في غرفة جانبية متصلة بجناح وانغ تشين، ساد سكون خانق لا يقطعه سوى صوت تنفسه المنتظم. جلس القرفصاء أمام طاولة حجرية، فوقها صفّ من القنينات وفتات من بقايا دموية. دودة غو صغيرة متوهجة تُعرف بـ"ضوء الفحص" كانت تطفو بثبات على كتفه الأيمن، تبعث شعاعًا مركزًا يضيء ما أمامه من غنائم.
"خمسة عشر غو من الرتبة الثالثة، وثلاثة من الرتبة الرابعة… كانت هذه حصيلة اليوم السابق بعد القضاء على سيدَي غو."
بفضل وصوله إلى مستوى سيد غو في مسار الروح، وبلوغه نصف سيد في مساري الأرض والعلاج، لم يكن من الصعب عليه التعرف على طبيعة هذه الغو بدقة.
عشر ديدان غو كانت تنتمي لمسار الروح، شملت قدرات متنوعة: الدفاع، الاختراق، الكشف، التشويش، والصقل البديل. أما الخمسة المتبقية، فكانت تخص جاو فاي، سيد غو مختص بمساري الأرض والعلاج؛ أربع منها من مسار الأرض، وواحدة فقط من مسار الشفاء.
لكن بصراحة، لم تكن معظم هذه الديدان ذات فائدة حقيقية له.
بعد لقائه بالموقر الطيفي، أصبحت ديدان غو ما دون الرتبة السادسة بلا قيمة تُذكر، خاصة عند مقارنتها بالفوائد الهائلة التي حصل عليها منه.
مثال على ذلك، أسلوب الالتهام الروحي، الذي استند إلى غو من الرتبة الثانية تُعرف بـ"غو النهم الروحي"، مع دعم من "غو السيطرة الروحية" و"غو الاحتكام". هذا المزيج منح وانغ تشين القدرة على تثبيت روح العدو وتحويلها إلى طاقة تغذي روحه الخاصة، مما زاد من قوته الروحية، حسّه العقلي، وخبرته العامة بشكل ملحوظ.
أما فيما يخص الدفاع الداخلي والثبات الروحي، فقد وعى الموقر الطيفي حجم التهديدات المحيطة بوانغ تشين، فقام بمنحه غو نادرة من الرتبة الثامنة ، من النوع المستهلك ، تُعرف باسم غو السلام الروحي .
كانت هذه الدودة غو واحدة من ابتكاراته الشخصية، مهمتها خلق مناعة روحية دائمة ضد معظم أنواع الهجمات الروحية، بما في ذلك حركات الكشف والتحليل والتلاعب.
لكن فائدتها كانت محصورة في الهجمات ما دون الرتبة التاسعة؛ ما بعدها، فُتح الباب للنقاش لاحقًا.
هذه الحماية عزّزت من قدرة وانغ تشين على التقدم أكثر، وفتحت أمامه الطريق لمزيد من الالتهام والنمو ، ودون القلق من ان يتم إكتشافه
ومع ذلك... لم يكن غافلًا عن طبيعة السهول الشمالية.
"هذا العالم مليء بالمخاطر... والخصوم هنا لا يرحمون."
في داخله، اتخذ قرارًا حاسمًا: التحرك بحذر، ودون تهور.
الطريق نحو القوة بدا سهلًا في الظاهر، لكنه كان مليئًا بالفخاخ القاتلة والحفر المخفية.
"نصف هذه الديدان لا تهمني في الواقع، الأفضل أن أتركها مع جدي ليتصرف فيها كما يشاء. سأحتفظ بالباقي مؤقتًا فقط."
غمغم بذلك بينما كان يُعيد تقييم وضعه. الآن وقد تم تدمير مبنى اليانغ الحقيقي، تعيش السهول الشمالية حالة من الفوضى، ومعظم العشائر الكبرى فقدت توازنها، والفرص بدأت تطفو على السطح.
> "الفرصة سانحة للنمو… إن استغليت الصراع جيدًا، قد أبلغ الرتبة الخامسة بسرعة، وربما أتجاوزها نحو الخلود!"
لكنّ العقل لا يُخدع بالأحلام.
بالحسابات الواقعية، إن اعتمدت فقط على الزراعة الذاتية دون أي دعم خارجي، فالوصول إلى الذروة في الرتبة الخامسة سيستغرق سنوات عديدة. ومع التهديدات المستمرة، سيكون الوقت في غير صالحه.
"النهب هو الخيار الأسرع… يجب أن أستولي على ديدان غو ذات طفرات، تسرّع من نمو الفتحة البدائية. عندها، يمكنني تخطي هذه المرحلة بوتيرة صادمة."
نهض من مكانه وعيناه تتوهجان بالعزيمة.
> "حان وقت إشعال نار الفتنة، إشعال التل بالصراع… ومن وسط الفوضى، سأقتنص الفرص."
لكن في اللحظة التالية، قُطع تفكيره.
طرق خفيف على الباب.
أعاد وانغ تشين جميع ديدان غو إلى فتحته البدائية، وتوجه لفتح الباب. كانت خادمة شابة بانتظاره، تنحني باحترام.
قالت بصوت خافت:
"سيدي وانغ تشين، الزعيم الأكبر طلب حضورك في المجلس. لقد عاد السيد وانغ لي من ساحة المعركة، وهم الآن مجتمعون في قاعة الزهور."
ضاق وانغ تشين عينيه وهو يتمتم لنفسه:
"هممم… أبي عاد؟ يبدو أن تدمير مبنى اليانغ الحقيقي قد تم بالفعل."
أشار بيده نحوها:
"حسنًا، سأتوجه إلى هناك حالًا. يمكنك الانصراف."