مهداة إلى كل من شجعني و دعمني للاستمرار في هذه الرواية

و نظرا لطلبكم في أن يكون هناك فصل خاص بالزفاف، أنا قررت تلبية طلبكم

-------------------------------------------------------------

لا أصدق أنني عدت لكتابة فصل من هذه الرواية

------------------------------------------------------




" أقول لكم إنه هو.............، أقوى رجل في ريشة السماء و مدير معهد العنقاء، إنه لهب الليل "

تحدث الشاب باصرار، و هو يشير للرجل الساجد أمام احدى المنازل منذ أيام، بالطبع أصدقاءه لم يصدقوه ، لترتفع أصوات ضحكاتهم و هم يبتعدون عنه.

اقترب بضع رجال بدى من هيئاتهم أنهم ذو شأن منرجل وقور من الرجل الراكع و بصوت عاطفي توسل أحدهم

" سيدي أرجوك، أنت على هذه الحال منذ أيام ............،لا تعاقب نفسك فلم يكن....."

قاطعه الرجل الراكع بصراخ يهز الأرجاء

"ماذا ستقول؟، موت ابنته لم يكن خطئي ، جبروت النبلاء يومها لم يكن خطئي،غضب سليل المؤسس و رفضه للعودة لم يكن خطئي..............جريمتي هي الأعظم بينهم جميعا، جريمتي كانت .....................( اختنق صوته مع بكائه) السكوت عن الخطأ"

دموع الرجل الأكثر نفوذا في مملكة ريشة السماء، دموع رجل بكل معنى الكلمة، هزت قلوب الجميع.

و بعد أن جاؤوا ليقنعوه بالعدول عن ما يفعل، اصطفوا جميعا في منظر مهيب

لتلمس ركبهم الأرض راكعين خلفه.

-----------------------

" أنتم هناك، انهضوا فهذا يكفي.............. لهب الليل تعال معي"

من المنزل خرجت سيدة جميلة، و أمرته باتباعها، لهب الليل الذي شعر ببصيص أمل ركض نحوها متلهفا، لكن عندما التقت عيناهما تذكر الفتاة الصغيرة التي ماتت أمام ناظريها، فاعتصر الألم من شدة الذنب قبله و أشاح ببصره عنها

لم تلق السيدة بالا لذلك و راحت تصيح بزوجها

" عزيزي، أنا عائدة إلى جوهرة الشرق مع ابنتي، و أنت حر في البقاء هنا لو شئت "

زوجها الذي كان بالداخل قفز كمن لدغته عقرب، الرجل ذو اللحية السوداء المهيب و الملقب بتنين الضباب راح يصرخ كالمجنون

" أنت من تقولين كلاما كهذا !؟، بعد ما حدث لغاليتنا ياسمين "

" سأعود و لنفس السبب الذي ذكرته، لأجل ان لا تكون هناك ياسمين ثانية ضحية لجبروت و طمع النبلاء، لأجل أن لا تقاسي أي أم مثلما قاسيت، و من أجل ابنتنا جيرمين كي تنعم بما هو حقها "

تحدثت الزوجة بعزم و الدموع تجري وديانا على خديها، أي رجل سيكون ضعيفا امام دموع المرأة فما بالك إن كانت المرأة التي يحب.

"إنها أرض أجدادك فلا تجعل غضبك ينسيك مسؤولياتك "

كان والد ياسمين و جيرمين من أصول مجهولة، عاش و ترعرع في مملكة ريشة الثلج و لم يعرف إلا مؤخرا أن أجداده كانوا اليد اليمنى للعائلة الملكية و من المؤسسين لمملكة ريشة السماء.

لكن غضبه جعله لا يفكر في أن يطأ أرض أجداده ثانية.

" سيدي أرجوك......."

تضرع لهب الليل ثانية، لكنه لم يكن أكثر إقناعا من زوجته التي راحت تحزم حقائبها، فتنهد تنين الضباب و أومأ بالإيجاب.

عيون لهب الليل أشرقت و راح ينحني فرحا و يشكره على تفهمهفي هذه اللحظة جاءت فتاة صغيرة من الخارج و هي تحمل ورقة في يدها

" أمي.......أبي.......إنها دعوة زفاف...........أخي غريب سيتزوج بعد أسبوع"

---------------------------

في معهد العنقاء و في إحدى ساحات التدريب

ارتفع الغبار ليغطي المكان و يعمي الأبصار، و كل ما ظهر هو شرارات تلاحم السيوف

" سيدي الأمير هذا يكفي"

صاحت سلينا بأمير مملكة الثلج منبهتا إلى تأخرهم

" ها.................. بهذه السرعة، نحن لم نحدد نتيجة النزال"

" سيدي الأمير هذه المرة أعترف بهزيمتي، لقد تطورت كثيرا منذ آخر نزال لنا"

أجاب منافسه ، أقوى طلاب المعهد جبر عابد و في عينيه بعض الحزن لخسارته

" أنت تزعجني، أنا أعلم جيدا أن السيف ليس تخصصك ........ لو استخدمت مهاراتك الأخرى لاختلفت النتيجة"

