27 - التنين الألفي ذو الأجنحة الفضية

في اليوم التالي ، كان الصباح هادئًا في معقل عشيرة وانغ ، ما عدا أصوات طيور اليشم الضوئي التي كانت تحلّق فوق قصر البحيرة.

في البهو الداخلي، جلست إليشا، الشقيقة الصغرى لوانغ تشين، أمام لوحة رسم، تمسك بفرشاة دقيقة، وتُمرّر الألوان على سطح اللوح بخطوط طفولية لكنها مفعمة بالحياة.

خرج وانغ تشين من جناحه وهو يتثاءب متظاهرًا بالكسل:

> "آاه... يا له من صباح جميل هذا اليوم "

اقترب من إليشا وقال متفاجئاً :

> "أوه، من كان يظن أن أختي الصغيرة تهوى الرسم؟ لكن ماذا ترسمين ؟ هل هذه سحلية ؟! "

ضحكت إليشا ضحكة خفيفة، وردّت بثقة:

> "أحمق! هذا تنين الأمنيات الألفي ذو الجناحين الفضيّين."

رفع وانغ تشين حاجبه ساخرًا:

> "حقًا؟ بدا لي وكأنه سحلية تعرّضت لحادث مؤسف."

قالت وهي تنفخ وجنتيها :

> "همف! أنت لا تفقه شيئًا عن الفن. هذا هو التنين الألفي ذو الأجنحة الفضية ، يسكن في السماء البيضاء و لا يُظهر نفسه إلا مرة واحدة كل ألف عام، إذا تمكن أحد من ركوبه في ذاك الوقت ، فإنه سيحقق أمنية واحدة فقط "

قال متفهماً :

> "أها ، فهمت. لكن ماذا عنكِ؟ ، إن امتطيتِ هذا التنين، ما الأمنية التي ستطلبينها؟"

صمتت للحظة، ثم قالت ببراءة :

> "سأطلب منه أن يعيد أمي للحياة."

تأثر وانغ تشين قليلًا، وابتسم بحزن، ثم اقترب من أذنيها قائلاً :

> "يومًا ما، سأجعلك تمتطين هذا التنين بنفسك وتطلبين أمنيتك . تذكري جيداً "

تألقت عيون الفتاة ببراء ثم قالت :

" حقاً ما تقول يا أخي ؟! "

أومأ وانغ تشين : " بالتأكيد ، , اعدكِ أني ساجلب التنين الألفي راكعاً تحد قدميك هاتين ، طال الزمان أو قصر ، وعدي سوف يتحقق "

أخيراً قبّل خدها بلطف ثم غادر المكان ..

---

في أعماق سجون عشيرة وانغ ،وداخل غرفة تعذيب معزولة، تراصّ سبعة من شيوخ عشيرة شينغ شو ، مكبّلين بالسلاسل، والقلق يرتسم على وجوههم الشاحبة

نظر الزعيم شوانغ شيان إلى المنشار المتدلّي من السقف وصرّ على أسنانه:

> "الأوغاد من عائلة وانغ... جلبونا إلى هنا للتنكيل بنا."

قال الشيخ الثاني بنبرة ندم:

> "لو كنت أعلم ذلك مسبقاً ، لفضلت تفجير نفسي أثناء المعركة ، عوضاً عن هذا الوضع المهين "

علّق شوانغ شيان وهو يعض شفتيه:

> "لكن الإهانة الأكبر أن يكون ذلك المجنون هو من سيتولى أمرنا."

قال الشيخ الثالث:

> "وانغ تشين؟ ذلك الخبيث! هو سبب كل ما حدث ."

إقتربت أصوات اقدام من الزنزانة ثم ساد الصمت المكان ، و حين فُتح الباب ظهر وانغ تشين بذاته أمام أعينهم ، و يتبعه حارسان.

انحنى في إحترام ماكر ثم قال :

> "تحياتي، شيوخ عشيرة مو شينغ. أرجو أن تكون

ضيافتنا قد راقت لكم.".

شيوخ مو شينغ :

"ــــــــــــــ"

تجوّل وانغ تشين بنظره بين الطاولات والمناشير، ومرر يده على شفرة حادة وقال :

> "يقولون إن أكثر ما يخشاه الإنسان، هو ما سيحدث له في النهاية. ما رأيك في ذلك، أيها الشيخ شوانغ شيان؟"

حدّق فيه شوانغ شيان بعينين ملتهبتين، لكنه لم ينبس بكلمة.

تكلم شيخ من الجانب بصوت مرتجف:

> "أيها السيد الشاب، بإمكاننا حلّ الأمور دون عنف. إن أطلقت سراحنا وسراح الأسرى، سنُقسم بولائنا لعشيرتكم. نحن ماهرون في إدارة الموارد ، وكذلك جيدون في التعامل مع كافة الوحوش "

أردف شيخ آخر:

> "القوى الشيطانية تزداد حِدّة ، خصوصاً مع تدمير مبنى اليانغ ، و ستحتاجون لمن يساندكم. قوتنا ذات فائدة كبيرة "

أمسك وانغ تشين بالمنشار، وبدأ يتجوّل بينهم بهدوء، ثم قال :

> "عرض مُغرٍ... لكنّي بحاجة لإجراء بعض الأبحاث. أجسادكم، وفتحاتكم البدائية، تُعتبر موادًا بحثية قيمة . لا تفهموني خطأ... أنتم لستم مجرد سجناء، بل فرص علمية فريدة ، لكن مع ذلك توجد مشكلة صغيرة "

ثم التفت إلى أحد الحُرّاس:

> "العم بينغ، كم عدد مَن تبقّى من شباب عشيرة شينغ ومازالوا يملكون فتحات نشطة؟"

أجابه الحارس :

> "قرابة الخمسمائة، أيها السيد الشاب."

