المكان: السهول الشمالية - منطقة تل جاو الأحمر الزمان: الوقت الحالي

في قاعة الاجتماعات الكبرى داخل معقل عشيرة وانغ، جلس كبار الشيوخ والقادة حول الطاولة الحجرية الطويلة، يتبادلون التقارير، ويتفحصون صناديق الغنائم واحدة تلو الأخرى.

قال الجد فو ياو وهو يقلب إحدى المخطوطات:

> "الهجوم كان نظيفًا. سيطرنا على عدد جيد من ديدان الغو الختلفة ، بالإضافة إلى موارد أخرى: أعشاب نادرة، كمية معتبرة من البتلات، وبعض ماشية القرن الذهبي. هذه تكفينا لسد احتياجاتنا من اللحم خلال موسم الاجتياح القادم. لن نضطر لإرسال بعثات صيد خلال هذه الفترة."

أومأ أحد الشيوخ قائلاً:

> "بالفعل، الحملة كانت موفقة. حصلنا على موارد كثيرة، وحققنا الانتقام لكرامة السيد الشاب."

قال شيخ آخر:

> "أتفق معك، الشيخ شيان شاو. بهذه الموارد، لن نضطر إلى تعريض شبابنا للخطر في بعثات الصيد، وسنحافظ على قوة قتالية عالية للتعامل مع الأخطار القادمة."

وأضاف ثالث:

> "الفضل يعود إلى الشيخ الأكبر، صاحب فكرة الإغارة على عشيرة مو شينغ. وبالطبع، لا ننسى زعيمنا وانغ لي، الذي قاد النخبة وحقق النصر."

أومأ الشيخ فو ياو للحاضرين ثم قال:

> "حتى ديدان الغو التي حصلنا عليها كانت جيدة. رغم أن عشيرة مو شينغ بدت صغيرة وهشة، إلا أنهم كانوا ماكرين، وامتلكوا إمكانيات جيدة. من الخطأ الحكم من المظاهر فقط."

تنهد وانغ تشين ساخرًا في نفسه:

> "رغم كل هذا... لم أجد دودة غو واحدة تساعدني على كسر عنق الزجاجة والارتقاء نحو المستوى الخامس. هؤلاء البائسون خيبوا أملي. ربما سأضطر لإشعال فتنة جديدة مع العشائر المجاورة..."

استمر الاجتماع في مناقشة تسجيل ديدان الغو ضمن أرشيف العشيرة وتوزيع المكافآت. وأثناء حديث الجد عن الأسرى، وقف وانغ تشين فجأة، وانحنى باحترام، ثم قال:

> "أيها الجد، هناك بعض الأمور الغامضة بشأن أسرى عشيرة مو شينغ. أودّ أن أتولى التحقيق معهم بنفسي، خشية أن تكون هناك مؤامرات تجري في الظلال. بصفتي الابن الوحيد لسيد العشيرة، لا يمكنني السماح بوجود أي تهديد يطال عشيرتنا. أرجو السماح لي بالتحقيق معهم شخصيًا."

ابتسم فو ياو وقال:

> "هذا شعور جيد يا حفيدي. الحزم وحده لا يصنع القائد، بل الحذر أيضًا. أنت تجعلني مطمئنًا على مستقبل عشيرتنا يا سليل سلف القمر المضيء. هاهاها، من اليوم، ستكون المسؤول عن التحقيق مع الأسرى."

سادت القاعة همهمات وتساؤلات:

> "سليل سلف القمر المضيء؟ ما هذا اللقب؟ هل هو مجرد اسم، أم أنه يشير إلى شيء آخر؟"

> "ربما يفسر هذا سبب الزيادة المفاجئة في قوة وانغ تشين..."

ضحك فو ياو ثم قال:

> "سأوضح لكم الأمر."

روى الجد قصة الكهف، وكيف تم اختيار وانغ تشين من قِبل الميراث، وكيف أصبح وريثًا لسلف غامض. وواصل مدحه بانفعال، كأنه يقدّم بطلاً أسطوريًا أمام العشيرة.

وانغ تشين لم ينزعج، بل فرح سرًا. كان يعلم أن ترويج هذه القصة سيمنع الشبهات عنه، ويعزز مكانته داخل العشيرة، ويمهد له السيطرة لاحقًا.

قال فو ياو:

> "الآن، ستتولى التحقيق مع الأسرى. ابدأ وقتما شئت."

