في الباحة الأمامية للقصر، خيّم صمت ثقيل على جميع الحضور ، قطعه الذهول الواضح على وجه "مينغ باي" .

همهمات وتساؤلات بدأت في التعالى ، وأرتفعت الأصوات بفوضوية :

" ماذا اكتشف السيد مينغ ؟" تصاعد التوتر ، وبدئت رغبة واحدة تسيطر على كافة الموجودين :

لماذا يبدوا مصدوماً لهذا الحد ً؟ وما هو السبب وراء ذلك بالتحديد ؟!

على وجه الخصوص ، "جاو يانغ فاي" أحد الشيوخ الرئيسيين ، والرجل الثاني بعد "فو ياو"، الذي طالما سعى لانتزاع قيادة العشيرة لنفسه منذ سنوات . تدفعه شهوة الوصول للسلطة المطلقة ، متملكاً بحقد دفين تجاه "فو ياو" وعائلته .

لقد عقد العزم على الحضور فور علمه بهذا الاجتماع، أملًا في العثور على ثغرة يستغلها لتحقيق طموحه الكامن .

كانت هذه فرصته الذهبية ليُثبت أمام الملأ أن "فو ياو" ليس زعيمًا جديرًا ، بل فاسدٌ يخدع الجميع ليستنزف موارد العشيرة في رعاية حفيده الغبي ، متجاهلًا بذلك الصالح العام ، ومسؤوليته الكبرى تجاه القرية .

خطته كانت جاهزة ومُحكمة : بمجرد إعلان "فو ياو" نيته فتح مخازن الغو لـ "وانغ تشين"، كان سيقف معارضًا ، ليكشف خصمه في ثوب الفاسد والمخادع أمام الجميع .

بعد ذلك، سيطالب بمنصب القائد "كَبَطَلٍ ثوري" أنقذ العشيرة من الفاسدين.

لكن ذهول "مينغ باي" غير المتوقع أثار انزعاجه . كان هذا الموقف خارجًا عن حساباته ، ومتغيرًا قد يقلب كل مخططاته رأسًا على عقب .

قفز "جاو يانغ" من مقعده بسرعة ، رافعًا يديه ليشير إلى الحضور :

"الجميع... رجاءً، الهدوء أولًا حتى نفهم حقيقة الوضع."

ثم توجه نحو "مينغ باي"، جامعًا قبضتيه باحترام مصطنع :

"الزميل المحترم مينغ باي، رجاءً التوضيح... هل من مشكلة بخصوص الفتى ؟"

مرت لحظات من الصمت اللاذع والترقب ، زادت من توتر الحضور.

ثم نطق مينغ باي بذهول:

"في الواقع... أنا... لا أستطيع قياس القوة الروحية لهذا الفتى مهما حاولت!"

نهض فو ياو من مقعده الرئيسي ، وانتقل بجانب مينغ باي بسرعة، سائلًا:

"السيد مينغ... ما معنى هذا؟ هل يمكنك أن تشرح الأمر بوضوح أكثر؟"

أجاب مينغ باي:

"بالتأكيد أيها الزعيم ، لقد حاولتُ مرارًا التعمق في قوة حفيدك الروحية، لكني في كل مرة كنتُ أقابل بصدٍّ شديد، حتى أصبحت عاجزًا تمامًا عن ذلك. على الرغم من أن هذا الصغير يبدو في الرتبة الثانية ولم يمارس أي نوع من الصقل الروحي، فإنه ببساطة يملك قوة روحية عظيمة تتجاوز قدرتي على قياسها. و ارى أن هذا ليس الشيء الوحيد."

عند سماع هذا، عبس جاو يانغ وجزَّ أسنانه بغضب، قائلًا:

"إذًا، ما هو الشيء الآخر؟!"

أجاب مينغ باي بلسان متوتر:

"لقد مارستُ مسار الروح لدهور عديدة، وانتقيتُ خلالها أقوى ديدان الغو المتعلقة بهذا المسار. لدي مجموعة ممتازة منها، لكنها أظهرت حالة من القمع والرهبة أثناء محاولاتي اكتشاف روح الفتى، وكأنها تعرضت للتخويف من شيء مجهول!"

ظهرت صدمة شديدة على وجهه، ثم أكمل:

"أنا... أنا... لم يسبق لي أن تعاملت مع موقف كهذا من قبل !"

