أسينا) في وضع سيء و (غريب) مشغول بمواجهة (هازار)الذي ارتفعت رتبته إلى خبير هو الآخر، لكن الغريب في الأمر أنه لم يبادر بأي هجوم ، كان يحمل المكعب الأسود الذي أخذه من الصندوق واستمر يقلبه في يده

" خسرت كل شيء ، صباح هذا اليوم كنت ملكا و الآن أنا عجوز ينتظر حتفه و قد خسر ملكه ،أمواله، أتباعه و حتى أنه سيخسر حفيده، ( رفع (هازار) المكعب عاليا ليرميه أرضا محطما إياه ) لن أخسر حفيدي أيضا ، لا زلت أملك فرصة لإنقاذه ، و أنت يا سليل العائلة الملكية فلتحل لعنتي بك و بمملكتك"

هالة سوداء ارتفعت من المكعب المحطم إلى عنان السماء، الحيونات بدأت تزمجر في غضب و أشباه البشر أغلقوا آذانهم

" ما بك (وولفي)، ماذا دهاك؟" صرخ (شادو) و هو ينظر لزميله الذي كان يزمجر و هو يغلق أذنيه

"إنه نداء، نداء للوحوش الشيطانية ... بف بف بف..... صراخ الشبح الضبابي "

ارتفع زئير الوحوش في الغابات، و ببطئ بدأت العيون تلمع وسط الغابات و الكهوف المظلمة لتتحرك ببطئ نحو المملكة.

" أيها المجنون هي أطلقت سراح شبح ضبابي للتو؟"

الشبح الضبابي هو كائن مقدس لا يظهر سوى واحد كل ثلاثمئة سنة ، و هو وحش بقدرات عقلية عالية، يجبر الوحوش الشيطانية على التجمع حوله لحمايته، كونه كان سجينا لعقود فتحريره في المملكة يعني دمارها

ارتفعت ضحكات (هازار) بينما يرى القلق على وجه غريب

" ذلك الخنجر الملعون، يمتص قوة ضحاياه و يمنحها لمستخدمه، لكن تلك القوة الملعونة سترتبط بالخنجر للأبد، عليك الاستمرار في شحن الخنجر بالطاقة و امتصاص القوة منه و إلا سيتدمر جسدك، ذلك الخنجر يدخل صاحبه في حلقة أبدية لا تنتهي إلا بموت صاحبه، لكن هناك حل، حفيدي امتلك بعض صفات أشباه البشر، لذلك سيكون بمقدوره امتصاص طاقة الوحوش الشيطانية مباشرة بلا تنقية، و قريبا ستمتلأ المملكة بهم.................. هيه هيه هيه ( ضحكات متقطعة)، و أنت من سيساعدني في صيدهم، أم أنك ستترك شعبك الغالي ، العزيز على قلبك يموت في اجتياح الوحوش"

تنهد (غريب)، و حك ذقنه، و راح يحلل الوضع

" هاي (تارو ) هل سمعت نظرية جدك، سيحولك إلى شبيه بشر كي تتمكن من النجاة، يا لها من سخرية ستحوله إلى أكثر شيء تكرهه.......... إنها ليست بالفكرة سيئة لإنقاد حفيدك ، كانت لتكون تجربة مثيرة للاهتمام لكننا لن نعرف النتيجة"

هدوء (غريب) الزائد و تلك الابتسامة التي لم تفارق وجهه ، جعلت العجوز يتوتر

(هناك خطب ما ، ألا يعرف ماهية الوحش الذي حررته للتو، ألا يفهم ما سيحل بالمملكة)

" هل تعرف من أين جاء لقب الشيطان....... من الخوف، ليس لقوتي فهناك أقوياء غيري بل لغموضي ، الخوف من المجهول، الخوف مما لا يستطيعوا تفسيره ، الإنسان يخاف ما يجهل ............ تماما كهذا"

أمسك (غريب) عصاه و غرسها أرضا لتبدأ السلحفاة في اللمعان ممتصة الدخان الأسود، حاول الشبح الضبابي الأسود التملص و كافح بشدة في محاولة للفرار، لكن بلا فائدة ابتسم (غريب) و هو ينظر للضباب الأسود الذي يصارع بقوة لينال حريته

" إهدأ أيها الصغير، أنا لن أقوم بسجنك ثانية لكني بالطبع لن أسمح لك بتدميري مملكتي......... لنعقد اتفاقا إذا منحت سلاحي جزءا من طاقتك أعدك بأنني سأحررك في الغابة ما رأيك؟"

* هييررررررر * هدير مزعج صم الأذان صدر عن الشبح

"هاي يا هذا إياك و الشتم، الذين حبسوك ماتوا منذ سنين و لا علاقة لي بهم ، أنا رجل أوفي بوعودي فكما ترى فأنت في قبضتي و لست مضطرا لعقد أي إتفاق معك ، لكني أكره أن يعامل كائن مقدس مثلك بهذه الطريقة "

توقف الهدير و سكن الشبح الأسود ليتم امتصاصه سريعا من العصا.

لوهلة نسي (هازار) نفسه أنه في وسط معركة و بقي يحدق بالعصا السحرية غير مصدق ما جرى، الدهشة و الخوف سيطرت على عقل (هازار) الشبح الضبابي الكائن المقدس الأسطوري يسجن بهذه البساطة

"القديس، القديس فقط من بإمكانه سجن الشبح الضبابي .........أنت لم تسجنه و حسب أنت كنت تتكلم معه ..... ماذا تكون بحق الجحيم؟"

الشبح الضبابي ، يستوطن منطقة ما و لا يغادرها، لكن من سيحاول التعدي على مكانه سينتهى أمره بالموت حتى القديسين منهم، مازالت طريقة أسره لغزا مجهولا لحد الساعة، يقال أن ثلاثة قديسين وحدوا قواهم لسجنه في المكعب الأسود، لكن الآن و أمام أعين (هازار) التي شهدت أمرا لا يصدق ، الشبح الضبابي امبراطور الوحوش أسر بكل سهولة.

غير مبال بدهشة (هازار) ابتسم (غريب) و قد لمعت عيناه بضوء محير

"البشر ، أشباه البشر ، الوحوش كلها تعيش تحت جناحي و تخضع لسيطرتي ...... فأنا .......الملك ( اختفى الضوء من عينيه)

هاي........... أيها العجوز هل تمتلك بعض الحلوى؟........... تبدوا شاحبا هل أنت مريض؟ "

" ملك.........ملك..........لا يوجد ملك غيري......... أيها الشيطان اللعين ، فلتعد إلى الجحيم رفقة والدك......... "

و هجم على (غريب) كالمجنون ، يطلق أنصالا لا تكاد تحصى

*بووم* لكمة لم يرها حتى من أين جاءت انفجرت في وجهه، عيون (غريب) و هالته تغيرت أصبح مخيفا و متوحشا فجأة

" تتجرؤ على لعني.........."

*بوم *و قبل أن يقع انفجرت لكمة أخرى رمته بضع أمتار، (هازار) و هو يرى ملك الموت قادم إليه بلا تفكير قفز على العصا يحاول انتزاعها، لكن بمجرد أن لمسها حتى انفجرت شعلة زرقاء في يده لتلتهما بالكامل

" آآآه" صرخ هازار كالمجنون و هو يحاول إطفاء اللهب الأزرق لكن لا جدوى، استمر اللهب في الصعود مخلفا فقط الرماد،في الأخير لم يجد وسيلة غير استعمال نصل الرياح لبتر ذراعه.---

2017/12/26 · 859 مشاهدة · 978 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024