داخل القصر الملكي، في رواق ضيق طويل علقت صور لأهم الشخصيات في المملكة، وقف (غريب) أمام صورة شاب في الثلاثينات بشعر أسود و ندبة تحت عينه كتب تحتها القيصر بطل الحرب

" لا أستطيع تصديق ما أرى، ماذا تفعل صورة ذلك الوغد في هذا العالم" علق (شادو ) على الصورة المعلقة

" هل تعرفه؟"

"بالطبع أعرف ذلك اللعين إنه عدوي و عدو كل معجبي(تكساس غيرل )، ظهر من العدم في أمريكا ، بلا هوية و لا ماضي ليصبح أحد مشاهيرها .........إنه رسام معروف لوحاته بيعت بالملايين، و يقال أنه مقاتل لا يشق له غبار ،قضى على عصابة مافيا بمفرده،

لكن ذلك اللعين حطم قلوبنا جميعا ، هو لم يكتفي بالزواج من فتاتي أحلامي ، هو أوقفها عن التمثيل و بسببه تم إلغاء مسلسلها ........"

شبك (شادو ) ذراعيه و بنظرة متعالية حدق بـ(غريب) ساخرا

" أتعرف شيئا الآن فهمت لماذا لم أستطع أن أحبك يوما................... لا عجب ، فذلك الوغد يشبهك كثيرا"

" تلميذي العزيز..........." نبرة (غريب) كانت هادئة لكن لسبب ما كانت مخيفة، جعلت العرق يتصبب على جبين (شادو )

" فقط (غريب 2) من يناديني بهذا اللقب "

" هل قمت للتو باهانتي ، و إهانة والدي"

" والدك........ هذا يفسر الشبه بينكما، (غريب 2)، كان سيغضب جدا لو أهنت عائلته ........ هو فقط من يطلق هالة مشحونة برغبة القتل اتجاه أصدقاءه......"

بلع (شادو ) ريقه ، و تراجع خطوة للوراء و قد أدرك أنه يناقش الشخص الخطأ

*باااام*

انفجار دوى في القصر الملكي ، محطما الجدار، و من خلال الغبار المتصاعد قفز (شادو) و قد تحول إلى الأحمر و راح يركض كالمجنون و كأن ملاك الموت خلفه، و فعلا كان خلفه، (شادو) لم يكن سريعا لذلك لم يكن أمامه سوى الاختباء في فرع نقابته

"(آريا)، أتتذكرين منذ خمس سنوات عندما قابلنا (غريب2) أول مرة و حاول قتلي. ...... يبدو أنه تذكر الماضي و قرر إنهاء ما بدأه يومها ، إرمي له بعض الحلوى إن لم تريدي أن تترملي قبل أن تتزوجي؟"

و اختبأ في الخزانة، ليظهر (غريب) من خلفه

" أين ذلك القرد الأحمر ، يجرؤ على إهانة والدي، لأنه حسب قوله والدي تزوج بفتاة أحلامه( تكساس غيرل) "

ما إن سمعت (آريا) بذلك الإسم ، حتى اختفى لون وجهها، فهي لم تكره في حياتها شخصا مثل المسماة بـ( تكساس غيرل) ، فقد فلق رأسها (شادو ) بالحديث عنها و عن جمالها ، هي لا تبالي بعيوبه لكن هوسه الدائم بها أمر لا يغتفر بالنسبة لها.

" العاشق الولهان مختبئ في الخزانة، تستطيع القضاء عليه إن شئت، فأنا لا تربطني أي علاقة به..."

"اللعنة لقد تم هجري للتو ...... "

لكن لم يمتلك الوقت للتفكير في ذلك الآن، فملاك الموت عازم على أخذ روحه، من خوفه حطم الخزانة بقبضته وقفز هاربا دون أن يلتفت خلفه حتى

" تلميذي العزيز ......... لم أعهدك جبانا توقف و قاتل، هذا لا يليق بأقوى الرجال"

" الهروب ثلثا المرجلة ....... "

لساعة من الزمن و (شادو ) كالمجنون يحاول الاختباء من (غريب) و أخيرا التقى طريقه بـ(أسينا) ، لتلمع عيناه فرحا و يقفز عند أقدامها

" (أسينا)، أنجديني (غريب 2 ) سيقلني و (آريا) تخلت عني و هجرتني ، لم يبقى لي غيرك............"

