71 - ماضي غريب(الهجوم)

*بووووم*

إنفجارات هزت القرية ، ليختلط دويها مع صراخ الرعب و الألم القرية الهانئة تتعرض لهجوم من قبل الصيادين

" كيف تجرؤون على دخول أرض القيصر، بطل الحرب ؟ "

بصوت عالي ضحك أحد المهاجمين ليرد ساخرا منهم

" ماذا ألم تردكم الأخبار ، خبير القتال بطل الحرب القيصر العظيم ....... لقد مات، لم يعد موجودا في هذه الدنيا، لذلك أنتم الحيوانات عليكم الهدوء و الطاعة و سأحرص على أن لا أعذبكم كثيرا.." ابتسامة خبيثة ارتسمت على وجهه و راح يحدق بضحاياه

" إنها أخبار كاذبة، لا يمكن أن يموت القيصر بسهولة، لكن فقط أجبني لما أنت مزهو بنفسك و أنت تصرح أنك مجرد لص جبان جاء راكضا للسرقة عندما سمع بغياب صاحب المنزل"

اختفت الابتسامة عن وجهه ليحل الغضب محلها و هو ينظر إلى السيدة الجميلة ذات الشعر البني

" ما الذي تنتظرونه تخلصوا من الحقيــــ........."

*ووش*

قبل أن يكمل جملته رأسه المفصول عن جسده وقع على الأرض، لتركز طاقة البرق في قدميها و تنفذ حركتها الثانية، في لحظة كانت قد أسقطت مهاجمين آخرين

" أمي. ...." صرخ (غريب) محذرا ، لكنه تأخر فالسهم القادم من خلفها أصاب كتفها، التفت بكل هدوء لمنفذ الهجوم قبل أن ترميه ببرقها لتصعقه ، إصابة كتفها سيئة لكن غير كافية لإيقاف سيدة البرق بعنادها ، لكن رؤيتها أصبحت فجأة ضبابية

" سهم مسموم. ...بني أهرب... "همست (ليندا ) و هي تحدق بالصياد الذي رفع قبضة سيفه لينزل بها على رأس (غريب) ليقع مغميا عليه.

بعدة مرور بعض الوقت، فتح (غريب) بصعوبة عيناه ، ليمسك برأسه المصاب و بالكاد استطاع الوقوف بسبب دوخته، لتنزل على رأسه يد ضخمة ، أمسكته من شعره و سحبته لترميه أمام أحد أطفال أشباه البشر المقيدين، و همس في أذنه

" اقتلها، و سأدعك تعيش....."

حملق (غريب) بعيون غاضبة لآسره و هو يشد على قبضته

" عيون جميلة ، لكنها ستمتلئ دموعا حزنا على أمه ، إن لم تنفذ ما أمرت به "

كلماته نزلت كالصاعقة عليه ، حياة أمه مقابل حياة طفل بريء ، ليصرخ

" أين هي أمي. ...؟"

*طاخ* صفعة قوية وقعت على رأس (غريب)

" أنا من يسأل و يأمر، يحي و يميت، أنا هو الحاكم .... و الحاكم يقول أنه عليك قتل شبيهة البشر القذرة مقابل حياة أمك اللعينة. ... ، لكني أعرف أنك أجبن من ذلك و بما أني حاكم عادل فعليك إستعمال هذا ، هذا لن يقتلها أليس كذلك"

نظر الطفل (غريب) إلى السوط المرمي على الأرض، و هو يحاول إيجاد حل لهذه المعضلة

"ااه.........." صوت صراخ امرأة مألوف كاد يثقب أذنه

أمي هذا صوت أمي

" ما رأيك يا صغير، هل سنسمع صراخ بعض الأطفال ، أم أننا سنكتفي بنحرها"

حمل (غريب) السوط ، و قد اغرورقت عيونه بالدموع و هو ينظر لعيون الطفلة المسكينة

*ااه* صرخة الفتاة كانت كسكين طعنته مباشرة للقلب ، إحساس بالذنب يمزقه ، إجباره على تعذيب أصدقاءه كان مؤلما ألف مرة من تحمل التعذيب.

لكن كل ما استطاع التفكير به هو أن يصبر على تهدأ العاصفة

( أمي قوية ، ستتمكن من الفرار و إنقاذنا جميعا. .. عليكم أن تتحملوا ، علي أن أتحمل )

في غرفة مظلمة سقط (غريب) على الأرضية الباردة، قلبه كان سيقفز من صدره من سرعة دقاته، كان يلهث و قد تسارعت أنفاسه، أذانه سيصيبها الصمم بسبب تردد صوت صراخ الفتاة التي عذبها

تكور على نفسه في ركن من أركان الغرفة و راح يهدأ نفسه

( أمي ستحرر نفسها، و تنقذنا جميعا، بالتأكيد ستفعل )

لكن ما كان في انتظاره لم يحصل، مر يومان أجبر فيهما على تعذيب أصدقاءه واحدا تلو الآخر، صراخهم و عيونهم الحزينة كانت تلازمه ليل نهار ، و في ثالث يوم وجد نفسه وسط الساحة و بدل السوط كان سيفا و ضحيته التالية هو صديقه الفتى الصقر (هوك)

بعيون قاسية و ابتسامة ساخرة تحدث الصياد

" أعتقد أنك ستكون امتلكت بعض الجرأة و الشجاعة الآن لتنفذ ما عليك فعله، فكر بهذه الطريقة البشر يقتلون الحيوانات أمر عادي ...... اقتله و إلا تعرف ما سيحدث"

ارتعشت يد (غريب) و هو يحدق بـ(هوك) رفع سيفه لكن عيون (هوك) المبتسمة و ذكرياتهما معا كانت تمر أمام عينيه توقفت يده عن الارتعاش ليرفع رأسه عاليا

( لا مهرب هذه المرة........... أمي أنا آسف..... أنا لا أستطيع فعلها ) أرخى يده عن مقبض السيف ليدعه يسقط لكن.....

(هوك) قفز على السيف قبل أن يقع من يده ليغطيه اللون الأحمر القاني.

اللون الأحمر ، .. لمعت في ذاكرته، لحظة وقوع أمه على الأرض و ضربه على رأسه ، رفعت الصيادة سيفها و هي تلعن

"أيتها الحقيرة اللعينة ستدفعين ثمن قتلك لإخوتي " و همت بطعن (غريب)

" ابتعدي عن إبني" في لحظة جمعت ما تبقى من قوتها لترمي جسدها على ابنها ، و في اللحظة ذاتها غاب عن الوعي

" أو. ... لم أتوقع انه سيملك الجرأة لفعلها......... لماذا لا زلت أقلد صوت تلك اللعينة... "

صوت المرأة الواقفة أمامه، أعاده لوعيه، ذلك الصوت الذي سمع صراخه منذ أيام لم يكن لأمه ، خدعة هذه المرأة و شريكها كانا لأيام يتلاعبون به ، جعلوه يعذب أصدقاءه و دفعوه لقتل (هوك)

صرخ (غريب) كالمجنون و يده شدت على مقبض السيف و ركض كالمجنون باتجاههم ، لكن كل ما شعر به هو ارتفاع قدميه عن الأرض ، (هوك) أمسك بـ(غريب) بقوة و حلق بجناحيه عاليا ، حاول الزوجان الإطاحة بالصقر لكن أشباه البشر تحركوا في نفس اللحظة ، مما أربكهم ذلك، فاسحا المجال لـ(غريب) و (هوك) بالفرار

2017/12/28 · 800 مشاهدة · 851 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024