الزمان : العصور القديمة المتأخرة .

المكان : الحدود الجنوبية ، جبل شوان سي .

في عمق الحدود الجنوبية ، حيث الغابات تتشابك كأحجية لا تنتهي ، وتزأر الوحوش بين الضباب ، كان جبل "شوان سي" يعلو كشبحٍ حجريٍّ يشقُّ السماء.

عند سفح الجبل، في أحد السهول الصغيرة، كان الجو معتدلًا.

الرياح ناعمة، والأزهار البرية تنتشر في كل مكان.

طفل صغير، عمره ست سنوات، كان يركض وهو يطارد فراشة بيضاء.

اسمه "مينغ يو".

والدته كانت تبتسم وهي تراقبه عن بعد.

والده كان جالسًا بجانبها، مستندًا إلى جذع شجرة، يتحدث معها بنبرة خافتة.

> "شوان شانغ ، لماذا عليكَ الذهاب؟ الأمور لم تعد آمنة مؤخرًا."

"لا تقلقي، إنها مهمة بسيطة. سأعود قريبًا، تشو هير ." ، قال مبتسماً

تحدثت الزوجة بقلق : " والدك رفض السماح لعشيرة شيانغ شاو بالاستقرار هنا، هذا قد يسبب لهم الغضب. لا أريدك أن تُصاب بمكروه."

تنهد شوان شانغ في أسف :

> " هيييه .. لقد حاولت إقناعه. الجبل كبير، ويمكن أن نكسب حلفاء ضد هجمات الوحوش... لكنه عنيد ويرفض الإصغاء ."

قبل أن يكمل، انبعثت خطوات سريعة من بين الأشجار.

خرج سبعة رجال يرتدون ملابس داكنة، وعلى وجوههم تعابير قاسية.

كانوا من عشيرة شيانغ شاو.

واحد منهم كان يحمل طفلًا صغيرًا كرهينة.

اقترب قائدهم وقال بنبرة باردة:

> "رفضتم التفاوض... الآن سندفعكم بالقوة."

صرخت تشو هير :

> "اتركوا الطفل! لا علاقة له بشيء!"

قال شوان شانغ محاولًا التفاهم:

> "يمكننا إيجاد حل، لسنا مضطرين للعنف."

ابتسم القائد بازدراء:

> "حل؟ كان عليكم ان تجدوه في الماضي ، فات الأوان بالفعل ، أمامك خياران: إما أن تقتل زوجتك وتستعيد الطفل، أو نمسحكم جميعًا هنا والٱن "

ساد الصمت.

نظر شوان شانغ إلى زوجته. كانت الدموع تنهمر من عينيها، لكنها أومأت.

> "افعلها، من أجل ابننا."

> "تشو هير ..."

> "قلت لك افعلها!"

أغلق عينيه، أخرج سيفه، وطعنها في صدرها.

ضربة واحدة... وسقطت جثة هامدة.

انفجر مينغ يو بالصراخ، ركض نحو والدته:

> "أمي! أمي! أجيبيني! أرجوكِ استيقظي! لماذا تنزفين؟ أبي، أعدها إليّ!!"

لكنه كان يعلم في داخله... أنها لن تستيقظ أبدًا.

ضحك القائد بصوت عالٍ:

> "ههههه، هذا الأحمق صدّق أننا سنعفيه! الآن... دورك!"

أدار شوان شانغ وجهه إليهم. لم يتكلم.

فعّل دودة غو من رتبة ثالثة، أحرقت سنوات من عمره مقابل قوة لحظية.

في لحظة، تصاعدت هالته. قاتلهم جميعًا.

قتل أربعة، وهرب اثنان.

لكنه خرج بجروح بالغة.

عاد إلى القرية وهو يحمل جثة زوجته على كتفه الأيسر، وفي يده اليمنى طفله المرتجف.

كان وجهه شاحبًا، ينزف، يتهادى في مشيته.

ركض الجد، زعيم القرية، نحوه:

> "شوان شانغ ! من هاجمكم؟!"

لكن شوان شانغ لم يجب. سلّم الجثة، وسقط أرضًا.

بعد شهر من العلاج، توفي.

السم اخترق جسده.

وغو الاحتراق الحيوي سلبه عمره المتبقي.

وهكذا... بقي "

مينغ يو" وحيدًا.

طفل فقد والديه.

يتيمًا... تحت جناح جدٍّ لا يفكر إلا في جعله القائد القادم، مهما كان الثمن.

2025/08/02 · 26 مشاهدة · 454 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025