45 - تعلقت السمكة بالطعم (1)

بسم الله الرحمن الرحيم







..................................................



كان هناك شيء خاطئ.

كان أسترو يشعر بأن الطريقة التي تحدث بها الأمور تبدو مريبة.

'الرجل المقنع ذاك... هل كان ضعيفا لهذه الدرجة؟'


السؤال الذي ظهر في باله نقله لسؤال آخر.

'لا يمكن أنه...'

أدار أسترو رأسه لينظر لمشردي جنوب سوليا الذي كانوا يراقبونه من الزوايا التي احتموا بها منه.


كان بعضهم مدرك لسبب مجيء أسترو لأنهم تعاملوا مع تجارة المخدرات مسبقا.

ولكن كان هناك آخرين ممن ينظرون نحوه بعيون مفتوحة وكأنهم يقولون 'ما الذي أتى بالساحر العظيم إلى هنا بحق الجحيم'

كان الأمر غريبا.

لم يكن الوضع مريحا حتى لمشردي جنوب سوليا.

'إرينجيوم... هل كانوا مجرد طعم؟'


افترض أسترو بأن ذلك الشخص المقنع ونينياي تلك القمامة التي تواجدوا في الطابق السفلي لبرج السحر في وقت مبكر بأنهم كانوا أفرادا من عائلة إرينجيوم,

وذلك بسبب الشارة التي وجدها في مختبره.


والآن, بعد أن هدأ غضب أسترو واستعاد عقله من بعد جنون أعمى بصيرته,

كلما قام بالتفكير بالأمر بتمعن كلما وجد أن هناك شيء خاطئ به.

بدأ حاجبيه يتقوسان ببطء.

"ما الذي أفعله؟ ما الذي أن أفعله الآن... أنا الآن مشابه تماما لفئران التجارب التي استخدمتها أنا"

أدرك أسترو أنه اعتاد على حياة آمنة.

ولذا كان غافلا ولم يلحظ الشيء المشبوه الخاطئ بالأمر.

أدرك أسترو بأنه وقع في الفخ وكأنه مجرد أحمق.

صكّ أسترو على أسنانه.


"مهلا؟"

ظهر الصوت أثناء ارتعاش قبضته من الغضب.

وكان مصدر الصوت هو أحد المشردين الذين كانوا يراقبون الأحداث من إحدى الزوايا.


قريبا, وبجانب الصوت الذي أصدره المشرد ظهرت أصوات أقدام تخطو على الأرض,

كانت الأصوات توحي باقتراب مجموعة من الأشخاص إلى المكان.

استنادا إلى نوع أصوات الخطى, من الممكن أن تستنتج بأن القادمين هم أشخاص مدرعين.


"الأوغاد, من معبد سوليا المقدس؟"

"أهم أفراد معبد سوليا اللعينون؟ لما هنا..."

لم يرغب الفرسان المقدسون أو الكهنة بأن يتعاملوا مع مشردي جنوب سوليا بأي شكل من الأشكال.

مدعين بأن هؤلاء المشردين قد تخلّوا عن الآلهة.

"الهراء المقدس, إنها الكاهنة..."

برزت كاهنة بين الفرسان المقدسين والكهنة, كانت تعتبر قصيرة بالنسبة لمن حولها.

وكانت واقفة في مقدمتهم.

توسعت عيون المشردين بمشاهدتها تسير بوضوح نحو أسترو, لقد كانوا منصدمين أكثر من صدمتهم السابقة عندما أتى أسترو.


تمتم بعض المشردين.

"ماذا؟"

"الكاهنة؟"

"بريسيا؟ هل ما آراه حقيقي؟"

"هذا جنوني. لما ستأتي بريسيا إلى هنا..."

بسماعه لهمسات المشردين حوله, توسعت عينا أسترو من الصدمة أيضا وحدق ناحية الكاهنة.

'فقط, ما هو العمل الذي سيجعل الكاهنة تأتي طوال الطريق من المعبد المقدس إلى هنا'

لم يتمكن أسترو من التفكير باحتمالات عديدة.

"السيد أسترو"

"..."

قريبا, أصبح حجاب بريسيا أمام ناظر أسترو.

ومن ورائها كان يقف الفرسان والكهنة.

اتخذت بريسيا خطوة أخرى للأمام وتابعت.


"في الآونة الأخيرة, سمعت بعض الأمور حول بعض أعمالك الشنيعة"

وفي نفس وقت انتهاء بريسيا من كلامها.

باام!


أصدر الفرسان المقدسون صوتا بأقدامهم المدرعة وأظهروا دروعهم وسيوفهم نحو أسترو.

كان تهديدا غير مباشرا لأسترو.

