دخل كل من كوجا و مايا المدينة بعدما سمح لهما الحارس بالمرور....لقد كانت المدينة تبدو جميلة جدا من الداخل...المنازل الفاخرة المزينة بالأقمشة الحريرية ذات جودة فريدة من نوعها....و المحلات التجارية الراقية في كل مكان....يمكنك إيجاد كل ما ترغب به في هذه المدينة...ففي الأخير هذه مدينة خاصة بالنبلاء....قام الاثنان بالتوجه مباشرة الى مقر فيلق العنقاء و بعد عشر دقائق من المشي وصل الاثنان الى المركز
" أنظر هذا هو مقر فيلق العنقاء...أليس رائعا ؟؟ "
كان المقر كبيرا جدا و واسعا بحجم القصر....لكن الشيء الذي سيلفت انتباهك أكثر هو شعار الفيلق المصنوع من الفضة اللامعة....في الحقيقة كل مراكز صائدي المجرمين مصنوعة بهذه الدقة و الأناقة....أعجب كوجا بتصميم المركز كثيرا....فقال بانذهال :
" هل هذا مركز أم قلعة ؟....!! يبدو أن ذوق رئيستكم رفيع جدا "
التفتت مايا نحو كوجا قائلة بنبرة استهزاء....
" نعم....فرئيستنا ليست بخيلة مثلك...كل ذلك المال و تعيش في بيت رديء كذاك "
أجاب كوجا بانزعاج....
" همم ؟ و لما أنا في حاجة إلى منزل بهذه الضخامة ؟....أنا عميل خاص....لا إمبراطور "

بينما كان الاثنان يتحدثان بجوار بوابة المركز لفت انتباه كوجا فتاة في الجانب الآخر من الرصيف بشعر أحمر لامع و طويل....عينان زرقاوتان و جسد طويل....وجه جميل و منير كالقمر....لقد كانت تلك الجميلة تتعرض للتنمر من طرف بعض من حثالة المدينة.....كان الجميع يرى ما كان يحدث هناك....لكن لم يتجرأ أحدهم على إيقافهم....يبدون أقوياء....ذوي أجساد ضخمة...لكنهم أغبياء لادعائهم بأنهم من المنظمة و في مدينة صائدي مجرمين....من أزياء أفراد العصابة تلك يمكن القول أنهم تجار مصرح بدخولهم....لكن بما أنهم لا يعلمون حقيقة هذه المدينة جيدا...لابد إذا بأنهم تجّار جدد أتوا من خارج القارة
" هاي أيتها جميلة....ما الذي تفعلينه وحدك في مدينة كهذه ؟...اهوه ألم تحذرك أمك من النمور الخطرة التي تجوب المدينة ؟ هل تودين أن تحظي ببعض المرح معنا ؟ هيا لا يمكنك أن ترفضي أمرا من المنظمة...أليس كذلك ؟ "
كان أفراد عصابة التجار خارج دوام عملهم....لقد اعتادوا فعل مثل هذه الأمور باسم المنظمة بعد أن عرفوا بأن جميع سكان الأرض الغامضة يخشون المنظمة كثيرا....لكن الغريب في الأمر هو أن الفتاة لم تبدي أي مشاعر خوف أو قلق....كأنها كانت تشعر بالملل و الضجر ؟ ذاك ما كان يوحي به وجهها الحسن....و كأنها كانت تنتظر رئيس العصابة أن يفرغ من كلامه فحسب
فجأة تحرك جسد كوجا من تلقاء نفسه بخطوات هادئة....متجها نحو الرصيف المقابل للمركز...ما الذي كان ينوي فعله يا ترى ؟ لنرى.....
لاحظت عصابة التجار اقتراب كوجا منهم فاستدار الجميع نحوه....و بدأوا التحديق فيه
" هاي أيها الأخ....هل لديك ما تفعله معنا ؟ " ذاك ما قاله زعيم العصابة مخاطبا كوجا....بنبرة تعال
أجاب كوجا باستهزاء قائلا :
" أنت هل قلت منذ قليل....نمورا خطرة ؟ أين هي النمور ؟ أنا لا أرى هنا سوى القطط المتسولة...."
ما ان التفتت صاحبة الشعر الأحمر نحو كوجا....توسعت عيناها لأقصاهما....و كأنها شعرت بالذعر عند رؤيتها له....و كأنها لم تصدق ما كانت تراه....فقالت في نفسها بتردد شديد :
" هذا الشخص....إنه...."
شعر أفراد عصابة التجار بالإهانة الشديدة....فصرخ أحدهم بصوت عال معبرا عن استياءه قائلا :
" ايها الوغد كيف تجرأ على قول ذلك......من تكون أيها الحثالة ؟ سنقطع لسانك القذر ذاك "
فجأة صرخت مايا بصوت عال من الرصيف المقابل مخاطبة كوجا قائلة له :
" هااااي يا هذا.....هل صدقت الآن أن لسانك قذر حقا ؟ "
استدار كوجا نحو مايا صارخا بصوت عال....
" فلتصمتي أيتها العجوز الثرثار اللعينة....لا تكوني في صف الأعداء فجأة.."


