38 - إلتهام ارواح الكنز

فتح وانغ تشين عينيه، وارتسمت على وجهه ابتسامة خافتة.

نظر إلى النافذة، ليرى أشعة الشمس الذهبية تتلألأ فوق سطح البحيرة الجامحة.

على الرغم من أنه قضى الليل كله غارقًا في عملية التهام الأرواح، بدا غير متعب على الإطلاق.

تمتم في نفسه:

"هذه الأرواح… لم تمنحني ذكريات وخبرات جديدة فحسب، بل زادت روحي قوة أيضًا."

تفحص حاله:

"لقد وصلت إلى روح المائة رجل، وهو الحد الأقصى الذي يتحمله البشر عادةً. لكني لا أشعر بأنني وصلت إلى حدودي بعد…"

ابتسم بسخرية.

مسار الروح كان دومًا قريبًا من الشيطانية، لكنه، على عكس مسار الدماء الممقوت من جميع العشائر، بدا مقبولًا ومروجًا له. ففي الظاهر، لا يعتمد على طرق ملوثة. لكن في الباطن، كان مسار الروح يقوم على وسائل قاسية ووحشية لتنمية الروح. حتى الصالحون كانوا يضطرون سرًا للجوء إلى وسائل شيطانية لتعويض النقص.

أما وانغ تشين، فكان مختلفًا.

روحه خضعت منذ البداية لتغيير على يد الموقر الطيفي، الذي جعلها غير عادية على الإطلاق، لا تحتاج لطرق صقل خطرة كي تتجاوز الحدود.

بالطبع، لم يفعل ذلك دون مقابل. هدفه كان واضحًا: تهيئة وانغ تشين ليكون السلاح الذي سيذبح فانغ يوان حين يأتي الوقت.

"بعد أن وصلت إلى روح المائة رجل، أصبح ذهني أقوى بكثير. أستطيع التفكير في شيئين أو ثلاثة دفعة واحدة. أتساءل… كيف سيكون الأمر مع روح الألف رجل وما بعدها؟"

امتلأ قلبه بالبهجة، لكن سرعان ما عقد حاجبيه:

"من دون أرواح إضافية، لن أستطيع المضي أبعد من هذا. الإغارة على القرى الصغيرة أو قتل سيد غو واحد أو اثنين لن يكون كافيًا. عليَّ التفكير في إيجاد طرق أكثر شمولية في المستقبل."

تذكر الليلة السابقة.

حين بدأ بعملية التهام الأرواح مستخدمًا غو الجذب الإلهي، الذي نما عبر قضم جزء من روحه الخاصة، حتى ارتقى إلى الرتبة الثانية.

ومع صعوده إلى مستوى جديد، سيُعاود الغو قضم جزء آخر من روحه ليرتقي معه بالتساوي.

مد يده، وأخرج الروح الأولى من الوعاء.

كانت روح شوانغ شيان، الزعيم الأكبر لعشيرة مو.

مع تحكمه عبر غو الجذب وبعض الديدان المساعدة، لم تجد الروح أي فرصة للهروب.

بدأت تشعر بالألم الشديد، فتوسلت إليه أن يتركها.

لكن وانغ تشين ضحك ببرود:

"أيها الطعام القذر، لماذا تقاوم؟ هيا… امنحني المزيد!"

صرخت الروح، وتفككت قطعة بعد أخرى، لتتحول إلى طاقة نقية اندمجت مع روحه، مانحة إياه المزيد من المعارف.

كان الألم يفوق الوصف، أضعاف ما قد يسببه الاحتراق أو التقطيع. لكنه لم يبالي لما شعرت به الروح من ألم؛ في نظره لم تكن روح شوانغ شيان مختلفة عن الطعام أو الشراب، مجرد مصدر للتغذية.

ومع صرخاتها الأخيرة، انمحت روح شوانغ شيان من الوجود.

قال وانغ تشين برضا:

"هممم… شبه سيد في مسار الزمن. هذا جيد… لننتقل إلى التالي."

" لا ... اتركني ارجوك "

" أااه .. عليك اللعنه "

" أيها الوغد الحقير .. نحن أبناء عشيرتك "

واحدة تلو الأخرى، التهم الأرواح المتبقية.

مع شروق الشمس، كان قد أنهى ابتلاع الثلاثة عشر روحًا كاملة، ووقف بروح أقوى من أي وقت مضى.

---

مع انبلاج الصباح، كانت ساحة النمور مكتظة بشباب القرية.

ضجّت الساحة بضحكات الشباب وهمساتهم، يملأون المدرجات الحجرية تحت أشعة الشمس.

في ركن جانبي، حيث يجلس بعض أسَياد الشباب المرموقين، قال أحدهم بسخرية:

"هل تظنون أن الجبان وانغ تشين يملك الجرأة ليأتي؟"

"ههه، كيف له أن يحضر؟ إنه مجرد قمامة حمقاء!" رد آخر، بينما تراقصت الضحكات الساخرة بين الحضور.

"حتى لو جاء، سيُسحق أمام الجميع. تمامًا كما حدث في المرة الماضية."

كان شاو شوانغ الوحيد الذي تحدث بجدية:

"لكني سمعتُ أنه يتدرب في قصر البحيرة تحت إشراف الزعيم الأكبر. ربما تغير شيء ما. لا تنسوا أنه ابن للسيد وانغ لي."

عبس مو تيان ثم قال ساخرًا:

"وماذا لو كان ابن الزعيم؟ القمامة تظل قمامة على أي حال."

وقف بجانبه فتى من عائلة وانغ شيا، وقال وهو يضحك:

"أراهن بـ100 حجر بدائي أن وانغ تشين لن يشارك في المسابقة! ههههه."

قال آخر:

"وأنا أراهن بخمسين حجرًا!"

ثم قال ثالث " وأنا سأراهن بحجرين ونصف أن وانغ تشين سوف يحضر المسابقة"

" إذاً سوف تخسرهم ، ههههه "

ارتفعت الضحكات والسخرية في الجو، وكأن اسم وانغ تشين لم يُذكر إلا كوصمة عار.

لكن فجأة، وفي لحظة كان فيها صخب الساحة في أوجه، انقطع صوتُ الضحكات.

عمّ صمت متوتر أرجاء الساحة، وكأن الجميع شعر بقدومه قبل أن يطل من البوابة.

ظهرت من بعيد هيئة شاب طويل القامة، يسير بخطوات هادئة ورصينة.

لم يكن سوى وانغ تشين.

وقف في وسط الساحة، ووجهه خالٍ من أي تعبير، لكن عينيه كانتا تشعان ببريق غامض.

نظر إلى الحشد في المدرجات بابتسامة باردة، وقال بصوت واضح:

"هل كنتم تتراهنون على غيابي؟!"

وفجأة، رن بعض الحراس جرس الساحة معلنين عن دخول السيد وانغ لي، الكبير فو ياو، ومجموعة من كبار شيوخ القرية، مضيفين إلى اللحظة جوًا من الهيبة والرهبة التي تركت الجميع بلا كلام.

2025/09/11 · 9 مشاهدة · 746 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025