كانوا يطالبون أسترو بالإجابة على سؤال بريسيا بصدق.

"هل يمكنك شرح الأمر من فضلك؟"

عند استفسار الكاهنة حول الأمر تعكر وجه أسترو ثم أجابها بسؤال.


"ما الذي تعنينه؟"

"ما أعنيه هو بعض التجارب الغير الأخلاقية وأمور عن المخدرات أيضا"

"..."

"ألك علاقة بهذه الأمور؟"

ضيقت بريسيا عينيها المخفية تحت الحجاب وسألته.

كانت نظرتها شرسة, لن يصدق أحد أن تلك النظرة الشرسة تنتمي لفتاة.


"ها..."

هز أسترو كتفيه مبينا انزعاجه من الأمر.

بدا وكأنه سئم من شرح الوضع الحالي بشرح لن يفيده أبدا.

قام أسترو بإدارة جسده ببطء ثم تمتم.

عند الاستماع إلى تمتمته بدقة, بإمكانك اكتشاف بأنه كان يتمتم بتعويذة ما.

على الأرجح ستكون تعويذة للهرب من المكان.


"...إالغاء التعويذة"


ومع ذلك...

قبل أن يتمكن أسترو من إكمال تعويذته ليهرب قام شخص ما بالتدخل وإلغائها.


"...؟!"


كان أسترو في الدائرة السابعة حاليا.

'شخص ما تدخل بتعويذتي وأوقفها؟

أوقف سحري ذو الدوائر السبعة؟

هل هو شخص بنفس مستوى دوائري؟'


كان هذا الأمر ممكنا فقط لأصحاب مستوى ست دوائر فأكثر.

حدق أسترو بعيون مصدومة نحو تلك الفتاة ذات الحالة الفظيعة التي تقف خلف بريسيا.

"أنت... أيها العاهرة"

كان هناك فتاة مشيرة بيدها ناحية أسترو, إنها بالتأكيد هي الفتاة التي قامت بإلغاء سحره.

إنها الفتاة التي أظهرت معدل غير طبيعي من المانا حولها بسبب العقاقير التي جربتها في برج السحر.


إنها هي الفتاة التي صنعت أعجوبة بوصولها للدوائر الستة في عمرها الصغير,

حرفيا, إنها أعجوبة حقيقية.

والآن هذه الفتاة تقف هناك.


"للتأكد من أن هذا لن يحدث مرة أخرى..."


'للتأكد من أن هذا لن يحدث مرة أخرى ولن يصيب أحد ما أصابني'

تسرب الدم من فم الفتاة لذا لم تتمكن من إكمال جملتها وقامت بإكمالها في عقلها.

وبسبب الإرهاق, كانت تحاول جاهدة إبقاء عينيها مفتوحتين وحدقت نحو أسترو بعينيها تلك.



***



بعد أن وصلوا لقلعة سوليا.

قام إيان بشرح الشبهات حول عائلة إرينجيوم للحرس الملكي, وفي المقابل أجابه الحرس الملكي بأنهم بالفعل كانوا يحققون حولهم.


"الآن, سمعنا بحركات مشبوهة منهم وهم متجهين لجنوب سوليا, ونحن لا نريد أن يضيع الوقت ونصل متأخرين كالذي حدث في حادثة الساحة الرئيسية,

نحن على وشك الإنطلاق للحاق بهم بالفعل"

وأوضح الحارس الملكي بأن الابن الأكبر لعائلة إرينجيوم موجود هناك بالفعل, وبين له بأن هناك شيء ضخم يحدث هناك.


"هل حدث شيء ما في الساحة الرئيسية؟"

أمال إيان رأسه فجأة عند استماعه لشرح الحارس الملكي.

وكان السبب هو جهله بالحادثة التي حصلت في الساحة الرئيسية.


"هذا... نحن لا نملك الوقت الكافي لشرح الأمر في هذه اللحظة, أرجو أن تتفهمني"


قام الحارس الملكي بجمع درعه وسلاحه ثم الانطلاق ناحية الحراس الملكيين الآخرين,

وبعدها قام بالنظر إلى الخلف وتكلم.

"هل ترغب عائلة إفيليتا بمرافقتنا؟ إلى جنوب سوليا؟"

"لا شكرا ل..."

"بالتأكيد, لما لا"


في ضوء سؤال الحارس الملكي كانت سيرا تحاول قول 'لا شكرا لك' ولكن رايلي أوقف كلامها وأشار بأنه يرغب بمرافقتهم نحو جنوب سوليا.


"السيد الشاب, لما ستفعل..."

