في صباح اليوم التالي....استيقظ كوجا باكرا...تماما كما طلبت منه مايا...قام بواجباته الصباحية و ارتدى بدلة رياضية تساعده على التحرك بالخفة....ثم قام بوضع سيفه الصغير عنق التنين على ظهره....و توجه إلى المطبخ من أجل تناول فطور الصباح...و ما إن دخل إليه....لم يجد لا مايا و لا الفطور
" همم ؟ ما تزال نائمة ؟ تلك اللعينة "
ذهب كوجا بسرعة إلى غرفة مايا ثم قام بالدق في باب غرفتها و بصوت عال قال :
" أيتها اللعينة....هل ما تزالين نائمة ؟ لم طلبت مني الاستيقاظ باكرا إذا ؟ هيه لا يهم أنا ذاهب للبلدة لوحدي "
في تلك اللحظة فتحت مايا باب غرفتها....ببطء....و ما إن فعلت ذلك تغيرت ملامح وجه كوجا بمجرد رؤيته لوجه الفتاة النصف النائمة....فقال بذعر :
" م...ما هذا...ما الذي حل بوجهك ؟ "
كان وجه مايا منتفخا جدا من كثرة النوم....و عيناها كانتا شبه منغلقة...كانت تبدو كالزومبي تماما
" ص....صباح الخير " ذاك ما قالته مايا و هي تتمايل من شدة النعاس
ثم واصلت كلامها قائلة :
" ما به وجهي ؟ آه...تقصد الانتفاخ...؟ هذه هي حالتي...بعد أن أستيقظ من النوم "
ثم جلست على الأرض و هي تحدق في كوجا بغباء قائلة :
" دعني أجلس قليلا حتى أستوعب الأمور من حولي...."
شعر كوجا بالغضب....فصرخ قائلا :
" م...ماذا ؟ سأعطيك عشر دقائق فقط إن لم تجهزي نفسك...فسأرحل مباشرة...هيه لا أصدق أن بلهاء مثلك قامت بإعاقة المنظمة العديد من المرات "

****

جهّزت مايا نفسها بسرعة....ثم توجه الاثنان بعدها إلى البلدة من أجل التسوق....بعد أن نفذ الطعام من ثلاجة كوجا...و بعد أن نفذت العدة الطبية....و بذكر ذلك لقد صارت ساق كوجا في حال أفضل...فلو لم يكن صلب الجسد بفضل استخدامه المتواصل للرايم...حتما كان سيفقد ساقه في تلك المواجهة الشرسة التي دارت بينه و بين النايتكور

بعد مسيرة طويلة...وصل الاثنين إلى البلدة المجاورة و بمجرد دخولهما اليها لمح كوجا أمرا غير اعتيادي هناك...لقد كانت القرية مزينة بالأضواء البهية و الستائر الحريرية المزركشة...و أيضا كان كل سكان البلدة في الخارج يملؤون الشوارع....كانت البلدة في أبهى حلة...مما جعل ذلك من كوجا يشعر بنوع من الاستغراب فتحدث في نفسه قائلا :
" هذا غريب...هل سيقام مهرجان هنا يا ترى ؟...ربما يفعلون ذلك عادة....فأنا لا آتي الى هنا كثيرا "
بمجرد عبور الاثنين على الجسر الصغير المؤدي إلى مدخل البلدة....صاحت مايا من شدة التعب مخاطبة كوجا بتذمر وهي تلهث قائلة :
" اوه اوه لقد وصلنا أخيرا...انت أيها اللعين...عليك أن تشتري سيارة أو ما شابه من اجل التنقل...لقد كان ذلك متعبا حقا "
" ولما علي فعل ذلك ؟ هذه المنطقة خاضعة للحقول الكهرومغناطيسية....لذلك لا يمكنني التنقل بواسطة دراجتي النارية "
" –بتذمر- آه آه...حسنا فهمت "
بعد أن صار الاثنان في منتصف البلدة....شعر الاثنان ببعض الاستغراب فالتفتا يمينا يسارا قائلين :
" أين هم أهل البلدة ؟ تبدو البلدة فارغة تماما....هذا غريب..."
لقد كانت البلدة خالية تماما من سكانها....و ذاك الامر مريب لحد ما...فتلك البلدة معروفة بحركتها في كل الأوقات
فقالت مايا :
" لما المكان فارغ تماما...أيها العميل....هل أنت متأكد من أنها ليست بلدة زومبي أو ما شابه ؟ "
رد كوجا :
" أمر غريب يحدث في هذه البلدة "
بينما كان يتحدث الاثنين...فجأة سمعا صوت أناس يتهافتون باسم شخص ما...و بصوت صاخب...كأنهم يقومون بالترحيب به أو ما شابه...مما جعل ذلك الأمر يثير فضول مايا...فخاطبت كوجا بحماس قائلة :
" أها هل سمعت ذلك ؟ أظن أنني فهمت ما يحدث....أعتقد أنهم يقيمون احتفالا ما ؟ هيا فلنذهب لتفقد الأمر....الصوت يأتي من الضفة الأمامية "
راحت مايا تركض في اتجاه المكان الذي كان يصدر منه صوت الهتافات....و الفضول يتلبسها...فصرخ كوجا بصوت عال بعد أن شعر بالضيق فجأة...قائلا :
" هاي هاي إنتظري لحظة....؟ "
تجاهلت مايا مناداة كوجا لها...و راحت تواصل ركضها....فتبعها هذا الأخير بهدوء

تماما كما توقعت مايا....لقد كان جميع أهل البلدة في الخارج....يحتفلون بأمر ما ؟ لقد كانوا يصيحون باسم شخص ما...كان ذلك حتما احتفالا ترحيبيا
" أيتها الغبية لا تركضي بهذه الطريقة مجددا لا أريد اثارة الشكوك من حولي " ذلك ما قاله كوجا بعد أن صار واقفا أمام مايا
ثم واصل حديثه قائلا :
" ما هذا ؟ يبدو أن شخصا مهما سيأتي إلى هنا "
التفت كوجا نحو مايا....بعد أن لفت انتباهه الوجه الغاضب الذي صنعته فجأة...فقالت مايا بهدوء
" سحقا....لابد أن يكون فردا من افراد المنظمة...."
" اممم و كيف عرفت ذلك ؟ ربما يكون صائد مجرمين مشهور سيمر على هذه البلدة "
أجابت مايا قائلة :
" الحفلات الترحيبية لا تقام بشكل عشوائي أبدا...على البلدة أن تأخذ التصريح من أجل إقامتها...و لن تسمح المنظمة بإقامة حفل ترحيبي بعضو من قوات صائدي المجرمين -بغضب- لا بد أنه حفل ترحيبي غير مصرح....و لن يعاقب عليه أهل البلدة....أنظر الى وجوههم....فهذه الوجوه...هذه الضحكات...هذه الهتافات....حتما كلها مزيفة...ما الذي يحدث في هذه البلدة ؟ "

لقد كانت وجوه أهل البلدة تبدو شاحبة...ذبلة...و كأنهم كانوا يشعرون بالخوف من أمر ما


2019/08/26 · 333 مشاهدة · 761 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024