73 - ماضي غريب (سفاري) 2

بقي (غريب) يحدق بالظلام ، لكن الصوت لم يتحدث ثانية فراح هو يفتح باب الحوار

" مما قلته سابقا، يبدو أن والدي حي في مكان آخر ، و غير قادر على العودة ، لكن كيف أصيب هل تقاتل مع ذلك الجان الأسمر"

" والدك و ذلك الجان تعاونا ضد خصم أخر، خصم قوي و خطير تسبب في موت أحدهم و إصابة بالغة لوالدك، تغيير أماكن بعضنا البعض كانت الطريقة الوحيدة لنجاتنا نحن الاثنين"

بمجرد سماع هذه الكلمات لمعت في رأس غريب ، ذكريات لمعركة بين والده و الجان ضد عجوز أبيض اللحية، تنهد (غريب) و قد اجتاحته مشاعر مختلطة بين الحزن لفقدان والده ، و السعادة كون هذا الأخير لا زال على قيد الحياة

" عفوا سيدي، لكني لم أستوعب فكرة كونك و أخوك كائنات مقدسة و أسياد الزمن؟"

من وسط الظلام خرج باري بخط ذهبي على رأسه متبخترا

" أيها الصغير المعوذ المجنون ، ما حدث قد حدث، أقدارنا اشتبكت ،و حتى أكتشف كامل الحقيقة ، قررت أن أخذك كتابع لي، "

" الملك هو من يمتلك أتباعا و ليس العكس، لكني لا أحب كلمة أتباع ، أصدقاء ما رأيك أن تكون صديقي ..."

أشاح الباري برأسه تكبرا و لم ينطق بشيء .

فكر (غريب) في إمكانية العودة بالزمن لإنقاذ والدته، ليصيح به سفاري

"أولا يستحيل أن أستخدم قدراتي لمصالح البشر الأنانية...بف بف بف

ثانيا، نحن في نقطة تشكل خط زمني جديد الخط القديم بدأ في التلاشي و إن عدنا إلى زمن وفاة والدتك، فسنتلاشى من الوجود"

"أتعني أن إنقاذ أمي و أصدقائي ، مستحيل................. "

"بف بف بف .... العودة بالزمن له قوانينه الخاصة و له تباعياته، بسبب عدة أمور حدثت في وقت قصير كهزيمة والدك لذلك العدو الخطير، و قدومي إلى عالمكم و تشكل هذا الرابط الذي لا أجد تفسيرا له بيننا........... كل هذا أدى إلى تشكيل خط زمني جديد............ و بالرغم أنني فقد جزءا من قوتي و لم أعد أرى أبعد من عشر سنوات، لكن صدقني أن هذا الخط الزمني الجديد يبدو واعدا، و أفضل بكثير من الخط الزمني الذي سبقه"

لم يفهم (غريب) تماما ما كان يتحدث عنه الكائن المقدس لكن ذلك لم يعد مهما فلا شيء من خططه المستقبلية قد تغير.

بعد رحيل والده كان على (غريب) التفكير في طريقة لتنفيذ وعده لـ(هوك) ، ليصبح ملكا عليه أن يصبح قويا و غنيا ، بالمعرفة التي حصل عليها من الجان و كتب النقش يستطيع أن يطور مهاراته و يشكل ثروة لا بأس بها ، لكن المشكلة الأساسية هي كيف سيصبح مقاتلا قويا.

جلس (غريب) بهدوء يتصفح الكتب و يصنفها ، نقوش و تعويذة ، تاريخ و أخيرا فنون قتالية،

" هل ستقرأ جبل الكتب هذا ؟"

" ليس لدي خيار ، قدرتي على الحفظ هي ميزتي الوحيدة، علي إيجاد أسلوب قتالي لا يستخدم الطاقة الروحية ..... لدي وعد يجب أن أوفي به"

كان الباري، سيسأله عن هذا الوعد، لكنه سمع أفكاره و أحس بما عاناه فبقي صامتا.

" ليس عليك أن تقلق على الطعام أنا سأتولى الصيد"

انتفض الباري ليتحول إلى طير أسود جميل و طار عاليا يبحث عن فريسة، بينما كانت عيون (غريب) تحدق متعجبتا من قدرات الكائن المقدس

"سفاري..................إسم يليق بصديقي المقدس".

