72 - ماضي غريب (سفاري)

غير بعيد وقع الإثنان على الأرض بقوة، صرخ (غريب) ألما ممزوج بحزن و غضب و أسى و راح يلكم الأرض بكلتا يديه، قبل أن يستوعب ما حدث و يركض إلى (هوك) الذي لم يتحرك

" أنت مصاب، لقد رأيتك تقفز على السيف، لماذا قمت بعمل أحمق كهذا"

بصق (هوك) دما

" كان علي تمزيق الحبال لأطير بك....، الجرح من السيف كان بسيطا، لكن يبدوا أنني أصبت و أنا أطير بك ........ الإصابة أسوء مما اعتقدت، لكني أنقذتك أنقذت الملك. ..... صديقي عليك أن تكون ملكا صالحا، "

" ماذا تهذي ، لما الجميع عليهم التضحية بأنفسهم لأجلي أنا لا استحق. "

" أتريد القول أني ضحيت بنفسي بلا فائدة، غبي أنا (هوك) الرجل الذي يفترض به أن يغير مصير أشباه البشر فلماذا شخص

بطموحي يضحي بنفسه..........لأنك أنت صديقي قادر على فعل ذلك أسرع مني، ......... قادر على مساعدة أشباه البشر( سعل دما ) عليك أن تعيش ، تضحياتنا لن تذهب سدى "

" لقد كانو يعلمون بوفاتها ، تحملوا تعذيبي ( اختنقت الكلمات في حلقه ) و لم يستطيعوا أن يبلغوني ......... تحملوا كل ذلك كي لا أحزن لماذا....... لماذا"

" صديق ، لأنك صديقنا ......" نظر (هوك) لـ(غريب) بابتسامة رغم ألم إصابته

" أمي كانت تحكي لي نفس القصة مرارا و تكرار ، عيون الصقر التي ترى الملوك العظماء الملك العادل الذي يجلب السعادة لشعبه ، هالة ذهبية جميلة تحيط بهم، لقد كانت تنظر إليك و تقول عنك أنك أجمل ما رأت عيناها ، كان ذلك يغضبني كثيرا و أتساءل عن سبب إصرارها على التمسك بتلك الخرافات، ربما كان ذلك سبب تنمري عليك، لكن يوم وفاتها و أنت تعتذر رأيتها. ...... هالة ذهبية غاية في الجمال والأناقة ، هالة الملك ليست أسطورة إنها حقيقية و أنت صديقي إياك أن تفقدها ، عدني ألا تجعل تضحياتنا تذهب سدى، أشباه البشر في حاجة لملك عادل.......نحن في حاجتك"

أغمض (هوك) الفتى الصقر و آخر فرد في سلالته عيناه وسط دموع صديقه البشري

---------

"أيها الصغير، لقد وصلنا إنها غابة الدبابير ...... خذ هذه إنها نبتة السور ستبقي الدبابير بعيدة عنك و تذكر سأمر من نفس المكان مساءا إذا غيرت رأيك"

تحدث الرجل العجوز، ناصحا (غريب) الطفل الذي سأله أن يوصله للغابة

" شكرا سيدي ، و لا داعي للقلق أن لم أعثر على أبحث عنه فسأنتظر خارج الغابة"

اختفى داخل الغابة ، إحساس مبهم انتاب (غريب) منذ مدة، إحساس بوجود شيء ما في هذا الاتجاه كلما اقترب أكثر يكبر ذلك الإحساس أكثر و أكثر،

( هذا الإحساس الغريب، له علاقة بوالدي .....أستطيع الشعور بذلك) أوصله المشي خلف إحساسه إلى أطراف الغابة، لكن لا شيء كان هناك غير واد سحيق، على الرغم من ذلك كان متأكدا أنه وصل لغايته.

أخرج حبلا ربطه بإحدى الصخور و ربط الطرف الآخر بجسمه و نزل الوادي، بعد نزوله بضع أمتار لامست أقدامه الأرض، استغرب الأمر فالوادي كان عميقا لعشرات الأمتار في نظره، لكنه وصل بسرعة إلى قاعه ،التفت حوله ليجد نفسه في مساحة خضراء شاسعة.