هزّ وانغ تشين رأسه ببطء وقال :

> " سحقاً ... هذا لا يكفي لتغطية المرحلة الثانية من التجارب ."

ارتجف الشيوخ في أماكنهم، بعضهم شحب وجهه بالكامل، وآخر بدأ يتلعثم في الكلام، حتى أن أحدهم فقد السيطرة على نفسه. لقد أدركوا أنه يُخطط لتشريحهم، وربما لإبادة كامل فتية العشيرة

صرخ أحدهم:

> "ارجوك! تمهّل! بالتأكيد يمكننا التعويض بطريقة أخرى!"

قال وانغ تشين بنبرة باردة:

> "هل تعتقدون أني وصلت إلى هنا دون ألم؟ التجارب التي أجريتها... تلك الصرخات... كل ذلك كان فقط لأتخطى حاجز الرتبة الثانية ، هل تعلمون حجم الألم النفسي الذي تعرضت له بسبب هذا "

تنهد، ثم قال:

> "لو امتلكتُ غو يرفع مستوى فتحتي مباشرة إلى الرتبة الرابعة أو الخامسة، لما اضطررتُ لإجراء هذه التجارب ، لكن للأسف تلك الديدان نادرة للغاية و العثور عليها صعب "

ثم انحنى أمامهم، ووضع يده على صدره باحترام مصطنع :

> "لكن لا تقلقوا. أجسادكم الثمينة ستسهم في التعويض عن ذلك ، كل الشكر لكم "

في تلك اللحظة، لمع بريق في عيني الزعيم شوانغ شيان. كان رجلاً خبيرًا، وعرف أن هذه فرصته الوحيدة للبقاء.

قال بسرعة:

> "تمهّل أيها السيد الشاب. أنت بحاجة لطريقة لرفع رتبتك، أليس كذلك؟ ربما أملك لك شيئًا أنفع من جسدي."

توقف وانغ تشين، وأدار رأسه نحوه باهتمام:

> "تابع..."

قال شوانغ شيان:

> "يوجد ميراث مخفيّ بالقرب من معقلنا القديم. تفاصيله معنا بالكامل، لكنه مليء بالمصائد والوحوش، خاصة العقرب النجمي السام. كنا نؤجّل اقتحامه حتى نقوّي صفوفنا... لكن، لأجلك، قد نغامر."

ابتسم وانغ تشين، وأطلق ضحكة مرحة:

> "هاه! هذا ما أبحث عنه! إن عثرت على غو نادر هناك، فذلك يكفيني لتجاوز عنق الزجاجة، ولن أكون مضطراً لسفك المزيد من الدماء ."

لكن شوانغ شيان لم يُخدع بابتسامته، وفكّر في نفسه :

> "ذلك الشيطان... لقد دمّرنا، والآن نُقدّم له الميراث بأيدينا "

ومع ذلك، قال بصوت ثابت:

> "أيها السيد الشاب، دخول الميراث مغامرة محفوفة بالمخاطر. ما المقابل؟"

اقترب منه وانغ تشين، وجلس على ركبتيه، ووضع يده على صدره:

> "أقسم بشرف عشيرتي: إن ساعدتموني، سأطلق سراح عشيرتكم، وأعيد الأمور إلى نصابها. بل و سأطلب زواجاً من عشيرة مينغ شو ، ونُؤسّس تحالفًا رسميًا."

سادت الغرفة همهمات:

> "تحالف؟ هذا يعيدنا إلى الساحة."

> "إن أصبح السيد الشاب من صلبنا، فلن يجرؤ أحد على تحدينا!"

نظر شوانغ شيان إلى وجوه الشيوخ، ثم أومأ بالموافقة.

قال:

> "نقبل... ونرجو أن يفي السيد الشاب بكلماته ."

ضحك وانغ تشين وقال:

> "بالطبع، بالطبع! .. نحن أبناء عشيرة وانغ نقدس الوعود بشدة "

ثم التفت للحارس :

> "أيها العم، أطلق سراح شيوخ عشيرة شينغ شو، وجهّز لهم مكانًا مناسبًا، وكل ما يلزم من طعام وشراب."

ثم التفت إليهم بابتسامة خافتة:

> "استريحوا الليلة بشكل جيد ... وغدًا، ننطلق نحو الميراث."

أومأوا جميعًا بصمت.

وما إن خرج وانغ تشين من الغرفة، حتى قال في نفسه:

> "الخطة سارت بسلاسة... أولئك الحمقى ابتلعوا الطُعم. من الجيد أنني لم أذكر معرفتي بتفاصيل الميراث بالكامل ،سرّ التهام الأرواح لا ينبغي أن يخرج للنور. العالم لن يتفق مع مثل هذه الميزة "

2025/08/04 · 25 مشاهدة · 1097 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025