*وووش*

هجوم من سيف (أسينا )الضوئي ، قطع أنصال الريح المتجهة نحوها ، سيف في اليد اليمنى و مسدس في اليسرى، بهذه التقنية تمكنت من الصمود أما (تارو ) الذي صار بمستوى الخبراء

" لنرى كيف ستصمدين أمام هجومي التالي "

صاح (تارو ) و أطلق إعصارا في اتجاهها، بسرعة دوران و قوة جنونيتان محطما كل ما يقف في طريقه، لكن (أسينا )التي كانت تنتظر هذا الهجوم ، في لحظة اختفت و ظهرت خلفه

*بوم*

طلقة ضوئية من المسدس الذي في يدها اليسرى ،فجرت جسد (تارو ) ليقع أرضا ، ثم حولت تركيزها إلى السيف و انطلقت لتقضي عليه

لكن (غريب) وقف في طريقها، و كأنه ليس في معركة غير مهتم بما حوله اقترب منها ليمسك بضفيرتها

" ملابس قتالية و ضفيرة طويلة ، تبدين مختلفة تبدين أكثر نضجا و جمالا"

" أخبرتك أنني سأخدعهم بهذه التسريحة ........" أجابت دون تفكير

(غريب) كان قريبا جدا منها و لا يزال عاري الصدر ، تراجعت (أسينا )خطوة و شاحت ببصرها خجلا، في حين رفع (تارو) جسده من على الأرض و الغضب يملأه

" يبدوا أنني العجلة الثالثة هنا، آسف لمقاطعتكم أيها العشاق" و أطلق إعصارا آخر في اتجاههما،

" انتظري لحظة؟" دخل (غريب) وسط الإعصار غير مبال، ليسحب قبضته للأسف و من ثم رمى بلكمة علوية في الهواء

*بووووم*

لكمة (غريب) مزقت الهواء مشكلة بدورها رياحا هوجاء، تصادم القوتين سبب انفجار قنبلة هوائية ليختفي الإعصار على إثرها، تجمد (تارو ) في مكانه غير مصدق ما رآه ، للتو تم التخلص من أقوى هجوم يمتلكه بلكمة عادية

غير بعيد عنهما ، كان (شادو )و (وولفي )و صلا للتو و راحا يراقبان الوضع

" أخبروني ثانية ما الذي كنا نفكر فيه قبل أن نأتي إلى هنا؟" علق (شادو ) و هو يرى اللكمة التي بددت إعصار خبير القتال.

" جئنا للمساعدة بسبب امتلاكهم حبوب الشعلة الأخيرة" أجاب (وولفي )بسذاجة غير فاهم لتعليق (شادو )الساخر الذي رد بابتسامة و حسب

*آآخ* صرخ (تارو ) بقوة ليمسك صدره، و يبدأ في السعال بشدة و من ثم بصق دما

" ليس بعد.....قليلا بعد أيها الخنجر اللعين سأعيد شحنك"

شد قبضته على خنجره و راح يركض باتجاه جده، الذي كان بالكاد قادرا على الوقوف على قدميه ، ليغرزه بصدره دون تردد.

غير مصدق ما يراه سأل (وولفي )

" هل قام بطعن جده للتو، انتم معشر البشر مخيفون حقا"

بعيون باكية حدق (تارو ) بجده الذي كان يحتضر

" جدي العزيز، امنحني قوتك" أخذ الخنجر يلمع بشدة ليمتص كل قوة باقية في جسد العجوز، بدأ (تارو) بالإبتسام

" شكرا جزيلا جدي، لطالما كنت سندي انظر إلي و أنا أخذ بثأرك و ثأر والدي"

خنجر الهلاك ، سلاح روحي ملعون تتضاعف قوته بامتصاص طاقة الخصوم ، لكن المشكلة أن الخنجر إن لم تزود بالطاقة مرة أخرى فسيستولي على طاقة مستخدمه و معها حياته.

بينما هالة قاتمة التفت حول الخنجر حرك (تارو ) يده لينطلق نصل أسود اللون من الخنجر قاطعا كل شيء تاركا أثرا عميقا في الأرض و على الصخور

ضحك (تارو ) بجنون و هو يحدق لقوة خنجره ليركز طاقته كلها لينفذ هجوما أقوى

" (أسينا )، أشعر بالجوع لما نذهب لتناول بعض الكعك بما أن المعركة انتهت هنا"

" و ماذا عن.... "

*بووم* صوت الانفجار قاطع كلامها

فالنصل الأسود من خنجر الهلاك اصطدم بحاجز أبيض لينفجر على سطحه ، متفاجئا اقترب من الحاجز الذي ظهر من العدم ليتفحصه قبل أن يبدأ في الصراخ

