المكان : السهول الشمالية – تل جاو الأحمر
الزمان : الوقت الحالي
الموقع : قصر الرماد – مقر عشيرة هاو بينغ
في ردهات قصر الرماد، كان عبق البخور يتسلّل بهدوء، يغلف الجدران بعطرٍ كثيف.
جنود مدرّعون اصطفّوا على مسافات متقاربة، مما أظهر تأمينًا شديد الكثافة.
في القاعة الرئيسية، جلس شيوخ عشيرة هاو بينغ على المقاعد الجانبية في صمتٍ مطبق، بينما كان الزعيم الشاب هاو شونغ جو يجلس على العرش المرتفع، يحدّق بغضب في شاشة غو من مسار المعلومات، أظهرت مشهدًا فاضحًا لسيد شاب وامرأة في علاقة محرّمة.
حطّم غو المعلومات حتى تفتت إلى غبار، فاختفت الشاشة. ثم أشار إلى أحد حراسه:
> "ائتوني بها."
أومأ الحارس بصمت، وأشار لعدد من الجنود خارج القاعة.
بعد لحظات، دخلت امرأة شابة، قدماها تسحبان ثقل السلاسل التي قيّدتها.
وقفت أسفل القاعة، تحت أقدام الزعيم، والدموع تنهمر من عينيها.
نظر إليها هاو شونغ جو بازدراء، ثم قال:
> "لماذا؟ كان لديكِ كل شيء. حين قررتِ الطعن في الشرف، هل ظننتِ أنني لن أعلم؟ في الواقع... أنتِ رخيصة وغبية في الوقت نفسه."
نظرت إلى الشيوخ من حولها ترجوا نظرة عطف، لكنهم أداروا وجوههم بكراهية.
رفعت عينيها وقالت بصوت مرتجف:
> "هاو شونغ، لقد كنتَ—"
فقاطعها بصوت زئير اخترق القلوب:
> "اسمي هو الزعيم النمر هاو شونغ جو، أيتها الوقحة!"
في لحظة، كان أمامها مباشرة. سرعته كانت مرعبة رغم المسافة.
> "منذ اخترتك علمت أنك لا تستحقينني، لكن القلب دومًا يهوى ما يؤذيه. لا بأس... لا شيء يمحو الخيانة سوى الدماء."
أخرج غو من مسار النار، شعلة زرقاء تشكلت في كفه، ثم فتح فمها بالقوة، ودس الشعلة داخلها.
سقطت المرأة تصرخ، تتلوى من الألم، جسدها يحترق من الداخل. قال الزعيم بهدوء قاتل:
> "هذه شعلة الرماد الزرقاء. ألمها يفتك بالروح قبل الجسد. هذا جزاء الخائنين."
كانت الفتاة ملقاة على الأرض، تتلوى في عذاب، وصرخاتها المبحوحة تتردد في القاعة الحجرية. اللهيب الأزرق المشتعل فوق جسدها كان يلتهمها ببطء، يتراقص ببرود، كأنه لا يعرف الرحمة.
في الطرف الآخر من القاعة، جلس الرجل الضخم الوسيم على عرشه الحجري، متكئًا بلامبالاة، وكأس النبيذ الأحمر في يده. رفعه إلى شفتيه برشاقة، ورشف رشفة هادئة، وعيناه تتابع المشهد بلا أدنى انفعال، وكأن ما يراه ليس سوى مسرحية مملة طال انتظار نهايتها.
استغاثت، توسلت، لكن لا مجيب. جلس الزعيم يشرب النبيذ، يراقب الرماد يتناثر من جسدها حتى تلاشت.
كان هذا الشخص هو هاو شونغ جو، الملقّب بـ"الزعيم النمر"، أقوى رجل في التل الأحمر. تولّى القيادة في السابعة عشرة، ورفع عشيرته إلى مكانة عظيمة.
كان في شرفة الرتبة الخامسة، ويجيد مساري النار والرياح. جسده الضخم يزيد عن مترين ونصف، وصوته يرعب الأعداء. لكنه أحب أيضًا هواية جمع النساء والجواري الجميلات، متأسيًا بالخالد الشمس العملاقة، ويُقدّر عدد زوجاته وجواريه بعشرين ألف امرأة. امتلك طبيعة عنيدة، حازمة، لا تتسامح في الخيانات.
في كل شهر، يُعقد اجتماع عشائري في قاعة الرماد لمناقشة الشؤون المهمة، يضم القادة والشيوخ من سادة عشيرة هاو بينغ.
قال الزعيم:
> "أيها السادة، فليبدأ الاجتماع."
