12 - في عمق عينه اليمنى...رأيت وحشا


توجه الاثنان إلى المنزل بعد الذي جرى في البلدة....كانت مايا تحمل الكثير من أكياس البضائع بعد أن قام سكان البلدة بإعطائها بعض الإكراميات....نتيجة ما قام به كوجا لسكان البلدة....رغم أنه لم يفعل شيئا سوى إجراء محادثة صغيرة مع أدار مسؤول جمع الضرائب
كانت مايا تمشي بخطوات طفولية مرحة...فرحة بما أهداها سكان البلدة...فقالت بحماس :

" أوه...أنظر أنظر إلى هذا الكم الهائل من الطعام....لا أظن بأننا سنجوع بعد الآن...أنت أيها الوغد....سنعد الكثير من الأطباق اليوم..."

فأجاب كوجا بتغطرس :
" هيه...و من قال أنني سأسمح لك بدخول منزلي مجددا ؟...لقد قمت بعلاجي كما أردتِ و الآن بإمكانك الرحيل...لا تجبريني على قتلك بعد أن تم إلغاء المهمة... "
" هيه...لن أرحل...فجراحك لم تلتئم بعد...و أنت غبي لا تعرف كيف تعتني بنفسك...لذلك سأبقى حتى تشفى تماما "
تقدم كوجا خطوات نحو مايا بهدوء قائلا بصرامة :
" أيتها الفتاة....أعلم أن وراء قدومك أمرا ما....أصررت على معالجتي...و الآن تصرين على البقاء معي حتى بعد أن شفيت جراحي...هذا يعني أنك ترغبين بالبقاء في منزلي أكثر...ماذا ؟ هل تحاولين كسب ثقتي حتى أفشي أسرار المنظمة لكم ؟ هيه...أنا لست مهملا إلى تلك الدرجة....لهذا أنصحك بالابتعاد عني لأنني لن أتردد في قتلك...."
فجأة...وضعت مايا أكياس البضائع على الأرض....ثم قامت بوضع يديها داخل جيبي قفطانها الطويل...و التفتت نحو كوجا محدقة فيه بنظرات غريبة...قائلة بصرامة :
" أيها العميل....أنا....منذ تلك اللحظة التي انهينا فيها القتال بالفندق....اتخذت قراري الحاسم....و هو أن آخذك معي إلي مدينة صائدي المجرمين....أريدك أن تبتعد عن المنظمة المنافقة... فأنت مختلف عنهم تماما...لو انضممت إلى فيلقنا....متأكدة من أن الرئيسة س..... "
لم تكمل مايا كلامها حتى قام كوجا بمقاطعة كلامها بصراخ عال قائلا :
" فلتصمتي..."
ثم صمت قليلا....بعد ذلك واصل حديثه بهدوء تام :
" فلتصمتي فقط....لا أدري ما الذي يجري من حولي...تقومون بلوم المنظمة على كل كبيرة و صغيرة....و أيضا من قال أنني أفعل هذا من أجل المنظمة ؟...أنا...فقط أقوم بتنفيذ وصية معلمي الراحل...لقد وصاني معلمي بخدمة شعب القارة....لقد كان ذلك آخر أمر منه...لذلك أنا لن..."
