بموت (إيفان)، انسحب المهاجمين الذين كانوا معظمهم تحت سيطرته.

و هذا لم يكن كل شيء ، بموته عادت الذكريات المفقودة ، أحداث كثيرة غامضة حدثت في الماضي بدءا من وفيات مجهولة السبب إلى حقيقة جان الظلام، منذ مئة سنة كلها كشفت حقيقتها،.

شاب أسمر يركض في أزقة ريشة الأرض حتى وصل إلى رجل أسمر طويل القامة بشعر فضي قصير

" سيدي، سيدي الكيميائي ..... للتو أعلنت للتو مملكة الجان أن (أركينا ) كانت بشرية، و أن الجان السمر هم جزء لا يتجزأ من مملكتهم ، و أنه لا وجود لجان الظلام ..... سيدي يمكننا العودة لأرضنا"

ابتسم الكيميائي( أرميس ) و هو يفكر في معلمه الذي مات و هو يحاول كشف الحقيقة، كان يحلم أن يتم مهمة معلمه، حبة الذكريات كانت آخر سلاح تركه معلمه له ليكشف الحقيقة و يحرر الجان السمر الذين تنكروا كالبشر ، ليعودوا لمملكة الجان، لكن شاءت الأقدار أن يكون (غريب) هو من حصل حلى تلك الحبة و هو من امتلك القوة لتحقيق أمنية معلمه

" معلمي ، تلميذك الثاني الذي لم تقابله حقق حلمك" قالها و هو ينزع الخاتم عن أصبعه لتتغير شكل أذناه و تصبح طويلة و مدببة

------------------------

شوارع مملكة ريشة القمر ، كانت خالية سكان المملكة اجتمعوا عند القصر بعيون دامعة و وجوه حزينة، الكل بلا استثناء شابك يديه يتضرعون كي تجاوز الملك محنته و نجاته

الملك الشاب دخل في غيبوبة، منذ يومين و (سفاري) و (أسينا) اختفيا دون أثر .

الملك الذي ضحى بستين سنة من حياته، ليحرر شعبه و قضى على الكائن المقدس الذي خطط لتدمير الممالك السبع.

حكمه دام سنة واحدة فقط ، غير فيها القوانين و اللوائح شجع المواهب و أقام العدل ، و منح أشباه البشر حقوقهم ، و حرر العبيد و أنعش الاقتصاد ، و التجارة

و الأهم من كل هذا غير قلوب سكان المملكة ليعرفوا معنى السعادة و معنى الإنتماء، قلوب الجميع بشرا و أشباه بشر ، صغارا و كبارا اتحدت للدعاء له بالنجاة.

----------------------------------

"لقد اختفيا، سفاري و أسينا لقد إختفيا..........." صاحت آريا و هي مذهولة

بدون مقدمات إختفى الإثنان من أمام عينيها و كأنها تلاشيا، في حركة يائسة بحث الجميع عنهما في أرجاء المملكة لكن بلا جدوى.

----------------

التفت (آسينا) من حولها، لتجد نفسها في أرض لم ترها من قبل، كانت أرضا شاسعة لون سمائها أخضر و أرضها زرقاء

"بف بف بف............ نحن في الفراغ...................نحن في موطني"

خرج الضباب الأسود من جسد (أسينا) ليتجمع و يتشكل على هيئة صورة ضبابية لسيدة جميلة تحدثت الصورة مباشرة لعقولهم

"حفيدتي الغالية، (أسينا) كيف حالك؟"

حدقت (أسينا) بالصورة الضبابية و قد تعرفت عليها، إنها ملكة الدمار (أركنيا)، ابتسمت الهالة الضبابية و راحت تحوم حول أسينا

" حفيدتي العزيزة ، أنت فعلا نسخة عن ابنتي.........."

فتحت (أسينا) فمها من الدهشة، بسماع كلامها، لتبدأ الهالة الضبابية في الضحك

" الآن صرت تشبهينها فعلا، لا تتفاجئي ، فزوج إبنتي كان من الجان ............( صمت لبرهة لتكمل بصوت حزين) ، في اليوم الذي قتلت فيه عائلتي، زوج إبنتي و حفيدي كانا خارج المنزل........ بسبب الختم الذي صنعه (إيفان) فقدت عقلي و جزءا من ذكرياتي و أعلنت الحرب على الجميع و نسيت تماما أن لي حفيد. لكن مع الوقت حدثت المعجزة الختم الذي صنع للسيطرة علي تفاعل بطريقة مختلفة.

في البداية صرت أمتلك القدرة على السيطرة على الآخرين و جعلهم أتباع لي، لكن لاحقا تطور الأمر.