" عما تتحدث ....... (آريا) هي من أعطتني كيس الحلوى هذا و طلبت من البحث عن (غريب) "

عاد الأمل لــ(شادو) ، بسماع كلماتها و تنفس الصعداء برؤية (غريب) واقف يمسك برأسه و كأنه يعاني من الصداع، أدرك أنه عاد لطبيعته

" حسنا علي الاعتذار و طلب المغفرة من (آريا)......... وداعا "

غادر (شادو ) المكان ليمر على (غريب) و كأن شيئا لم يكن و يحييه

" مرحبا (غريب)، لدي عمل الآن، لنلتقي في القصر لاحقا"

"أنت ، توقف مكانك" ، تجمد الدم في عروق (شادو )

" إلى أين أنت ذاهب ............ تلميذي العزيز"

"اللعنة" صرخ (شادو ) كالمجنون و راح يركض بينما التفت (غريب) لـ(أسينا) سائلا

" ما الذي حدث له للتو، لماذا يركض هكذا؟"

---------

اجتمع سكان المملكة في الساحة، لا أحد فهم ما حدث بالضبط ليلة الأمس، لكنهم جميعا سمعوا بأذانهم عن وفاة الملك الحالي و جرائم عمه......... السؤال الوحيد هو هل (غريب) الذي صرح أنه ولي العهد، هو فعلا كذلك، الكل في الانتظار

اجتمع (بريستي) مع ممثلين من الشعب ، ليكونوا شهودا على التحقق من نسب (غريب) ، أمسك (غريب) بسكين ليجرح إصبعه تاركا قطرات من الدم تمتزج مع حبر الأخطبوط الابيض، ليقوم (بريستي) بعدها بكتابة إسم (غريب) الحقيقي ،على رأس الوثيقة

تحرك الإسم من مكانه ليمر عبر الأسماء الموجودة في الشجرة و كأنها يقرأها ليثبت أخيرا تحت إسم (ليندا) الأميرة الثالثة للملك السابق، بما لا يدع مجالا للشك

(تاكيرو) أو ما يعرف باسم (غريب) هو آخر فرد من العائلة الملكية الأصل...................

--------------------------------------------

في القصر الملكي، اجتمع (آريا) و الأخوان، في حين (ميرنا) كانت التي لا تزال غير مصدقة لكل ما يحدث كانت تمتم

" إلى متى سيبقى يفاجئنا (غريب)، أولا تاجر كتب، بعدها تاجر سلاح و من ثم هو نفسه الأسطورة الحية شيطان التعاويذ، و الآن هو أمير.........."

أمسكت (آريا) (ميرنا) من ذراعها و همست لها

" دعك من هذا و أخبريني، هل صحيح أنك قمت بإغواء المدعو (بريستي) ليوافق على دعمنا"

ارتعش جسد (ميرنا)بالكامل عندما تم ذكر (بريستي)، أمامها و بقيت صامتة للحظة قبل أن تجيب

" يبدوا أننا أخطأنا الحكم على (بريستي)، عندما تعلق الأمر بعمله كمؤرخ، أجاب أن الخلافات الشخصية لن تمنعه من أداء واجبه، و إن اتضح أن لـ(غريب) أصول ملكية فهو على استعداد تام للتصريح بذلك علانية للشعب"

" إذا سار الأمر بسلاسة فما سبب توترك؟ "

" المشكلة لم تكن مع (بريستي) بل مع قريبه ،ذلك المنحرف الماسوشي الغبي، واقع في حب (أسينا) و يريدني أن أعرفها عليه "

" (أسينا) ............من يكون هذا القريب و من أين يعرف (أسينا)؟"

" أتذكرين عندما تنكرنا كأشباه بشر و طردنا الصيادين من جبل الألف ميل، قريب (بريستي) هذا ، كان يتجسس على الصيادين وقتها، حين وقع تحت رحمة سوط (أسينا) ، ومن يومها و هو يبحث عن الفتاة الثعلب السادية، و لقد تعرف علي وقتها رغم تنكري لذلك التصق بي لأعرفه بها"

" و ماذا حدث بعدها؟" ضحكت (آريا)

" لقد استمر بذكر مدى روعة و جمال و قوة (أسينا) أمامي ، لذلك أفقدته وعيه قبل المجيء هنا"

بسماع كلام الفتيات وجه (يزن) شحب أكثر و أكثر لينفجر أخيرا كالمجنون

"أرجوكم لا تخبروا (غريب2) بقصة هذا المنحرف، لم أكن أتوقع أن مزحتي ستأخذ هذا البعد إذا كان (غريب1) الذي لا يظهر اهتماما بـ(أسينا) سجنني مع (وولفي) بسبب هذه مزحة، لا أريد حتى التفكير ما قد يفعله (غريب2) الذي لا يتوقف عن مغازلتها"

" بخصوص (غريب) و (أسينا)، ما الذي يحدث مع هذين الإثنين بالضبط، من الواضح أن (غريب2) معجب بها، لكن الأصلي يتجاهلها " تساءلت (ميرنا)

في حين إبتسامة جميلة ارتسمت على وجه (آريا) ، لتهمس للجميع

" شباب، (غريب) و (ميرنا) الآن يتناقشان الأمر ،و سنعرف حالا ما سيحدث........ حان الآوان لنسمع مع يقولان"

فتحت (آريا) يدها، لتظهر جوهرة اتصال بها .


----------------------------------

هذا اخر فصل لليوم...........حاولت جعله كوميديا راجيا أن يرسم الإبتسامة على وجوهكم

يوم الخميس سيكون هناك فصل يتحدث عن ماضي غريب

2017/12/26 · 866 مشاهدة · 1117 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024