اقتربت مايا من كوجا ثم قالت بنبرة جادة :
" قلت تحمي شعب القارة ؟ بماذا ؟ عن طريق قتلهم ؟ أو عن طريق تشريدهم ؟ أو عن طريق جعلهم فئرانا لتجارب قاتلة ؟ أنت مجرد دمية يتم التحكم فيها...هذه هي الحقيقة التي عليك التأكد منها بنفسك...."
قامت مايا بحمل أكياس البضائع مجددا و هي تنظر في كوجا....ثم قالت بهدوء :
" لذلك أنا لن أعود إلى الديار إلا و أنت برفقتي "
كانت نظرات مايا نحو كوجا غبية تماما....المسكينة ظنت أن نظراتها كانت تبدو جادة و صارمة...لكنها جعلتها تبدو ألطف و أظرف....استدار كوجا مواصلا سيره قائلا :
" سأثبت لك لاحقا بأنك مخطئة بشأن المنظمة....و سأثبت بأن سكان هذه القارة ناكرون للجميل فقط....الآن إفعلي ما يحلو لك "
ابتسمت مايا مواصلة السير وراء كوجا بخطوات مرحة قائلة :
" سنرى أي نوع من شباك الصيد ستستعمل لإخفاء وهج الشمس....يا أيها العميل "
بينما كان الاثنان يمشيان عائدين إلى الديار....فجأة شعرا بحضور قريب...و كأنه يتم مراقبتهما...لقد كان الاثنان يسيران على طريق ريفية طويلة...مطلة على غابة نائية واسعة...فأثار انتباههما حضور ما من جهة الغابة
فقال كوجا في نفسه :
" حضور مخفي ؟ من هذا الغبي الذي يتجسس علينا ؟ "
ثم قالت مايا :
" همم ؟ لقد شعرت بنية القتل تأتي من هذه الغابة...إن حدسي لا يخطأ "
فجأة توقف كوجا عن السير....مستديرا نحو مايا قائلا بنبرة غبية بعد أن أشار إليها
" آه...أيتها الفتاة تذكرت شيئا.....هل اشتريت الدواء ؟ كما تعلمين لن أستطيع النوم من دون الدواء....فعظام ساقي لم تلتئم بعد "
أجابت مايا بنبرة غبية أيضا بعد أن فهمت ما كان يقصده....قائلة :
" آه...ق...قلت الدواء ؟ أووه لقد نسيته تماما...-بضحكة- معك حق أيها العجوز فعظام جسدك صارت هشة تماما.... و النوم من دون وضع المرهم على عظام ساقك سيجعل من النوم صعبا "
" آه...إ...إذا ما رأيك أن نفترق هنا ؟ عودي لشراء الدواء من البلدة و سنلتقي في المنزل "
صرخت مايا بطريقة غبية قائلة :
" آ...آه فكرة جيدة....فكرة جيدة حسنا أنا ذاهبة "
سار الاثنان بهدوء تام متفرقين عند تلك النقطة...بعد أن شعرا بالحضور الغريب