"لقد قمنا بزيارة كامل غرب وشرق سوليا, لذا أظن أنه ستكون من الخسارة عدم الذهاب لرؤية جنوب سوليا

هذه هي وجهة نظري"

"ولكن, ذلك المكان..."


كانت سيرا تحاول قول شيء ما ولكنها زمّت شفتيها في منتصف حديثها.

توقفت عن الكلام بسبب أنها لم تفكر بأي مكان من الممكن أن يكون أخطر من جنوب سوليا.


"إن الأمر ليس وكأننا سنذهب بمفردنا, الحراس الملكيون قادمون أيضا.

لن يكون الأمر خطرا بوجودهم"

"..."


نظرت سيرا نحو إيريس بنظرة يائسة وكأنها تقول بأنها مظلومة.

ومع ذلك, كانت نظرة إيريس تقول 'أنا لا أفهم لما أنت معارضة للأمر'


"يبدو أننا اتخذنا قرارا لمرافقتكم, الحارس الملكي, آسف ولكن هلّا أقرضتنا بعض الخيول"


"ما رأيكم بنقلكم بعربة؟

صحيح أنها ستكون غير مريحة نوعا بسبب أنها عربة مخصصة للحراس الملكيين, ولكن تبقى العربة أفضل من استخدام الخيول"


"في هذه الحالة, افعل هذا رجاء"


والآن كان إيان قد أعدّ عربة للكل في طرفة عين.

أصبح وجه سيرا أكثر إظلاما من ذي قبل.

والسبب هو أن الذهاب لجنوب سوليا أصبح أمرا مؤكدا.


"آه"


أثناء تجهيز العربة كان رايلي وإيريس أمام ناظر سيرا, بدا وكأن الوضع تثاقل على سيرا كثير.


"والآن, بما أنكم اتخذتم قرارا لن تتراجعوا عنه, هناك عدة أمور أود أن أنصحكم بها.

وأرجو إبقاء تلك النصائح في أذهانكم"

"حسنا"

"فهمت"


لتشرح سيرا الأمور للثنائي المكون من الأم وابنها, قامت سيرا بالإشارة بإصبع واحد في كل لحظة.

"أولا, لا تذهب إلى أي مكان لوحدك

ثانيا, إياك والانفصال عن المجموعة!

ثالثا, لا تفعلوا أي شيء بمفردكم!"


بالرغم من أنها كلمات تمت صياغتها بطريقة مختلفة.

كل النصائح كانت تبين أمرا واحدا فقط.


تقوس حاجبا رايلي وسألها.

"ما الذي قلتيه بحق الجحيم؟"

لم تكن الملامح التي ظهرت على وجه رايلي مهمة.

واصلت سيرا شرحها مع وجهها الجدي وأكدت على النقاط الثلاث وقالت.

"هذا أمر مهم جدا, مشردي جنوب سوليا أكثر قذراة وشراسة من الحيوانات والوحوش"


"لهذه الدرجة؟"

هز رايلي كتفيه وكأنه يقول بأنه لا يفهم الأمر.

"إذا تم لدغك, فانتقم بلدغة أقوى"

"...؟"

بعد سؤال رايلي, أشارت سيرا بسبابتها وشرحت الحكمة السابقة بوجه جدي.


"ما الذي يعنيه هذا؟"

"بالنسبة لأهالي جنوب سوليا, إنها حكمة قيمة جدا.

فعليا, هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي شيء يسمى 'حدود', سيقومون بفعل أي شيء يكنهم فعله.

وهم نوعية الأشخاص الذين سيحاولون بشتى الطرق لأخذ شخص ما معهم لموته.

إن جنوب سوليا هو المكان الذي يتجمع فيه هؤلاء الأوغاد"


"هم"


"مع تأكيد حقيقة ذهابنا لهناك,

يفضل ألا تتصل أعينكم بأي شخصم منهم.

لن يكونوا جميعهم خطرين, ولكن لا بأس بأن نكون يقظين"


ألقى رايلي نظرة خاطفة نحو أمه ليعرف طريقة تفكيرها حول الأمر.

وبعدها قام بسؤال سيرا.


"مهلا سيرا"

"نعم؟"

بالصدفة, هل عشتي مسبقا في جنوب سوليا؟ يبدو أنك تعرفين الكثير حول المكان"

"عفوا؟ آه هذا..."


بسبب سؤال رايلي الذي أصاب قلب المشكلة بالضبط.

تحركت عينا سيرا وتمتمت.

بدا الأمر وكأن توقع رايلي كان صحيحا.


"نعم, هذا صحيح.

عندما كنت صغيرة, عشت لمدة في جنوب سوليا"

بدلا من انزعاجها وتجنب هذا السؤال المفاجئ, قررت سيرا بأن تصدق وتجيب رايلي.