عند سماع هذا ، انتابت الجميع صدمة أخرى، أقوى من سابقتها .

إن كانت الصدمة الأولى تعادل قوة قنبلة يدوية ، فقد كانت الثانية بلا شك بمثابة صاروخ عابر للقارات. لم يعرف أحد من الحاضرين ما يقول في هذا الموقف.

باستثناء جاو يانغ، الذي ازداد عبوسه ، وانفجر غاضباً في حالة من الجحود والنكران :

"ما الذي تقوله أنت يا هذا؟! هل تريد مني التصديق بأن مجرد طفل مدلل في المرحلة الأولى من الرتبة الثانية قد تمكن من قمع ديدان الغو خاصتك بمجرد قوة روحية سخيفة؟! بالتأكيد هذه حيلة شاركتم فيها ثلاثتكم لتخدعوا الجميع!"

ثم توجه نحو سائر الحضور وصرخ:

"يا قوم، هل تصدقون ما يقوله هذا الشيخ الخارجي عن ذاك الطفل؟! أجزم أن هذه مجرد حيلة فقط، الغرض منها هو سلب المزيد من ثروات وموارد عشيرتنا، وإنفاقها على هذا الشخص الذي لا يستحق ! "

ملأ الغضب قلب فو ياو تجاه "جاو يانغ"، فأشار بإصبعه مهددًا:

" جاو يانغ، هل جُن عقلك لتتحدث عن قائد عشيرتك بهذا الشكل؟! الزم حدك ولا تلقِ بالتهم جزافًا وإلا فلن أضع اعتبارًا لصداقتنا!"

لفَّ جاو يانغ وجهه نحو فو ياو وضحك ساخرًا:

"فو ياو، لقد أثبتَ بوضوح اليوم أنك رجل فاسد ، و لا تملك الجدارة الكافية لتولي منصبك ! أنت تريد الموارد فقط لصالح أبنائك التافهين. لا مزيد من حيلك! سَلِّم منصب القيادة فورًا هنا والآن، وكذلك هذا القصر، وإلا فسوف أتقدم نحوك بالهجوم!"

في خضم التوتر المتصاعد والكئيب، ظهرت هالة سوداء من العدم فجأة، أحاطت بـ "جاو يانغ" الذي وجد نفسه غير قادر على القيام بأي حركة. تجمد جسده بالكامل، وفقد القدرة على النطق والسيطرة. أراد الصراخ لكنه لم يستطع، أراد التنفس لكنه عجز عن ذلك أيضًا.

وفي وسط ذهول الجميع ، بدأ وانغ تشين يتقدم بخطوات ثابتة نحو "جاو يانغ"، ثم تحدث ببرود:

"أيها العجوز الوقح، كيف تجرأت على الصراخ في وجه جدي هكذا؟ ثم حاولت التقليل من شأني بوقاحة؟ اليوم سأجعلك عبرة!"

حدقت عينا جاو يانغ بشدة حتى كادتا تخرجان من المقلتين، واستشعر قلبه النهاية. أراد تفجير ديدانه قبل لحظة الرحيل لكنه لم يكن يملك القدرة، وأخذ يلعن وانغ تشين في أعماقه.

تقلصت المسافة بينهما بشدة حتى صار وانغ تشين أمامه مباشرة، وبدأت حدة الهالة السوداء الظلامية في الازدياد. ثم صرخ وانغ تشين بضحكات شريرة خلعت قلوب كل الواقفين وجعلت عيونهم تتسع

"اليوم فليشهد الجميع على ولادة شيطان الموت الجديد في هذا العالم! هاهاها... هاهاها... هاهاها!"

بعدها، قامت الهالة السوداء بتغطيته كليًا في نفس الدائرة مع جاو يانغ حتى اختفيا كلاهما داخل الظلام، ثم قال بنبرةٍ حادة:

"التهام الروح!"

بعد برهة من اللحظات مرت على سائر الحضور گأنها الدهر، تلاشت الهالة الظلامية المخيفة. ثم ظهر وانغ تشين واقفًا بشموخ ، وبجانبه جاو يانغ عبارة عن جثة هامدة - لقد مات

2025/07/12 · 36 مشاهدة · 884 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025