جلس الحضور على قرابة أربعين كرسيًا، في صفين متقابلين، والوسط فارغ، بينما الخدم يملؤون الأكواب ويقدمون الوثائق.
بدأ النقاش بالشؤون العامة، حتى نهض أحد الشيوخ وأثار قضية عشيرة وانغ.
تحدث هاو تشينغ زو، شيخ في الستين، لحيته رمادية وعيناه حادتان:
> "عشيرة وانغ أغارت على مو شينغ دون تنسيق. ذبحوا رجالها، ونهبوا مواردها. رغم ذريعة الثأر، ما فعلوه خرق واضح للاتفاقات القديمة."
قال شيخ آخر، متجهم الوجه:
> "ما فعلته وانغ ليس ثأرًا، بل فرض هيمنة. تصرفوا كأنهم فوق القانون. أقترح معاقبتهم."
> "لكن التوقيت خطير،" قال أحدهم، "الفوضى التي سببتها كارثة مبنى اليانغ لا تزال تضعف التوازن، والمواجهة الآن قد تفتح أبواب جحيم لا نحتملها."
قال آخر:
> "ومع ذلك، السماح لهم قد يشجع آخرين. يجب أن نُظهر الحزم."
التفت الجميع إلى الزعيم، الذي ابتسم ونظر إلى شيخ مسن عن يمينه:
> "ما رأيك، عمي شو شيان؟"
كان شو شيان، الشيخ الأكبر، حكيم العشيرة ومستشارها، قد تخلّى طواعية عن القيادة وشارك في بناء العشيرة الحديثة، ومكانته محفوظة.
قال بصوت أجش مليء بالوقار:
> "تصرف وانغ غريب. نعم، مو شينغ أخطأت، لكن الرد كان مفرطًا."
فكّر لوهلة، ثم تابع:
> "أنا مندهش من تحرّكهم. ردّ فعلهم غير معتاد. لا أكترث للفوضى التي سببوها، بل لما دفعهم لهذا التحوّل. هل ظهر بينهم شخص ذو طبيعة استثنائية؟ هل اكتسبوا غو نادرًا؟... لست أعلم، لكنني أقترح ألا نعاقب، بل نراقب. لنفهم الدافع أولًا... ثم نقرر."
أومأ الزعيم، ثم قال:
> "كما قال الزعيم شو. نؤجل، ونراقب. أما الآن... انتهى الاجتماع."
وقف، وتحوّل جسده إلى لهب أزرق واختفى.
---
في صباح اليوم التالي – ضفاف البحيرة الفضية...
كان عشرة رجال من عشيرة مو شينغ ينتظرون. سبعة شيوخ وثلاثة سادة شباب. ومعهم ثلاثة من حماة عشيرة وانغ.
الضباب الكثيف يزحف فوق الماء. السماء كأنها تهبط.
فجأة... اهتز السطح.
خرج ثعبان ضخم، جلده داكن، وعيناه صفراء كالسيوف. وعلى ظهره وقف وانغ تشين، صامتًا كتمثال.
ثم قفز من على ظهر الثعبان وقال بهدوء:
> "هل أنتم مستعدون؟"
أومأوا. ظنّوا أنهم ذاهبون إلى المجد.
لكنه... كان يعلم أنهم ذاهبون إلى الهلاك.
---
عند مدخل كهف النجم الصاعد، حيث النقوش تشبه نجومًا وحلقات...
اقتربوا في صمت.
قال أحد الشيوخ:
> "هنا يكمن الميراث... ووحش النجم الكثيف. لندخل بحذر."
أشار وانغ تشين إلى أحد الحراس، الذي أخرج صندوق غو الخاص بشيوخ مو شينغ، لتُعاد إليهم بعد أن كانت في حوزته كإجراء أمني.
قال وانغ تشين بابتسامة:
> "تفضلوا... إجراء بسيط فقط."
فعّل غو الروح المقيّدة. دوائر ضوء طافت والتصقت بأجسادهم.
> "لا تقلقوا، هذا ليس تخوينًا، فقط احتياط. إن فقد أحدكم السيطرة، تمنعه هذه من مهاجمتي. مجرد أمان."
قال زعيم مو شينغ في نفسه:
> "هذا الماكر لا يثق بنا. سيقتلنا لو حاولنا الانقلاب."
قال وانغ تشين:
> "تقدّموا."
تحركوا، يتقدمهم شيوخ مو شينغ، وخلفهم وانغ تشين وثلاثة من شيوخه للحماية.
وهكذا... بدأ دخولهم إلى الجحيم المجهول.