****

قال رئيس العصابة باستهزاء :
" اووه تبدو مضحكا حقا....كيف يمكن لأخرق مثلك أن يكون ندا لنا ؟...سألقنك درسا لن تنساه أيها الشقي "
انطلق رئيس العصابة بسرعة في اتجاه كوجا مسددا لكمة ثقيلة جدا نحو جبهته و هو ينوي تحطيم رأسه...غبي لا يعلم مع من يتعامل....أتساءل كيف ستكون ردة فعله لو عرف أن هذا الفتى هو حرف من الحروف القاتلة

لم يتحرك....كوجا من مكانه بل لم تزحزح اللكمة رأسه حتى....إن جسد كوجا صلب جدا فكما قلنا سابقا إن تحرير بخار الرايم يزيد من صلابة الجسد و يزيد من مرونته...و هذا ما جعل هجوم فرد العصابة يبدو عاديا جدا أمام مستخدم رايم قوي
" م...مستحيل...ما..."
حدق رئيس العصابة في عيني كوجا بخوف شديد....و كأنه شعر بفرق القوة الشاسع بينه و بين كوجا...فقال بخوف شديد :
" و...وحش ؟ "
" هل هذا كل ما لديك ؟ و تسمي نفسك عضوا من أفراد المنظمة ؟ غبي مثلك يصلح أن يكون أداة تمرين لأطفال المنظمة...فلتغرب عن وجهي "
تحدث افراد العصابة فيما بينهم بخوف شديد....بعد أن رأوا ما حدث لزعيمهم....فتراجعوا خطوات عدة نحو الوراء...و الخوف يتلبسهم....فلكمة كتلك....حتما لن ينجو منها الأشخاص العاديين
" يا...يا الاهي...من يكون هذا الشخ....شخص....اللكمة التي قامت بقذف رئيس عصابة الدراجات النارية إيجما تم إيقافها بكل تلك السهولة ؟ ما هذه القوة الجنونية...هيا يا رجال...فلنهرب بسرعة "
هرب رجال العصابة بسرعة بعدما رأوا قوة كوجا...صلابة الجسد التي لا يمكن للكمة بشرية أن تحطمه....و فوق هذا....ما الذي رآه زعيم العصابة في عمق عيني كوجا ؟ و ما الذي جعله ينعته بالوحش ؟ بل لماذا انسحب بعد توجهيه لكمة واحدة فحسب
" آه...إنهم حمقى حقا...."
التفت كوجا نحو صاحبة الشعر الأحمر....بعد أن انتابه الفضول بشأنها....فوجدها قد غادرت المكان دون قول شيء...فقال بطلنا في حيرة من أمره
" أين اختفت تلك الفتاة يا ترى ؟...أشعر.....و كأننا تقابلنا من قبل "


2019/08/26 · 357 مشاهدة · 824 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024