" أيها اللعين، ما الذي فعلته، أتريد أن تحتجزني و تنتظر موتي دون قتال يا عديم الشرف،أين هي أخلاق المقاتلين"

" هاي.... انظر إليها( أشار إلى أسينا، أتظنني سأفوت عشاءا مع حسناء مثلها، من أجلك"

التفت (غريب) مغادرا ، صاحبا (أسينا )برفقته، بينما علق سفاري

"بف بف بف ..... قتلت للتو جدك لتحصل على قوته و تتحدث عن الأخلاق، على كل حال لا دخل لسيدي (غريب) بما يحدث جدك هو السبب"

رفرف سفاري بجناحيه ليطير حول القبة التي تشكلت ثم قال

"بف بف بف سيدي( ملك البشر و النقوش و الكيمياء ) قام بتفعيل قبة الحاجز لإبقاء الوحوش خارجا ... العصا تعمل بإرادة و رغبة مستخدمها ، و لأن ( العجوز المخادع ) لمس العصا و هو يفكر بحماية نفسه من سيدي ، و ضحى بطاقته و ذراعه،تشكل هذا الحاجز و سيبقى بعض الوقت قبل أن ينفذ رغبة صاحبه الأصلي و يغطي كامل المملكة"

بينما كان (غريب) يغادر المكان ، أوقفه (شادو)

" لحظة (غريب)، بسبب ذلك الضبابي بعض الوحوش اقتحمت المملكة علينا العودة لمساعدة، الأخوين و آريا "

حدق ( غريب 2) بنصف عين إليه

" تلميذي العزيز ، لماذا تزعجني باستمرار ، ألا تستطيع أن تفعل شيئا بمفردك........ سفاري أنت تولى المسؤولية، أنا ذاهب في موعد"

بقي (تارو ) كالمجنون يضرب الحاجز بهجمات خنجره بلا هوادة و هو يكح و يسعل دما ليقع أخيرا على ركبتاه و قد اختفى الضوء من عينيه، هذه كانت نهاية العائلة الملكية .

حدق (شادو )بظهر (غريب) الذي يبتعد عنه

" (غريب 2) ، يبدوا هادئا لــ(أسينا )تأثير جيد على مزاجه.......... (أسينا ) أنت فتاة طيبة أنت بالفعل لا تستحقين هذا...."

بعد نصف ساعة تقريبا، توسعت القبة النصف شفافة لتحيط بكامل المملكة، على غرار حاجز جبل الألف ميل الذي قذف البشر و نقلهم خارج الجبل، فالحاجز هذه المرة لم يرمي أحدا خارجا، لكنه لا زال يمنع البشر من الولوج إليه

بعد الهزيمة النكراء التي أصابت الصيادين عند جبل الألف ميل، اجتمع ما تبقى منهم في محاولة للهجوم على القصر الملكي لتعويض خسارتهم، و قد اختارو وقت اجتماع (هازار) مع (غريب) في مقر نقابة الراوي، كأفضل وقت لهجومهم، لكن ما لم يحسبوا حسابه أن الموعد تم تسريبه لهم عن قصد ليكونوا جميعا في نفس المكان و يتم رميهم إلى المستقبل

ليجدوا أنفسهم ضد جيش أكثر قوة و تنظيما و عتادا، تم كسر شوكتهم حتى دون أن يفهموا ما الذي يجري حولهم، بعدها تم ارجاعهم لزمنهم الأصلي، و بسبب جروحهم من المعركة في المستقبل، تسببت عودتهم بالزمن في أضرار بليغة على أجسادهم و طاقتهم الروحية.

حزب الصيادين حطم بالكامل، و من بقي منهم بقي ساكنا خوفا من جنود المملكة


أما مشكلة اجتياح الوحوش انتهت بل مشاكل هي الأخرى، فغريب و تنفيذا لوعده للشبح الضبابي أطلق سراحه على حدود المملكة، في نفس الليلة سمع الجميع هديرا دوى في عمق الغابة، و الوحوش التي كانت تحوم بالحاجز لتخترقه تراجعت لتختفي في ظلام الليل

كان الأخوان يزن و مازن و آريا قد استهلكا كامل طاقتهما ، لمساعدة الجنود على التخلص من الوحوش التي دخلت المملكة قبل اكتمال الحاجز، و كما خطط غريب تماما فبسبب اعتراف هازار بجرائمه، و انظمام النبيل (راكشين) إلى صفوف (ساجاي)، لم يكن من أتباع هازار سوى إعلان الاستسلام .

فجر يوم جديد لعهد جديد ، أشرق بشمسه على المملكة

2017/12/26 · 895 مشاهدة · 1052 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024