جلس وانغ تشين على كرسي خشبي في مقابل النافذة، ظهره مستند إلى الحائط. قال بهدوء:

"هل تذكر الاجتياح الأخير للوحوش على قريتنا؟"

تنهد الجد فو ياو، وصوته يحمل مرارة:

"بالطبع. ذلك الاجتياح أخذ حياة والدتك، وقتل آلاف الأرواح من عشيرتنا. كيف أنساه؟"

انحنى وانغ تشين قليلاً للأمام، صوته خافت:

"ألم تلاحظ شيئاً غريباً وقتها؟"

سكت الجد برهة، محاولاً استرجاع الذكريات. بعد صمت قصير، قال:

"الهجوم كان منظماً بشكل غير عادي، شرساً جداً. اعتقدنا أنه مدبر من عشائر معادية أو قوى مجهولة خلف الستار. لكن التحقيق توقف، ولم نعثر على أي دليل. حتى العشائر المجاورة عانت منه."

ابتسم وانغ تشين بخفة، ثم تقدم خطوة نحو جده.

"مع قوى سلف القمر المضيء التي أحملها، أستطيع أن أستشعر الحقد والكراهية المخفية في قلوب الآخرين. لا تزال هذه القدرة ضعيفة، لكنها موجودة. وعندما قابلت ذلك الرجل، شعرت بريبة عميقة نحوه... وفجأة، سمعت صوت السلف يرن في رأسي:

هيهيهي، لقد أدركتها أخيراً أيها الفتى. هذا جيد.

سألت بدهشة: ماذا تعني أيها السلف؟

أجاب: ذلك الشخص يضمر لك كراهية قديمة. إنه عدو، احذر منه.

ارتبكت: ماذا؟ إنه معلمي الجديد في مسار الروح، يحظى بثقة جدي وأبي! كيف يكون عدواً؟

قهقه السلف بخبث: أنت ما زلت صغيراً وسهل الخداع. العالم مليء بالمنافقين، يظهرون المودة بينما يخفون أنيابهم. وحين تطمئن لهم، يفترسونك بلا رحمة. ذلك الرجل، مينغ باي، هو واحد منهم بلا شك.

صرخت في داخلي: أعطني دليلاً واضحاً! كيف أصدق كلامك هكذا؟

رد باستهزاء: لماذا لا تكتشف بنفسك؟

ألححت عليه مراراً. أخيراً، تنهد بضجر:

أيها الأحمق الصغير. قواي ما زالت ضعيفة بعد آلاف السنين في الميراث، لكن سأعطيك معلومة واحدة كهديتنا الأولى. بعدها، لا تسألني شيئاً حتى أتعافى مجدداً. تسك تسك.

غمرتني الحماسة: أوافق! أخبرني عن حال ذلك الرجل.

قال السلف ببرود:

أجريت بحثاً روحياً خفيفاً دون أن يشعر. تبين أن مينغ باي مجرد دنيء. يتعاون مع سيد غو خالد شيطاني، يجمع له الأرواح مقابل فوائد. وبمساعدة مزارع آخر من مسار الاستعباد، حشدوا الوحوش ووجهوها لتنهش قريتك والقرى المجاورة. كل ذلك من أجل المزيد من الأرواح لذالك الخالد.

ارتجف الجد فو ياو، صوته مبحوح من الصدمة:

"ماذا تقول؟! إذن الكارثة التي قتلت أمك وكل أولئك الشباب... من صنع رجل كان يعيش بيننا؟ اللعنة!"

اغرورقت عينا وانغ تشين بالدموع، قبضتا يديه ترتجفان:

"نعم يا جدي. مينغ باي هو من جلب الدمار لقريتنا، وهو من تسبب في موت أمي. بالنسبة لذلك السيد الخالد الحقير، لم تكن أمي سوى أداة صقل. والأسوأ أن الخيانة جائت من أقرب الأصدقاء لوالدي!"