انحنى وانغ تشين وقال:

> "أشكر الزعيم الأكبر على هذه الثقة. لكن، قبل التحقيقات، قررت الدخول في زراعة مغلقة لإعادة تنظيم قوتي. أطلب إذنكم في البدء غدًا."

أومأ الجد موافقًا:

> "جيد، الزراعة أساس كل شيء. سنوفر لك ما تحتاجه من موارد وأحجار بدائية."

ابتسم وانغ تشين وقال:

> "أشكر الجد الأكبر."

لكن داخله كان يضحك:

> "الآن تم تأمين الأسرى، وأصبحوا تحت ملكيتي... أرواحهم، خبراتهم، معارفهم... كلها ستصبح لي."

---

في اليوم التالي، دخل وانغ تشين إلى غرفة الزراعة المغلقة، وأصدر أوامر بعدم مقاطعته تحت أي ظرف.

كانت الغرفة مغطاة بتشكيل روحي معقد، ووعاء الأرواح في منتصفها.

بدأت الأرواح المنهكة من معركة مو شينغ تنجذب من الوعاء تلقائيًا تجاه جسد وانغ تشين، وكأنها تعرف مصيرها.

واحدة تلو الأخرى، تحولت إلى ومضات زرقاء، واندمجت في جسد وانغ تشين مع دوامات الطاقة.

> "الطاقة تتدفق... لكن ما أريده ليس القوة فقط، بل معارفكم وخبراتكم... أنتم ملكي الآن."

كلما ابتلع روحًا، اتسعت رؤيته الروحية.

بدأت معارفه في مسارات متعددة تتراكم: الطيران، الماء، الظلام، الرياح، النار... لكنها كانت معارف سطحية، لم تصل إلى مستوى السيد.

ومع ذلك، زادت كثافة روحه، وازدادت قوته الذهنية.

لكن أثناء تدفق إحدى الأرواح، ظهرت صورة باهتة في ذهنه: كهف صخري مشوّه، نفق محفور بأظافر بشرية، ومكان مخفي فيه غو نادر يدعى "نجم التصاعد".

وفي طيّات هذه الذاكرة، قرأ سطرًا غامضًا:

> "هذه الغو قادرة على تسريع نمو الفتحة البدائية حتى تلامس ذروة الرتبة الرابعة. لكنّها محمية بوحشٍ سام بالغ القوّة يُدعى العقرب النجمي الكثيف... كما أن الدخول للميراث مشروط بشيء واحد: دماء حيّة من نسل عشيرة مو شينغ. إن لم تتحقّق الشروط، سينفجر الميراث، ويُباد الكنز نهائيًّا."

عقد وانغ تشين حاجبيه بتأمل، وغمغم في نفسه:

> "هذا المكان... إنه الميراث الذي تركه مؤسّس عشيرة مو شينغ الأول. وضع شرطًا صارمًا: لا يناله إلا من كان جديرًا ومن سلالته المباشرة. إن نجح، فسوف يقترب من ذروة الرتبة الرابعة ، ويقود العشيرة نحو الرخاء "

صمت لبرهة ثم تمتم بصوت خافت:

> "الموقع ليس بعيد ... لكنه محفوف بالمخاطر. و سأحتاج إلى قوة عشيرة مو شينغ بجانبي."

---

بعد أيام، خرج من الزراعة المغلقة أكثر قوة وهدوءًا... وأشد جوعًا.

أمر بطعام وشراب، وجاريتين إلى سريره ، و نام ليومين كاملين.

---

في السهول الشمالية، داخل قاعة من قاعات البلاط الإمبراطوري، انعقد اجتماع طارئ بين وزراء البلاط وأعضاء من عائلة هوانغ جين.

فتح أحدهم تقريرًا حديثًا وقال:

> "عشيرة وانغ شنّت هجومًا على قبيلة مو شينغ. تم القضاء على الأخيرة بالكامل."

سأل الوزير الأكبر:

> "ما السبب؟"

رد الوزير:

> "يُقال إن مو شينغ نصبوا كمينًا للسيد الشاب من عشيرة وانغ."

رفع الوزير الأكبر نظارته وقال ببرود:

> "قبيلة من الدرجة الرابعة؟ لا تستحق حتى النقاش. هناك أمور أكثر أهمية."

وُضع التقرير جانبًا... دون توقيع، دون ختم... كأن شيئًا لم يحدث ..

2025/08/03 · 19 مشاهدة · 887 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025