مر أسبوعان على (غريب) وسط كتبه و أخيرا وجد الحل لمعضلته

"سفاري......... لقد وجدت الحل، وجدت الطريقة الصحيحة لأصبح مقاتلا عظيما كوالدي"

"لا تناديني بهذا الإسم، و ما هي الطريقة برأيك ؟"

رفع (غريب) كتابا باليا و آراه لسفاري الذي تعرف على الكتاب من فوره ليقول

"أساسيات القديس ، هي أقوى الفنون القتالية ،و تعتمد على فتح بوابات الحياة الخمسة، لكنها بلا فائدة فهي مؤلمة و غير مكتملة، أبعد ما ستصل إليه هو المستوى الثاني "

" أستطيع الوصول إلى الخامس، تلك هي الخدعة ، التقنية كلها موجودة في هذه الكتاب، الكتاب لم يتوقف عند المستوى الثالث إنه مكتمل "

" ما الذي تتحدث عنه ، لأسبوع و أنت تتصفح الكتاب و لم أرى حرفا واحدا يتحدث عن المستويات الباقية، الكتاب ينتهي في منتصف المستوى الثالث"

" لقد تعمد صاحب التقنية ، أن يشفر كتاباته، لقد قرأت لأسبوع كل كتب الفنون القتالية التي وجدتها، لأستطيع فك تشفيره، إنه ليس تقنية تحفظها و تتدرب عليها، إنها تقنية تستنبطها و تحورها لتناسب متدربها

حاليا ، أنا أعرف كل شيء عن الكيماء من ذكريات الجان، سأصنع كميات كبيرة من حبوب الترميم و المسكنات، المشكلة الوحيدة هي..................... أنت سيد زمن هل تستطيع إخباري كم يبلغ عمري الافتراضي"

"أنا لسبب مجهول و منذ مرضي لا أرى أبعد من عشر سنوات لذلك لا أعلم كم ستعيش..............لحظة لماذا.............. لماذا تغير عمرك فجأة، أنت لن تعيش لتبلغ السابعة عشر"

" إنه الثمن الذي علي دفعه لفتح بوابات الحياة الخمس، البوابة الأولى و الثانية تفتح بسهولة، لكن لفتح البقية عليك أن تدفع الثمن و الثمن هو

عشر سنوات لفتح البوابة الثالثة

عشرين سنة لفتح البوابة الرابعة

ثلاثين سنة لفتح البوابة الخامسة

علي التضحية بستين سنة من حياتي لفتح البوابات و الحصول على مهارات و جسد القديس "

"هل أنت مجنون، لماذا ................لماذا ستفعل ذلك ؟"

" لأنني الملك، أتعرف آخر شيء رأيته قبل أن أغادر مملكتي، منشور ملكي بإيجاز صيد و بيع أشباه البشر، الملك المزيف ضحى بشعبه ، أتعرف ما معنى أن تكون ملكا، مهمة الملك أن يوفر لشعبه مكانا يسكنون إليه و لو كلفه ذلك حياته........ أنا فقط سأضحي بستين سنة"

------------

في مكان معزول في غابة الدبابير، طفل في التاسعة كان ، يتصبب عرقا و يصرخ ألما ، بينما وقف سفاري يحدق به من بعيد و يسمع أفكاره

" لماذا علي المرور بهذا الجحيم، لماذا علي تحمل كل هذا، إنه بسبب الأوغاد الذين طردوني من بيتي و قتلوا أمي ،أين هو (هوك) اشتقت لتناول الحلوى التي يصنعها، أرغب في اللعب معه........هيهي هيه هيه"

" ذلك الطفل يحدث نفسه ثانية، قد ينتهي الأمر به مجنونا، كل هذا العبأ على أكتاف طفل" قال سفاري ذلك دون أن يدرك ، أنه هربا من الآلام التي لا يتحملها الرجال، و من الصراع بين الألم و الحزن و الواجب، ظهر (غريب2) للوجود و بقي مختبأ في غياهب عقله.

2017/12/28 · 893 مشاهدة · 946 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024