رواية الملك

قصة (غريب)

غريب كان وعد أسينا بأنه لن يتهرب منها و سيخبرها بماضيه و سبب رفضه أن تكون هناك علاقة تربطهما، لذلك انفرد بـ(أسينا) في احدى الغرف و راح يروي حكايته دون أن يعلم أن (آريا) و البقية يتجسسون عليه خارجا

" (أسينا) أعرف أني لا أستطيع الكذب عليك لذا و كما وعدتك سأشرح كل شيء، لن أكون معك لأني لا أرغب بذلك، بل لأني لا أستطيع ، فكل شيء بدأ قبل سبع سنوات"

في قرية صغيرة في منطقة معزولة قرب الغابة ، يعيش فيها أشباه البشر، منطقة يمتلكها المقاتل الملقب بالقيصر ،خبير فنون قتالية له تحكم المطلق في النار لا أحد يجرؤ على الاقتراب دون إذنه.

طفل في التاسعة يشاجر شبيه بشر كهل و ملامح الغضب بادية عليه

"اسمي (تاكيرو ) أيها العجوز ذو الأذنين (تاكيرو ) ، و أنت الغريب و ليس أنا"

ابتسم العجوز لغضب الطفل و ربت على رأس الطفل معتذرا

'" آسف (غريب)، أعني (تاكيرو ) أنا فقط تعودت على لقبك القديم "

نفخ الصغير خديه، غير مصدق ما قاله الرجل ليتمتم

" أنت لا تملك فروا، أنت (غريب) ، أنت لا تملك أذانا مثلنا أنت (غريب) ، أنت لا تشبهنا أنت (غريب) ، (غريب) ، (غريب)، (غريب). .... أنتم الغرباء في أشكالكم و في تصرفاتكم و في عاداتكم و لست أنا"

في الوقت ذاته مجموعة من الأطفال جاءت تركض ليتوقفوا بمجرد رؤية (تاكيرو ) و تبادر فتاة بأذان راكون بالكلام

" (غريب)، المعلمة أعلنت عن مسابقة البحث عن الكنز و نحن بحاجتك"

" اسمي ليس (غريب)، اسمي (تاكيرو ) "

" اسمع يقولون أن الفائز سيحصل على جوائز قيمة ، إذا ساعدتنا سنفوز بالتأكيد، فما قولك (غريب) " تحدث الفتى الباندا البدين

" أنتم لا تعرفون حتى اسمي و تستمرون بمناداتي (غريب). .... أنا لن ألعب معكم بعد اليوم"

ركض (تاكيرو ) غاضبا إلى أمه

سيدة جميلة طويلة القامة مع شعر بني على شكل ظفيرة ، ارتمى (تاكيرو ) في حضنها و قد شد قبضته الصغيرة على ثوبها

" ما بك صغيري، لما تبدوا غاضبا ، اخبرني ؟" ربتت على ظهره بحنان قبل أن تضيف

" أخبرني عزيزي... (غريب) ما المشكلة ؟"

( (غريب)، (غريب)، (غريب) ) ترددت الكلمات في رأسه قبل أن ينفجر

" حتى أنت ، جميعكم تتعمدون ذلك . ...... الاسم هو دلالة الشخص و هيبته، الاسم هو هوية الشخص ، جميعكم لا تعترفون بي.......... و تنادوني بغير اسمي"

و ركض لغرفته غاضبا و أغلق الباب بقوة خلفه، تنهدت أمه و هي ترى شدة غضبه

" ذلك الصغير يتفلسف، ثانية أي كتاب قرأه هذه المرة، لا أدري من أين ورث طبعه النزق ، والده هادئ جدا حتى أني لا أسمع صوته و لا يتكلم إن لم أبادره أنا بذلك، بينما هذا الصغير يتحدث و يتحدث و يستمر في التفلسف في كل كبيرة و صغيرة ..... تراه من أين ورث هذه الطباع ، هذا بالفعل لغز محير "

"كلامك عن صمت أبي ، دلالة أنني ورثت هذا عنك، و مع من تتحدثين على كل حال؟" تحدث (غريب) من خلف الباب معلقا على ثرثرة والدته

"سيدتي، سيدتي هل (غريب)، أعني (تاكيرو ) لا يزال غاضبا، لقد أحضرت له بعض الحلوى"

فتحت الطفلة يدها على قطعة حلوى مغلفة

" إنها المفضلة لديه ، طلبت من (هوك) أن يصنعها خصيصا لأجله اخبريه أننا آسفون"

من العدم، خطف (تاكيرو ) الحلوى و ملامح الغضب لم تفارقه

" تذكروا (تاكيرو ) ذلك إسمي ، بما أنكم مصريين على مشاركتي فأنا معكم"

" أخبرتكم شباب ، (غريب) أعني (تاكيرو ) لن يبقى غاضبا طويلا "

قالت فتاة الراكون ذلك و هي تبتسم، لكن فتى الباندا البدين حك رأسه مشككا في أن الأمور لن تمر ببساطة

" لكن هذا سيجعل (هوك) غاضبا، فهو من يصر دائما على منادته (غريب) ، حتى أنه هو من غرز هذا اللقب في عقول الجميع "

" باندو ألا تستطيع البقاء صامتا؟" صرخت فتاة الراكون بالباندا

" لكنها الحقيقة ، (هوك) سيضرب كل من سينادي (غريب) بـ(تاكيرو )"

ارتسمت ملامح الغضب على (تاكيرو) و هو يحدق بالحلوى، (هوك) هو أعز صديق لديه ، و هذه الحلوى دليل على ذلك، الحلوى التي يصنعها (هوك) فقط لأجله

ركض (تاكيرو ) من فوره، إلى منزل (هوك) و هو يصيح

" (هوك)، ما معنى هذا أنت من كنت وراء التصاق لقب (غريب) بي، أنت تعلم مدى كرهي لهذا الاسم و رغم ذلك.... "

" حسنا كنت أعرف انك ستكتشف الأمر ، عاجلا أم آجلا لذلك سأقولها مرة واحدة ....... (غريب) قاتلني و إن فزت فأنا سأطلب من الجميع بمناداتك باسمك الحقيقي، ألم تقل أن الإسم هو هوية صاحبه، هل ستجبن عن الدفاع هويتك"

تصريح (هوك) بطلب القتال فاجأ الجميع ، فالكل يعرف قوة (هوك) شبيه البشر الصقر ، ذو الأجنحة القوية و السرعة الرهيبة لا فرصة لـ(غريب) بالفوز، لكن الأغرب من هذا كانت نظرة التحدي في عيون (تاكيرو ) الذي رفع إصبعه باتجاهه قابلا التحدي

" عليك أيضا الاعتذار لي ، و الشرح لماذا قمت بهذا ؟"

توجه الأطفال للساحة ، و قد إنتشرت بينهم خبر التحدي ليهمس أحدهم

" لا أصدق، (هوك) الذي كان دائما يلعب دور الحامي و الحارس لـ(غريب) سيقاتله،ليس هذا و حسب أذكى طفل في قريتنا يوافق على معركة خاسرة، يبدو أنه ليس ذكيا كفاية كما يشاع عنه"