و بعد 1...
2...
3...

صرخ كوجا بصوت عال قائلا :
" الآن...."
فجأة و في تلك اللحظة....و بخفة عالية....تحرك الاثنان دافعين بجسدهما بكل قوة راكضين في اتجاه الغابة النائية محاولين محاصرة الجاسوس من الجانبين
...بعد لحظات من المطاردة....ظهر للاثنين ظل لشخص ما....فتحققا من الأمر...و كان حدسهما في محله و واصلا المطاردة

" هاااي انت توقف عندك...من تكون ؟ و لما كنت تتجسس علينا ؟ " ذاك ما كانت تصرخ به مايا بينما كانت تركض وراء الجاسوس

حتى أتت تلك اللحظة التي تمت فيها محاصرة الجاسوس في طريق نهايتها مسدودة بهاوية جبلية...لقد كان مظهر الجاسوس غريبا جدا...جسده كان محنطا بضمادات طبية ؟ ذاك ما كان يبدو عليه....كان يبدو كالمومياء تماما
" سحقا...لقد تمت محاصرتي "
تقدم كوجا خطوات نحو الأمام...مقتربا من الجاسوس الغريب قائلا :
" من أنت...؟ لما كنت تتجسس علينا ؟ هل قام أحدهم بإرسالك إلي ؟ "
ثم واصل كوجا حديثه في نفسه قائلا :
" هذا الحضور....ليس غريبا علي كثيرا...لكنه....يبدو حادا للغاية...هذا حتما حضور مستخدم رايم...علي أن أكون حذرا "
كان الجاسوس في وضعية الدفاع....و هو ينظر في الاثنين بحرص شديد....ثم أجاب كوجا على تساؤلاته قائلا :
" لست مجبرا على الإجابة....أليس كذلك ؟
ثم واصل حديثه مخاطبا نفسه قائلا :
" لقد انتهت المهمة الأولى...علي العودة إلى المركز من أجل إعطاء تقريري....نظرا لحالتي الجسدية الحالية يبدو أنني غير قادر على تفجير طاقتي الجديدة....لذلك علي الفرار بسرعة و إلا سينتهي بي المطاف ميتا "
التفت الجاسوس نحو مايا محدقا فيها بنظرات استغراب مكملا الحديث في نفسه....
" هكذا إذا أيها العميل إبسيلون....ستندم على فعلتك هذه لاحقا "
اقترب كوجا من الجاسوس أكثر بعد أن بدت على وجهه علامات الصرامة التامة ثم قال بنبرة مرعبة :
" هذا آخر إنذار لك....أخبرني من تكون و إلا أنهيت وجودك في هذا المكان "
يبدو أن كوجا بدأ يشعر بالغضب....لذلك في تلك اللحظة استدار نحو مايا قائلا بنبرة صارمة
" أيتها الفتاة....إن أردت البقاء حية فابتعدي من هنا "

ما إن غفل كوجا عن الجاسوس لوهلة...استغل الجاسوس تلك اللحظة...
"هذه فرصتي..."
فقام بإخراج صفارة صغيرة...كأنها صفارة كلاب أو ما شابه...ثم قام بالنفخ عليها بقوة ليصدر منها صوت قوي جدا لا يسمعه البشر....لكن يمكن أن تسمعه أشرس مخلوقات الغابة...
فجأة حدث ما لا يحمد عقباه...حلقت طيور الغابة في السماء و في اتجاهات مختلفة و كأنها شعرت بالخوف من أمر ما...و بدأت أشجار الغابة في التحرك والأرض في الارتجاف من تحت أقدام الجميع....و كأن شيئا سيئا سيحل

هذا الصوت....هل هو صوت وطء اقدام..............؟؟؟

" ما...ما الذي يحدث هنا ؟ " ذاك ما قالته مايا و هي تلتفت يمينا يسارا...بعد أن سمعت صوتا غريبا يقترب بسرعة...
فجأة و بعد أن كان كوجا واقفا في مكانه يهز رأسه يمينا يسارا باحثا عن مصدر الصوت....شعر هذا الأخير بأنفاس تحرّك شعر رأسه من الخلف....فقام برفع رأسه بهدوء....
ليرى وجه دب عملاق يحدق فيه بنظرات بريئة.....لم تظهر على الدب أي آثار توحي على أنه كان غاضبا أو ما شابه....لكن جسده كان مليئا بالكدمات و الخدوش....لقد كان ضخما كالوحش...هذا الدب حتما غير ودود...فقال كوجا بهدوء مخاطبا الدب...
" همم ؟ ماذا تريد ؟ "
في لمح البصر قام الدب بتلويح يده بقوة كبيرة....جعلت كوجا يقذف نحو الأمام بسرعة هائلة...
" ث...ثقيلة "
اصطدم كوجا بحوالي أربع أشجار متتالية...فتحطمت جميعها بسبب صلابة جسده...أما الشجرة الأخيرة فقامت بامتصاص باقي الصدمة ليسقط كوجا أرضا...استغل الرجل المحنط الوضع الذي كان فيه كوجا وفر هاربا
" إ...إنتظر أيها الوغد...لا تهرب "
" أيها العميل...هل انت بخير ؟ " ذاك ما قالته مايا في ذعر شديد

راح الدب يخطو بسرعة كبيرة نحو كوجا....و من نظراته المرعبة تلك....و أنيابه المكشرة....يبدو أن هذا الدب مستعد لقتل كوجا