و غير بعيد عنه كانت هناك جثة رجل طويل أسمر البشرة و بأذنين مدببتين ،على الأرض، ضوء لامع صدر عن شيء يحمله في يده ، حبة طاقة بيضاء كانت تلمع بشدة ما إن حملها حتى شعر بقوتها بدون تفكير تناولها ، ليقع أرضا مغما عليه

مر بعض الوقت قبل أن يستيقظ و قد ارتسمت في ذكرياته صور لماضي الجان المتوفي أصوله و معارفه في الكيمياء كلها انطبعت في عقله

" أنا كيميائي لقد أصبحت كيميائي و طبيب ، حبة الذكريات هذه شيء مذهل ، لحظة.... مستحيل ما كل هذه الكتب التي يمتلكها ، معارف الجان كلها مخزنة في خاتمه"

فرحا بالكنوز التي عثر عليها، أمسك (غريب) بالخاتم بكلتا يديه غير مصدق لهذه الصدفة ، إحساسه المبهم لم يفارقه بل ازداد قوة تبع حدسه ليجد نفسه أمام كهف تقدم ببطئ عميقا داخله، ليوقفه صوت جاء من قلب الظلام

" أيها البشري الصغير الغر ، أين تحسب نفسك ذاهبا ؟و كيف وصلت هنا "

ما صدق (غريب) أن سمع صوتا بشريا حتى راح يسأل عن والده كان مقتنعا أن هذا الإحساس له علاقة باختفاء والده

" جئت باحثا عن أبي مقاتل خبير ، بشعر اسود و ندبة تحت عينه"

" الذي تبحث عنه لم يعد فردا من عالمنا. .... انتقل الى العالم الآخر...."

( والدي قد مات.......) جالت الفكرة الرهيبة في خاطر (غريب)، ليسمع صراخ الصوت به ثانية

"..... لا لم يمت أيها البشري الصغير الغر أنا لم أقل هذا " سكت الصوت لحظة ، قبل أن يواصل الكلام و نبرة الاستغراب بادية عليه

" كيف يعقل هذا أنت تحادثني تخاطريا "

استغرب (غريب) كلام سائله لكن قلقه على والده كان أكبر ليستفسر

"عالم آخر ، هناك عوالم أخرى، لكن كيف انتقل والدي لهكذا مكان؟"

عاد (غريب) يسمع الصوت لكن هذه المرة مباشرة داخل عقله

" أنا سيد الزمن كنت لسبب مجهول مريضا و على وشك الموت و كذلك والدك الذي كان مصابا بشدة، أخي سيد الأبعاد لينقذنا من الموت، نقلني من (الفراغ )إلى عالمكم و والدك إلى الفراغ و من بعدها إلى عالم آخر"

الصوت لم يعطي فرصة لغريب للكلام، و راح يتحدث كأنه يحاول إيجاد تفسير لأمر يؤرقه

"من العادة أن يتشاطر المسافرين في الأبعاد ذكرياتهم ، لكن هذا لا يحدث إن لم يكونا من نفس الجنس ، فما سر وجود هذا الرابط ، و إن كان الرابط تشكل بطريقة ما فلماذا أتشارك الرابط مع الابن بدلا عن الأب "

فكر (غريب) في أن ذلك الإحساس الذي كان ينتابه منذ مدة و الذي أوصله إلى هنا هو نفسه الرابط الذي يتحدث عنه الصوت، أفكاره مرت هي الأخرى في عقل سيد الزمن ليصرخ فيه

" أيها المعوذ المجنون ، إنه أنت .......أنت السبب في مرضي ....... كيف ربطت نفسك بي؟ ،أي سحر ألقيته علي .....؟ "

" عما تتحدث؟ ألم تقل أن الرابط تشكل لأني إبن الرجل الذي تبادلت معه الأماكن"

"لا تدعي الغباء، الرابط الذي أتحدث عنه حدث قبل وصولي لهذا العالم، أنت أيها المعوذ المجنون قمت بسحري لتجلبني إلا عالمك، تريد أن تستعمل قدراتي في السفر عبر الزمن لمصلحتك هذا لن يحدث أبدا .....أبدا....أفهمت"

" لا أنا لم أفهم شيئا، لأني لم أفعل شيئا.............."

2017/12/28 · 831 مشاهدة · 963 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024