بعد مرور سنوات على المجزرة التي فقد فيها "مينغ يو" والديه ، تربّى الطفل اليتيم في أحضان جده، زعيم قرية جبل شوان سي.
الجميع كان يراه الوريث المنتظر، وكانوا يعاملونه بحب واحترام . لم يعانِ من اضطهاد أو ظلم مباشر، بل حظي بدعم كامل، وتلقى تدريبًا مكثفًا من جده، الذي كان يرى فيه الأمل الأكبر لاستمرار العشيرة
لكن شيئًا ما في أعماق "مينغ يو" ظلَّ ينمو...
رأى كلمات الجد عن "التضحية من أجل العشيرة" على أنها قيدٌ لا حكمة، وشعر بأن الشعارات مثل "الأسرة، العشيرة، الواجب" لا تحمل روحًا .
لقد رأى والدته تُقتل أمام عينيه باسم حماية الطفل والعشيرة... ذلك الحدث لم يُمحَ من ذاكرته أبدًا.
---
ذات يوم، بعد إحدى الحصص التدريبية، جلس مع جده على قمة الجبل.
قال الجدّ بصوت هادئ :
> "مينغ يو، أنت تحمل دماء العشيرة في عروقك. هذه القوة التي تمتلكها، ليست ملكك وحدك... بل للعشيرة بأكملها."
لم يُجب الطفل. كانت عيناه شاردتين، تحدّقان نحو الغابة البعيدة... حيث قُتلت والدته .
---
مع مرور الوقت، كبُر "مينغ يو". وظهرت مواهبه الاستثنائية باكرًا. أتقن العديد من الأساليب القتالية، وأظهر توافقًا مذهلًا مع ديدان الغو.
لكن رغم براعته في شتى المسارات، لم يجد نفسه في أيٍّ منها.
خلال تأملاته، كانت فكرة "القتل" تراوده باستمرار.
"القتل... لماذا يبدو طبيعيًّا ؟"
أمام عينيه، رأى كيف أن العالم يبرّر القتل تحت مسميات متعددة: الواجب، الشرف، مصلحة العشيرة.
فلماذا لا يكون القتل هدفًا بحد ذاته؟
ذات مرة، وأثناء رحلة خارج القرية، عثر على أطلال قرية صغيرة أبادتها الوحوش.
الدماء غطّت الأرض. الصراخ اختفى. الموتُ نشر سكونًا تامًا.
> "الصمت... هذه هي النتيجة الوحيدة الحقيقية."
في تلك الليلة، جلس في غرفته، يتأمل دودة غو مظلمة من نوعٍ نادر. صقلها بنفسه، من أرواح الوحوش وبقايا خصومه. أطلق عليها اسم:
> "غو الموت الصامت."
كانت غو لم يُصنع مثلها من قبل. تمثّل نيّته الحقيقية: القتل من أجل القتل.
حين اكتملت، دوّى الرعد في السماء، وعمّ السكون جبل شوان سي. بدت السماء غاضبة، لكن لم تُرسل شيئًا.
---
في اليوم التالي، أعلن الجدّ نيته تسليم القيادة لـ"مينغ يو" خلال موسم الرعاية.
ابتسم "مينغ يو" بخفوت، لكن عينيه كانتا باهتتين.
وفي فجر يوم التسليم... بدأ التنفيذ.
أول من قتله كان الحارس الليلي. تلاه كبيرا العشيرة، ثم الشيوخ، ثم الشباب.
لم يُحدث فوضى. لم يصرخ أحد.
كان يستخدم "غو الموت الصامت"، فتنطفئ الأرواح كأنها لم تكن.
رأى فيهم وجوهًا أحبّته يومًا، لكن لم يتوقف.
لماذا يتوقف؟
هم من كبّلوه بمفاهيم لم يخترها. هم من جعلوه رهينة لمستقبل لم يرده.
وسط الدماء، ظهر الجدّ أخيرًا.
كانت عيناه مشوشَتَين، وصوته يرتجف:
> "مينغ يو... ماذا فعلت؟ نحن ربيناك! علّمناك! كنت ستصبح قائدًا!"
أجابه "مينغ يو" بصوت هادئ:
> "أنتم من قتل والدتي... أنتم من زرع الضعف داخلي. أنا لا أكرهكم... لكن لا حاجة لي بكم."
> "كُنت ستقود العشيرة إلى عصر مجيد!"
> "أي عشيرة؟ لقد انتهت."
رفع الجد سيفه، لكن "مينغ يو" كان أسرع. طعنة واحدة أنهت كل شيء.
---
في نهاية الليلة، جلس في وسط الساحة، والجثث حوله.
ابتسم لأول مرة منذ سنوات.
> "الآن فقط... أصبحتُ حرًا."
خرج من القرية بهدوء. لم يلتفت خلفه.
> "لا روابط بعد اليوم. لا قيود. الآن... سأقتل كما أريد."