*هدييير.....هدييير*

ماهي إلا خطوات معدودة حتى يقوم بافتراسه...فجأة...حدث أمر غريب....فبدل أن يلوذ كوجا بالفرار....جلس هذا الأخير متكئا على الشجرة التي كان ساقطا بالقرب منها....و رأسه و نظره موجهان نحو الأسفل...
" ..... "
و ما إن نظر الدب في وجه كوجا....بعد أن تغير شيء ما به...توقف الدب عن الركض فجأة...جالسا على الأرض و هو يحدق في كوجا و كأنه خضع تماما....ما الذي جرى للدب يا ترى ؟
حدقت مايا في كوجا لبضع لحظات....مدققة في قسمات وجهه....و أمر ما لمحته فيه من بعيد جعلها تشعر باستغراب
" ما...ما هذا ؟ "
رأت مايا شيئا غريبا قد حدث لكوجا....عينه اليمنى بدت غريبة لسبب ما....
كما لو أنها كانت تلمع للحظات....
ذلك حتما ليس انعكاسا للشمس أو ما شابه....
لقد كان أمرا غريبا للغاية.......لكن هل خيل لمايا ذلك يا ترى ؟ هل يمكن أن البعد بينهما قد جعلها تتوهم ذلك ؟

بعد أن رأت مايا الدب غافل عن أمره....استغلت الوضع و قامت بحمل إحدى الأشجار التي تسبب جسد كوجا الصلب في تحطيمها...فقفزت في الهواء عاليا...وقامت بتلويح الشجرة في اتجاه الدب مهاجمة إياه...ما إن استدار الدب نحو الخلف بعد أن لاحظ حضور مايا....رأى جذع الشجرة العملاق يقترب من وجهه بسرعة حتى صفع به بقوة.....فسقط مغشيا عليه تماما...راحت مايا مسرعة نحو كوجا من أجل الاطمئنان عليه
" أيها العميل....هل أنت بخير ؟ "