لقد صرت أرى المستقبل، قوتي اندمجت مع قوى (إيفان) بطريقة ما، و رأيتك أنت حفيدة حفيدي ........رؤيتي لك ذكرتني بإبنتي بطريقة ما جعلني ذلك سعيدة، استمررت في البحث عنك في ثنايا المستقبل، و انفطر قلبي و أنا أرى حياتك الصعبة و الحزينة في الخط الزمني الذي صنعه ذلك اللعين"

" بف....بف.....بف..... أنت من تدخلت لصنع خط زمني جديد، و حجبت ذلك عن (إيفان)"

" أجل.........ذلك أقل ما أستطيع فعله لحفيدتي و للتكفير عن ذنوبي، لكن عملي لم ينتهي بعد"

مدت يدها لتلمس وجه (أسينا) و الابتسامة على وجهها

" عليك العيش بسعادة............مع الرجل الذي اخترته"

الصورة الضبابية تحولت لدخان أسود و من ثم تغير اللون الأسود إلى ذهبي ليلتحم مع الشريط الذهبي على رأس(سفاري) ، رفرف (سفاري) بجناحيه فرحا، و قد أدرك ما كانت تعنيه

" بف ...بف...بف لطالما تساءلت عن سر تشكل الرابط بيني و بين سيدي، السر ببساطة هو أنني لم أشكله بعد"

========================================

قبل سبعة عشر عاما

في غرفة صغيرة كان طفل يبكي في المهد، وقفت فتاة شقراء و على كتفها طائر أسود مع عيون اغرورقت بالدموع

نزل الطائر المقدس إلى الطفل في المهد، ليبدأ الشريط الذهبي في اللمعان الضوء كان قويا يعمي الأبصار ، انتبهت الأم للضوء الصادر عن غرفة رضيعها فجاءت راكضة ، لتجد سفاري على صدر الطفل، قبل أن تصرخ أمسكت (أسينا) بها

" لا تقلقي نحن هنا للمساعدة، إنه سيد الزمن و نحن هنا لإنقاذ حياة زوجي، أعني (غريب) .... أعني إبنك (تاكيرو )"

"زوجك...........................

لسبب مجهول (ليندا) وعلى الرغم من غرابة كلامها، و تصرفاتها قلب الأم أنباها أن هذا في مصلحة إبنها لذلك

" اسمي (أسينا)، انا زوجة ابنك المستقبلية إبنك ضحى بستين سنة من حياته لإنقاذ مملكة ريشة القمر و كامل الممالك السبع، لكننا نستطيع إنقاذه من ذلك المصير ، لقد وجدنا طريقة ليسترجع طاقة حياته"

حدقت (ليندا ) بـ(أسينا) لتسألها

" هل سيكون بخير، و هل أنت حقا زوجته؟"

أومأت (أسينا) برأسها، لتدرك الوضع الذي هي فيه إنها أول مرة تقابل فيها والدة (غريب) لتبدأ في الإنحناء

"أو. ... أنت والدة زوجي، أرجوا أن أحصل على مباركتك و موافقتك، الحقيقة أعرف أنني لست جديرة بإبنك أنا لا أحسن الطبخ ، و متهورة و أتسبب دائما في إغضابه ......و......"

( إنها فقط تذكر مساوئها........... تبدوا فتاة جيدة)

" بف بف بف تلك الأسينا الحمقاء ، كانت مستعدة لمنح كامل طاقة حياتها كي أشكل الرابط بيني و بينه، على الرغم من عيوبها لكن سيدي سعيد معها، انتهى عملنا سوف نغادر"

قبل أن يختفي الإثنان من أمامها ، لمحت (أسينا) (ليندا ) توميء بالإيجاب عن سؤالها

في نفس الليلة الابتسامة لم تفارق الأم

" عزيزتي تبدين سعيدة اليوم"

" قابلت زوجة إبني ، لقد كانت جميلة جدا، و حنونة كذلك ، كنتي المستقبلية فتاة رائعة"

" عن أي كنة تتحدثين الطفل لا يزال في المهد و أنت قمت بتزويجه"

==========================

في إحدى الغرف فتح (غريب) عيناه ليجد الجميع محيطين به، قفزت (أسينا) تضمه و هي تبكي في حين ركض (يزن ) ليزف الأخبار للشعب عن نجاة الملك، أحس (غريب) باختفاء الرابط و من عيون الحاضرين أدرك أن لعودته علاقة بغياب (سفاري)، و قبل أن يقواوا شيئا لمعت في ذاكرته صوت صديقه الكائن المقدس

" بف ....بف ...بف السفر في الزمن ينشئ عنه مفارقات يستحيل تفسيرها، وصلت لعالمكم لأني فقدت الكثير من قوتي ، بسبب رابط لم أعرف حينها كيف تشكل، و عدت إلى موطني بعد أن قمت بتشكيل نفس الرابط ....

بف ...بف...بف هذا الرابط معك تصبب في مرضي، لكن لحسن الحظ مع مساعدة(أركنيا) تمكنت من العودة إلى الفراغ و ببطء سأستعيد عافيتي ، بف....بف....بف...مساعدة البشر لا تسبب سوى الصداع، لكن مساعدة الأصدقاء تشعرك بالرضى............. إلى اللقاء ...............صديقي"

بسماعه لصوت ( سفاري) و رؤية أصدقائه من حوله ابتسم غريب

" ماذا تفعلون هنا، لدينا مملكة لتسيير شؤونها................ ( نظر إلى أسينا) و حفل زفاف لتحضيره"

النهاية

======================

هنا نصل إلى نهاية هذه الرواية، أتقدم بالشكر إلى كل من تابعنا و شجعنا على المواصلة، راجيا أن تكونوا استمتعتم بروايتي، و من يدري قد تكون هناك أعمال أخرى في المستقبل

لا تبخلوا علينا بأرائكم و انتتقاداتكم، حول الرواية و شخصياتها.

2017/12/31 · 1,037 مشاهدة · 1169 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025