عادت سلينا تحذر الأمير مغيرتا الموضوع

" سيدي وقتنا ضيق، علينا إنهاء مهامنا قبل التوجه إلى مملكة ريشة القمر "

بمجرد سماع عابد لذلك حتى تدخل قائلا

" أصحيح ما يقال، شيطان التعاويذ هو الملك الآن ،ألن تحاول باقي الممالك مهاجمتهم بصفته مجرما سابقا و مطلوب للعدالة"

*هيهيههيه*

ضحكت سلينا بشدة، فمنذ مدة زارت ريشة القمر، و شهدت بعينيها تقلب حالها و تعرف تماما مدى قوتها

" ليس لأحد الفرصة أمام العامة المدججين بالأسلحة الروحية الصناعية، فما بالك بالجيش و الذي يمتلك الآن أكبر عدد من أسياد القتال، دون ذكر قوتهم الاقتصادية و المالية............... نظريا ريشة القمر قادرة على احتلال باقي الممالك الستة بكل سهولة"

الدهشة اعتلت عابد، آخر ما توقعه أن تصبح أضعف الممالك بهذا المستوى في ظرف قياسي

" عابد، لما لا ترافقني سيتسنى لك رؤية منافسك ثانية"

" منافسي، مازلت بعيدا جدا كي أعتبر شيطان التعاويذ منافسا لي.............. لكني سآتي معك، علي أن أعاين بنفسي قوة فنانو القتال في ريشة القمر"

-----------------------

في ريشة الأرض

مشى جان أسمر وسط الشوارع بكل فخر، في الماضي كان سيتم اعتقاله ان لم يكن قتله فقط بسبب مظهره، لكنهم الآن أحرار و لم يعودوا ضحايا لخرافة ملكة الدمار أركينا.

" سيدي الفاضل أرميس ، سيدي الفاضل "

نادت فتاة في مقتبل العمر و هي تركض نحوه

" سيدي ، على الأغلب أنك سمعت عن هذا كثيرا لكني سعيدة و شاكرة بلقاءك هنا، أنا احدى العبيد الذين تحرروا بفضل قانون استبدال العبيد بالخدم مقابل حبوب اطالة العمر "

ابتسم أريس ، الكيميائي الذي ذاع صيته ،امام الموقف الذي صار يتكرر بشكل يومي معه

" صاحب الفكرة الأصلية هو تلميذ معلمي الثاني،و الملك الجديد لريشة القمر، و أنا فقط قمت بمساعدته "

" و لو، فأنت من حرص على استمرارية صنع الحبوب و اجبار النبلاء على الالتزام بالاتفاقية ، كما يستحيل علينا مقابلة و شكر الملك شخصيا"

ابتسم ايريس ثانية و قال

" زفاف ذلك الفتى قريب و سأحرص على أن يصله شكركم و امتنانكم "

؛--------------

" لا لا لا، اسينا تعتبرني اخاها الاصغر و لذلك أنا من يجب ان تطلب يدها منه، كما أنه أنا من سيمشي برفقتها الى الضريح، و أنا من يجب استشارته في كل كبيرة و صغيرة تتعلق بالزفاف "

كان يزن يصرخ بكل من في القصر منذ الصباح

و هو مغتاظ بشدة كون لا أحد يلقي له بالا بمسائل الترتيبات

تقدمت الفتاة الأرنب منه و على فمعا ابتسامة ساحرة

" سيد يزن، هل بإمكانك الاهتمام بترتيب الزهور، فقط عليك وضع الزنابق الشتوية عند المدخل،و الباقات من ورود الجبل على الطاولات، و لا تنسى تزويد السلات التي تخملها الفتيات ببتلات متنوعة من أزهار شجرة الأريز و التي تبقى عالقة في السماء لبعض الوقت عند رميها ......

" ماذا ؟ أين ؟ ما كان اسمها ..... "

بينما يزن الذي ضاع وسط اسماء الزهور يحاول التذكر، استمرت باني في سرد التحضيرات بما أنه مصر على المساعدة

" بما أن الضيوف هم من مختلف الممالك، فعليم أن تحرص على أن لا يلتقي من بينهما خصومة على نفس المائدة و لا حتى أن يقابله ، هذه لائحة المدعوين "

" اجل لقد حفظتها ، زهرة زنابق ورود الايريز الجبلية الشتوية....... اليس هذا اسما طويلا لزهرة، و كيف يعقل أن تكون كل هذه السجلات هي لائحة المدعوين...."