صرخ الجد بغضب هستيري:

"ذلك الوغد! لماذا لم تخبرني حينها؟ على الأقل كنا عذبناه عذاباً يليق بخيانته، بدلاً من موته السريع!"

خفض وانغ تشين رأسه بأسف:

"كنت أنوي ذلك يا جدي. لكن السلف حذرني أن مينغ باي يملك طرقاً قذرة للهروب. إن لم نقتله فوراً، فقد يستدعي سيد الغو الخالد ليهلك قريتنا بالكامل. السلف قال إنه لن يخاطر بمصير وريثه الجديد. لذا أطلق هجوماً روحياً جعلني قادراً على قتله، رغم فرق القوة الكبير بيننا."

ظل الجد صامتاً لحظة، ثم قال ببطء:

"إذن هذا يفسر كيف استطعت قتل سيد غو في المرحلة الرابعة من مسار الروح. لكن... لماذا أخفيت الأمر عني كل هذا الوقت؟"

تنفس وانغ تشين بعمق:

"بعد قتله، أخبرني السلف أنني يجب أن ألتزم الصمت. حتى أقرب الناس لا يجب أن يعرفوا، خشية وجود جواسيس مرتبطين بالخالد الشيطاني. كلمة واحدة قد تجلب الكوارث أو انتقاماً دموياً. لذلك أمرني السلف بإخفاء الجثة أيضاً."

ضحك الجد بسخرية:

"أجل... جعلت ثعباناً يبتلع جثته. لكنك نسيت أن الثعبان نفسه سيخبرني بما فعلت."

ابتسم وانغ تشين بخفة، ملامحه هادئة:

"أعلم أنها حماقة. لكنني لم أملك سوى اتباع أوامر السلف. حتى الآن لم أستوعب كامل قوته، ولا أستطيع التكهن برد فعله إن عصيته. لذلك لم يكن أمامي خيار."

أطرق الجد رأسه، ثم ربت على كتف حفيده:

"لا بأس. أفهمك. الأهم أن تحمي نفسك، حتى تصبح أقوى. حينها، سنكون نحن من يسيطر."

رفع وانغ تشين رأسه بثقة:

"اطمئن، جدي. سأصبح قوياً بما يكفي لتفتخر بي يوماً."

وقبل أن يغادر الجد الغرفة، التفت فجأة:

"هل أخبرك السلف عن هوية ذلك المتعاون من مسار الاستعباد؟"

هز وانغ تشين رأسه بأسى:

"للأسف، لا. السلف اختفى فجأة بعد تلك الحادثة، ولم يعد بعد. أظنه أرهق من ظهوره الأول."

قال الجد بصرامة:

"حين يعود، اسأله. علينا أن نعرف من هو."

انحنى وانغ تشين بجدية:

"سأفعل."

وقبل أن يغادر، أضاف الجد:

"غداً ستقام مسابقة صغيرة في ساحة النمور لعرض قوة الشباب استعداداً للاجتياح القادم. احرص على المشاركة، سأكون حاضراً معك."

ابتسم وانغ تشين:

"بكل تأكيد يا جدي."

خرج الجد من الغرفة، وقد زال كل شك في قلبه. بالنسبة له، القصة متماسكة، منطقية. لم يدرك أن "سلف القمر المضيء" لم يكن سوى كذبة نسجها وانغ تشين نفسه، لتغطية كل الثغرات حول قتل فينغ باي.

في الحقيقة، ليفعّل دودة التهام الروح كان عليه أن يضع ضحيته في حالة احتضار. لذا، استعمل شوكة مسمومة تعلمها من قبل، وغرزها في عنق فينغ باي دون أن يلاحظ. ذلك ما جعل التهام الروح ممكناً.

بعد أن خمدت أصوات خطوات جده في الممر، تنهد وانغ تشين ببطء. عيناه لمع فيهما تصميم بارد:

"الوقت يضيق... يجب أن أصبح أقوى. حان الوقت لأستوعب دودة غو الكنز "

2025/09/10 · 13 مشاهدة · 805 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025