"هذا هو سبب حذري المفرط, إن الأمر ليس وكأن اولائك الأشخاص لديهم قدرات جسدية خاصة.

ولكن غضبهم وضغينتهم مخيفة بقدر لن يتخيله أي شخص, هذا هو... هذا هو الخطر الحقيقي الذي ينبغي لنا تجنبه"


لم تكن نوعية مشاكلهم تنتهي عند الاصطدام بكتف أحدهم في الشارع.

هؤلاء الأشخاص من الممكن أن يتاقاتلوا فقط إن تلاقت أعينهم لمدة تزيد عن ثلاث ثوان.

كان هذا هو قدر السوء الموجود في جنوب سوليا.

لربما يقولون بأن طريقة ارتدائك لملابس جميلة تزعجهم.

لربما يقاتلونك فقط بحجة أن يومهم كان سيئا.

سيستخدمون أي عذر ممكن لاختلاق مشكلة.

إنهم يأتون دائما بالمشاكل والقتالات معهم.


"يبدو الأمر وكأنكِ جربتِ هذه الأمور معهم قبلا"

"..."


فتحت سيرا فمها وكأنها سمكة بداخل حوض سمك.

لقد تخلت عن قول شيء وكل ما فعلته هو الإيماء موافقة لما قيل.


في الواقع, كانت هناك أوقات جربت الألم الذي ينتج جرّاء هذه المشاكل.


قال رايلي.

"فهمت, سننصت لتحذيراتك,

لا تذهبوا إلى أي مكان لوحدكم

إياكم والانفصال عن المجموعة!

لا تفعلوا أي شيء بمفردكم!

أهذا جيد الآن؟"


أومأت إيريس بابتسامة على وجهها.

تقوست شفتي سيرا وابتسمت.


"إنه جاهز"

"واو..."

سمع رايلي إيان من خلفه.

يبدو أن التحضيرات قد اكتملت.

نظر رايلي خلفه ليرى كيف تبدو.

وبعدها قال 'واو' بعد ملاحظته لعدد الحراس الملكيين الذين يقفون خلف إيان.

"يبدو أن الأمر الذي يحدث في جنوب سوليا خطر نوعا ما"

تحدث إيان بوجه جدي.



***



بعد أن وصل رايلي إلى جنوب سوليا أعطى نظرة فارغة نحوها وتمتم.

"يا الهي..."

كان المكان يمكن وصفه بأنه مطابق تماما للمجاري ويبدو مشابها تماما لسلة قمامة ضخمة.

كل أنواع القذراة والأوساخ يمكن إيجادها هنا.

وفي المكان, كان بإمكانه رؤية الفرسان المقدسون والكهنة الذين تشع أجسامهم بضوء ما.

وكان هؤلاء يجرون محادثة مع شخص ما.


"سيد الشباب, يبدو بأنه..."

بعد أن لاحظ إيان رجلا عجوزا يواجهه أفراد المعبد المقدس قال.

"يبدو الأمر وكأنه... أمر خطير جدا"

كان المشردين يراقبون الوضع من الزوايا.

وكانت تعابير أفراد المعبد المقدس صارمة جدا.


كان هذا المشهد بالإمكان مناداته بأنه أمر نادر جدا.

ولكن لم يكن الأمر هكذا فقط.


"الساحر العظيم أسترو, وأيضا الكاهنة بريسيا"

كانت الكاهنة والساحر العظيم أسترو يحدقون في بعضهم البعض.

وكانت هناك فتاة بمنظر مروع تقف خلف بريسيا.

بدا وكأن الجو سيتفجر في لحظة.


"هل يمكنك شرح ما الذي يحدث هنا؟"

سأل قائد الحراس الملكيين الذي أتى من قلعة سوليا.

"..."


بلع.

في هذه الأحداث المهولة, كان رايلي يراقب الوضع وهو يشرب بيرته السوداء.



..................................................



بداية, أود الاعتذار عن تقصيري الشديد,

بعد غياب أسبوع كامل كان يفترض أن أرفع ثمان فصول...

ولكن بسبب انشغالات بسيطة فقد ترجمت ثلاثة فصول فقط خلال هذه الفترة.

لقد كنت محتارا حول أن أرفع هذه الفصول الثلاثة أو لا أقوم برفعها حتى انتهائي من ترجمة الارك بالكامل

, ولكن شعرت بأنني تأخرت كثيرا لذا...

عموما, حصل ما حصل.


وأخيرا...

اختموا قراءتكم بالصلاة على الحبيب.



2018/07/13 · 2,214 مشاهدة · 1815 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024