يزن الذي أدرك الورطة التي أوقع نفسه بها راح يتوسل الأرنبة التي تركته بمفرده

" باني ، أنا سأكون خادمك المطيع أنت تأمرين و أنا أنفذ، فقط لا تتركيني بمفردي "

سألت ميرنا و التي ارتدت ثوبا احمرا قصير يتماشى مع لون شعرها، فزادها أناقة

" ما مشكلة أخيك بالضبط ؟ "

" من يوم حادثة جوهرة الاتصال،و هو يعتبر نفسه أخا أصغر لأسينا و يبالغ في تدليلها و ينتاديها بأختي الكبرى "

" كيف يكون أخا أصغر ، و هو يكبرها بسنتين ؟ "

"دعيك منه، اليوم سأحدث والدك بشأننا إنها أفضل فرصة لجعل الأمور رسمية "

ميرنا لم تتوقع ذلك، فأصبح وجهها أحمرا تماما كثوبها و لون شعرها

" بالمناسبة تبدين فاتنة.... الأحمر يناسبك "

مع مجاملة اخرى الفتاة المسكينة بدت تماما كما لقبتها أسينا في الماضي ،البنادورة.

-------

" لو كنت طويلا مثلي، لبدوت وسيما في هذا اللباس الرسمي و أيضا الأبيض لا يناسبك اطلاقا، أعني لو كانت هناك جائزة لأبشع عريس لكنت و بسهولة تامة فزت بالمرتبة الأولى "

سخر شادو بوقاحة في وجه غريب معلقا على قصر قامته.

" يقول هذا من لبس الأسود في زفافه، لأن الأسود هو لون حزنه لنهاية أيام حريته "

" اخرس ماذا لو سمعتك زوجتي"

في هذه اللحظة دخلت آريا بأبهة حلة مع ثوب أزرق سماوي، بجمال يخطف الأبصار حدق زوجها بلون شعرها الذي لم يعد أبيضا

" شقراء، أنت شقراء كيف حدث هذا؟"

آريا نزعت دبوسا عليه نقش الوهم من شعرها، ثم قالت

"كزوجة مخلصة فكرت في إرضاء هوس زوجي بالشقر، لكن الذي لبس الأسود حزنا على حريته لا يستحق ذلك"

و قامت بكسر الدبوس و هي ترمق زوجها بعيون غاضبة، بينما كان زوجها يحدق بغريب متسائلا كيف سمعتهم ، ليجد هذا الأخير يلعب بحجر الإتصال في يده

' الوغد لقد اتصل بها'

كتم وولفي الرجل الذئب و الحارس الشخصي لغريب ضحكاته

********** بف بف ......سيدي ملك التعاويـ........... صديقي، مبارك زفافك ....بف بف*******

الصوت كان متقطعا لكن الجميع سمعه، إنه سفاري يحاول الإتصال بهم

" بف بف...أنا ضعيف...........هديتي........تعجبك......"

توقف الصوت ثانية قبل أن يعود لكن هذه المرة كان صوت امرأة باكية و متقطعا أيضا

********** هذا أنت فعلا، هذا أنت إبني تاكيرو ..........سفاري هل هو يسمعني......أنا سعيدة لأنك بخير و .......... سلامي لأسينا **********

انقطع الصوت ثانية، ليظهر صوت رجل هذه المرة

********** أنا ............لا ........أب .......فخور مثلي.......بني ..........سعيدا**********

وولفي الرجل الذئب اصبح عاطفيا منذ البداية بالكاد تمكن من امساك دموعه، لكن بسما

صوت سفاري، و الذي يحترمه بشدة كل أنصاف البشر، إضافة لوالدي الملك قلبه الرقيق

لم يعد يتحمل فراح يبكي.

بالرغم من ان الجميع يعرف طبعه الرقيق ، لكن لا يزال رؤية هذا الوحش الضخم يبكي

كالاطفال يربكهم

بينما تحدث شادو عير مصدق

"انه صوتها، تكساس غيرل هي فعلا والدة غريب"

لم يجد غريب ما يقوله، صديقه الوفي سفاري منحه الهدية الأروع، صوت والدها الذان يعيشان في بعد آخر، لكن باكتشاف أن امه هي المرأة التي كان شادو يتغزل بها أصبحت مشاعره مضطربة.

********** لكني لم أسمع صوته

********** على الأقل شاركناه فرحته، لا أصدق أن ذلك الوغد شادو في نفس العالم مع ابني

********** عزيزي ألم تنسى الأمر، إنه مجرد مراهق غبي

**********مراهق، ذك المراهق أمطرني برسائل التهديد لأنني تزوجتك، و عندما اختفى جاءت الشرطة تحقق معنا، و لأن كل وثائقنا في هذا العالم مزورة استمروا في مطاردتنا و مراقبتنا..........

انقطع الاتصال نهائيا هذه المرة.

من سوء حظ شادو عندما بدؤوا في ذكر المتعاب التي تسبب بها لهم، الاتصال كان واضحا، و غريب سمع كل كلمة

ملامحه تغيرت و امتلأت القاعة بهالة القتل........ غريب2 ظهر على السطح

" أنت فعلا بلاء علي و على عائلتي، كان على غريب تكرك تنزف إلى الموت يوم التقاك، لكن لا مشكلة سأقتلك فما زال لدي بعض الوقت قبل زفافي "

-------------------------------

magicien

الفصل يذكر نهاية كل الشخصيات المهمة في القصة، و الفصل الأخيرسيكون غدا أو بعد غد

2018/07/21 · 1,027 مشاهدة · 1683 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024