غمرت الغرفة أضواء خافتة تتراقص فوق جدران القصر، تلاعبها أنفاس نسيم صيفي عطِر، تسلّل من نافذة نصف مفتوحة، يحمل معه خفقات الليل وهمسات الحشرات المائية المختبئة في الظلال.

جلس وانغ تشين عاري الصدر على سرير مكسو بأغطية داكنة، ظهره مسترخي تحت أنامل جارية ذات عينين لوزيتين وشعرٍ منسكب كسواد الليل. كانت أصابعها تنساب فوق كتفيه بخفة مدروسة.

ضحك بخفة، ضحكة قصيرة لا تتعدى حنجرته، ثم مدّ يده بكسل وأمسك خصرها، ساحبًا إياها إلى حجره.

كانت هذه هي "شياو شي"، واحدة من حوالي أربعين جارية خُصصن لخدمة السيد الشاب. اقتناء الجواري في السهول الشمالية كان رمزًا للثراء والسلطة، وفو ياو، جدّ وانغ تشين، حرص على اختيار أجملهن، حرصًا منه على إسعاد حفيده الوحيد بعد وفاة زوجته.

فوانغ لي، والد وانغ تشين، لم يُنجب سوى طفلين: وانغ تشين وأليشيا الصغيرة ذات السبعة أعوام. منذ أن فقد زوجته في "موجة الذئاب الوحشية" قبل ثلاث سنوات، لم يتزوج مرة أخرى، وبقي على ذكراها.

ولذلك، كان الجد فو ياو يتمنى أن يملأ حفيده الفراغ، وأن يُكثّر من النسل، فتعهد بأن الجارية التي تنجح في إنجاب طفل من وانغ تشين سيتم مكافأتها بإيقاظ فتحتها البدائية، وأن تُعامل كأميرة لا كخادمة.

الليلة، جاءت شياو شي إلى غرفة وانغ تشين بعينين تشعّان شوقًا وطموحًا. وما إن دخلت حتى انحنت وقالت بنعومة:

"سيدي الشاب وانغ تشين... خادمتك تسأل إن كنت بحاجة لأي خدمة؟"

تأملها وانغ تشين بدهشة، عينيه تلتهمان تفاصيل جسدها الرشيق. شعرها كان طويلًا وحريريًا، ينحدر على ظهرها كالليل، وخصرها نحيل، يزينه صدرٌ ممتلئ يشع أنوثة.

"اللعنة... حتى أجمل فتيات الأرض لم يصلن لهذا المستوى. إنها ساحرة،" تمتم في نفسه.

قال بصوت هادئ يحمل نبرة السيطرة: "اقتربي، أريدك هنا."

أجابت مطيعة: "كما تأمر، سيدي الشاب. سأفعل ما بوسعي لإرضائك."

جذبها إلى صدره، واستنشق رائحة شعرها وبشرتها، فأثارت فيه نارًا دفينة. قبلها بشغف، ومع مرور الوقت انغمسا معًا في لحظات خاصة، كانت دافئة، طويلة، ومفعمة بالحميمية.

دامت لحظتهما ما يقارب الساعتين، حتى خفّت نار الرغبة، وهدأ الجسد.

استلقى بعدها على ظهره، يحدّق في سقف الغرفة، وهمسات أفكار غريبة تعصف برأسه:

"ههه… في الأرض، كنت تافهًا. بلا مال، بلا نساء، بلا مستقبل... أعيش على الفتات وأقرأ الروايات الرديئة. والآن؟"

نظر إلى الجارية المستلقية بجانبه، لا تزال تتنفس ببطء.

"أنا سيد غو... مثلها تتوسل إليّ بنظراتها، تشتعل أنوثة لمجرد أن ألوّح لها."

لكن ابتسامته خفتت فجأة، كأن شيئًا داخله انكسر.

"فانغ يوان... خمسمئة عام من الزراعة، وما زلتَ لا تفهم معنى المتعة؟ كل هذه القوة، وتعيش كراهب؟"

ضحك، لكن ضحكته كانت خاوية، مجرّد صدى يتلاشى في الليل. لم يكن غبيًا. كان يعرف أن هذا الدفء مؤقت، وأن خلفه زحفًا باردًا لتحديات لا ترحم. لكنه رغم ذلك، سمح لنفسه ببعض النعاس.

---

مع أول خيوط الفجر، دخل وانغ لي إلى ساحة العشيرة الكبرى. كان جسده مرهقًا، وملامحه مثقلة بالحزن.

في الساحة، اصطف الشيوخ والنساء والأطفال. صمت ثقيل يخيّم على الأجواء، وجوه رمادية، وقلوب معلّقة بما سيسمعونه.

مشى وانغ لي بثبات إلى مركز الساحة، ثم تحدث بصوت حزين:

"لقد... تم تدمير مبنى اليانغ الحقيقي. إرث عشيرتنا قد تبخّر، والمعارك التي وقعت كانت شرسة. لا تزال التحقيقات جارية حول الأسباب."

صرخت عجوز من بين الحشود: "أين أبنائي؟! لماذا لم يعودوا مع بقية الجيش؟!"

نظر إليها وانغ لي بعينين حنونتين وقال: "أيتها الأم... لقد فقدنا العديد من أبناء عشيرتنا، ولكنهم ماتوا بشرف، دافعوا عن المجد، ومنهم من ذكرتِ. يحق لكِ أن تفتخري بهم."

هزّ الشيخ موشين ياو رأسه بصمت، عيناه تترقرقان، وصوته بالكاد خرج من شفتيه: "أولادي... كانوا ما يزالون في بداية مسارهم مع الغو..."

اقتربت طفلة صغيرة، عيناها منتفختان من البكاء، أمسكت بثوب وانغ لي وهمست:

"> هل ماتوا، أيها الزعيم؟ أرجوك، قل إنهم لم يموتوا..."

لكنه لم يرد. لم يستطع.

كان الصمت هو الجواب، والهواء من حوله يهمس بالحقيقة — الروح في الساحة كانت مشوشة، كأن كيانًا غريبًا قد التهم الأرواح وترك خلفه أثرًا مرعبًا.

بعد لحظة، رفع وانغ لي رأسه وقال:

"بصفتي زعيمًا، أعدكم بتعويض عائلات كل من سقط في هذه المعركة. الأطفال سيُرعون على نفقة العشيرة، وسينشأون أقوياء، يحملون فخر آبائهم. خالص تعازيَّ

للجميع."

ثم استدار، ومضى نحو القصر المائي، تحيطه حاشيته بصمتٍ ثقيل.

2025/07/28 · 32 مشاهدة · 643 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025