رفع بطلنا رأسه ملتفتا إلى مايا...ثم قال بهدوء :
" همم ؟ ما الذي جرى ؟ "
بعد ذلك لمح الدب المغشي عليه بالقرب منه
" ما هذا ؟ دب بري ؟ ما الذي جرى هنا ؟ "
يبدو أن كوجا لم يعي ما كان يحدث....
" ما الذي تقصده ؟ لقد قام الدب بمهاجمتك منذ قليل....هل أنت بخير ؟ "
فرك كوجا رأسه و هو يشعر بالغرابة...ثم خاطب مايا قائلا :
" قلت هاجمني.....هذا الدب ؟ متى حدث ذلك ؟ "
" همم...غريب ما الذي جرى لك يا ترى....؟ حتى أن شكلك كان يبدو غريبا نوعا ما منذ قليل...أو ربما خيل لي ذلك فقط ؟ "
لم يفهم العميل شيئا مما كانت تقوله مايا....و فجأة تذكر الجاسوس الذي كان يتجسس على الاثنان فقال بصوت عال
" مهلا لحظة.....ذاك الشخص....أين ذهب ؟ هل هرب ؟ "
" يبدو أنه قد فر من هنا....هل ميزت حضوره ؟ "
أجاب كوجا قائلا :
" لا...لقد كان حضوره حادا جدا و مألوفا نوعا....لكن لا أظن أنني أعرف صاحبه....الأمر غريب...كان يبدو في عجلة من أمره....لماذا تجنب القتال إذا كان بتلك القوة ؟ "
" ماذا نفعل الآن ؟ "
فرك كوجا رأسه مجددا مجيبا على سؤال مايا قائلا :
" إن كان جاسوسا من المنظمة فسأكون في ورطة كبيرة....خاصة إن عرف أنك النايتكور "
" هكذا إذا لم أفكر في الأمر...ماذا سنفعل إذا ؟ "
" سنعود إلى المنزل...من أجل أخذ مسدسي الموونسول....عندها سنفترق هناك....علي أن أعود إلى المنظمة لكي أشرح سوء التفاهم الذي حصل..."
شعرت مايا ببعض الضيق من جواب كوجا...
لكنها هدأت قليلا بعد أن واصل حديثه...
" لا تقلقي....سأحاول رفض المهام التي تنص على قتلك...لذلك منذ الآن نحن لسنا عدويين...و الآن فلنعد أدراجنا "
لم تجد مايا ما تقوله....شعرت بأن أمر اقناع كوجا بالانضمام إلى فيالق صائدي المجرمين...صار بعيدا نوعا ما....لذلك كل ما استطاعت فعله أنذاك هو تقبل الأمر فحسب....فجأة و بعد أن أنزلت مايا رأسها نحو الأسفل و هي تشعر بالإحباط....وقعت عيناها على شيء لامع بالقرب من قدمي كوجا....فقالت باستغراب :
" أيها العميل....ما ذاك الشيء بالقرب من قدميك ؟ "
" همم ؟ أين ؟ "
أنزل كوجا رأسه متفقدا الأرض...ليري.........
" ما هذه ؟ تبدو ك........قلادة ؟ "
لقد كان الشيء اللامع الذي أثار انتباه مايا هو....قلادة ملقية بجانب قدمه....تحمل بداخلها صورة لامرأة....لم يستطع كوجا التعرف عليها....لكن يبدو أن لمايا فكرة عما تكون تلك القلادة...
فصاحت بصوت عال قائلة :
" هذه....القلادة...إنها تشبه قلادة الصغيرة صوفي "
" همم ؟ و من تكون هذه الفتاة ؟ "
أجابت مايا باستغراب شديد....
" صوفي هي حفيدة زعيم مدينة إزميليا...المدينة التي تأوي فيالق صائدي المجرمين...أنا متأكدة من أنها قلادتها من دون أدنى شك....إنها حتما هي "
حدق كوجا في القلادة جيدا قائلا :
" لا بد أن الجاسوس من قام بإسقاطها....لكن رغم ذلك تبدو مألوفة لدي أنا أيضا و متأكد أنها مرت علي من قبل....لذلك لا يمكنني أن أحكم بشيء....لا يمكننا الجزم بأنها تعود لأحد صائدي المجرمين....لكن لا يمكننا التغاضي عن هذا الأمر...."


****


عاد الاثنان إلى المنزل بسرعة ... و صارا يقفان بعيدا عنه نوعا ما....مختبئان وراء الأشجار المحيطة بالمنزل ؟ ذلك ما كان يبدو عليه الأمر....لقد اكتفى الاثنان بالتحديق فيه من بعيد...و الحذر من أن يكون الجاسوس في المنطقة
" إن حدسي لا يخطأ...أشعر و كأن بالمنزل شخص ما ينتظرني..." ذاك ما قاله كوجا بصوت جد خافت
فأجابته مايا قائلة :
" ما الذي تقصده ؟ "
أجاب كوجا :
" لابد أنه تم تلغيم المنزل أو ما شابه...."

.في تلك اللحظات...و بينما كان الاثنان يحدقان في المنزل بهدوء............

*ووووف*

........!!!!!

.....!!!!!!!!

" أيها العميل...ما هذه الهالة ؟؟؟ هل....بامكانك.....؟ "
تراجع كوجا خطوات نحو الخلف قائلا :
"هذه الهالة.....هل يعقل أنها ل.... "

شعر الاثنان بهالة رايم ليست بعادية تنبعث من منزل كوجا...فعرفا حينها أن بالمنزل شخص ما....تلك الهالة...لم تكن عادية...لقد كانت رهيبة و مرعبة جدا...الرغبة في القتل....الرغبة في التمزيق....الرغبة في التعذيب...كل ذلك الحضور جسّد رايما وحشيا و قاتلا كان محررا داخل منزل كوجا

