لم يكن بين يدي كوجا أية حيلة سوى اللجوء إلى قرار مايا....و الذهاب لمدينة صائدي المجرمين....من أجل الاحتماء هناك حتى تهدأ الأوضاع قليلا...وأيضا من أجل التحقيق في أمر القلادة ، بشرط أن لا تكشف مايا عن هويته أمام الجميع وبعد موافقتها على ذلك انطلقا مباشرة نحو المقر...
تقع مدينة إزميليا المقصود الذهاب إليها في الضفة الشمالية من الأرض الغامضة....لذلك قام الاثنان بأخذ القطار السريع من أجل الوصول إلى هناك في مدة وجيزة....

و بعد مدة يوم كامل...وصل الاثنان أخيرا إلى المدينة...فلمحا من بعيد البوابة العملاقة لمدينة صائدي المجرمين

" اااه وصلنا اخيرا...إنها مدينة إزميليا...لقد اشتقت إليها حقا "

تعريف بالمدينة :

إزميليا هي مدينة كبيرة محصنة....لا يمكن لأفراد المنظمة الخاصة الدخول اليها....كونها محاطة بسور حديدي عظيم على شكل نصف قبة...يبلغ ارتفاعه حوالي كيلومترين....لقد تم شراء أرض المدينة من طرف نبلاء معارضين لنظام المنظمة الظالم.....لهذا لا يمكن دخولها بسهولة خاصة أفراد المنظمة الخاصة....فذلك الأمر شبه مستحيل بالنسبة لهم....كما أن نبلاء القارة ساعدوا على بناء هذه المدينة و ازدهارها....من أجل دعم صائدي المجرمين على إعاقة مخططات المنظمة

" هذه المدينة....كبيرة حقا.....أتساءل كيف تبدو من الداخل "
وصل أخيرا كلاّ من كوجا و مايا إلى المدينة المطلوبة...وهاهما الآن يقفان أمام البوابة العملاقة بعد أن نزلا في محطة المدينة...فقابلهما حارس البوابة العملاقة....و كان رجلا ذو جسد ضخم جدا....مناسب لأن يكون حارسا لمدينة كتلك....
فخاطب الحارس مايا قائلا :
" اوهوووه مايا....هل هذه انت حقا ؟ مرحبا بعودتك....أين كنت كل تلك المدة ؟ "
توسعت عينا مايا و ابتسمت ابتسامة عريضة بعد أن رأت حارس المدينة فخاطبته بفرح شديد...قائلة :
" اووه سيد كلارك....لقد اشتقت إليك حقا...."
ثم فركت رأسها مواصلة حديثها بحرج قائلة :
" كما تعلم يا سيدي....لقد تحطمت نصف المدينة المجاورة في مهمتي الأخيرة....فطلب سكانها تعويضا على إهمالي...لذلك خرجت من المدينة من أجل العمل لتسديد الفاتورة....لم أجمع نصف المبلغ حتى....كما أن الرئيسة اللعينة رفضت مساعدتي عقابا على إهمالي "
" –بضحكة- هكذا إذا....عليك أن تبحثي عن عمل ملائم إذا "
فجأة....بدأ كوجا يضحك بهيستيرية بعد ما سمعه من مايا قائلا :
" كما توقعت لا حدود لغبائك...لقد أعطيتك بطاقتي المصرفية الخاصة عند ذهابنا للتسوق....كان بإمكانك أن تحولي بعض المال إلى حسابك و تلوذي بالفرار..."
أجابت مايا بغضب....
" ماذا....؟ هل انت مجنون ؟ هل تعتقد أنني لصة ؟ كما توقعت إن علاقتك مع الرب متدهورة تماما "
فرك كوجا رأسه قائلا :
" ما أغباك لما لم تخبريني بذلك..."
ثم واصل حديثه مخاطبا الحارس...بعد أن التفت اليه
" أيها العم...هل أجد عندك قصاصة ورقية و قلم ؟ "
نظر الحارس في كوجا باستغراب...ثم أجاب على سؤاله قائلا :
" اه بالطبع..."
اتجه الحارس نحو بيت الحراسة الصغيرة بالقرب من بوابة المدينة....محضرا ما طلبه منه كوجا وقدمه له...في تلك اللحظة التي سلم الحارس لكوجا ما أراده....شرع بطلنا في الكتابة على القصاصة الورقية...وبينما كان كذلك....
خاطب الحارس الآنسة مايا بصوت خافت لا يسمع قائلا :
"هاي....مايا من يكون هذا الفتى الغريب ؟ لا يبدو أنه من أهل المدينة "

أجابت مايا قائلة باستغراب
" اممم انه صديق جديد لي....سيبقى معنا لبعض الوقت....لكن ما الذي يكتبه يا ترى ؟ "
فجأة انهى كوجا الكتابة قائلا :
" تفضلي هذه العنوان البريدي....يمكنك أن تشتري أو تسحبي ما تريدين من المال لكن لمدة شهر فقط.... الآن...لقد رددت لك الدين الذي كان بيننا.....لهذا فلا شيء بيننا "
تراجعت مايا خطوات نحو الخلف من شدة الذهول فصاحت قائلة :
" مهلا لحظة....أ...أنت تمزح....صح ؟ لا يمكنني قبول ذلك...فهذا كثير "
تنهد كوجا مجيبا :
" لا تفهمي الأمر خطئا...أنا فقط أشفق على أهل المدينة الذين سيملون من الانتظار "
شعرت مايا بفرحة غامرة....و كأنها لم تصدق ذلك...بل لم تصدقه حقا.....يبدو أنه يوم سعدها....فقالت بفرح شديد :
" انا حقا متشكرة لك...أعدك بأن أرد لك المال قريبا "
ثم واصلت حديثها بحماس كبيرة قائلة :
" شكرا لك مجددا...لابد أن أعرفك قريبا على أفراد فيلقنا هيا فلندخل المدينة اذا.... "

2019/08/26 · 296 مشاهدة · 610 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024