" ماذا سنفعل الآن ؟ إن مسدسك بالداخل...ألن تدخل لإحضاره ؟ "
وقف كوجا في مكانه من دون قول شيء....و كأنه كان مصدوما للحظات....بعد ذلك قال :
" فهمت....فلنرحل من هذا المكان....فمسدسي الموونسول بأمان "
ثم استدار نحو الخلف راحلا من المنطقة....و مواصلا كلامه قائلا :
" أنا الآن في حالة طوارئ....لا بد أن المنظمة تعتبرني خائنا الآن....علي الاختفاء لمدة وجيزة حتى تهدأ الأمور قليلا....و في نفس الوقت علي التحري عن صاحب القلادة "
التفتت مايا نحو كوجا قائلة :
" إلى أين ستذهب ؟ هل لديك مكان تلجأ إليه ؟ ستقوم المنظمة بالبحث عنك...و أول من ستلجأ اليهم هم معارفك حتما "
فرك كوجا رأسه ثم قال :
" أعلم...لا أظن أن لدي أي مكان أذهب إليه....إذا قمت بالحجز في أي فندق...سيتم تعقبي حتما...إذا استعملت أي هاتف خلوي...سيتم تعقبي أيضا عن طريق تقنية مطابقة الصوت....سحقا لقد تعقدت الأمور علي "
ابتسمت مايا بعد أن خطرت على بالها فكرة جهنمية....أو ربما كانت تنتظر مثل هذه اللحظة أن تحين...فقالت بنبرة مرحة :
" هكذا إذا....ما رأيك أن....تأتي معي إلى مدينة صائدي المجرمين ؟ يمكنك أن تحتمي هناك ريثما تهدأ الأوضاع قليلا كما قلت....و أيضا يمكننا أن نتحرى بشأن القلادة التي أسقطها الجاسوس...هل أنت موافق ؟ "

" -بنرفزة- قلت...مدينة صائدي المجرمين ؟ هل تنوين قتلي أو ما شابه ؟ أنا مطلوب عند جميع الفيالق...ذلك سيزيد الأمر سوء فقط "
ابتسمت مايا ابتسامة عريضة قائلة :
" أوه إذا كان ذلك ما يقلقك فلا تقلق بشأنه...فلن أبوح بسرك مطلقا....في الأخير...أنت عميل سري لم يرى أحد من العامة وجهك من قبل "
لم يستطع كوجا أن يقبل طلب مايا....ففي الأخير تعتبر المنظمة صائدي المجرمين كألد أعدائها...لكن لم يكن لكوجا أي خيار آخر....خاصة أن بحوزته دليل تركه الجاسوس خلفه....تلك القلادة لابد أن يتحرى عنها
و بعد لحظات من ضيق النفس استطاع كوجا أن يقولها أخيرا

" حسنا حسنا سآتي معك أيتها اللعينة....لكن بشرط أن لا تفشي سري...أتمنى أن لا أجد المزيد من الجواسيس هناك "
لقد نجح الأمر حقا ؟....لقد استطاعت مايا أخيرا اقناع كوجا...
صرخت مايا بصوت عال و بنبرة غبية تماما قائلة :
" يوهو....لقد تقرر الأمر...هيا بنا فلننطلق بسرعة...إلى مدينة إزميليا....فلا أكاد أستطيع انتظار ملاقاة أعضاء فيلقي بعد طول ذلك الغياب "

ملاحظة :
تنقسم قوات صائدي المجرمين إلى عدة فيالق...لكل فيلق رئيس و نائب رئيس , الفيلق الذي تنتمي اليه مايا يدعى بفيلق العنقاء لهذا رأينا في الفصل الثالث أن البرقية المزورة التي وصلت مايا كانت تحمل ختم العنقاء

2019/08/26 · 377 مشاهدة · 2437 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024